صحيفة التغيير السودانية:
2024-10-22@01:51:27 GMT

الكوز المستتر

تاريخ النشر: 20th, October 2024 GMT

الكوز المستتر

 

الكوز المستتر

رشا عوض

من الاتهامات السمجة السخيفة التي تواجهني بها أبواق الحرب إنني أمارس إرهابا معنويا ضد منتقدي “الحرية والتغيير” و”تقدم عبر اتهام كل من يفعل ذلك بأنه كوز مستتر! هذا اتهام مجاني أكثر رعونة من اتهام التحالف مع الجنجويد!

ليس كل من انتقد “الحرية والتغيير” و”تقدم” كوز مستتر،  فهذه تحالفات سياسية بكل تأكيد فيها عوامل ضعف وقلة كفاءة واختلالات تنظيمية، وارتكبت أخطاء تجعل نقدها بصرامة واجبا وطنيا! وشخصي لم انتم مطلقا لـ”الحرية والتغيير”، وتقدمت باستقالتي من “تقدم” منذ أبريل الماضي، ولا مصلحة عامة أو خاصة لي في تحصين أي فاعل سياسي من النقد والرقابة الشعبية، وإرشيفي المكتوب والمسموع والمرئي حافل بانتقادات أساسية لـ”الحرية والتغيير” فلا يعقل أن أجرم فعلا كنت وما زلت وسأظل أمارسه (المساءلة النقدية للمؤسسات والشخصيات العامة)!

الكوز المستتر، من وجهة نظري هو الذي يتماهى تماما مع سرديات الكيزان تجاه هذه القوى السياسية في قضية المسؤولية عن كارثة الحرب الحالية، عبر ممارسة عملية الـ  blame shifting (تحويل اللوم) التي بموجبها تصبح “الحرية والتغيير” بقدرة قادر هي المسؤولة عن جريمة إشعال الحرب، وفي الوقت الذي يسلخ جلد النملة في توبيخ “قحت” على إشعال الحرب يتصدى بشراسة لمن يكشف علاقة الكيزان بالحرب! بل يزجر ناقدي الكيزان ويعتبرهم مختلين عقليا ونفسيا تحت توصيفات الكوزوفوبيا!!

هذا ليس نقدا لـ”قحت”، بل هذه جريمة تضليل مكتملة الاركان لا يتورط فيها إلا شخص مغفل تنقصه المعرفة العميقة بالشأن السوداني والمعلومات الأولية عن الحرب كما سأفصل لاحقا، أو شخص محتال يفتقر إلى الحدود الدنيا من النزاهة، فيغالط الحقائق التاريخية وينكر المعلومات الصلبة التي يجب أن لا تتأثر بتأييد أو معارضة فصيل سياسي، وأهم هذه المعلومات ما يلي:

أولا: السبب الرئيس الذي قاد للحرب هو رسوخ فكرة حيازة السلطة بالقوة العسكرية في ظل واقع تعدد الجيوش الطامعة في السلطة، فهذه وصفة حرب ولا شيء غير الحرب! نظام الكيزان هو الذي كرس عمليا لفكرة الحكم بقوة السلاح عندما استولى على السلطة بالقوة وضرب حول نفسه سياجا عسكريا من المليشيات، وحول جهاز الأمن نفسه إلى قوة مقاتلة، ونظام الكيزان بقيادة البشير ونافع وصلاح قوش هو من صنع قوات الدعم السريع وجعلها كيانا عسكريا مستقلا وفتح لها أبواب العلاقات الإقليمية والدولية! هذه معلومات وحقائق وليست آراء مزاجية!

هذه القوات (الدعم السريع) نشأت في المناخ السياسي الإنقاذي وتشبعت في ظله بفكرة “قوة السلاح هي وسيلة حيازة السلطة” ووجدت نفسها قوية بل أقوى من الذين تحرس كراسيهم! ولذلك فكر قائدها حميدتي في الصعود إلى السلطة متوكئا على بندقيته ما دام الأمر أولا وأخيرا  قوة ولا شيء غير القوة! فبدأ مشوار الصعود بالتمرد على أوامر البشير بقتل المعتصمين امام القيادة، ثم الانقلاب على الثورة نفسها بالشراكة مع البرهان مرتين: مرة بفض الاعتصام ومرة في ٢٥ أكتوبر ٢٠٢٥ الانقلاب الذي تراجع عنه حميدتي، وانتهى بهذه الحرب التي اشعلها الكيزان من أجل العودة إلى السلطة في سويعات بعد إزاحة الدعم السريع نهائيا أو بعد ضربة مدمرة تعيده إلى بيت الطاعة الكيزاني كخفير مأجور يحرس القصر دون أن يفكر في دخوله كمالك أو كشريك مساوي! ولكن حساب الحقل لم يطابق حساب البيدر!  دخلت الحرب شهرها التاسع عشر دون نصر عسكري حاسم وسريع يدخل الدعم السريع إلى بيت الطاعة ويعيده إلى وضعية الخفير أو يقضي عليه تماما!

ثانيا: ما هي مصلحة قوى سياسية  مدنية لا تمتلك مسمارا في آلية عسكرية في إشعال الحرب؟ كيف تراهن قوى سياسية على خيار الحرب الذي يجعل الرافعة السياسية الوحيدة للسلطة هي البندقية مما يعني عمليا الحكم بإعدام الدور السياسي المدني لزمن طويل! ومن الناحية العملية كيف يشعل المدنيون الحرب؟

وقائع التاريخ القريب تشهد بأن القوى السياسية المدنية وتحديدا قوى الحرية والتغيير  سعت سعيا حثيثا لتفادي الحرب وفشلت في ذلك.

والزعم بأنها أشعلت الحرب كذبة بلقاء، حتى لو جردنا “الحرية والتغيير” من الدوافع الأخلاقية في سعيها لتفادي الحرب واستندنا إلى منطق المصلحة البراغماتية سنجد أن المتضرر الأكبر من الحرب هو الساسة المدنيون .

ثالثا: فشل “قحت” في تفادي الحرب كان حتميا لسبب موضوعي جدا هو أن “مثلث الحرب” ومن ورائه الأيدي الخفية الخارجية التي تدعمه  قرر إشعالها مع سبق الإصرار والترصد! وليس مهما من أطلق الرصاصة الأولى، شخصيا أرجح أن الكيزان هم من أطلقوها وهم أهم وأقوى سبب لاشتعالها واستمرارها لأنهم يرغبون في إعادة عقارب الساعة إلى الوراء ولم يدركوا حقيقة أن الأشياء ما عادت هي الأشياء! ولكن واقع تعدد الجيوش وسيادة فكرة الحكم بقوة السلاح، والمحيط الإقليمي المعادي للحكم المدني الديمقراطي وكل دولة فيه تساند ضلعا من أضلاع مثلث الحرب، كلها أسباب جعلت من اشتعال هذه الحرب امرا يصعب تفاديه حتى لو كانت لنا قوى سياسية مدنية منزلة من السماء ومبرأة من العيوب.

مثلث الحرب يتكون من الآتي:

١- الكيزان بترسانتهم العسكرية الضخمة ممثلة في تنظيمهم الكبير المسيطر داخل الجيش، وهيئة عمليات جهاز الأمن وشرطة أبو طيرة وكتائب الظل المتعددة، وبسيطرتهم على مفاصل الدولة العسكرية والاقتصادية والإعلامية والدبلوماسية التي أعادهم إليها البرهان بعد انقلاب ٢٥ أكتوبر ٢٠٢١، وبرغبتهم الأكيدة في استعادة السلطة ولو عبر الحرب التي هددوا بها واستنفروا  لها بأعلى صوت عقب التوقيع على الاتفاق الاطاري.

٢- الجيش الذي يطمع قائده وعدد من جنرالاته غير الكيزان أو المنشقين عن الكيزان في سلطة عسكرية تقليدية يعتلي البرهان  قمتها ويعيد نفس لعبة البشير: تخويف كيزان الجيش بالدعم السريع  وتخويف الدعم السريع بالكيزان داخل الجيش وخارجه ليضمن استدامة سلطته العسكرية في توازن الرعب هذا!! وللمفارقة هذه نفس اللعبة التي انتهت بالبشير إلى سجن كوبر!

٣- الدعم السريع المارد العسكري المرتبط سياسيا بمحور إقليمي معادي للكيزان، وصاحب الإمبراطورية الاقتصادية الضخمة. وقيادة الدعم السريع طامعة في السلطة لحراسة هذه الإمبراطورية، هذا المارد العسكري منذ صعود نجمه عام ٢٠١٣ كان واضحا انه يتطلع لدور سياسي في الدولة يوازي ما يقدمه للنظام الحاكم حينها من خدمات عسكرية، هذا لم يكن وليد الفترة الانتقالية أو نتيجة تحريض “قحت” كما يزعم الضلاليون، بل ظهر في مناسبات عدة وبلسان حميدتي منذ عهد البشير (البلد دي بلفا عندنا، الما بقاتل ما عنده راي، نحن الفازعين الحراية، الحكومة لما تسوي ليها جيش تتكلم  وهكذا)، كان واضحا ان هذا المارد مستعد للحرب لمواجهة أي محاولة لإزاحته من المشهد العسكري والسياسي. ولذلك رهان الكيزان على العودة إلى السلطة بانقلاب عسكري على الفترة الانتقالية لا يعني سوى الحرب، لأن تصدي الدعم السريع لهم عسكريا كان أمرا واضحا لا لبس فيه.

هذا هو مثلث برمودا العسكركيزاني الذي بسببه اشتعلت الحرب، مفهوم جدا أن يستميت الكوز في صياغة سردية مضللة حول أسباب الحرب مفادها أن “قحت” سبب الحرب ليضرب عصفورين بحجر: يزيح الملامة عن جماعته لأن الحرب جريمة نكراء في حق الوطن وكلفت الشعب فاتورة باهظة من الدماء والخسائر، وفي الوقت ذاته يخدم هدفه الاستراتيجي وهو شيطنة القوى الديمقراطية وشيطنة الثورة وتحويل الحرب التي اشعلها هو  بكل فظاعتها إلى رافعة سياسية للتيار العسكركيزاني وحفر مقبرة لكل من يطالب بالديمقراطية بذريعة إنه “قحاتي” وعميل وخائن تسبب في إشعال الحرب. من مصلحة الكوز تحويل الحرب التي تسبب فيها هو إلى مقصلة إعدام يتخلص بواسطتها من كل خصومه السياسيين ، ومن مصلحته كذلك تكريس أكذوبة أن الذي قاد البلاد إلى الحرب هو الثورة من أجل الحرية والعدالة والديمقراطية حتى يدخل في روع السودانيين أن شرط السلام والاستقرار هو الاستسلام الأبدي للحكم العسكركيزاني! باختصار تحويل الغضب الشعبي الذي يجب أن يتوجه إلى صناع الحرب الحقيقيين (الكيزان والجيش والجنجويد) إلى الأحزاب السياسية والقوى المدنية الديمقراطية!

مفهوم جدا أن يستهلك الكوز قصارى جهده في ترويج هذه السردية التافهة!

ولكن غير المفهوم بتاتا هو أن يتبرع شخص يدعي النقاء الثوري بترويج هذه السردية المضللة عن الحرب فيحمل مسؤوليتها للقوى السياسية! ويتبرع بتزيين أكاذيب الكيزان بطلاء ثوري زاهي الألوان لتبدو هذه الأكاذيب صحيحة بل ومتفوقة أخلاقيا!

من يفعل ذلك كوز مستتر!

ومن يتواطأ مع الآلة الإعلامية الكيزانية الفاجرة في اغتيال الشخصيات الديمقراطية التي تتصدى فكريا وسياسيا لهزيمة خطاب الكيزان الحربي فهو بلا شك كوز مستتر!

من لا يتأذى عفافه الثوري من القتال في صفوف كتيبة البراء بن مالك أو الرقص خلف الكضباشي وفي ذات الوقت يرى أن الانتماء لتقدم جريمة مخلة بالشرف الثوري! كوووز مستتر!

الكوز المستتر ليس هو المعارض لقحت وتقدم، وليس هو الناقد الجذري للأحزاب السياسية .

الكوز المستتر هو من يتخلى متعمدا عن النزاهة والموضوعية في اختلافه مع القوى المدنية الديمقراطية ومن يتماهى تماما مع سرديات الكيزان المضللة حول الحرب، وهو من يغلف هذه السرديات الكذوبة بطهرانية ثورية، فيجعل خطاب الثورة خادما  لأجندة علي كرتي وصلاح قوش.

 

الوسومالجيش الدعم السريع الكوز المستتر قحت مثلت الحرب

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: الجيش الدعم السريع قحت مثلت الحرب

إقرأ أيضاً:

حلم الثراء السريع الذي يقود للسجن والخراب.. سؤال نبحث في أسبابه: لماذا يدفع الناس أموالهم للنصابين وتطبيقات القمار؟

"كان خالد قد أنهى للتو خروجه من على الصفحة التي هنأته بالحصول على 1000 جنيه فاز بها على موقع المراهنات بعد أن تنبأ بتعادل فريقين مصريين في الدوري المصري ليذهب إلى (السايبر ) بعد أن تعود على الهروب من المدرسة الإعدادية التي توجد على بعد كيلومترات من قريته ليجلس فيه ويدفع 5 جنيهات ثم يبدأ اللعب فإذا انتهى الوقت منحه صاحب المكان فرصة لدخول موقع المراهنات".

فكرة شيطانية جديدة تسللت بها التكنولوجيا إلى حياتنا حتى أصبحنا مسلوبي الإرادة دون أن ندرى أنها ستؤدى بالجميع إلى مصير مظلم وهو ما حدث مع حالة خالد الذى أدمن المراهنات وشجعه المكسب الذى حصل عليه ليكرر وإذا خسر تكون السرقة من ذهب الأم أو فيزا الأب هي السبيل، لينتهي الأمر بنوع معين من إدمان القمار يصفه الطب النفسي بالتعود الشرطي الذى قد يدمر الانسان إذا توقف عنه.

وهو ما قد يحدث لبعض مدمني مواقع الرهانات بعد إعلان وزارة الداخلية القبض على أكبر شبكة للنهب والاستيلاء على أموال المواطنين من خلال المراهنات مكونة من25 شخصا مسجلين ولديهم نشاط إجرامي وعثر بحوزتهم على 441 شريحة هاتف محمول و100 هاتف محمول ومبلغ مالي قُدر بـ 825 ألف جنيه، ومحافظ مالية إلكترونية بها ما يعادل مليون جنيه وكمية من المشغولات الذهبية وبطاقات بنكية و7 سيارات و6 أجهزة حاسب آلي.

لم تكن هذه هي الحادثة الأولى فقد سبقتها حوادث نصب بدعوى المراهنات ودخول تطبيقات وفوركس وتوظيف أموال ليبقى السؤال: لماذا يصر الناس على دفع أموالهم للنصابين؟ سؤال قررنا أن نبدأ البحث عن إجابة له عند الدكتور جمال فرويز أستاذ الطب النفسي، الذى يرى أن البشر مجموعه شخصيات منها نوعية مضادة للمجتمع بمعنى أن عندها سلبية ولا مبالاة وعدم اهتمام بتوابع تصرفاتها، وهناك شخصيات أخرى ناضجة تعي كثيرا مما حولها، وما بين الاثنين الكثير من الشخصيات المختلفة ودائما الشخصيات المضطربة السيكوباتية أو المضادة للمجتمع تبحث عما يشعرها باللذة التي تجدها في المخدرات أو النساء أو جمع المال بأي طريقة هو يرغبها سواء بتوظيف أموال ثم النصب علي الناس أو أن يتحول الضحية إلى جان لتعويض الخسارة والنقص، أما الضحية فهو نفس الشخصية التي تحلم بالثراء السريع ولكن المستوي العقلي مختلف بين الاثنين.. فالنصاب سيكوباتي متعالٍ (يفكر ويبتكر ويخطط وينفذ بحرفيه عالية)، أما الضحية فهو (سيكوباتي عاجز لا يتعب نفسه بالتفكير ويستسهل الحصول على المال).. لذا يذهب لمنصة إلكترونية لمجرد حديث أو إعلان عنها في المواقع الإلكترونية ويبدأ بالتجربة، ثم يندمج ويدمنها.

أضاف د.فرويز: لا ننسى كلمه أحمد مظهر في فيلم العتبة الخضرا وكان مثالا (للسيكوباتي المتصاعد)، أنه كله علم نفس وعندما تعرف علم النفس والشخصية التي أمامك وكيف تضغط عليها تحقق ما تريد وللأسف النصابون في مصر يدركون حب المصريين للدين وثقتهم في كل ما يمثل الدين ويكون هنا المدخل "الجلباب الأبيض واللحية ولا مانع من بعض البخور لإعطاء الشكل الديني".. أو الطمع في مكسب سريع سهل مثل منصات القمار التي انتشرت على الموبايل والتي لا نعرف كيف لا تخضع لرقابة البنك المركزي في إدارة هذه المحافظ أو وزارة الشئون الاجتماعية في تقنين هذه المراهنات أو منعها لأن النتيجة تكون دمارا من كل النواحي.

د.فرويز يروي لنا حكايات صعبة عن حالات جاءت له في العيادة لإنقاذها من خطر إدمان القمار الذي تورطوا فيه ومنهم شقيق لشخصية مشهورة دفع في المراهنات مليونا و800 الف جنيه، كما باع أثاث شقته، الذى اشتراه مناصفة مع أهل عروسه دون علمهم، ولم يستطع أن يتوقف وكانت نهاية الأمر محاولة العلاج بجلسات نفسية وإنهاء فكرة (أنا هعوّض) التي سيطرت على حياته فدمرتها.

حالة أخرى لطفل 16 عاما كان يسرق والده ثم أمه وأخوته فأحضره أهله لي لأنه سرق مبلغا ماليا يخص أخته وعندما أدركوا الأمر اكتشفوا أنه يلعب مراهنات في (السايبر)، الذى جاء لي بسببه أكثر من 50 حالة بسيناريو واحد لنفس المراهقين هو سرقة أموال من الأهل واللعب في محل الألعاب والمكسب في البداية وتشجيع صاحب المكان لهم لمزيد من المكاسب مقابل نسبة يحصل عليها بعدها تبدأ المأساة.

وتابع: أما هذه الزوجة التي جاءتني بزوجها الذى وجدته يكسب مبالغ غير منطقية رغم أنه موظف عادى واكتشفت أن السبب هو المراهنات على الموبايل وعندما عرضت عليه العلاج استجاب لها جلستين وفى الثالثة جاءت وحدها وأخبرتني أنها طلبت الطلاق لعدم استجابة الزوج للعلاج وعودته للقمار مرة أخرى وأنها تحتاج أن تتعافى من فكرة المال الحرام الذى دخل جوفها بسبب هذا الزوج.

أما هذه الحالة- كما يقول "فرويز"- فكانت لشخص عمره 50 عاماً عالجته وتحسن جداً ثم عاد ودخل مراهنات خارج مصر خسر فيها 140 ألف جنيه أخذه كقروض على مرتبه وسلفة من صديق ومن أهله وبالطبع لم يستطع السداد وعادت له الحالة النفسية عندما خسر في جلسة مراهنات دولية على العملات المشفرة وظل يصرخ بهستيريا حتى أصيب بحالة إغماء ووجدت أهله يحضرونه وعندما عرفت سألته: ما الذى يجعلك تغامر بهذا الشكل؟.. فكانت إجابته إنه لا يستطيع التوقف عن القمار الذي أصبح في دمه وجزءا منه. نعم تلك حقيقة وللأسف قد تنهي حياة الشخص نفسه أو تكون سببا في نهايته بسبب سلوك إجرامي قام به وهو ما حدث في سبتمبر الماضي في واقعة مأساوية بسبب تطبيق مراهنات شهير حيث أنهى شاب 27 عاماً حياته بتناول مادة سامة داخل المنزل في إحدى قرى مركز نجع حمادي بسبب خسارة 70 ألف جنيه.

وحكاية أخرى لشاب قتل جدته طعنا بالسكين لكى يلعب المراهنات بعد خسارة فلوسه التي كان يسرقها من جدته بعد أن اكتشفت أمره وعندما واجهته قتلها.

وهذا حسن شاب 23 عاماً شنق نفسه في بيته بسبب خسارته في المراهنات وتراكمت عليه الديون.

في حين كانت الطفلة سجدة ضحية والدها الذى أبلغ عن خطفها ليجبر أخوته على دفع أموال له بعد أن تورط في المراهنات وانتهى الأمر بثورة غضب أدت إلى قتله ابنته.

وهذا مدرس قام بقتل طالب عنده بسبب طمعه في فدية من أهله لتعويض خسارته في القمار.

وفي القائمة شخصيات كثيرة مشهورة وغير مشهورة كلها أدمنت الألعاب الإلكترونية التي ارتبطت بالمراهنات حتى على المستوى العالمي وهو ما كشفته الفيفا لمدرب شهير كان من أبرز مديري هذه التطبيقات ولاعبين تم إيقافهم بعد ثبوت تلاعبهم بنتائج المباريات والاشتراك فيها بأسماء وهمية للحصول على مكاسب مالية كبيرة.

"إيه الحكاية"

أما حكاية التطبيق الذى تم الاعلان عنه مؤخرا للأسف فهو تطبيق دولي وله وكلاء في مصر يقومون بالمراهنة على كل شيء ويعلنون بكل بجاحة عن ذلك التطبيق يسمى مراهنات الدوري المصري 1xBet ويعلن عن نفسه بأن المراهنة على الدوري المصري تحظى بشعبية كبيرة ويشارك فيه 18 ناديًا ويترك التطبيق رسالة بأنه سيجيب دليلنا على جميع أسئلتك حول المراهنة على الدوري المصري، حيث نقوم بمراجعة أفضل مواقع المراهنة المتاحة للمراهنين المصريين.

والموقع يستخدم الإسترليني ويقوم بالتحويل للجنيه المصري وكل ما على الشخص سوى أن يشترك فى التطبيق بمبلغ معين ويبدأ في المراهنة بشحن 100 جنيه ويدخل الرصيد في الأبليكيشن وهو جالس على القهوة يراهن فيكسب ألف جنيه.. ثم يذهب للسوبر ماركت يعطيه من على فودافون كاش المكسب وبعدها يكتشف أنه دخل (دوامة القمار التي لا تنتهي إلا بخسارة فلوسه كلها) التطبيق جزء من تطبيق دولي للمراهنات في الدوري الإنجليزي يضع قواعد للمكسب كما يعلن في صفحته الرسمية.. فلو فريقك كسب ووضعت 15 جنيها استرلينيا تكسب 8 وهكذا..

ولو توقعت التعادل تكسب 13 جنيها استرلينيا وهكذا. وبالطيع التطبيق يحقق مليارات من أنحاء العالم ويكفى أن تعلم أن مديرة هذا التطبيق الذى أسسته ديتيس كوتس راتبها 217 مليون جنيه استرلينى وأرباح بالمليارات.

"إحصاءات"

والسؤال الآن: هل التطبيقات أصبحت من وسائل النصب السهلة؟ الاجابة: نعم طالما لا تخضع لرقابة محكمة ويكفى أن نعلم بأن حصيلة واحدة منها تصل إلى مليار جنيه من ٨٠ الف مشترك.. فالبيزنس الحرام مغرٍ خاصة أن الضحايا مدمنون لاستخدام التليفون الذي يعد أسهل وسيلة الان لكسب المال.. وبحسب الارقام يبلغ عدد حاملي خطوط المحمول في مصر حوالي 91 مليون شريحة محمول، ومتوسط عدد الرسائل، التي يرسلها مستخدمو المحمول خلال الشهر الواحد 900 مليون رسالة شهرية، بمعدل رسالة واحدة لكل مستخدم كل 3 أيام، من بينها رسائل اشتراك في مسابقات أو رسائل شخصية، ما ينبئ عن أن السوق يدر أرباحًا تقدر بالمليارات كل شهر.

وتتعدد صور المسابقات الوهمية على السوشيال ميديا، والتي تستهدف زيادة عدد المتابعين لصفحة على فيس بوك تحت اسم حلم، "ألف مبروك لقد تم دخول اسمك امس يوم الاثنين في مسابقة الأميرة س وفزت بـ 50.000$ لاستلام الجائزة تابع الخطوات التالية، وعلق بحلم"..

الأمر الغريب واللافت للنظر أن هذا "البوست" حقق قرابة الـ 300 ألف شير، والـ 7 آلاف تعليق يكتبون كلمة حلم، إضافة إلى تسجيل 5 آلاف شخص إعجابهم بما تم نشره.

نموذج آخر للتلاعب بحب الثراء السريع رسالة (الخبر ده حقيقي! رقمك على القائمة المرشحة لفرصة الفوز بـ 30 ألف جنيه! ابعت كلمة «نعم» لدخول السحب 3 جنيه للرسالة»، أو «أنت العميل التالي اللي هيستقبل عرض في خلال ثواني.. الحظ ابتسملك رقمك يستحق الفوز بـ 50 ألف جنيه ابعت كلمة نعم.. للتجديد بـ 3 جنيه.. وهكذا يدخل الشخص المصيدة بمبلغ يعتبره تافها دون أن يدرى أن هذه هي بداية نهاية الاستقرار والأمان.

مقالات مشابهة

  • سفارة روسيا في السودان تحقق بـ"إسقاط طائرة شحن" فوق دارفور
  • سفارة روسيا في السودان تحقق بـ”إسقاط طائرة شحن” فوق دارفور
  • سفارة روسيا في السودان تحقق بـإسقاط طائرة شحن فوق دارفور
  • الجيش السوداني يُسجِّل أول انشقاق لقيادي كبير في قوات "حفتر السودان" الدعم السريع
  • حلم الثراء السريع الذي يقود للسجن والخراب.. سؤال نبحث في أسبابه: لماذا يدفع الناس أموالهم للنصابين وتطبيقات القمار؟
  • ما الذي نعرفه عن مؤسسة القرض الحسن التي قصفها الاحتلال الإسرائيلي في لبنان؟
  • ما الذي نعرفه عن مؤسسة القرض الحسن التي قصفها الاحتلال الإسرائيلي بلبنان؟
  • مليشيا الدعم السريع تعتقل شقيق بقال بغرض مساومته
  • كان من المفترض أن يعلن كيكل تحرير مدني من الدعم السريع