تفاصيل جديدة حول اغتيال قائد حماس يحيى السنوار وسبب قطع إصبعه
تاريخ النشر: 20th, October 2024 GMT
في تطور جديد، كشفت وسائل الإعلام الإسرائيلية عن تفاصيل مثيرة حول عملية استشهاد يحيى السنوار، رئيس حركة حماس في قطاع غزة، مما أثار تساؤلات واسعة حول الروايات المختلفة التي أُثيرت حول مقتله. منذ إعلان استشهاده، تباينت الروايات بين الجهات الإسرائيلية والمحللين الاستراتيجيين، حيث تعكس تفاصيل العملية مزيجًا من الغموض والصدفة، ما يعيد فتح باب التساؤلات حول عملية اغتياله.
وفقًا للتقارير الإسرائيلية، تم الإعلان في يوم الجمعة 18 أكتوبر 2024 عن الانتهاء من تشريح جثة السنوار في معهد أبو كبير للطب الشرعي. وتم الاحتفاظ بالجثة في مكان "سري"، حيث تُشير التقارير إلى إمكانية استخدامها كأداة ضغط أو مساومة في المستقبل، مما يضفي مزيدًا من الغموض على الحادثة.
ووفقًا لصحيفة "إسرائيل اليوم"، قُتل السنوار إثر إطلاق رصاصة استهدفته في رأسه من مسافة بعيدة، إلى جانب إصابته بشظايا نتيجة سقوط قذيفة بالقرب منه. وتوضح إذاعة الجيش الإسرائيلي أن قوات الاحتلال قد أقدمت على قطع أصبع السنوار فور الاشتباه في مقتله، حيث أُرسل الأصبع إلى الفحص للتأكد من هويته عبر تحليل البصمات.
وبحسب الرواية الرسمية من الجيش الإسرائيلي، كانت القوات قد باشرت الاشتباك مع مجموعة من الأشخاص دون أن تتمكن من تحديد هوياتهم. وفي خضم الاشتباك، لجأ أحد هؤلاء الأشخاص إلى أحد المباني، حيث استهدفته قوات الاحتلال بقذيفة دبابة، ما أدى إلى مقتله. ومع مرور الوقت، تبين أن الشخص المستهدف كان يحيى السنوار.
ومن جانبه، أوضح الدكتور جهاد أبو لحية، أستاذ القانون والنظم السياسية الفلسطيني، في تصريحات لـ “صدى البلد”، أن قطع الاحتلال إصبع القائد يحيى السنوار جاء رغم تأكيد هوية جثته عبر بصمة الأسنان. وقال إن الهدف من ذلك هو التأكد من تطابق بصمته مع البصمات اليدوية المخزنة لديهم منذ فترة اعتقاله التي تجاوزت 20 عامًا في سجون الاحتلال الإسرائيلي.
وقال في رده على سؤال حول ما إذا كانت العملية مخطط لها مسبقًا، نفى الدكتور أبو لحية ذلك بشكل قاطع. وأضاف: "لو كانت إسرائيل على علم بمكانه، لخططت لاعتقاله أو قتله بطريقة تحول دون أن يبقى رمزًا وطنيًا يلهم كل مناضل يسعى لتحرير وطنه وشعبه".
كما أشار إلى أن رواية الاحتلال التي تزعم أن السنوار كان مختبئًا في الأنفاق مع الأسرى غير دقيقة. وأكد أن وجود السنوار في الصف الأول من المعركة وعلى مسافة 1000 متر فقط من ثكنة عسكرية يفند تلك المزاعم، ويكشف أن هذه الرواية ما هي إلا محاولة من الاحتلال للتغطية على فشلهم الاستخباراتي المستمر في الوصول إليه طوال عام، إضافة إلى فشلهم في إخراج صورة مقتله بالطريقة التي كانوا يطمحون إليها.
وفي تحليل إضافي حول العملية، كشف المفكر الاستراتيجي اللواء سمير فرج تفاصيل جديدة تكشف أن عملية اغتيال السنوار لم تكن مخططًا لها، بل كانت نتيجة صدفة. وأوضح فرج في تصريحاته أن الوحدة التي نفذت العملية لم تكن من القوات الخاصة أو من اللواء "جولاني"، وإنما من الكتيبة 450 التابعة للواء 188 من الاحتياط. وأشار إلى أن هذه الوحدة كانت أثناء تدريبها في غزة، ولاحظت حركة غير متوقعة في أحد المباني، مما دفعها إلى قصفه دون معلومات دقيقة حول وجود السنوار بداخله.
وفي تصريحاته، أضاف اللواء فرج أن الجنود الإسرائيليين لم يكونوا على دراية بأنهم كانوا أمام يحيى السنوار، مشيرًا إلى أنهم لو كانوا يعلمون هويته، لما قاموا بقتله، حيث كانوا يفضلون القبض عليه حيًا. وأكد أن السنوار كان يحمل سلاحه أثناء العملية، مما يفضح كذب الرواية الإسرائيلية التي كانت تزعم أنه كان مختبئًا في الأنفاق أو محاطًا بالرهائن.
وبعد استهداف السنوار، توجهت قوات الاحتلال إلى التحقق من هويته، حيث قامت بمطابقة فحص أسنانه مع سجلات الاحتلال نظرًا لأن السنوار كان أسيرًا سابقًا في السجون الإسرائيلية. وبعد التأكد من هويته، قررت القوات قطع أصبعه لإجراء تحليل "دي إن إيه" للتأكد النهائي من هويته.
وفي تعليقه على مقتل السنوار، قال اللواء فرج: "مات مقاتلًا بملابس الميدان"، مؤكدًا أن السنوار لم يكن في مكان آخر كما كانت الرواية الإسرائيلية تدّعي، بل كان يقاتل على الأرض في الصفوف الأمامية للمقاومة. هذه الحادثة تكشف، بحسب فرج، كذب الادعاءات الإسرائيلية السابقة حول اختباء السنوار في الأنفاق.
وتجسد حادثة مقتل يحيى السنوار مزيجًا من الغموض والصدفة. الروايات المتضاربة حول عملية اغتياله أثارت العديد من التساؤلات. في حين حاولت الرواية الإسرائيلية تصوير العملية كـ "إصابة هدف مهم"، يكشف التحليل الاستراتيجي أن الاغتيال تم بشكل غير متوقع، ما يعكس المفاجأة التي تعرض لها الاحتلال من وجود السنوار في الميدان وليس في الأنفاق، كما كان يعتقد.
وتظل عملية مقتل يحيى السنوار محاطة بالكثير من الغموض والتفاصيل المتضاربة. في الوقت الذي تحاول فيه الرواية الإسرائيلية تسويق العملية على أنها استهداف دقيق لشخصية كبيرة، يبرز تحليل استراتيجي يوضح أن العملية كانت غير مخطط لها، وتكشف كذب الكثير من الادعاءات السابقة.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: يحيى السنوار السنوار غزة حماس حركة حماس إسرائيل الروایة الإسرائیلیة یحیى السنوار السنوار فی أن السنوار فی الأنفاق من الغموض من هویته فی مکان
إقرأ أيضاً:
جيش الاحتلال يعترف بمقتل قائد دبابة وإصابة 3 آخرين في بيت حانون
اعترف جيش الاحتلال الخميس، بمقتل أحد عسكرييه وإصابة 3 آخرين بجروح خطيرة في معارك بشمال غزة.
ولم يذكر بيان جيش الاحتلال تفاصيل الحدث، لكن قناة كان الرسمية قالت، إن الجندي القتيل هو سائق دبابة من الكتيبة 79 في اللواء 14، و قتل ظهرا بنيران قناص في بيت حانون داخل المنطقة العازلة.
وأضافت القناة أنه بعد عملية القنص، أطلق مسلحون صاروخًا مضادًا للدروع على الجنود ما أدى إلى إصابة ضابط من وحدة الهندسة "يهلوم" وجندي احتياط من الكتيبة 79 في اللواء 14 بجروح خطيرة وإصابة جندي احتياط من الكتيبة 8239 في اللواء الشمالي بجروح متوسطة.
وكان موقع "أخبار قبل الجميع" العبري، قال إن حدثا أمنيا وقع في منطقة بيت حانون في شمال قطاع غزة، و"هي منطقة ألحقت خسائر فادحة بالفعل بقوات الجيش الإسرائيلي"، مشيرا إلى حالة من الغضب والإحباط والشكوك حول ضرورة العودة إلى تلك المنطقة القتالية.
من جهته، قال موقع "حدشوت للو تسنزورا"، إن جنديا إسرائيليا قتل وأصيب عدد آخر بجروح في معارك قطاع غزة. لافتا إلى أن الحدث الذي وقع اليوم في شمال قطاع غزة، جرى في نفس المكان الذي قتل فيه الجندي الإسرائيلي "غالب النصاصرة" الأسبوع الماضي.
وفي أعقاب الحدث الأمني في شمال قطاع غزة، يحاول جيش الاحتلال الانتقام من المدنيين العزل، حيث طلب من سكان منطقة بيت حانون والشيخ زايد شمال القطاع بضرورة إخلاء المنطقة.
في سياق متصل، قالت القناة 14 العبرية، إن مروحيات وطواقم إجلاء أخلت جنودا من لواء غفعاتي أصيبوا جراء انهيار مبنى عليهم في رفح جنوب القطاع. دون تفاصيل.
واعترف جيش الاحتلال الإسرائيلي قبل أيام بمقتل أحد جنوده خلال معارك في قطاع غزة، وهو أول قتيل يتكبده منذ استئناف حرب الإبادة وإنهاء اتفاق وقف إطلاق النار بتاريخ 18 آذار/ مارس الماضي.
وذكر جيش الاحتلال في بيان، أن "الرقيب أول غالب سليمان النصاصرة (35 عاما) قُتل خلال الاشتباكات في شمال قطاع غزة"، مضيفا أن ثلاثة جنود آخرين أُصيبوا في المواجهات نفسها، فيما تبنت كتائب القسام العملية وأسمتها كمين "حد السيف".