جريدة الرؤية العمانية:
2024-10-21@01:44:57 GMT

ليس كل حل ذكي مُستداما

تاريخ النشر: 20th, October 2024 GMT

ليس كل حل ذكي مُستداما

 

أحمد بن موسي البلوشي

في عالمنا الحديث، كثيرًا ما يتم طرح مفهوم "الحلول الذكية" كطريقة فعّالة لمُعالجة التحديات التي تواجهنا في مجالات متنوعة مثل الاقتصاد، البيئة، العمل، الدراسة، والحياة اليومية. هذه الحلول غالبًا ما تقدم فوائد واضحة في البداية للتحديات التي نواجهها، حيث تعتمد على الحلول السريعة في أغلب الأحيان، وتلبية للاحتياجات المتزايدة.

ومع ذلك، نجد في بعض الأحيان أنَّ هذه الحلول تكون قصيرة المدى، ومع مرور الوقت يتضح أنها لا تعالج الأسباب الجذرية للمشكلات، ما يجعلنا نعود إلى نقطة البداية في مواجهة التحدي. ومع تسارع التقدم العلمي، والتكنولوجي، يُطرح سؤال جوهري: هل كل حل ذكي هو بالضرورة حل مُستدام؟ الجواب الواضح هو: لا. فبينما كل حل مُستدام يتطلب الذكاء والإبداع في تنفيذه، إلا أن الحل الذكي ليس دائمًا مُستدامًا.

الحلول المُستدامة الذكية هي أدوات مبتكرة تُستخدم لمعالجة المشكلات، والتحديات بشكل شامل ومُستدام، مع التركيز على تحقيق تأثير طويل الأمد وتقديم فوائد ملموسة للأفراد والمجتمع ككل. تعتمد هذه الحلول على التكنولوجيا المتقدمة والابتكار العلمي، والاجتماعي لتحقيق أهدافها.

لا يمكن اعتبار كل حل ذكي مُستدامًا لعدة أسباب؛ أولًا: تركز الحلول الذكية عادةً على تحسين الكفاءة والسرعة، مما قد يؤثر سلبًا على الاهتمام بالآثار الجانبية الأخرى. ثانيًا: قد تُطور بعض هذه الحلول بدافع التكنولوجيا نفسها، دون تقييم حقيقي لاحتياجات المستخدمين أو السياق الاجتماعي الذي تُستخدم فيه. ثالثًا: غالبًا ما يتم تقييم الحلول الذكية بناءً على أدائها في مرحلة الاستخدام فقط، دون الأخذ في الاعتبار الآثار المرتبطة بها.

ولكي تكون الحلول الذكية مُستدامة، يجب أن تكون متكاملة وتعتمد على فهم عميق للطبيعة المعقدة للتحديات التي نحاول حلها. ينبغي أن تكون هذه الحلول جزءًا من استراتيجية طويلة الأمد تشمل الأجيال القادمة، وليس مجرد حلول مؤقتة. كما يجب أن تكون الحلول الذكية المُستدامة مرنة وقابلة للتكيف مع التغيرات التي قد تحدث في المستقبل. وينبغي أن يركز الابتكار في الحلول الذكية على المسؤولية الاجتماعية، وليس فقط على الكفاءة أو الحل السريع.

ولضمان نجاح الحلول المُستدامة الذكية، هناك الكثير من الاستراتيجيات المتكاملة التي يمكن اتباعها للحصول على نتائج إيجابية منها تعزيز التعاون بين الحكومة والقطاع الخاص والمجتمع المدني، فكل طرف له دور مهم يمكن أن يسهم في تحسين الوضع الراهن. رفع مستوى الوعي حول أهمية الاستدامة والابتكار، فيجب أن يتعلم الأفراد كيفية اتخاذ قرارات مُستدامة في حياتهم اليومية، مما يسهم في تعزيز هذه الثقافة، وإجراء تقييمات دورية للسياسات والبرامج المنفذة لضمان فعاليتها واستدامتها، ويجب أن تكون هناك آليات واضحة لرصد التقدم وتحديد المجالات التي تحتاج إلى تحسين. الاستفادة من البيانات الضخمة والتحليلات لتحديد المشكلات والفرص بشكل أكثر دقة، ويمكن أن تساعد هذه المعلومات في توجيه السياسات واتخاذ القرارات المستندة إلى الأدلة.

إنَّ البحث عن حلول ذكية ليس كافيًا إذا لم تكن هذه الحلول مُستدامة. على الرغم من أن التحسينات الفورية قد تبدو جذابة، فإنها قد تعيدنا في النهاية إلى نقطة الصفر إذا لم تأخذ في الاعتبار الأبعاد المختلفة على المدى البعيد، والحل المُستدام الذكي هو الحل الذي يوازن بين الابتكار التكنولوجي والاستدامة؛ ليحقق فوائد دائمة للأفراد والمجتمع.

 

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

مسؤولون كوريون: نتطلع للتعاون مع الإمارات في الزراعة الذكية

عبر مسؤولون من القطاع الزراعي في كوريا الجنوبية، عن تطلعهم للتعاون مع دول الشرق الأوسط في الزراعة الذكية، وتصدير المنتجات الزراعية، انطلاقاً من دولة الإمارات.

وقالوا على هامش اجتماع نظمته وزارة الزراعة والغذاء والشؤون الريفية في كوريا، مع وفد من وسائل إعلام إماراتية ودول من شرق آسيا، إن "السوق الإماراتية تملك مقومات عدّة لتعزيز صادرات المنتجات الزراعية الكورية إلى دول المنطقة"، مؤكدين سعيهم لتطوير التعاون في مجال الزراعة الذكية الهادفة إلى تحقيق الكفاءة البيئية المستدامة. زيادة إنتاج المحاصيل

وقال سونغ- هو تشوي، المتحدث الرسمي باسم وزارة الزراعة والأغذية والشؤون الريفية في كوريا الجنوبية، إن بلاده تتطلع إلى تعزيز التعاون مع دولة الإمارات في الزراعة الذكية، التي تتميز بقدرتها على تسريع وزيادة إنتاج المحاصيل في ظل التحديات المناخية التي يشهدها العالم وبالتحديد في المناطق الصحراوية.
وأوضح أن التعاون بين البلدين في الزراعة الذكية، سيتيح الاستفادة بشكل كبير من البيانات الضخمة التي ستوفرها هذه التقنية، إذ يمكن للتكنولوجيا الزراعية التحكم تلقائياً ببيانات المحاصيل وحمايتها من التحديات المناخية، وذلك عبر التحكم بدرجات الحرارة والرطوبة والمواد الكيميائية وغيرها من الاختصاصات.

تعزيز الصادرات الكورية 

من جانبه، أكد كيم شينغاي، مدير قسم الأغذية الوطنية الكورية بوزارة الزراعة والغذاء والشؤون الريفية بكوريا، أهمية التعاون الوثيق مع دولة الإمارات في تصدير المنتجات الزراعية الكورية إلى السوق الإماراتية، لافتاً إلى الإقبال الكبير الذي شهده المنتج الكوري في الدولة، ما أسهم في تعزيز صادرات بلاده من الخضار والفاكهة الطازجة وغيرها من المواد الغذائية.
وأشار إلى دور دولة الإمارات الفاعل في المجلس العالمي للمنتجات الغذائية التابع للوزارة، الذي يضم عشر دول من بينها الإمارات، مؤكداً أن وجودها عضواً في المجلس ساعد بشكل كبير على مواجهة التحديات في القطاع وفهم مستجدات السوق.
وقال تاي هيونغوون، المدير التنفيذي لمزرعة سانغا- ميون، إن التعاون مع دولة الإمارات، أسهم في تزايد حجم صادرات المزارع الكورية إلى الأسواق الخارجية في الآونة الأخيرة، وإن هناك فرصاً مثالية للوصول إلى أسواق منطقة الشرق الأوسط عموماً.

60 صنفاً من الخضراوات والفواكه

وأضاف أن تزايد الطلب على المنتجات الزراعية الكورية في السوق الإماراتية، وغيرها من أسواق المنطقة، يشكل عاملاً محفزاً على زيادة كمية الإنتاج في المزارع المحلية، لافتاً إلى أن مزرعة سانغا تنتج نحو 60 صنفاً من الخضراوات والفواكه العضوية، باستخدام طرق وتقنيات صديقة للبيئة وتركز على الاستدامة.

مقالات مشابهة

  • ترامب: إسرائيل لن تكون في وضع جيد إذا استمعت إلى البيت الأبيض
  • «مستقبل التكنولوجيا بين يديك».. أماكن وأسعار بيع نظارات Meta الذكية
  • وزارة التربية تفرض إلزامية البطاقة الذكية قبل نهاية العام الدراسي
  • «ديوا» راعياً بلاتينياً لمؤتمر الروبوتات والأنظمة الذكية الدولي
  • انتهاء عهد سامسونج.. فيفو تتربع على عرش سوق الهواتف الذكية
  • “الخميسي” يطالب محافظ المصرف المركزي بإيضاح الحلول التي وضعها لخفض العجز في ميزان المدفوعات
  • مسؤولون كوريون: نتطلع للتعاون مع الإمارات في الزراعة الذكية
  • الرئيس الروسي: مستعدون للوساطة بين إيران وإسرائيل
  • عضو الشيوخ الفرنسي: يجب وقف التصعيد في لبنان وتطبيق الحلول الدبلوماسية