ولايات كردفان عالقة بين الحصار وأزمات الغذاء والدواء
تاريخ النشر: 20th, October 2024 GMT
بين الحصار وأزمات الغذاء والدواء يعاني سكان ولايات كردفان أشد المعاناة جراء الحرب، توفي ستة أطفال في إحدى مراكز الإيواء داخل المدينة بسبب سوء التغذية الحاد وعجز أسرهم عن نقلهم إلى المستشفيات لتلقي العلاج
كسلا – محمد الحافظ كباشي
في ظل تطاول أمد الحرب بالسودان، تواصل قوات “الدعم السريع” التي تخوض حرباً دامية مع الجيش السوداني منذ منتصف أبريل 2023، فرض حصاراً محكماً على ولايات كردفان الثلاث، مما فاقم أوضاع السكان خصوصاً مع ندرة السلع الغذائية ونفاد المدخرات المالية وانقطاع الأدوية، فضلاً عن صعوبة وصول البضائع بصورة منتظمة إلى تلك الأقاليم.
وإزاء هذا الوضع، بات شبح المجاعة يهدد آلاف المواطنين نتيجة لهذا الحصار منذ مايو الماضي، ونتج عن ذلك ارتفاع جنوني في أسعار السلع الاستهلاكية الأساسية، بعد أن وسعت القوات من نقاط تفتيشها وفرضت جبايات طائلة على الشاحنات التي تنقل البضائع من وإلى تلك الولايات.
أزمات ومخاوف
إلى ذلك، تسود المخاوف لدي سكان مدينة الأبيض بولاية شمال كردفان “تبعد من الخرطوم 400 كيلومتر” من تأزم الأوضاع بصورة مخيفة خلال الفترة القادمة، إذ يعيش كثيراً منهم واقعاً مأسوياً في المناطق التي تشهد تكرار المعارك لدخول هذه المدينة والسيطرة عليها وبسط نفوذها.
الصديق محمد شريف، أحد الموجودين في مدينة الأبيض قال لـ (تاق برس) إن “الحرب أسهمت في توقف حركة نقل البضائع، حيث تعد المدينة نقطة تلاقي طرق تجارية مع بعض المدن الحيوية، لكن تمدد الصراع المسلح حال دون مواصلة العمل بسبب حصار قوات (الدعم السريع) المدينة، إلى جانب انتشار عصابات النهب المسلح، إضافة إلى نقاط التفتيش التي تفرض رسوماً طائلة للعبور، مما يعرض التجار إلى خسائر مادية كبيرة.
وأضاف أن “أسعار السلع الاستهلاكية ارتفعت لمعدلات قياسية، إذا تجاوزت الـ 400 في المئة، إلى جانب الندرة والشح في الأسواق لبعض المواد الغذائية.
وأشار إلى أن “استمرار الحال على هذا النحو، فضلاً عن توقف انسياب السلع الاستهلاكية الضرورية وتوقف المساعدات الإنسانية حتماً سيترتب عليه الجوع والمرض اللذان انتشرا بصورة واسعة بسبب الحرب.
إرتفاع الأسعار
وعلى صعيد متصل، أوضح حامد النور، أحد سكان مدينة النهود بولاية غرب كردفان أن “الإقليم يعاني تدهوراً اقتصادياً، لا سيما أن عاصمة الولاية تعد واحدة من مدن السودان المهمة، إذ تضم أكبر بورصة للمحصولات الزراعية والصمغ العربي ومركز زراعي بارز.
وأضاف أن “حالة التضخم وارتفاع الأسعار وندرة السلع ترجع إلى عمليات النهب الواسعة التي جعلت الطرق غير آمنة، فهذه الأسباب أدت بالتجار إلى تخزين السلع وأخذ الحيطة وتفادي الخسائر المادية.
وتابع : من أبرز السلع الاستهلاكية التي شهدت ارتفاعاً جنونياً، السكر الذي بلغ الجوال وزن 50 كيلوغراماً 150 ألف جنيه سوداني، والرز والعدس وزن 20 كيلوغراماً 100 ألف جنيه، إلى جانب دقيق الخبز 70 ألف جنيه وزيت الطعام ومشتقات الفول 80 ألف جنيه، إلى جانب ارتفاع غير مسبوق في لبن البدرة والبن، وهذه الأسعار غير ثابتة وفقاً لتأرجح الدولار وعدم استقراره.
سوء تغذية ووفيات
من جهته، يقول محمد حسين كير، أحد سكان مدينة الدلنج في ولاية جنوب كردفان أن “الإقليم يعيش حصاراً غير مسبوق من قوات الدعم السريع و”الحركة الشعبية -شمال”، مما جعل أبسط مقومات التغذية للأطفال غير متاحة بسبب ندرة السلع والمواد الغذائية، ونتيجة عدم قدرة السكان على الشراء بعد نفاد المدخرات المالية وتوقف الأعمال اليومية.
وأضاف “توفي ستة أطفال في إحدى مراكز الإيواء داخل المدينة بسبب سوء التغذية الحاد وعجز أسرهم عن نقلهم إلى المستشفيات لتلقي العلاج.
وأشار كير إلى أن “أكثر من 400 طفل في المدينة يعانون سوء التغذية الحاد، وما يزيد على 1000 آخرين يعانون سوء التغذية المتوسط، كما أن الأوضاع الصحية لكبار السن والحوامل والمرضعات مقلقة لحد كبير.
أزمات الغذاء والدواءالحربكردفانالمصدر: تاق برس
كلمات دلالية: الحرب كردفان السلع الاستهلاکیة سوء التغذیة إلى جانب ألف جنیه
إقرأ أيضاً:
نقيب الصحفيين يوجّه رسالة للجمعية العمومية بمناسبة المؤتمر العام السادس
وجّه خالد البلشي نقيب الصحفيين، رسالة للجمعية العمومية للنقابة، بمناسبة انعقاد المؤتمر العام السادس، من 14 إلى 16 ديسمبر المقبل.
جاء نص الرسالة كالتالي:حضوركم مهم، الكلمة الآن لكم، والرسالة رسالتكم.. لا تتركوا مجموعة صغيرة فقط تصنع الرسالة، لأن قوتنا دائمًا في تنوعنا، قوتنا في توحدنا على قضايانا.
الرسالة الآن تعود لكم خارج ضغوط وحسابات الانتخابات من أجل صياغة برنامجكم للأيام القادمة، تعود من أجل صياغة المستقبل عبر نقاشات جادة نشارك فيها جميعًا.
بهذه الرسالة تشاركون -على الأقل- في رسم ملامح هذا المستقبل، لذا فإن الحضور سيظل هو الأهم،
قوة هذا الحضور ظهرت في الكثير من المناسبات والمعارك الكبرى خلال تاريخ النقابة فلا تفوتوها هذه المرة لترسموا "طريق إلى التغيير.. صحيح أننا نجتمع في انتخاباتنا كل عامين لكننا من خلال المؤتمر نخلق وسيلة أخرى للاجتماع؛ نخلق وسيلة أخرى للحضور؛ وسيلة أخرى لإرسال رسالة جماعية إلى كل الأطراف أن هذه المهنة مهمة ويجب أن تكون حاضرة، وأنها ستحضر بكم.. فلا بد من حضوركم.. الكلمة الآن كلمتكم.. والرسالة الآن لكم.. فلا بد أن تصنعوها".
كل القضايا ستكون مطروحة على مائدة مؤتمركم العام:
قضايا الاوضاع الاقتصادية: الاجور والبدل وأوضاع العمل وأزمات التعطل والصحف المغلقة واقتصاديات الصحافة وتطوير موارد النقابة، وموقفنا من قانون العمل وتحسين أوضاع المؤسسات وأزمات التوزيع والإدارة.
قضايا الحريات والتشريعات: أزمة حرية الصحافة والصحفيين المحبوسين والقيود التشريعية على حركتنا ورؤيتنا لحرية الإصدار وحقنا في التنوع وممارسة مهنتنا دون قيود ومشروعي قانون لحرية تداول المعلومات ومنع الحبس في قضايا النشر ومناقشة تعديلات على قوانين الصحافة والاعلام والصحافة وعلاقتها بحرية المجال العام
قضايا مستقبل الصحافة والمهنة في ظل التطورات التكنولوجية والذكاء الاصطناعي وأزمات الصحافة الورقية والالكترونية ورؤيتنا لتطوير قواعد مزاولة المهنة وبيئة العمل الصحفي وتطوير ميثاق الشرف المهني ولائحة القيد وتطوير التدريب وتطوير المحتوى الصحفي بين الحرية والمسئولية
طابور القضايا طويل لكن يبقى حضوركم هو الأهم لصياغة رسالة قوية وكتابة برنامج للمستقبل ورسم طريق للتغيير من أجل صحافة تحتمي بالتنوع صحافة قادرة على التعبير وصحفيون متحررون من القيود السياسية والاقتصادية، صحافة تحتمي بالناس وتدافع عن مصالحهم.