حماتي تأمرني أن أهب فلذة كبدي لإبنتها العاقر
تاريخ النشر: 20th, October 2024 GMT
أقف اليوم سيدتي وقفة الشاكرة الممتنة لك أنك إستقبلتني في هذا الفضاء الرحب الذي أعده متنفسا للحيارى والتائهين. فقلوب حائرة سواء في نسخته الورقية أو على منصة موقع “النهارأونلاين” من بين المنصات التي بإمكانها أن تضاهي كبرى المنتديات والملتقيات عبر مواقع التواصل الإجتماعي.
لن أطيل عليك لأخبرك بأن ما أمر به من هم عكّر لي مزاجي وقلب سعادتي رأسا على عقب.
سيدتي، لم أخل أن تكلل فرحتي بالحمل والأمومة بخيبة أمل بعد أن تجاسرت حماتي وطلبت مني أن أمنح مولودي لإبنتها العاقر التي لم تتمكن من تحقيق حلم الأمومة. أحس بما تكابده أخت زوجي من مغبة أن تكون عاجزة عن تحقيق حلم الأمومة بين أهل زوجها، لكن من غير المعقول أن تتجرّأ لتطلب مني ما لا أطيقه وأن تضيّق عليّ الخناق عند أول فرحة لي.
ما زاد الطين بلة أنّ زوجي من جهته، لم يجد ما يقوله لأمه، فهو حتى لم يبدي رفضه أو إمتعاضه للأمر. وأخبرني من أنه يخاف أن يعقّ والدته التي منحته الكثير ولازالت حيث أننا نسكن منذ زواجنا بيتها الذي ورثته عن أهلها.
في داخلي ما يدفعني أن أصرخ حتى يبلغ صوتي عنان السماء معلنة رفضي لما تريده مني حماتي. فهل يعقل هذا سيدتي؟ وهل لأي أنثى أن تقدم على التخلي عن فلذة كبدها لأخت زوجها وتحرم هي من الأمومة؟
أختكم م.دنيا من الغرب الجزائري.
قبول العمل ببعض التقاليد والأعراف المملاة علينا من مجتمعنا توقع صاحبها في مغبة الندم والحسرة. وهذا ما أراه في رسالتك أختاه التي قرأت تفاصيلها بكثير من الحسرة والألم. وقد لمست من كلماتك خوفك قبل فرحتك بمقدم المولود الذي كان بمثابة بصيص أمل لك في حياتك الزوجية.
ليس على حماتك أن تجبرك على التخلي على فلذة كبدك لإبنتها بمجرد أنها منحتك بيتا إستقريت فيه أنت وزوجك بدل أن تقوما بإكتراء منزل. أو تقتنيا بيتا في ظل الغلاء الفاحش للعقار في وقتنا هذا.
كما أنني أستغرب أمر زوجك الذي لم يحرك ساكنا حيال قرار أمه. مطبقا مقولة أن السكوت علامة الرضا، وإلا كيف تفسرين وصفه لرفضه بالعقوق لوالدته التي ستحرمه من فلذة كبده.
ليس هناك ما يجبرك على هذا الأمر، كما أن أخت زوجك ليس لها أن تبني سعادتها على حطام أحاسيس الأمومة لديك. وليس لها أن تقودك إلى الإنهيار وفقدان الإستقرار بهذه الطريقة التي فيها من التحقير لشخصك بالقدر الكبير.
إنتفضي ولا تقبلي مثل هذا الأمر، ولتخبري حماتك وأخت زوجك من أن مولودك إبنهما مهما كانت الأحوال. ومن أنه عليه أن يتربى في كنفك وليس بعيدا عنك. ولتخبري زوجك أيضا أنه إن كان يريد مجاملة أخته والإحسان إليها في مصابها كونها عاقر .لا يجب أن يكون على حسابك ومن أنّه عليه أن يرفض مثل هذا التنازل الذي ستنجرّ عنه تنازلات أخرى. إن هو بقي على حال الرضا الذي يجعله خانعا لأمّه.
تحتاجين الكثير من الراحة والسكينة في هذه الفترة التي حوّلت أجمل أحاسيس الأمومة. والحلم بالمولود الذي لم يرى النور بعد إلى كابوس ونقمة، فبدّدي عنك المخاوف ولا تلقي بقلبك في غياهب الحيرة والأحزان.
ردت:”ب.س”
المصدر: النهار أونلاين
إقرأ أيضاً:
دفع الله الحاج.. او الرجل الذي يبحث عنه البرهان ..!!
لم تكن المذيعة المرموقة تتوقع خشونة من ضيفها الدبلوماسي السوداني والذي سالته حول التسوية مع قوات الدعم السريع ..أصر دفع الله ان تقرن المذيعة صفة قوات الدعم السريع المتمردة قبل الإجابة على اي سؤال.
اليوم تم تعيين السفير دفع الله الحاج علي قائما بأعمال رئيس الوزراء او في رواية اخرى رئيس وزراء مكلف..من هنا تبدّأ العقدة.. لكن دعونا ننظر لماذا اختيار دفع الله في هذا التوقيت.
١-ابو الدفاع كما يحلو لانداده مناداته ولج إلى السلك الدبلوماسي قبل ميلاد الإنقاذ بنحو عقد من الزمان فبالتالي ليس مشتبها في ان يكون اسلاميا بالميلاد وفي ذات الوقت خدم نحو ثلاثة عقود في عهد الإنقاذ بالتالي يحقق الوزنة التي يبحث عنها الجنرال البرهان وهى التعامل مع الإسلاميين دون تحمل التكلفة السياسية خاصة مع الأشقاء والأصدقاء غربا.
٢- السفير دفع الله نجح وساعدته الظروف في العبور بالعلاقة بين الخرطوم والرياض من التردد إلى التفهم ثم إلى تطابق وجهات النظر وقد اتضح ذلك مؤخرا في مؤتمر لندن حول الأزمة السودانية..وهذا يعني ان الحكومة السودانية لن تتجه شرقا كما توقع البعض بل ستظل في ذات المحطة تلوح بالانعطاف شمالا دون ان تغادر المسار الحالي.
٣- السفير دفع الله عرف بين اقرانه بقوة الشخصية والإبانة في المواقف السياسية وحينما تردد وزير الخارجية السابق على الصادق في تأييد إجراءات اكتوبر ٢٠٢١ ومن بينها تكليفه بمنصب وزير الخارجية كان الحاج اكثر وضوحا وهو يعمل وكيلا لوزارة الخارجية ثم مبعوثا للبرهان عقب اندلاع الحرب في منتصف أبريل ٢٠٢٣ فهذا يعني انه خيار مجرب يتمتع بقوة الشخصية في الحد المعقول والذي لا يحدث صراع بين العسكريين والقائم بأعمال رئيس الوزراء.
٤- تمثل خطوة تكليف دفع الله بالمنصب الكبير جس نبض في تمدين السلطة التنفيذية ان مضى الأمر بسلاسة ربما تصبح الخطوة القادمة في تعيين الرجل او غيره في منصب رئيس وزراء بكامل الصلاحيات وان تعثرت الخطوة يتم استخدام الكوابح والتي من بينها انه مجرد قائم بالأعمال.
٥- تعيين دفع الله يمثل القسط الأول في سياسية الحفر بالإبرة في كل الاتجاهات ..لان تعيين رئيس وزراء جديد تترك له مهمة اختيار وزرائه بالكامل غير مطروحة الان عند البرهان ورفاقه بمنطق لا صوت يعلو على صوت المعركة.
٦- اختيار السفير دفع الله هو امتداد لسياسة ( الرجل الذي نعرف خير من الذي لا نعرف)حيث من الصعب استيعاب لاعب جديد في الساحة وفي ذات الوقت يعتبر امتدادا لحكومة كبار الموظفين حيث لا يفضل البرهان الذي يتميز بالغموض التعامل مع الغرباء .
٧- وفقا للذين يعرفون السفير دفع الله فهو يتميز بالهدوء والوضوح وقوة الشخصية و فوق ذلك له خبرة أربعين سنة في الدبلوماسية..حينما تخلط كل ذلك تجد الرجل الذي يبحث عنه البرهان.
-عبدالباقي الظافر