قال الدكتور يحيى قاعود، باحث في الشؤون الإسرائيلية، إنه كان من المؤكد استنكار إسرائيل لتسريب الوثائق العسكرية التي نشرت بشأن استعدادات الاحتلال للرد على إيران، مشيرا إلى أن تل أبيب استنكرت وأعلنت تفاجأها بالوثائق العسكرية المسربة.

وأضاف «قاعود» خلال مداخلة هاتفية عبر قناة «القاهرة الإخبارية»، أنه مجازفة خطيرة أن يحدث ما وافقت عليه الاستخبارات الأمريكية والشباك الإسرائيلي، إذ أنه يمكن لأن يكون موضوعا في الإعلام.

ولفت إلى أنه في حالة إجراء مقاربة لما حدث في فترة الحرب، فإن هناك معلومات عسكرية أخطر وأهم سُربت، موضحا آن أخرها الصورايخ التي جرى اغتيال الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله بها في لبنان، والتي كانت قد وصلت إسرائيل قبل ساعات قليلة من بدء الهجوم.

جس النبض هدف التسريبات الأمريكية

وتابع: «يمكن أن نفسر أن ما يفعله الإعلام الإسرائيلي والتصريحات الإعلامية من المعارضة أو الوزراء في الحكومة الإسرائيلية للإمتاع، وهي طبيعة الإعلان الإعلامي، وإن التسريبات أهدافها تكون لجس النبض من الدرجة الأولى، وبالدرجة الثانية نوع من أنواع الإعلام الأمريكي التي ودت أن تبلغ به إيران».

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: إسرائيل حسن نصر الله حزب الله القاهرة الإخبارية

إقرأ أيضاً:

ترسانة إيران العسكرية.. هل تعكس الأرقام الواقع؟

في ربيع عام 2024 قتل الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي وسبعة آخرون من بينهم وزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان بعد سقوط مروحية كانت تقلهم شمال شرقي البلاد. مصادر طهران الرسمية أرجعت الحادث لسوء الأحوال الجوية إلا أن خبراء عسكريين توقفوا عند طراز الطائرة ،"بل 212"، المروحية التي دخلت الخدمة في الجيش الأميركي قبل ما يقارب 60 عاما.

الباحث في الشؤون العسكرية الإيرانية، بهنام بن طالبلو، قال لبرنامج "الحرة تتحرى" على قناة "الحرة" إن "حادث تحطم المروحية يكشف عن الافتقار إلى الصيانة والمشاكل الحقيقية في قدرات الجمهورية الإسلامية بحيث تستخدم مروحية أميركية قديمة هي النسخة الأقدم من نوع بل".

الحديث عن فعالية قدرات طهران العسكرية برز أيضاً قبل شهر من حادث مقتل رئيسي عندما هاجمت إيران إسرائيل بأكثر من 300 صاروخ ومسيرة.

مدير برنامج الدراسات العسكرية في معهد واشنطن، مايكل آزنشتات، أوضح للحرة "كان هذا ردا على عدد كبير جدا من الهجمات الإسرائيلية ضد أفراد ومصالح إيرانية في المنطقة، قتل الإسرائيليون جنرالين إيرانيين وخمسة من مساعديهما في دمشق في مبنى ملحق بسفارة طهران". 

لكن عملية "الوعد الصادق"، كما أطلقت عليها طهران، لم تكن اسما على مسمى  بحسب  آزنشتات الذي أشار إلى أنها "كانت المرة الأولى التي تهاجم فيها إيران إسرائيل مباشرة، تم إسقاط معظم الصواريخ والمسيرات قبل أن تصل إلى أهدافها والعديد منها تعطل وانفجر فوق الأراضي الإيرانية، يبدو أن لديهم مشكلة في جودة تصنيع الأسلحة"، على حد قوله.

يقول الخبير العسكري في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات الأميركية، برادلي بومان، إن "القدرات العسكرية الإيرانية ليست ضخمة ولا ضئيلة إنها مهمة، ليست قريبة من قدرات الولايات المتحدة مثلاً لكن يتعين علينا أن نتعامل مع إيران وقدراتها العسكرية على محمل الجد ... لأنها تمتلك الإمكانيات اللازمة لإلحاق ضرر كبير بجيرانها كما تفعل في الغالب ".

فهل تستطيع طهران تغيير المعادلة العسكرية في الشرق الأوسط كما تدعي وما صحة تصنيفها على لائحة جيوش العالم؟

يجيب آزنشتات على هذا التساؤل بالقول إن "الإيرانيين يبالغون دائماً في قدراتهم، ففي الماضي كان من السهل دحض هذه الادعاءات، لأن أسلحتهم غالبا ما كانت تفشل، لكن اليوم فان الكثير منها أصبحت جيدة، ليست الأكثر تقدمًا في العالم إلا أنها تلبي احتياجاتهم وتتوفر بأعداد كبيرة جدا نظراً لتكلفتها المنخفضة".

وبحسب موقع "غلوبال فاير باور"، المتخصص في تحليل بيانات القوى العسكرية العالمية، تحتل إيران المرتبة الرابعة عشر من بين 145 دولة لكن خبراء يؤكدون أن تلك التصنيفات لا تعبر بالضرورة عن القدرات الفعلية للجيوش كونها تعتمد فقط على كميات الأسلحة وليس كفاءتها.

أحياناً تكون الأرقام غير دقيقة أو خادعة، لأن قوة الجيوش لا تعتمد فقط على الكمية بل أيضا على النوعية التي يجب أخذها بعين الاعتبار، ويقول الباحث، بن طالبلو، إن إيران لديها طائرات أميركية قديمة جدا من طراز F-14 وF-4 وF -5 وهناك أيضا أسطول عفا عليه الزمن، بحسب تعبيره.

قبل عقود وبحلول منتصف السبعينيات صنف الجيش الإيراني وقتها كأكبر قوة عسكرية في المنطقة والخامس عالمياً. وبدعم أميركي ضخم للشاه محمد رضا بهلوي حصلت طهران وقتها على أحدث الأسلحة الغربية.

صحيفة نيويورك تايمز الأميركية ذكرت في تقرير أن إيران تعاقدت آنذاك على شراء معدات عسكرية تزيد قيمتها عن مليار دولار من الولايات المتحدة، فيما وصفه مسؤولو وزارة الدفاع بأنه أكبر صفقة أسلحة أشرف عليها البنتاغون على الإطلاق.

وفي بدايات عام 1979 اندلعت الثورة الإيرانية فرحل الشاه، محمد رضا بهلوي، إلى المنفى وتحولت ملكية الآلة العسكرية المتطورة إلى روح الله الخميني والجمهورية الإسلامية. 

وبعد عام من قيام الثورة الإيرانية وفي خريف عام 1980، اندلعت الحرب مع العراق، ويقول نادر نوري، دبلوماسي إيراني منشق مقيم في فرنسا، إن هذه الحرب استمرت ثماني سنوات كاملة وكانت الحصيلة حوالي 500 ألف قتيل وجريح وأضرار مادية قدرت بمليارات الدولارات، لتخرج إيران من حربها الطاحنة مع العراق بدروس قاسية وخسائر جسيمة.

إيران تبنت تدريجياً استراتيجية عسكرية مبنية على عقيدة تسمى "الحرب غير المتكافئة"، ولتنفيذ هذا المبدأ اعتمدت بشكل أساسي على الحروب غير النظامية سيما من خلال إنشاء فيلق الحرس الثوري والذي كان في الأصل قوة عسكرية صغيرة ولكن تدريجياً ونتيجة الحرب الإيرانية العراقية تحول إلى جيش حقيقي.

اعتمادا على الحرس الثوري تبلورت عقيدة إيران العسكرية لمواجهة أعدائها بطريقة غير مباشرة ولمد نفوذها السياسي والديني في منطقة الشرق الأوسط، ما دفع أكثر باتجاه تلك العقيدة كان تآكل الترسانة الإيرانية بعد ثماني سنوات من القتال المرير ضد العراق وتدمير المئات من الطائرات والمدرعات التي لم يكن بالإمكان تعويضها بسبب العقوبات الغربية.

وفي 7 أكتوبر عام 2023، شنت حماس هجوما مباغتا على إسرائيل، لكن اللافت كان حجم السلاح الإيراني المستخدم والذي وجد طريقه إلى غزة متخطيا طوقا إسرائيليا محكما.

تقارير صحافية رجحت تهريب السلاح إلى القطاع عبر القوارب والأنفاق أو تخبئته داخل شحنات المواد الغذائية والسلع. خلال العقد الماضي استخدمت طهران أيضا الهندسة العكسية لنماذج استولت عليها من مسيرات أميركية وإسرائيلية في تطوير وإنتاج نسخ محلية منها.

على الرغم من قصورها التكنولوجي وصفت تقارير صحفية المسيرات الإيرانية بأنها غيرت طبيعة الحروب كونها رخيصة وقاتلة ومنتشرة على نطاق واسع. واعتمادا على قلة التكلفة وسهولة الإنتاج شكلت المسيرات عنصرا أساسيا في استراتيجية الحرب غير التقليدية التي تنتهجها إيران ضد خصومها فزودت وكلاءها بمئات النسخ من هذا السلاح لاستخدامه نيابة عنها.

مع اندلاع الحرب في غزة، في خريف عام 2023، حولت جماعة الحوثيين اليمنية البحر الأحمر لساحة معركة باستهداف السفن التجارية المارة في الممر الملاحي بطرازات متعددة من صواريخ إيرانية الصنع.

وفي محاولة لتغيير المعادلة السياسية في الشرق الأوسط والالتفاف على العقوبات الدولية المفروضة عليها تطور طهران قدراتها العسكرية باعتماد قلة التكلفة الإنتاجية ونسخ أسلحة الدول المتقدمة لتوزعها على وكلائها. ثم تعتمد سياسة الإنكار ونفي علاقتها بهذه الفوضى فالعواقب غير مضمونة في حال اضطرت الجمهورية الإيرانية لخوض حرب مباشرة أمام أي من القوى الإقليمية أو الدولية.

مقالات مشابهة

  • وزارة الشؤون القانونية تنفذ الدورة التدريبية الثانية لنقاط الاتصال العسكرية بعدن
  • باحث: توجد تسريبات أمريكية بشأن استعدادات إسرائيل للرد على إيران
  • قلق أمريكي من تسريبات حول هجوم الاحتلال على إيران.. ما تأثير استشهاد السنوار؟
  • تسريبات.. وثائق تكشف تجهيزات إسرائيل لضرب إيران
  • الرقابة العسكرية الإسرائيلية تفرض حظرا على نشر معلومات حول مبنى قيسارية
  • أستاذ علوم سياسية: الممارسات الإسرائيلية هدفها إخراج قوات اليونيفيل من جنوب لبنان
  • بنكيران: السنوار شهيد والغطرسة الإسرائيلية مدعومة من طرف الإدارة الأمريكية
  • كيف يمكن للهجمات العسكرية الإسرائيلية الجديدة أن تؤثر على الانتخابات الأمريكية؟
  • ترسانة إيران العسكرية.. هل تعكس الأرقام الواقع؟