ما هو تاريخ شبكة MBC في ترويج التطبيع ودعم الرواية الإسرائيلية؟
تاريخ النشر: 20th, October 2024 GMT
جاء تقرير قناة "أم بي سي" السعودية الذي وصف قياديين من حركة حماس بـ"الإرهاب" بالتزامن مع حملة تشويه سعودية وهجوم واسع على مواقع التواصل، ومن ثم جرى حذفه والتحقيق مع معديه، ليكون موقفا جديدا في مواقف عديدة سابقة دعمت التطبيع ورواية الاحتلال الإسرائيلي.
ووصفت القناة كلا من رئيس الوزراء الفلسطيني المنتخب إسماعيل هنية، ونائبه صالح العاروري، الذين استخدا خلال حرب الإبادة الحالية بـ"الإرهاب"، وقالت إن هنية "شخصية مثيرة في عالم الإرهاب"، رغم أنه لم يشغل سوى مناصب سياسية، فيما قالت عن العاروري، إنه مسؤول عن "هجمات إرهابية دامية".
وتجاهل التقرير أن الاحتلال الإسرائيلي الذي قتل أكثر 42 ألف فلسطيني في قطاع غزة حتى الآن، هو من اغتال الرجلين في تفجيرات وقصف دام راح ضحيته عشرات المدنيين.
وعلى عكس التقرير الحالي ومعده الصحفي في قناة "إم بي سي" السعودية محمد المشاري، الذي حذف حسابه على منصة "إكس" (تويتر سابقا)، مرت المواقف السابقة دون محاسبة أو اعتذار أو حتى تبرير، ما هي أبرز هذه المواقف؟
رواية الموساد
في تموز/ يوليو 2023، كشفت إذاعة "كان" الحكومية في "إسرائيل" أنها أتمت صفقة بيع حقوق بث المسلسل الوثائقي "نبوءة كاسندرا" لصالح قناة "إم بي سي" ومنصتها الترفيهية "شاهد".
ويعتبر مسلسل "نبوءة كاسندرا" أول عمل إسرائيلي يعرض على قناة عربية، يروّج لجرائم جهاز المخابرات الإسرائيلي "الموساد"، ويحاول تسويقها ضمن قوالب بطولية، وينسب له هجمات مشتركة مع إدارة مكافحة المخدرات الأمريكية في أمريكا الجنوبية ولبنان.
ويزعم المسلسل أنه يوثق تفاصيل عملية مشتركة بين الموساد وإدارة مكافحة المخدرات الأمريكية لتعقب زعماء حزب الله وإيران في "تجارة المخدرات وغسيل الأموال".
وكأن التطبيع، لا بل محاولة الإندماج القبيحة بين الإحتلال و #الرياض أصبحت قاب قوسين أو أدنى، فقد اشترت #القناة #السعودية «#MBC» حقوق #مُسلسل إسرائيلي وثائقي، والذي يُعرض لأوّل مرّة على شبكة «#شاهد».
يروي #المُسلسل المعنون بإسم «#نبوءة_كاسندرا» «#TheCassandraProphecy» تفاصيل عملية… pic.twitter.com/WvVu5Nim04 — أحمد سليمان العُمري Ahmad Al Omari (@ahmadomariy) July 13, 2023
"للجمهور الإسرائيلي"
في آذار/ مارس 2023، وقعت منصة "شاهد" اتفاقية تطبيعية مع شركة الاتصالات الإسرائيلية "بارتنر"، تتيح بموجبها للجمهور الإسرائيلي مشاهدة أكبر للمنصة الترفيهية الشهيرة، بتسهيلات واسعة حول طرق الاشتراك والدفع داخل "إسرائيل".
ووصف موقع قناة "i24news" الإسرائيلية الصفقة بانها ستجلب إلى "إسرائيل" أكبر منصة تلفزيونية في العالم العربي، وقالت إن ذلك في أعقاب "اتفاقيات أبراهام" التي طبعت دول عربية من خلالها علاقاتها مع "إسرائيل"، وإثر مفاوضات بين الجانبين خلال السنتين الأخيرتين.
وتسمح الاتفاقية لزبائن "بارتنر" شراء رزم تشمل اشتراك في خدمات الهاتف الخليوي وفي تطبيق "شاهد".
نطالب في المملكة بإلغاء تعاقد منصة "شاهد" مع شركة "بارتنر" الإسرائيلية.
لأن هذا دعم مباشر للكيان المحتل وتواطئ معه.#سعوديون_مع_الاقصى#مقاطعة_المنتجات_الداعمة_لإسرائيل pic.twitter.com/geP5pOfSpu — #سعوديون_مع_الاقصى (@Saudis2018) November 7, 2023
"وشوشات من غزة"
في كانون الثاني/ يناير 2023، عرضت الشبكة السعودية الشهيرة مسلسل "وشوشات من غزة" الذي أنتجه كل من "مركز اتصالات السلام" في الولايات المتحدة، بالتعاون مع صحيفة "تايمز أوف إسرائيل"، وتولت "قناة العربية" إصداره باللغة العربية، وصدر بـ 6 لغات أخرى.
وينقل المسلسل ما أسماها "شهادات لسكان قطاع غزة" يتحدثون فيها عن حلمهم بـ "التحرر من حماس" فيما يتجاهل بشكل كامل كل ظروف القطاع وما يتعرض له من حصار إسرائيلي وجولات عدوان متواصلة، وذلك قبل حرب الإبادة الحالية.
????وفي يناير الفائت، بثّت قناة العربية، مسلسلًا من 30 حلقة قصيرة بعنوان "وشوشات من غزة"، فيه تُستَعرض شهادات لسكانٍ في غزة يروون فيها تفاصيل مختلفة من حياتهم داخل القطاع في ظل حكومة حماس. pic.twitter.com/5NlBrMZjwb — Misbar - مسبار (@misbarfc) November 26, 2023
"حذف التغريبة"
في تشرين الأول/ أكتوبر 2020 أقدمت منصة "شاهد" التابعة لـ MBC على حذف مسلسل "التغريبة الفلسطينية" من قائمته، والذي يروي احتلال فلسطين عام 1948؛ قبل أن تجبره حملة كبيرة على إعادة المسلسل بعد ساعات من حذفه.
وحينها وأطلقت صفحات وحسابات فلسطينية حملة ضاغطة عبر مواقع التواصل الاجتماعي لتحفيز النشطاء على المشاركة ضد خطوة المنصة المملوكة للسعودية، وهو ما نجح بعد ساعات من إعادة المسلسل مجددا، دون أن تصدر القناة أي تصريح رسمي.
وخلال تلك الحملة جرى الدعوة إلى خفض تقييم تطبيق "شاهد" عبر متجري غوغل الرسمي، الذي انخفض إلى 1.2 ما دعا بالقناة إلى إخفائه رسميا في ظل الهجوم الواسع عليها بعد حذفها للمسلسل الذي يوثق أحد أهم مراحل التاريخ الفلسطيني.
وجاء هذا الحذف بعد أيام قليلة من إعلان التطبيع الإماراتي مع الاحتلال ضمن ما تسمى "اتفاقات أبراهام".
"كلمة فلسطين بتخوفكم" .. الممثلة الأردنية جولييت عواد تتحدث حول حذف MBC لمسلسل التغريبة الفلسطينية#التطبيع_خيانة pic.twitter.com/dbTa4nkj9U — القسطل الإخباري (@AlQastalps) October 12, 2020
مسلسلات التطبيع
وفي آذار/ مارس 2020 وضمن موسم "مسلسلات رمضان" تعرض مسلسل "مخرج 7" لانتقادات واسعة واتهامات بترويج التطبيع، وأنه يقدم رؤية تطبيعية مقدمة كوجهة نظر تقبل الاختلاف، ويقدم آراء في معركة الشعب الفلسطيني ضد الاحتلال الإسرائيلي.
تطبيع جديد في مسلسلات #رمضان بدءا بمسلسل "أم هارون" بطولة #حياة_الفهد وصولا إلى مسلسل #مخرج_7 الذي ترجم للعبرية ويعرض على شاشة قناة تابعة للكيان للصهيوني!
هذا ما تسعى إليه #السعودية في سبيل إرضاء #ترامب.. تطبيع على كل المستويات واعتقال لفلسطينيين أعضاء في #حماس بتهمة المقاومة! pic.twitter.com/GysOCFTx4U — صدام الكمالي Saddam Alkamali (@saddam_alkamali) April 28, 2020
وفي نفس العام وضمن موسم شهر رمضان، جاء عرض مسلسل "أم هارون" الذي يتبنى رواية الاحتلال التاريخية حول قيام دولة الاحتلال، ويتجاهل بشكل كامل تاريخ النكبة والمجازر الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني.
"قيام دولة اسرائيل على أراضي اسرائيل تحت الانتداب البريطاني" موجة غضب واسعة من تزوير مسلسل "أم هارون"، الذي يعرض على الMBC، للتاريخ pic.twitter.com/ni4UNEMSib — الشريف حاتم الحسينى (@elhashmy5) April 26, 2020
وأخيرا جاء التقرير الأخير تحت عنوان: "ألفية الخلاص من الإرهابيين.. الشخصيات التي روعت العالم وسفكت الدماء"، ليكون أحدث حلقات الشبكة السعودية في دعم "إسرائيل" ومهاجمة المقاومة.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات سياسة دولية السعودية التطبيع الإسرائيلي إم بي سي إسرائيل السعودية التطبيع إم بي سي المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة pic twitter com
إقرأ أيضاً:
يوسا وأسئلة الرواية
فـي إحدى مقابلاته الصحفـية، التي أجريت معه بُعيد صدور أعماله الروائية الكاملة فـي سلسلة «لا بلياد» الشهيرة، اعتبر الكاتب البيروفـي ماريو بارجاس يوسا، (الذي غيبه الموت قبل أيام)، أن الأمر بالنسبة إليه يساوي جائزة نوبل للآداب، وبخاصة أنه جاء وهو على قيد الحياة، (مثل قلّة قليلة من كتّاب العالم).
فكما هو معروف عن هذه السلسلة التي تصدرها «دار غاليمار»، أنها لا تنشر أعمال أي كاتب إلا بعد رحيله بعقود، معللة ذلك بـ«حكم الزمن»، بمعنى أن الزمن لا بدّ أن يقول كلمته ليبقي الكاتب الحقيقي، وليبعد الكاتب الذي لا يستحق البقاء والتذكر إلى دهاليز النسيان. ناهيك عن أن طباعة هذه السلسلة تكون عادة على الورق التي تطبع عليها الأناجيل والتوراة، وكأنها ترغب فـي ذلك أن تزيد من «هيبة» الكتاب والكاتب.
كلام يوسا عن دخوله هذه السلسلة لم يأت من فراغ، بل له أهمية خاصة جدًا، إذ إنه حافظ دائمًا على علاقة وثيقة بالأدب الفرنسي الذي اكتشفه عبر الترجمات فـي طفولته. وكان فـي السابعة عشرة من عمره، حين أصبح قادرا، بفضل الدورات اللغوية التي تلقاها فـي المركز الثقافـي الفرنسي فـي ليما، على قراءة الأدب الفرنسي بلغته المباشرة.
لكنه فـي باريس الستينيات، فـي عصر الفوران الفكري، تابع عن كثب أسئلته، من الوجودية -(حيث لم يُخف يوما أنه بدأ حياته الفكرية متأثرًا بسارتر، قبل أن يبتعد عنه بعد عقود إلى الأبد)- إلى البنيوية، بما فـي ذلك الرواية الجديدة التي لم تكن تربطه بها أي صلة (ربما باستثناء كلود سيمون وناتالي ساروت)؛ ففـي باريس أدرك حقًا مهنته ككاتب من خلال إكمال روايته «المدينة والكلاب» ومن ثم عمله على كتابة «البيت الأخضر» استنادًا إلى ذكريات المراهقة.
ولكن ما هي الرواية؟ ماذا تعني كتابة الرواية بالنسبة إلى ماريو بارجاس يوسا؟ لا يمكننا أن نفهم فعلا أي شيء عن عمله الأدبي، إن لم نسأل أنفسنا هذا السؤال الأساسي منذ البداية.
فبالنسبة إلى يوسا، ليست الكتابة عملاً عاديًا، أو تحويلاً للعقل، بل هي التزام كامل من جانب الكائن، بجسده، وعواطفه، وأفكاره، ومن المهم أن نلاحظ أنه منذ البداية اتخذ من فلوبير مثالاً له، على الأقل فـيما يتصل بأسلوب عمله. إذ كان الأمر بالنسبة إلى فلوبير بمثابة نوع من الزهد الذي يتطلب، قبل كتابة الرواية، تحضيرات طويلة، وتدوين ملاحظات، والتحقق من الموقع، وصولا إلى أصغر تفاصيل الأماكن التي من المفترض أن تتطور فـيها الحبكة. فكتابة رواية تتطلب عدة سيناريوهات، عدة نسخ يتم تقليصها فـي النهاية إلى نسخة واحدة، تم تقليمها إلى حدّ كبير، وإخضاعها للاختبار الشفهي لـ«الفم» الذي سيخرج منه العمل النهائي.
إلى هذا المستوى من المتطلبات كان يرتقي يوسا بممارساته الكتابية. فمفهومه للأدب يتطلب منه أن يستثمر نفسه بالكامل من خلال عمل طويل و«ضميري». وكما هو الحال مع فلوبير، فهو لا ينتظر الإلهام ليأتي إليه: بل يذهب للبحث عنه، بمزاجه الناري وإحساسه «بالباروكية»، فـي قتال وثيق مع العمل أثناء تطوره. ولكن بينما كان فلوبير يعمل فـي منزله، جالسًا إلى طاولته المستديرة فـي مكتبه، كان يوسا يواصل فـي كثير من الأحيان كتابة نفس الرواية فـي أماكن مختلفة، وأحيانًا فـي بلدان مختلفة. لا يزعجه هذا التنقل الجغرافـي. أينما كان، لديه مكانه: إنها الرواية التي يكتبها، والترحال الذي يعيشه فـي أماكن أخرى لا يمكن إلا أن يثري عمله بجوانب وحكايات جديدة.
تشبه قراءة يوسا دخول نوع من غابات الكتابة فـي الأمازون، زاخرة بكل معنى الكلمة، حيث يتشابك الزمان والمكان فـي شبكة معقدة، أشبه بمتاهة خيط أريان (كما فـي الأسطورة اليونانية) الذي يشكل أسلوب الكاتب. بالنسبة إليه، الرواية هي المكان الذي يتم فـيه التعبير عن كل الاحتمالات، وربما حتى المستحيل. انطلاقًا من الواقع، أو من واقع مفترض، يستطيع الكاتب أن يطلق العنان لخياله، وأن يلعب على العديد من المؤامرات ويكسر الأنواع، وأن يضاعف وجهات النظر والمنظورات، كما علمه قراءة فوكنر، ولكن بحرية أكبر، حرية شبه كاملة.
إذا كان هناك سحر فـي الرواية، فهو فـي قدرتها على التوفـيق بين السرديات والأوصاف والحوارات فـي الكتاب نفسه، لتكون صورة للحياة فـي جوانبها المتعددة، وهذا بالضبط ما يطبقه يوسا فـي كتبه؛ يستمع إلى «شياطينه»، ويستغل الفروق الدقيقة ويستكشف مسارات جديدة، وكل ذلك يحمله أسلوب متوهج هو العلامة التجارية للكاتب. شخصياته هي كائنات من لحم ودم؛ نحن هنا فـي المادة الإنسانية والاجتماعية لعالم لديه خبرة ملموسة فـيه بفضل مهنته السابقة كصحفـي.
ومع ذلك، سيكون من التقييد وحتى الخطأ أن نقول إن رواياته «واقعية»، ورغم أنها تستحضر بالفعل مواقف أو ذكريات حقيقية، فإن المؤلف يعيد اختراعها من خلال الخيال ويعيد بناء واقع آخر، الذي وعلى الرغم من أنه معقول وحيّ، إلا أنه خيال. قد يكون «كذبة» بطريقة ما، إلا أنه يصبح مكانًا للحقيقة التي تكشف، من خلال كثافتها الأدبية، عن الطبيعة الحقيقية للواقع، طبيعة دكتاتورية أودريا، على سبيل المثال، فـي محادثة فـي الكاتدرائية.
تتمتع أعمال يوسا بجاذبية كونية. تُرجم إلى عدة لغات بعد صدور كتاب «المدينة والكلاب». لا يمكن أن يكون الأمر غير ذلك. طبيعته تقوده إلى العالمية. ولنتذكر أنه قضى طفولته فـي بوليفـيا وشمال بيرو، وأن الكتب التي قرأها فـي منزل أجداده وأعمامه كانت تُترجم عمومًا من الفرنسية. وعندما كبر، عاش فـي عدة بلدان يتحدث لغاتها بطلاقة، وبدافع من الفضول الفكري الذي لا يشبع، أصبح مهتمًا فـي وقت مبكر جدًا بالكتاب الأوروبيين والأمريكيين العظماء. ومن خلال هذه الرحلة إلى ثقافات أخرى، فـي نوع من الغرابة الفكرية التي تعود إلى الوراء لتسليط الضوء على أصوله الخاصة، نراه يعيد اختراع رؤيته لوطنه الأصلي وسوف يكتشف حقاً، كما كتب هو نفسه، أمريكا اللاتينية ويبدأ فـي الشعور بأنه أمريكي لاتيني.
تدور أحداث معظم كتبه فـي هذه المادة الوفـيرة الموجودة فـي أمريكا الجنوبية، ومن هنا على وجه التحديد تستمد هذه الكتب عالميتها. ولكن لا أحد يستطيع أن يقول ذلك بشكل أفضل من فارغاس يوسا: «علمتني فرنسا أن العالمية، وهي سمة مميزة للثقافة الفرنسية منذ العصور الوسطى، بعيدة كل البعد عن كونها حصرية لتجذير الكاتب فـي المشاكل الاجتماعية والتاريخية لعالمه الخاص، فـي لغته وتقاليده، بل على العكس من ذلك، فقد تعززت بها، وشحنت بالواقع».