لجريدة عمان:
2025-02-23@13:37:24 GMT

الجريمة والاحتفال!

تاريخ النشر: 20th, October 2024 GMT

صديقان يقتلان صديقًا لهما خنقًا بواسطة حبل، أحدهما يرتبكُ وينهار وآخر يُحوّل حدث القتل إلى احتفال يدعو إليه عائلة المقتول وأصدقاءه، وكأنّ نشوة القتل أوقدت فـي روحه حماسًا مفقودًا، فلم يكن لفعل القتل هدفًا أكثر من استشعار الخطر المُحدق بالتجربة والشعور المريض بالتفوق!

قد لا تبدو قضية القتل مهمة فـي فـيلم «الحبل» Rope للمخرج الفريد هتشكوك عام 1948، ولكن ذلك التوهج الذي اعترى أحد القاتلين واصفًا الأمر وكأنّه يُقدم عملًا فنيًا هو ما يجعلنا نُعيد تأمل القصّة من جديد، لربطها بواقع شديد الاضطراب والسُميّة، يغدو فـيه فعل القتل -دون مغزى- عنوانًا لهذا العصر الكئيب!.

تلك المتعة العارمة وذلك الشعور المجاني بالفخر على فعل بالغ الدناءة والانحدار الأخلاقي نابع من اعتقاد ساذج بأنّ: من حق المتفوق والأكثر ذكاءً أن يتحكم بمصير الآخرين!.

أراد القاتل شديد الصلف أن يُضاعف الشر، بوضع الطعام على صندوق الجثة بدلا من طاولة الطعام، فالخفقان المرعب الذي مرّ به هو وصديقه جراء الأحاديث التي تنشد مجيء الصديق الغائب (الجثة) حرّضت مشاعر لوم فـي أحدهما ومشاعر لؤم فـي الآخر. بدا أنّ التلاعب بالكلمات تُشعر القاتل بشيء من التفوق والتعالي، بل إنّه لم يتوانَ عن إهداء والد الضحية كُتبًا مربوطة بحبل الجريمة!.

لكن الغريب أن تدور أحاديث الحفلة على صندوق الجثة حول الموت، لا سيما تلك المقارنة بين القتل العظيم وذاك الذي يفتقد للخيال والإبداع عندما تُنزع منه سمته الفاتنة! تُنسج الأحاديث عن خصلة القتل باعتبارها خصلة إنسانية وإن رفضها البعض!، «فالقتل جريمة لمعظم الناس ولكنه هبة للبعض الآخر»!

عندما طُرح السؤال: من الذي يحق له أن يلعب دور القاتل؟ كانت الإجابة المخيفة والمحملة بالازدراء: من يتمتعون بالمكانة الاجتماعية والعبقرية ولا يعبأون بالمفاهيم الأخلاقية التقليدية. أمّا السؤال الثاني: من الذي ينبغي أن يلعب دور المقتول؟ فكانت إجابته: الذين لا يملكون الكفاءة الكافـية!.

«لم يكن سوى نكرة، ولذلك فإنّ التخلص منه من قِبل الأكثر ذكاء هو واجب»، هكذا يُسوغ القتل لأجل المتعة، والإمعان فـي احتقار الروح التي يظن أنّها من مرتبة أدنى، فالقتل -من وجهة نظر القاتل- فنٌ ينبغي أن يُصان حق الإقدام عليه، ويجب أن يُصيب الحيوات الأقل أهمية، كما ينبغي ألا تقترفه سوى الأيدي العليا، فالأيدي العليا فوق الأيدي السفلى دومًا، فالمكانة هي من تحدد موقع كل من: الجلاد والضحية؟

قرأتُ بأن الفـيلم مأخوذ عن قصة حقيقية، أحدثت جدلًا واسعًا فـي أمريكا عام 1924، انطلاقًا من جريمة وقعت بسبب حادثة «النخبة التي تُقرر مصير العامّة».

تتناسلُ أحداث الفـيلم فـي مكان ضيق، فنشاهد لقطة واحدة ممتدة دون توقف، نرى بواسطتها انفعالات الشخصيات وعبثها، باب الشقة الذي يفتح ويغلق، الضيوف الذين يأتون ويرحلون. نتحول إلى مشاهدين لنلعب دور الجثة المحشورة فـي ذلك الصندوق وفـي تلك الظلمة؛ لنستمع لتلك المحاكمة المجحفة.

لكن.. هل هنالك جريمة مثالية ترقى لأن تصير فنا يتجاوز حدود المخيلة، جريمة مكتملة تدفع الإنسان لشعوره المريض بالاعتداد والتفوق، تماما كتلك التي تحدث فـي حياتنا الآن؟ بكل هذا الصلف السافر، حيث تُطوع الأفكار والأيديولوجيات المتعلقة بالتفوق والرسوخ لمنح الحياة أو سلبها، دون احتكام لتعقل أو احترام لمنجز البشرية من التحضر.. التحضر الذي بات يكشف لنا مخالب زيفه كل لحظة!

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

مصرع تاجر كاوتش ببني سويف إثر إصابته بأعيرة نارية في مشاجرة

لقى تاجر كاوش مصرعه ببنى سويف، إثر إصابته ببعض الأعيرة النارية خلال مشاجرة وقعت بينه وبين أحد الأشخاص، أمام قاعة البارون بشارع السادات وسط مدينة بني سويف.


ووفقًا لشهود عيان، بدأت الأحداث بمشادة كلامية حادة بين المجني عليه« محمود س» والجاني، تصاعدت سريعًا إلى اشتباك عنيف، وفي لحظات، استل القاتل سلاحًا ناريًا وأطلق عدة أعيرة أصابت المجني عليه إصابات قاتلة، ليفارق الحياة في الحال وسط ذهول المارة.

وفور تلقي الأجهزة الأمنية بلاغًا بالحادث، انتقلت قوة من مديرية أمن بني سويف إلى موقع الجريمة، حيث تم فرض كردون أمني حول المنطقة، وبدأت فرق البحث الجنائي في جمع الأدلة والاستماع لشهادات الشهود وتفريغ كاميرات المراقبة لتحديد هوية الجاني بدقة.

وأكدت مصادر أن القاتل فر هاربًا بعد تنفيذ جريمته، فيما تواصل الشرطة عمليات البحث المكثفة لتعقبه وضبطه في أسرع وقت ممكن.

وتم نقل جثمان المجني عليه إلى المستشفى، وتم إخطار جهات التحقيق التي أمرت بتشريح الجثة لبيان ما بها من إصابات، واستكمال التحريات حول الواقعة وضبط الجاني

مقالات مشابهة

  • المليشيا الإرهابية تركب التونسية!
  • ينبغي على الدول العربية أن توقف ترامب ونتنياهو عن مسارهما
  • بعد سجنه 30 عاماً..تبرئة أمريكي من جريمة قتل
  • احذر القاتل الصامت.. 5 علامات تشير إلى إصابتك بارتفاع ضغط الدم
  • مصرع تاجر كاوتش ببني سويف إثر إصابته بأعيرة نارية في مشاجرة
  • إدانة رجل بمحاولة القتل في قضية طعن سلمان رشدي
  • محكمة تدين فتاتين بقتل فتاة أخرى في جريمة صادمة
  • عاجل. نتنياهو: الجثة التي أُعيدت تعود لامرأة من غزة
  • أخبار جنوب سيناء.. افتتاح معرض أهلا رمضان بشرم الشيخ.. والاحتفال بالأطفال بجامعة سلمان
  • إعدام 90 حوتا من فصيلة الحوت القاتل الكاذب.. فيديو