ترام جامعة السلطان قابوس حلم المستقبل
تاريخ النشر: 20th, October 2024 GMT
راشد بن حميد الراشدي
أثناء زيارتي لجامعة السلطان قابوس في يوم مُشمس حارٍ، رأيت طلبة الجامعة يتنقلون بين أقسام وكليات ومكتبات الجامعة في ذلك اليوم الحار سيرًا على الأقدام، وقد أعياهم التعب ورطوبة الجو؛ وذلك ليتداركوا محاضراتهم ويختصروا الأوقات، من أجل اللحاق بتلك المحاضرات والوصول إليها في الأوقات المناسبة، وهم من الطلبة القاطنين في السكن الجامعي أو حوله.
والحقيقة أن هناك جهودًا حثيثة قدمتها الجامعة من خلال توفير حافلات داخلية لنقل الطلاب، طيلة الأعوام الماضية، ومع تقادم السنين وازدياد أعداد الطلاب والزحام الشديد في حافلات نقل الطلاب وكذلك تباعد الأماكن، تشكلت معاناة حقيقية على الطلبة رغم وجود العديد من الحلول العملية التي يمكن تنفيذها من خلال المخططات المتسعة التي تتميز بها الجامعة من طرقات متسعة وممرات ومواقف ومسارات رائعة للوصول إلى مكوناتها من كليات ومكتبات ومختبرات وسكنات ومرافق أخرى بسلاسة وسهولة بحيث يمكن تطويعها مع مقترح إنشاء ترام للجامعة بعد 38 عامًا منذ إنشائها.
ومع وجود الآلاف من الطلاب الدارسين في الجامعة من الذين يقطنون في سكنات الحرم الجامعي أو خارجه، سيكون ترام الجامعة هو الحل الأمثل لكل الاختناقات المرورية والتزاحم على الباصات وطول الفترة الزمنية لركوبها وتأخر الطلاب عن محاضراتهم وتعرضهم للحر الشديد.
مقترحي اليوم هو إنشاء ترام في جامعة السلطان قابوس يخدم أبناءنا الطلاب وموظفي الجامعة والزائرين لها.
وبدايةً أعطي لمحة عن ماهية الترام وعمله: إن نظام الترام هو أحد أنظمة النقل الحضرية التي تسير على قضبان حديدية في مسارات محددة مع وجود سائق للترام، وهي مصممة للعمل داخل المناطق السكنية والحضرية ذات الكثافة العالية ولمسافات قصيرة نسبياً، ويتميز هذا النظام بالبساطة والقدرة على توصيل الركاب إلى مناطق قريبة مع (سرعته المنخفضة) ، وعادة ما يكون مسار الترام على مستوى الأرض ويتقاطع مع الطرق في المناطق التي يمر فيها هذا ولا يتطلب الترام بشكل عام استخدام وسيلة مواصلات أخرى مساعدة للوصول إلى المكان المطلوب. وتصل سعة أنظمة بعض الترامات بشكل عام بين 3000- 9000 راكب في الساعة في الاتجاه الواحد ويتراوح طول الترام ما بين 30 إلى 60 مترا، أي أنه بشكل عام مناسب للمدن الصغيرة والجامعات والأماكن المتقاربة.
إنَّ مقترح إنشاء شبكة ترام تربط بين مرافق الجامعة داخل الحرم الجامعي ناجح بكل المقاييس ويعالج الكثير من المشكلات والمعاناة التي يعانيها الطالب الجامعي، ومع هذا المقترح أضع مقترحات تفصيلية تتمثل في: وضع تصور للمشروع كاملا وخدمته لجميع المستفيدين يراعى فيه الطالب والموظف والزائر في استفادته من المشروع. وربط شبكة الترام بمحطات ومواقف عديدة يتم إنشاؤها على حدود الجامعة قرب بوابتها ليستطيع الجميع الاستفادة من التنقل داخل الحرم الجامعي بالترام بسهولة ويسر. ودراسة ربط الترام بالمناطق السكنية القريبة من الجامعة كمنطقة الخوض.
ويمكن إشراك طلاب الجامعة من طلاب كلية الهندسة في المشروع من حيث التصاميم وخرائط ومسارات المشروع وحتى إدارة المشروع.
المشروع سيكون الأول من نوعه في جامعات الخليج وسيحقق صدى كبيرا عند تنفيذه، ومن خلال تنفيذ مثل هذه المشاريع سيكون لجامعتنا دور ملموس في تهيئة البيئة المناسبة للإبداع والابتكار والتميز بإذن الله.
نحن نعيش اليوم لنرسم المستقبل بشغف، ونأمل أن يتحقق مشروع إنشاء ترام جامعة السلطان قابوس كمشروع ريادي قادم يخدم أهداف رؤية "عُمان 2040".
حفظ الله عُمان وسلطانها وشعبها، وأدام عليهم نعمة الأمن والأمان والاستقرار والخير.
رابط مختصرالمصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
رئيس جامعة القاهرة: رؤيتنا المستقبلية ترتبط بأهداف التنمية المستدامة ورؤية مصر 2030
قال رئيس جامعة القاهرة الدكتور محمد سامي عبدالصادق إن الرؤية العامة المستقبلية للجامعة خلال الفترة المقبلة ترتبط بأهداف التنمية المستدامة ورؤية مصر 2030.
وأضاف عبدالصادق - خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده اليوم الاثنين بقاعة أحمد لطفي السيد بمقر الجامعة - أن قبل أن يكون رئيسًا للجامعة شغل العديد من المناصب وتولى مسئولية العديد من القطاعات، وأن لديه خبرات كبيرة في كل ما يتعلق بالشأن الجامعي وأنه كان عضوًا في لجنة مقتنيات وأصول جامعة القاهرة، وأنه كان مفوضًا للتواصل مع العديد من الجهات، إلى جانب تنظيم العديد من الفعاليات.
وأوضح أن الجامعة مرتبطة في مخطط تطويرها بالاستراتيجية الوطنية للتعليم العالي وهي تتضمن المبادئ السبعة للجامعات المصرية والتحول إلى جامعات الجيل الرابع ورؤية مصر 2030.
وتابع أن عملية التطوير تحتاج لإعادة النظر في منظومة قوانين التعليم العالي منها قانون حوافز العلوم والتكنولوجيا والابتكار ومن قبله قانون تنظيم الجامعات، وقانون تنظيم العمل في المستشفيات الجامعية وقانون إنشاء الجامعات الأهلية والخاصة، وقانون إنشاء الجامعات التكنولوجية.
وأشار إلى أن الجامعة لديها العديد من المشروعات من بينها مشروع إسكان أعضاء هيئة التدريس والعاملين، وتطوير مستشفى الفرنساوي والمعهد القومي للأورام الجديد ومسرح دولا أبيض والمجمع الطبي للأطفال، مؤكدًا أن هناك أيضًا غايات استراتيجية للحفاظ على الثروات القومية للدولة وحسن استغلالها.
ولفت إلى أن الجامعة بها نحو 200 ألف طالب ونحو 25 ألف طالب وافد، وأن الجامعة لديها أولويات في العمل من أهمها الحفاظ على الصورة الإيجابية للجامعة.
ونوه بأن أهم التحديات التى تواجه الجامعة هو الجهاز الإداري للجامعة مع ضرورة زيادة التدريب ورفع المهارات، بجانب سفر العديد من أعضاء هيئة التدريس أو الانتداب للعمل في جامعات خاصة، وأن الفترة المقبلة سوف تعمل على الاهتمام بروابط الخريجين والاستفادة من خبراتهم ومعرفتهم.
وذكر أنه من الضروري الاهتمام بدعم العلاقات مع الدول الإفريقية، ودعم جهود الدولة في مواجهة التطرف والارهاب، وأن هناك العديد من التحديات المختلفة التى تعمل عليها جامعة القاهرة على الصعيد السياسي والاقتصادي.
وأوضح أن الجامعة حريصة على تمكين القيادات الشابة وتعزيز التنافسية العالمية والاستدامة الاقتصادية، وتعظيم المشاركات المجتمعية وتطوير المستشفيات الجامعية خلال الفترة المقبلة.
وقال إن هناك توجهًا للحصول عل الاعتماد المحلي والدولي مع توسيع الشراكات مع الجامعات الأجنبية المرموقة، وإنشاء مجلس استشاري للجامعة، مع الحرص على تطوير ورفع كفاءة الجهاز الإداري وكذلك أعضاء هيئة التدريس وإنشاء وحدة التطوير الجامعي، بجانب تطوير البيئة التعليمية والتكنولوجية، والاهتمام بفكرة التعليم القائم على الابداع والابتكار، فضلا عن إنشاء جامعة القاهرة الأهلية والتكنولوجية.
وأضاف "أن مجلس جامعة القاهرة وافق على إنشاء شركة لإدارة الأصول المادية والمعنوية للجامعة وإنشاء وادي جامعة القاهرة للعلوم والتكنولوجيا، بجانب إنشاء قناة جامعة القاهرة على المنصات الرقمية، وتفعيل مركز دعم الابتكار وريادة الأعمال، وتأسيس الشركات الجامعية".
وأوضح أن هناك توسعًا في إنشاء الكراسي العامية، وإنشاء مكاتب النزاهة العلمية مع تعظيم الاستفادة من الشراكات وتشجيع الأوقاف العلمية والهيئات وتوجيه المجتمع للتبرع للمستشفيات والاهتمام بالحوكمة الرشيدة، بجانب مواكبة متغيرات المستقبل والتحديات البيئية، مع تعظيم المشاركة المجتمعية للطلاب من خلال نظام ساعات خدمة المجتمع للطلاب، مع تعزيز أوجه التعاون مع التحالف الوطنى للعمل الأهلي التنموي.
وحول مستشفيات جامعة القاهرة، أشار إلى مخطط تطوير مستشفى قصر العيني والذي يقدم خدماته الطبية لنحو 2 مليون مواطن سنويًا، والاستفادة القصوى من أعضاء هيئة التدريس والهيئة المعاونة لتوفير الأعداد الكافية من التمريض والفنيين، والتكامل مع منظومة التأمين الصحي الشامل.