في ظل الأوضاع المتوترة التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط، تبرز قضية السيادة الوطنية كأحد أهم التحديات التي تواجه الدول العربية.. لبنان، الذي يعاني من أزمات سياسية واقتصادية متفاقمة، يجد نفسه في مواجهة ضغوط خارجية تهدد استقلالية قراراته.

وفي هذا السياق،  قال نجيب ميقاتي رئيس وزراء لبنان: "نرفض أي تدخل خارجي في شؤوننا الداخلية، ونعمل على الحفاظ على سيادة لبنان واستقلالية قراراته".

جامعة أسيوط ضمن أفضل الجامعات العربية طبقاً لتصنيفQS البريطاني

كما جاءت تصريحات الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، لتؤكد على أهمية الحفاظ على سيادة لبنان في التفاوض بشأن القضايا المصيرية.

أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية، أن "حكومة لبنان هي وحدها المنوط بها التفاوض باسم البلد من أجل التوصل لوقف فوري لإطلاق النار، وتطبيق كامل غير منقوص للقرار 1701"، مشدداً على أن "الجامعة العربية موقفها واضح في هذا الخصوص وأن قراراتها جميعا تشدد على سيادة لبنان الكاملة في اتخاذ قراراته المصيرية".

وأضاف الأمين العام، رداً على أسئلة الصحافيين حول تعليقه على تصريح إيران من استعداد طهران للتفاوض مع فرنسا لتطبيق القرار 1701، "إنني كأمين عام للجامعة العربية أعلن مساندتي الكاملة للموقف الذي عبر عنه الرئيس ميقاتي والذي تمثل في رفض هذا التصريح الإيراني، فلا محل لفرض الوصاية من هذا الطرف أو ذاك أو ممارسة الضغوط أو تجاوز السيادة اللبنانية، ونحن نقف مع لبنان بالكامل في هذا الأمر".

وقال "الحديث عن دعم السيادة اللبنانية لا يجب أن يكون مجرد كلمات فارغة.. بل يجب أن يكون مدعوماً بمواقف حقيقية خاصة في هذا الظرف الصعب، ومعاناة اللبنانيين ليست مجرد ورقة تفاوضية بيد أي طرف".

ومن جانبه أكد أنطونيو جوتيريش أمين عام الأمم المتحدة أنه على الرغم من الظروف الخطيرة، فإن قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في لبنان لا تزال في مواقعها. وناشد الأمين العام مجلس الأمن العمل على المساعدة في "إخماد هذه النيران". ودعا جميع الأطراف إلى "تجنب حرب شاملة بأي ثمن، فمن المؤكد أنها ستكون كارثة شاملة".

وقد أكد جان نويل باروت وزير الخارجية الفرنسي جان ، في جلسة مجلس الأمن الدولي الشهر الماضي ، إن الوضع في لبنان قد يصل إلى "نقطة اللا عودة" حيث تخطى مستوى التصعيد. وأكد أن الضربات الإسرائيلية التي تسببت بمقتل مئات المدنيين، بينهم عشرات الأطفال، "أمر غير مقبول"، معربا عن تضامن بلاده الكامل مع المدنيين اللبنانيين.

أرقام واحصائيات

يواجه لبنان تحديات كبيرة على الصعيدين السياسي والاقتصادي، بالإضافة إلى تداعيات الحرب مع إسرائيل بالإضافة إلى خسائر الحرب مع إسرائيل.

 الوضع السياسي

شهد لبنان في عام 2023 استمراراً للأزمة السياسية التي تعصف بالبلاد منذ سنوات. تعاني الحكومة من عدم الاستقرار، حيث تعاقبت عدة حكومات دون تحقيق تقدم ملموس في حل الأزمات الداخلية. كما أن التوترات الإقليمية والدولية زادت من تعقيد الوضع السياسي في البلاد.

خسائر الحرب مع إسرائيل

- تجازوعدد القتلى تجاوز عدد القتلى في لبنان 2,448 شخصاً منذ بداية الحرب في أكتوبر ٢٠٢٣، و بلغ عدد الجرحى أكثر من 11,471 شخصاً

_ اضطر أكثر من 1.2 مليون شخص إلى النزوح من منازلهم بسبب القصف والعمليات العسكرية، و تقدر الأضرار المادية بمليارات الدولارات، حيث تضررت البنية التحتية بشكل كبير، بما في ذلك الطرق والجسور والمباني السكنية والتجارية.

 

 الوضع الاقتصادي

الناتج المحلي الإجمالي انكمش الاقتصاد اللبناني بنسبة 5% في عام 2023 بسبب الأزمات المتعددة. وارتفع معدل البطالة  إلى 25%، مما أدى إلى زيادة معدلات الفقر، فيما تحاوز الدين العام إلى 90 مليار دولار، مما يجعل لبنان واحداً من أكثر الدول مديونية في العالم، كما بلغ معدل التضخم مستويات قياسية، حيث تجاوز 200% في بعض الأشهر، وفقا لموقع بي بي سي .

يواجه لبنان تحديات هائلة على جميع الأصعدة، مما يتطلب جهوداً دولية ومحلية مكثفة لدعم البلاد في هذه المرحلة الحرجة. من الضروري أن تتضافر الجهود لتحقيق الاستقرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي، والعمل على إعادة بناء ما دمرته الحرب.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الدول العربية لبنان نجيب ميقاتي السيادة الوطنية سيادة لبنان الأمین العام فی هذا

إقرأ أيضاً:

غضب لبنان من التدخل الإيراني.. تحرك ضد محاولة الوصاية

وجه رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية، نجيب ميقاتي، انتقادات لإيران، وأمر باستدعاء القائم بالأعمال الإيراني بسبب تصريحات ترددت عن مسؤول إيراني كبير، قال فيها إن بلاده مستعدة للمساعدة في التفاوض مع فرنسا لتنفيذ قرار للأمم لبنان. 

واعتبر ميقاتي تلك الصريحات "تدخلا في شؤون بلاده".

واستغرب ميقاتي "حديث رئيس البرلمان الإيراني، محمد باقر قاليباف، من أن طهران مستعدة للتفاوض مع فرنسا  بشأن تطبيق قرار مجلس الامن الدولي الرقم 1701"، بحسب بيان صادر عن رئاسة مجلس الوزراء.

ونقل البيان عن ميقاتي قوله: "نستغرب هذا الموقف الذي يشكل تدخلا فاضحا في الشأن اللبناني، ومحاولة لتكريس وصاية مرفوضة على لبنان".

ويعتبر موقف رئيس الحكومة نادرا على الصعيد الرسمي في لبنان منذ سنوات، في ظل تحكم حزب الله اللبناني المدعوم من إيران بالقرار السياسي، وفي ظل شلل مؤسساتي وأزمة سياسية في البلاد.  

فما الذي يدفع إيران إلى هذه التصريحات؟ وإلى أين وصل النفوذ الإيراني في المشهد السياسي اللبناني؟ وهل بدأت الدولة اللبنانية تنتفض على هذا الأمر؟ 

يقول ، ديفيد شينكر، مساعد وزير الخارجية الأميركي السابق، في حديث لقناة "الحرة" إن لإيران "سيطرة على لبنان منذ عقود، وفي الواقع منذ انسحاب السوريين من لبنان".

ويضيف أن ما صدر من تصريحات عن مسؤول إيراني "غير معتاد لأن الإيرانيين يتصرفون بطريقة أكثر لباقة مما شهدناه، وما جرى كان فاضحا ما دفع ميقاتي للاعتراض".

ويرى شينكر أنه "مع تراجع قدرات حزب الله قررت إيران الحديث باسم وكيلها"، موضحا أن أن سيطرة طهران على لبنان عبر حزب الله كبيرة.

والقرار الذي تم تبنيه في 2006 يدعو إلى أن تكون المنطقة الحدودية بجنوب لبنان خالية من الأسلحة والقوات إلا إذا كانت تابعة للدولة اللبنانية، بهدف حفظ السلام على الحدود المشتركة مع إسرائيل.

وبموجب القرار 1701، فوض مجلس الأمن الدولي قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل) في "مساعدة" القوات اللبنانية في ضمان خلو جنوب لبنان من أي أفراد مسلحين أو معدات أو أسلحة غير تلك التابعة للحكومة اللبنانية.

وتقول إسرائيل إن الجيش اللبناني واليونيفيل فشلا في تأمين المنطقة. وبدأت إسرائيل عملية برية في لبنان في الأول من أكتوبر بعد مرور ما يقرب من عام على اندلاع الأعمال القتالية المستمرة مع جماعة حزب الله اللبنانية المسلحة بالتوازي مع الحرب في غزة.

وعبر مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة عن مخاوفه الشديدة بعد تعرض عدة مواقع لقوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في جنوب لبنان لإطلاق النار.

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، للأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، إن الوقت حان لسحب قوات اليونيفيل.

وقال السفير الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة، داني دانون، لرويترز، الاثنين الماضي، إنه يريد أن يرى "تفويضا أقوى لقوات اليونيفيل لردع حزب الله".

ويمتد تفويض بعثة حفظ السلام الحالي حتى 31 أغسطس 2025.

مقالات مشابهة

  • أبو الغيط: لا وصاية على لبنان و حكومته وحدها المخوّلة بالتفاوض باسمه
  • أبو الغيط: حكومة لبنان هي المنوط بها التفاوض باسم البلد
  • الخولي: موقف ميقاتي في مواجهة التدخلات الخارجية شجاع وحاسم
  • غضب لبنان من التدخل الإيراني.. تحرك ضد محاولة الوصاية
  • ميقاتي ينتقد تصريحات أدلى بها رئيس البرلمان الإيراني.. تكريس وصاية مرفوضة
  • استدعاء القائم بالأعمال.. ميقاتي يعلن رفض التدخل الإيراني بالشأن اللبناني
  • ميقاتي يقول إنه يرفض التدخل الإيراني في الشأن اللبناني
  • ميقاتي يرفض التدخل الإيراني في الشأن اللبناني |ماذا يحدث؟
  • ميقاتي: نستغرب التدخل الإيراني الفاضح في الشأن اللبناني