السكان الأصليون يواجهون تحديات جراء جفاف الأمازون
تاريخ النشر: 20th, October 2024 GMT
يسير أفراد من مجموعة "ياغوا" من السكان الأصليين في منطقة الأمازون الكولومبية حاملين أطعمة وقنينة ماء كبيرة، على مساحة كانت تشكل في السابق قاع أحد أقسام نهر الأمازون انخفض تدفقه بنسبة 90% بسبب قلة الأمطار.
وقرب بلدة "ليتيسيا" (جنوب)، عاصمة مقاطعة "أمازوناس"، يعزل النهر الجاف قرية "ياغوا" وسكانها، البالغ عددهم 600 نسمة، بشاطئ رملي على مساحة ثلاثة كيلومترات.
وللوصول إلى أقرب نقطة تمدّهم فيها القوارب بالمواد والمستلزمات، يتعين عليهم المشي لساعتين، في وقت كان هذا المسار يستلزم 15 دقيقة عندما كانت مياه نهر الأمازون تمتد إلى أقصى مدى تراه العين.
حاملا فوق كتفيه قنينة ماء سعة ستة لترات وفّرتها له السلطات، يقول فيكتور فاسيلينو، وهو رجل من "ياغوا"، يبلغ 52 عاما، إنّ "المشي تحت الشمس الحارقة شاق"، مضيفا "من الصعب المشي على الرمال" التي لا تكون ثابتة في بعض الأحيان.
تشير الوحدة الوطنية لإدارة المخاطر والكوارث إلى أن تدفق نهر الأمازون انخفض بنسبة 90% في ليتيسيا الحدودية مع البرازيل والبيرو، والتي لا يمكن الوصول إليها إلا عن طريق القوارب.
ويقول كارلوس كاريّو مدير الوحدة "إنّ وسيلة النقل الوحيدة لعدد كبير من هذه المجموعات الأصلية هي النهر. ومع جفاف روافده، باتوا معزولين تماما" عن العالم.
"العودة إلى حياتنا السابقة"
بحسب "مرصد كوبرنيكوس الأوروبي"، يتزامن الجفاف مع أسوأ حرائق تشهدها منذ نحو عشرين عاما غابات الأمازون المطيرة التي تغطي مساحتها البرازيل بشكل رئيسي.
تسير ماريا سوريا وأفرد آخرون من مجموعتها الأصلية "ياغوا" لمسافات طويلة بهدف الوصول إلى "إيسلا دي لوس ميكوس" حيث تبيع حرفا يدوية للسياح.
تقول سوريا (55 عاما) مرتدية زي ياغوا التقليدي "إنّ الأمازون هي رئة العالم، وهي مذهلة، لكنها ليست مناسبة لنا في الوقت الراهن إذ يتعين علينا السير لمسافات طويلة".
ووصف مكتب حاكم المنطقة، البالغة مساحتها 109 آلاف كيلومتر مربع وتغطيها الغابات، الجفاف الحالي بأنه "أسوأ أزمة مناخية" عرفتها المنطقة على الإطلاق.
ومن دون ممر مائي، لا تجارة بين الدول الثلاث التي يعبرها الأمازون تباعا.
على جانب البيرو، تعاني قرى صغيرة من أزمة نقص في الغذاء. أما في الجانب البرازيلي، فأعلنت السلطات أن "الوضع حرج"، خصوصا بسبب انخفاض مستوى محطة طاقة كهرومائية تولد 11% من الطاقة الوطنية.
وترتفع بشكل كبير أسعار كل السلع بما في ذلك الوقود. ويجبر انخفاض منسوب المياه الصيادين على اجتياز مسافات أطول وتجنب الشواطئ الرملية. يقول رويل باكايا، وهو صياد يبلغ 50 عاما، بحسرة "إذا نظرنا إلى الساحل بأكمله، وأينما ذهبنا، نرى الجفاف".
تقول ماريا سوريا "في غضون سنوات قليلة، سيجفّ النهر بأكمله"، مضيفة "أسأل الله أن يعيده إلى ما كان عليه، وأن نعود إلى حياتنا السابقة".
حذر العلماء من خطر الوصول إلى "نقطة تحوّل" مناخية، وهي مرحلة تؤدي فيها حلقة مفرغة من إزالة الغابات والحرائق إلى جفاف غابة الأمازون التي سيصبح قسم منها سهل سافانا، في حال تسجيل تغيير دائم في النظام البيئي، مع آثار كارثية على أكثر من ثلاثة ملايين نوع من النباتات والحيوانات.
"كيفية الصمود"
تعبّر يودوسيا موران (59 عاما) عن شعورها بأنها محاصرة. وعلى بُعد أمتار قليلة من منزلها في قرية "مسدونيا" الصغيرة، توقف تدفّق النهر ولم يبق منه سوى بركة من المياه الراكدة.
وتوقفت السياحة التي تشكل المصدر الرئيسي لدخل السكان، وأصبحت الرحلات إلى "ليتيسيا" للحصول على الإمدادات صعبة ومكلفة بشكل متزايد.
تبدي موران، وهي زعيمة مجموعة "تيكونا"، اقتناعها بأن الحل يكمن في العودة إلى التقاليد الزراعية للقدماء، وتقول "علينا أن نعمل مجددا في الأرض، ونعود إلى الزراعة".
ويستمر نمو الكسافا والفاصوليا والذرة والفاكهة والخضر في حديقتها.
وفي حال استمر الجفاف وتصلبت التربة، لا تنوي موران الاستسلام، وتعلّق "أقولها لأي شخص: إنّ مسؤوليتنا (...) المضي قدما مع تيار الزمن. فبالإضافة إلى معرفة كيفية العمل، علينا معرفة كيفية الصمود".
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: غابات الأمازون الأمازون السكان الأصليون الجفاف
إقرأ أيضاً:
الأمم المتحدة: 638 ألف شخص يواجهون الجوع الكارثي في السودان
الأمم المتحدة شددت على الحاجة ماسة إلى توسيع نطاق الوصول وفتح ممرات جديدة “لتقديم المساعدة وإنقاذ الناس من الموت جوعا”.
التغيير: وكالات
قال المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك إن هناك تقارير عن وفاة أشخاص جوعا في بعض المناطق في السودان بما فيها دارفور وكردفان والخرطوم.
وفي المؤتمر الصحفي اليومي بمقر الأمم المتحدة في نيويورك اليوم الأربعاء، ذكَّر دوجاريك بأنه وفقا للجنة مراجعة المجاعة بالتصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي، فإن هناك أدلة معقولة على ظروف المجاعة في خمس مناطق على الأقل في السودان وهي: مخيمات زمزم وأبو شوك والسلام في شمال دارفور وموقعان في جبال النوبة الغربية، مما يؤثر على كل من السكان والنازحين داخليا.
وأضاف أنه حاليا تم تأكيد أن حوالي 638,000 شخص يعانون من ظروف جوع كارثية، والتي تصنف على أنها المرحلة الخامسة من التصنيف المتكامل.
وقال دوجاريك: “كل هذا على أقل تقدير هو وضع مروع ومحزن للغاية”، مضيفا أن 4.7 مليون طفل دون سن الخامسة وسيدة حامل ومرضعة وفتاة يعانون من سوء التغذية الحاد في السودان.
ونبه إلى أن الناس في مخيم زمزم، الذي يتعرض للقصف بشكل منتظم، يلجأون إلى تدابير متطرفة للبقاء على قيد الحياة بسبب ندرة الغذاء، “وتأكل الأسر قشور الفول السوداني المخلوطة بالزيت الذي يستخدم عادة لإطعام الحيوانات”.
ودعا المتحدث باسم الأمم المتحدة جميع الأطراف إلى إسكات الأسلحة ووضع مصلحة شعبهم في المقام الأول والأخير.
وشدد على أن هناك حاجة ماسة إلى توسيع نطاق الوصول وفتح ممرات جديدة، سواء عبر الحدود أو عبر خطوط المواجهة في الصراع، “لتقديم المساعدة وإنقاذ الناس من الموت جوعا”.
ورحب بقرار السلطات السودانية إبقاء معبر أدري الحدودي مع تشاد مفتوحا.
الوسومالأمم المتحدة السودان الفاشر تشاد ستيفان دوجاريك شمال دارفور مخيم أبوشوك مخيم السلام مخيم زمزم معبر أدري نيويورك