صحيفة التغيير السودانية:
2025-04-24@09:57:55 GMT

الكوز المستتر

تاريخ النشر: 20th, October 2024 GMT

الكوز المستتر

 

الكوز المستتر

رشا عوض

من الاتهامات السمجة السخيفة التي تواجهني بها أبواق الحرب إنني أمارس إرهابا معنويا ضد منتقدي “الحرية والتغيير” و”تقدم عبر اتهام كل من يفعل ذلك بأنه كوز مستتر! هذا اتهام مجاني أكثر رعونة من اتهام التحالف مع الجنجويد!

ليس كل من انتقد “الحرية والتغيير” و”تقدم” كوز مستتر،  فهذه تحالفات سياسية بكل تأكيد فيها عوامل ضعف وقلة كفاءة واختلالات تنظيمية، وارتكبت أخطاء تجعل نقدها بصرامة واجبا وطنيا! وشخصي لم انتم مطلقا لـ”الحرية والتغيير”، وتقدمت باستقالتي من “تقدم” منذ أبريل الماضي، ولا مصلحة عامة أو خاصة لي في تحصين أي فاعل سياسي من النقد والرقابة الشعبية، وإرشيفي المكتوب والمسموع والمرئي حافل بانتقادات أساسية لـ”الحرية والتغيير” فلا يعقل أن أجرم فعلا كنت وما زلت وسأظل أمارسه (المساءلة النقدية للمؤسسات والشخصيات العامة)!

الكوز المستتر، من وجهة نظري هو الذي يتماهى تماما مع سرديات الكيزان تجاه هذه القوى السياسية في قضية المسؤولية عن كارثة الحرب الحالية، عبر ممارسة عملية الـ  blame shifting (تحويل اللوم) التي بموجبها تصبح “الحرية والتغيير” بقدرة قادر هي المسؤولة عن جريمة إشعال الحرب، وفي الوقت الذي يسلخ جلد النملة في توبيخ “قحت” على إشعال الحرب يتصدى بشراسة لمن يكشف علاقة الكيزان بالحرب! بل يزجر ناقدي الكيزان ويعتبرهم مختلين عقليا ونفسيا تحت توصيفات الكوزوفوبيا!!

هذا ليس نقدا لـ”قحت”، بل هذه جريمة تضليل مكتملة الاركان لا يتورط فيها إلا شخص مغفل تنقصه المعرفة العميقة بالشأن السوداني والمعلومات الأولية عن الحرب كما سأفصل لاحقا، أو شخص محتال يفتقر إلى الحدود الدنيا من النزاهة، فيغالط الحقائق التاريخية وينكر المعلومات الصلبة التي يجب أن لا تتأثر بتأييد أو معارضة فصيل سياسي، وأهم هذه المعلومات ما يلي:

أولا: السبب الرئيس الذي قاد للحرب هو رسوخ فكرة حيازة السلطة بالقوة العسكرية في ظل واقع تعدد الجيوش الطامعة في السلطة، فهذه وصفة حرب ولا شيء غير الحرب! نظام الكيزان هو الذي كرس عمليا لفكرة الحكم بقوة السلاح عندما استولى على السلطة بالقوة وضرب حول نفسه سياجا عسكريا من المليشيات، وحول جهاز الأمن نفسه إلى قوة مقاتلة، ونظام الكيزان بقيادة البشير ونافع وصلاح قوش هو من صنع قوات الدعم السريع وجعلها كيانا عسكريا مستقلا وفتح لها أبواب العلاقات الإقليمية والدولية! هذه معلومات وحقائق وليست آراء مزاجية!

هذه القوات (الدعم السريع) نشأت في المناخ السياسي الإنقاذي وتشبعت في ظله بفكرة “قوة السلاح هي وسيلة حيازة السلطة” ووجدت نفسها قوية بل أقوى من الذين تحرس كراسيهم! ولذلك فكر قائدها حميدتي في الصعود إلى السلطة متوكئا على بندقيته ما دام الأمر أولا وأخيرا  قوة ولا شيء غير القوة! فبدأ مشوار الصعود بالتمرد على أوامر البشير بقتل المعتصمين امام القيادة، ثم الانقلاب على الثورة نفسها بالشراكة مع البرهان مرتين: مرة بفض الاعتصام ومرة في ٢٥ أكتوبر ٢٠٢٥ الانقلاب الذي تراجع عنه حميدتي، وانتهى بهذه الحرب التي اشعلها الكيزان من أجل العودة إلى السلطة في سويعات بعد إزاحة الدعم السريع نهائيا أو بعد ضربة مدمرة تعيده إلى بيت الطاعة الكيزاني كخفير مأجور يحرس القصر دون أن يفكر في دخوله كمالك أو كشريك مساوي! ولكن حساب الحقل لم يطابق حساب البيدر!  دخلت الحرب شهرها التاسع عشر دون نصر عسكري حاسم وسريع يدخل الدعم السريع إلى بيت الطاعة ويعيده إلى وضعية الخفير أو يقضي عليه تماما!

ثانيا: ما هي مصلحة قوى سياسية  مدنية لا تمتلك مسمارا في آلية عسكرية في إشعال الحرب؟ كيف تراهن قوى سياسية على خيار الحرب الذي يجعل الرافعة السياسية الوحيدة للسلطة هي البندقية مما يعني عمليا الحكم بإعدام الدور السياسي المدني لزمن طويل! ومن الناحية العملية كيف يشعل المدنيون الحرب؟

وقائع التاريخ القريب تشهد بأن القوى السياسية المدنية وتحديدا قوى الحرية والتغيير  سعت سعيا حثيثا لتفادي الحرب وفشلت في ذلك.

والزعم بأنها أشعلت الحرب كذبة بلقاء، حتى لو جردنا “الحرية والتغيير” من الدوافع الأخلاقية في سعيها لتفادي الحرب واستندنا إلى منطق المصلحة البراغماتية سنجد أن المتضرر الأكبر من الحرب هو الساسة المدنيون .

ثالثا: فشل “قحت” في تفادي الحرب كان حتميا لسبب موضوعي جدا هو أن “مثلث الحرب” ومن ورائه الأيدي الخفية الخارجية التي تدعمه  قرر إشعالها مع سبق الإصرار والترصد! وليس مهما من أطلق الرصاصة الأولى، شخصيا أرجح أن الكيزان هم من أطلقوها وهم أهم وأقوى سبب لاشتعالها واستمرارها لأنهم يرغبون في إعادة عقارب الساعة إلى الوراء ولم يدركوا حقيقة أن الأشياء ما عادت هي الأشياء! ولكن واقع تعدد الجيوش وسيادة فكرة الحكم بقوة السلاح، والمحيط الإقليمي المعادي للحكم المدني الديمقراطي وكل دولة فيه تساند ضلعا من أضلاع مثلث الحرب، كلها أسباب جعلت من اشتعال هذه الحرب امرا يصعب تفاديه حتى لو كانت لنا قوى سياسية مدنية منزلة من السماء ومبرأة من العيوب.

مثلث الحرب يتكون من الآتي:

١- الكيزان بترسانتهم العسكرية الضخمة ممثلة في تنظيمهم الكبير المسيطر داخل الجيش، وهيئة عمليات جهاز الأمن وشرطة أبو طيرة وكتائب الظل المتعددة، وبسيطرتهم على مفاصل الدولة العسكرية والاقتصادية والإعلامية والدبلوماسية التي أعادهم إليها البرهان بعد انقلاب ٢٥ أكتوبر ٢٠٢١، وبرغبتهم الأكيدة في استعادة السلطة ولو عبر الحرب التي هددوا بها واستنفروا  لها بأعلى صوت عقب التوقيع على الاتفاق الاطاري.

٢- الجيش الذي يطمع قائده وعدد من جنرالاته غير الكيزان أو المنشقين عن الكيزان في سلطة عسكرية تقليدية يعتلي البرهان  قمتها ويعيد نفس لعبة البشير: تخويف كيزان الجيش بالدعم السريع  وتخويف الدعم السريع بالكيزان داخل الجيش وخارجه ليضمن استدامة سلطته العسكرية في توازن الرعب هذا!! وللمفارقة هذه نفس اللعبة التي انتهت بالبشير إلى سجن كوبر!

٣- الدعم السريع المارد العسكري المرتبط سياسيا بمحور إقليمي معادي للكيزان، وصاحب الإمبراطورية الاقتصادية الضخمة. وقيادة الدعم السريع طامعة في السلطة لحراسة هذه الإمبراطورية، هذا المارد العسكري منذ صعود نجمه عام ٢٠١٣ كان واضحا انه يتطلع لدور سياسي في الدولة يوازي ما يقدمه للنظام الحاكم حينها من خدمات عسكرية، هذا لم يكن وليد الفترة الانتقالية أو نتيجة تحريض “قحت” كما يزعم الضلاليون، بل ظهر في مناسبات عدة وبلسان حميدتي منذ عهد البشير (البلد دي بلفا عندنا، الما بقاتل ما عنده راي، نحن الفازعين الحراية، الحكومة لما تسوي ليها جيش تتكلم  وهكذا)، كان واضحا ان هذا المارد مستعد للحرب لمواجهة أي محاولة لإزاحته من المشهد العسكري والسياسي. ولذلك رهان الكيزان على العودة إلى السلطة بانقلاب عسكري على الفترة الانتقالية لا يعني سوى الحرب، لأن تصدي الدعم السريع لهم عسكريا كان أمرا واضحا لا لبس فيه.

هذا هو مثلث برمودا العسكركيزاني الذي بسببه اشتعلت الحرب، مفهوم جدا أن يستميت الكوز في صياغة سردية مضللة حول أسباب الحرب مفادها أن “قحت” سبب الحرب ليضرب عصفورين بحجر: يزيح الملامة عن جماعته لأن الحرب جريمة نكراء في حق الوطن وكلفت الشعب فاتورة باهظة من الدماء والخسائر، وفي الوقت ذاته يخدم هدفه الاستراتيجي وهو شيطنة القوى الديمقراطية وشيطنة الثورة وتحويل الحرب التي اشعلها هو  بكل فظاعتها إلى رافعة سياسية للتيار العسكركيزاني وحفر مقبرة لكل من يطالب بالديمقراطية بذريعة إنه “قحاتي” وعميل وخائن تسبب في إشعال الحرب. من مصلحة الكوز تحويل الحرب التي تسبب فيها هو إلى مقصلة إعدام يتخلص بواسطتها من كل خصومه السياسيين ، ومن مصلحته كذلك تكريس أكذوبة أن الذي قاد البلاد إلى الحرب هو الثورة من أجل الحرية والعدالة والديمقراطية حتى يدخل في روع السودانيين أن شرط السلام والاستقرار هو الاستسلام الأبدي للحكم العسكركيزاني! باختصار تحويل الغضب الشعبي الذي يجب أن يتوجه إلى صناع الحرب الحقيقيين (الكيزان والجيش والجنجويد) إلى الأحزاب السياسية والقوى المدنية الديمقراطية!

مفهوم جدا أن يستهلك الكوز قصارى جهده في ترويج هذه السردية التافهة!

ولكن غير المفهوم بتاتا هو أن يتبرع شخص يدعي النقاء الثوري بترويج هذه السردية المضللة عن الحرب فيحمل مسؤوليتها للقوى السياسية! ويتبرع بتزيين أكاذيب الكيزان بطلاء ثوري زاهي الألوان لتبدو هذه الأكاذيب صحيحة بل ومتفوقة أخلاقيا!

من يفعل ذلك كوز مستتر!

ومن يتواطأ مع الآلة الإعلامية الكيزانية الفاجرة في اغتيال الشخصيات الديمقراطية التي تتصدى فكريا وسياسيا لهزيمة خطاب الكيزان الحربي فهو بلا شك كوز مستتر!

من لا يتأذى عفافه الثوري من القتال في صفوف كتيبة البراء بن مالك أو الرقص خلف الكضباشي وفي ذات الوقت يرى أن الانتماء لتقدم جريمة مخلة بالشرف الثوري! كوووز مستتر!

الكوز المستتر ليس هو المعارض لقحت وتقدم، وليس هو الناقد الجذري للأحزاب السياسية .

الكوز المستتر هو من يتخلى متعمدا عن النزاهة والموضوعية في اختلافه مع القوى المدنية الديمقراطية ومن يتماهى تماما مع سرديات الكيزان المضللة حول الحرب، وهو من يغلف هذه السرديات الكذوبة بطهرانية ثورية، فيجعل خطاب الثورة خادما  لأجندة علي كرتي وصلاح قوش.

 

الوسومالجيش الدعم السريع الكوز المستتر قحت مثلت الحرب

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: الجيش الدعم السريع قحت مثلت الحرب

إقرأ أيضاً:

أكثر من 30 قتيلا جراء قصف قوات الدعم السريع مدينة الفاشر في دارفور  

 

 

الخرطوم - قتل أكثر من 30 شخصا جراء قصف مدفعي شنته قوات الدعم السريع على مدينة الفاشر السودانية المحاصرة في إقليم دارفور، بحسب ما أعلن ناشطون الإثنين 21 ابريل2025.

وقالت "لجان المقاومة في الفاشر" إن المدنيين قتلوا الأحد في "قصف مدفعي مكثف" نفّذته قوات الدعم السريع التي تخوض حربا ضد الجيش منذ نيسان/أبريل 2023.

وتحاصر الدعم السريع الفاشر منذ أشهر في محاولة للسيطرة عليها، حيث تظل آخر مدينة رئيسية في دارفور تحت سيطرة الجيش بينما تسيطر الدعم السريع على معظم مناطق الإقليم ذي المساحة الشاسعة غرب السودان.

وتعد المدينة هدفا استراتيجيا للدعم السريع التي تسعى إلى تعزيز قبضتها على دارفور بعد استعادة الجيش العاصمة الخرطوم الشهر الماضي.

اندلعت الحرب بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو المعروف بحميدتي، في 15 نيسان/أبريل 2023، على خلفية صراع على السلطة بين الحليفين السابقين.  

وتعد الفاشر التي تحاصرها قوات الدعم السريع منذ قرابة عام، آخر مدينة كبيرة في دارفور لا تزال تحت سيطرة الجيش.

الأسبوع الماضي، شنت  قوات الدعم السريع هجوما متجددا على المدينة ومخيمين للنازحين بالقرب منها، هما زمزم وأبو شوك - مما أسفر عن مقتل أكثر من 400 شخص ونزوح نحو 400 ألف، بحسب الأمم المتحدة.

وفي هجوم بري دموي، سيطرت قوات الدعم السريع على مخيم زمزم.

وفرّ نحو 400 ألف شخص من مخيم زمزم الذي يعاني المجاعة في إقليم دارفور في غرب السودان، بحسب ما أفادت المنظمة الدولية للهجرة.

وتقدر مصادر الإغاثة أن ما يصل إلى مليون شخص كانوا يحتمون في هذا المخيم.

وقالت الأمم المتحدة إن معظم النازحين فروا شمالا إلى الفاشر أو إلى بلدة طويلة الصغيرة على بُعد 60 كيلومترا إلى الغرب.

وبحلول الخميس، وصل أكثر من 150 ألف شخص إلى الفاشر، بينما فرّ 180 ألفا إلى طويلة، وفقا للمنظمة الدولية للهجرة.

والمساعدات الإنسانية شبه معدومة في المنطقتين المهددتين بالمجاعة.

ووصف منسق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة توم فليتشر الإثنين الوضع في المنطقة بأنه "مروع".

وقال إنه تحدث هاتفيا مع كل من رئيس أركان الجيش عبد الفتاح البرهان ونائب قائد قوات الدعم السريع عبد الرحيم دقلو، اللذين تعهدا "بإتاحة الوصول الكامل للمساعدات".

وطوال فترة الحرب، اتُّهم كل من الجيش وقوات الدعم السريع باستخدام التجويع كسلاح حرب ضد المدنيين.

- وصول "محدود"-

وحذرت وكالات الإغاثة الدولية من أن هجوما شاملا لقوات الدعم السريع على الفاشر قد يؤدي إلى حرب مدن مدمرة وموجة جديدة من النزوح الجماعي.

ووصفت اليونيسف الوضع بأنه "جحيم على الأرض" لما لا يقل عن 825 ألف طفل محاصرين في الفاشر ومحيطها.

ومع تصاعد القتال، حذرت الأمم المتحدة من وضع إنساني كارثي.

وقالت كليمنتين نكويتا سلامي، المنسقة المقيمة ومنسقة الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة في السودان الأحد "يواجه المجتمع الإنساني في السودان تحديات عملياتية حرجة ومتزايدة في شمال دارفور".

وأضافت "رغم النداءات المتكررة، لا يزال وصول المساعدات الإنسانية إلى الفاشر والمناطق المحيطة بها محدودا بشكل خطير"، محذرة من أن عدم إمكانية الوصول يزيد من "ضعف مئات الآلاف من الناس".

ودعت منظمة أطباء بلا حدود الخيرية الطبية إلى إنزال المساعدات جوا على المدينة في ظل القيود المفروضة على إيصالها.

أدت الحرب التي دخلت عامها الثالث الثلاثاء إلى مقتل عشرات الآلاف ونزوح 13 مليون شخص في ما وصفته الأمم المتحدة بأكبر أزمة جوع ونزوح في العالم.

كما أدى النزاع إلى تقسيم البلاد إلى قسمين عمليا، إذ يسيطر الجيش على الوسط والشمال والشرق، بينما تسيطر قوات الدعم السريع على كل دارفور تقريبا، بالإضافة إلى أجزاء من الجنوب مع حلفائها.

 

مقالات مشابهة

  • إبراهيم جابر : ستتوقف الحرب بتوقف إمداد الدعم السريع بالسلاح والمرتزقة
  • الدعم السريع: لم نقصف أيّ مرفق خدمي من قبل ولو بالخطأ
  • الحكومة السودانية: الدعم السريع أحرقت 270 قرية في شمال دارفور
  • السجن 10 سنوات لمتعاون مع الدعم السريع في فداسي
  • أكثر من 30 قتيلا جراء قصف قوات الدعم السريع مدينة الفاشر في دارفور  
  • الدعم السريع يستهدف ود الزاكي بالمدفعية الثقيلة
  • دارفور.. مقتل أكثر من 30 في هجوم جديد للدعم السريع على الفاشر
  • 30 قتيلا جراء قصف قوات الدعم السريع مدينة الفاشر
  • مقتل أكثر من 30 شخصًا في قصف لقوات الدعم السريع بدارفور
  • رفع أنقاض الماضي