بعدما ساد لأيام هدوء حذر خيم على الضاحية الجنوبية لبيروت، والتي تعد عاصمة المقاومة، عادت الغارات الإسرائيلية الوحشية عليها، فيسقط عليها مئات الأطنان من الصواريخ في كل غارة.
الهدوء الحذر الذي كان قد خيم على الضاحية لأيام، فسره البعض بأنه عائد إلى تفاهم جرى بين رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري، وبين وزير الخارجية الأمريكية بلينكن، في اتصال هاتفي دام 40 دقيقة، وعزا آخرون الهدوء إلى ضغوط أمريكية، ونصائح بعدم استهداف الضاحية، حتى لا تزيد النقمة العالمية على إسرائيل، خاصة وأن ادعاءات تل أبيب بوجود مخازن للصواريخ والضاخية لم تعد مقنعة.
اليوم، مكتب نتنياهو عقب على الغارات على الضاحية الجنوبية لبيروت، بأن تل أبيب تستمع إلى واشنطن ولكنها في النهاية تقرر ما تقتضيه مصلحتها.
هذا الكلام لمكتب رئيس وزراء العدو، يحمل ضمنا، تأكيدا على تمسك الكيان بما يعرف ب(عقيدة الضاحية)، وهي عقيدة مارستها إسرائيل وانتهجها جيشها خلال عدوان يوليو/ 2006، على لبنان، إلا أن التسمية لم تعلن إلا على لسان قائد الأركان الإسرائيلي الأسبق (جادي آيزنكوت) خلال حرب عام 2008 على غزة، حيث صرح بأن إسرائيل (ستتعامل مع أية منطقة تدعم المخربين على أنها ميدان حرب شرعي، وستستخدم فيها القوة القصوى لتدمير البنية التحتية.
وكما هو واضح، فقد اتخذت (العقيدة) اسمها من الضاحية الجنوبية للعاصمة بيروت، التي توجد فيها مقار حزب الله اللبناني.. غير أن إسرائيل عممت هذه العقيدة فيما بعد، على بقية لبنان، وعلى غزة، بنفس اسم (عقيدة الضاحية)، التي تعتمد على الردع عبر استخدام القوة المفرطة، وتنتهج قتل المدنيين والتدمير الكامل للبنية التحتية المدنية للضغط على الحكومات أو الجماعات والبيئات المناصرة لامقاومة بهدف قلب موازين المعركة لصالحها، وذلك على امل أن تتغير ميول وقناعات بيئة المقاومة، وتنقلب إلى الضد، وتصبح ضغطا يؤثر سلبا على المقاومة سواء أثناء الحرب، او خلال المفاوضات، بيد أن الثابت حتى الآن أن بيئات المقاومة سواء في لبنان أو فلسطين، قد أثبتت صمودا أسطوريا، وتفهما عميقا، واستعدادا لأبعد الحدود لتحمل ما تلاقيه من اعتداءات إسرائيلية وحشية.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: لبنان جيش الاحتلال الوضع في لبنان العدوان على لبنان عقيدة الضاحية
إقرأ أيضاً:
رفقي: الأزهر مرجعية أساسية لمؤسسة محمد السادس في تعزيز العقيدة الأشعرية بأفريقيا
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
كشف الدكتور محمد رفقي، الأمين العام لمؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة، أن المؤسسة تشرف حاليًا على 48 بلدًا إفريقيًا، وتسعى للحفاظ على الثوابت الدينية لهذه البلدان، بما في ذلك العقيدة الأشعرية، التي تُعد العقيدة الرسمية للأزهر الشريف، مشيرًا إلى أن الأزهر الشريف هو مرجعية أساسية في هذا المجال.
وأوضح «رفقي» خلال لقائه بالوفد الصحفي المصري أثناء زيارته للمغرب، أن المؤسسة لا تتدخل في السياسة وتحترم سيادة كل بلد، حيث يشترط لانضمام علماء أي دولة إلى المؤسسة الحصول على موافقة حكومتهم وفقًا للقوانين المحلية، مؤكدًا أن المؤسسة تعمل فقط في المجال الديني ولا تمارس أي دور سياسي.
وأشار إلى أن المؤسسة تضع ضمن أولوياتها العناية بالمرأة المسلمة العالمة، كونها تمثل نصف المجتمع، إلى جانب العمل على تعزيز التواصل المجتمعي، لا سيما أن معظم الدول الإفريقية تتبنى أنظمة علمانية تفصل بين الدين والسياسة، مما يجعل التدين في إفريقيا مسألة خاصة بالأفراد والمجتمعات وليس بالدول نفسها.