انتهيت مؤخرا من قراءة كتاب «رقصة القمر مع أنشتاين» (Moonwalking with Einstein) للكاتب جوشوا فوير وهو كتاب يجمع بين السرد الشخصي والتاريخي والعلمي لاستكشاف تقنيات تحسين الذاكرة والقدرات العقلية. الكتاب يتناول رحلة الكاتب الشخصية التي بدأت أثناء عمله كصحفـي لتغطية مسابقة الذاكرة، لكن الأمر استهواه فقرر أن يشارك كمتسابق ممثلًا لبلاده فـي هذه المسابقة، ليحرز بعد عام من التدريب لقب بطل الولايات المتحدة الأمريكية فـي الذاكرة، بعد أن استفاد خلال تغطيته للمسابقة من تقنيات حديثة وقديمة مثل استخدام «قصر الذاكرة» لتخزين المعلومات بشكل فعّال.
ويشدد الكاتب على أن الهدف من تحسين الذاكرة ليس مجرد تخزين المعلومات، بقدر ما هو تغيير طريقة تفكيرنا فـي المعلومات ذاتها وتحليلها. ذلك أن الذاكرة ليست مجرد وسيلة لتذكر الحقائق، بقدر ما هي أداة لتعزيز الإبداع والتفكير النقدي.
علاوة على ذلك، يعزز الكتاب فكرة أن امتلاك ذاكرة قوية لا يعني بالضرورة النجاح فـي الحياة، فالتحدي الحقيقي يكمن فـي كيفـية استغلال هذه القدرات لتحقيق أهداف ذات معنى.
فـي نهاية الكتاب، يستعرض فوير تجربته الشخصية مع الذاكرة وكيف غيّرت هذه الرحلة رؤيته لنفسه وللعالم، بعد أن اكتشف بأن الذاكرة ليست مجرد مجموعة من المعلومات، بل هي جزء من هُويتنا وثقافتنا، هي شخصيتنا ببساطة. الذاكرة ليست أداة للماضي فحسب، بل هي وسيلة لبناء مستقبل أكثر إبداعًا ومعرفة. وهذه الجزئية بالذات جعلت الكاتب يتساءل إن كنا قد أخطأنا فـي تغيير نظام التعليم الذي كان قائما على الحفظ، لأن ما توصل له العلم أننا لا نستطيع أن نطور مهارات التحليل، والتفكير، والتخيل والإبداع، بدون معلومات أساسية قضينا جُل حياتنا فـي تجميعها، فبدون ذاكرة لا يمكن أن نتعلم ببساطة.
المصدر: لجريدة عمان
إقرأ أيضاً:
وسط الاحتجاجات.. ترودو يثير غضب الكنديين بسبب رقصة| فيديو
انتقادات واسعة طالت رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو، بعد تداول مقطع فيديو له وهو يرقص في حفل للمغنية تايلور سويفت، وسط اندلاع مظاهرات عنيفة في مدينة مونتريال.
وكان ترودو حضر حفل المغنية الأمريكية تايلور سويفت في تورونتو مساء الجمعة، وأظهر مقطع فيديو منتشر على منصة “إكس”، ترودو وهو يرقص ويغني على أنغام أغنية "You Don't Own Me" قبل أن يصعد مع سويفت إلى المسرح.
وفي الليلة نفسها، شهدت مدينة مونتريال احتجاجات دموية، ومواجهات عنيفة بين الشرطة ومئات تظاهروا ضد حلف شمال الأطلسي (الناتو)، الذي يجتمع في مونتريال.
وأطلق المتظاهرون المناهضون للناتو قنابل دخان وساروا في شوارع مونتريال حاملين الأعلام الفلسطينية.
وتقع تورنتو على بعد حوالي 280 ميلاً إلى الغرب من العاصمة الكندية أوتاوا و330 ميلاً إلى الغرب من منطقة مونتريال التي يمثلها ترودو.
وبحسب صحيفة “مونتريال جازيت”، تطورت المظاهرات لمواجهات عنيفة مع الشرطة وإحراق لسيارات.
وانتقد عدد من الكنديين "عدم اكتراث" ترودو للأزمة التي وقعت في شوارع مونتريال، بينما يقوم بالرقص والغناء في حفلة موسيقية.
واعتبر البعض مشهد رقص ترودو مع احتجاجات مونتريال، معبرا عن سوء إدارة رئيس الوزراء للبلاد، مع تزايد المطالب برحيله عن منصب رئيس الوزراء.