جريدة زمان التركية:
2024-10-20@23:44:29 GMT

الأشيك والأفضل

تاريخ النشر: 20th, October 2024 GMT

بقلم: دانيال حنفي

القاهرة (زمان التركية)- الرصاص والقنابل والأسلحة ولباس الحرب والديناميت وخطابات الشتائم وحملات التهديد والتجريح هي وجه صريح قبيح من وجوه من وجوه الحرب. ولكن هناك وجوه أخرى للحرب التي يشنها عدو على عدو منذ القدم. والوجوه الأخرى للحرب ربما كانت أكثر صمتًا وأقل ضوضاء وخالية من المواجهة الصريحة.

فالمواجهة ليست مما يساعد عدوا على إنفاذ طعنته في قلب عدو دون ظهور صريح ودون مسؤولية معلنة. والأفضل ألا تكون هناك مسؤولية طبعًا.  كما أن الوجه أو الوجوه الأخرى للحروب تحتاج إلى وقت طويل لإنشاء خططها ولإنفاذ تلك الخطط في قلب العدو في وقار وتؤدة تصاحبها ابتسامة لطيفة لا معنى لها. ووفقًا لأدبيات تلك الحروب، فهي تحتاج إلى خمسة عشر عامًا إلى عشرين عامًا، لإخراج جيل جديد في بلد عدو وهو مصمم فكريا ونفسيا ليكون خطرًا على نفسه وعلى بلده، بمساعدة برامج تم تلقينه بها على مدار سنوات طفولته في بيته ووسط أسرته وفي مدرسته وفي جامعته حتى تخرج في الجامعة.

وبانتهاء تلك الفترة الزمنية يكون أبناء الجيل المستهدف مشبعين بأفكار يقبلون عليها ويطبقونها على أنفسهم وعلى أهلهم وعلى عملهم وهم يظنون أنهم يحسنون صنعًا، بينما هم ينشرون الفساد.

وهم يقطعون أوصال كل شيء أريد به أن يكون متصلًا، ويوقفون كل شيء أريد به أن يستمر ويتدفق، ويسيئون إلى أشياء كثيرة وهي جديرة بالاحترام والتقدير والاتباع بدقة. وهم يتهكمون على أصول وعلى قواعد يدفع الناس الثروات ليتعلمونها في أفضل المدارس والجامعات وفي مؤسسات العمل الخاص والعام، ويسيرون عكس اتجاه المرور -حتى في وضح النهار- ويقطعون الطريق بالسيارات من حيث لا ينبغي أن يقطع كأنهم يريدون الموت ويطلبون الموت والحوادث الجسام وهم ينظرون. وهم يشجعون الواسطة والمحسوبية والشلية القميئة والمصالح الخاصة على حساب العمل وعلى حساب الاتقان وعلى حساب كل شيء، لتغلق الأعمال أبوابها في وجوه من يصلح للعمل ومن قد يصلح به العمل، ويفتحون الطريق أمام الفاشلين الخاوين من المضمون ومن القدرات ومن الهدف النبيل وأمام العابثين عبثا متصلًا لاعبك قيمة كل شيء ماديًّا ومعنويًّا في آن واحد.

وهم ينفذون للعدو أمله في رؤية مجتمعهم يتأخر ويسقط ويتذلل للآخرين من أجل بضع دولارات بينما هو قادر أو كان قادرًا -لولا الجهود الخبيثة- على كسب قوت يومه وشق طريقه الصلب في الجبال بيديه القويتين العاريتين دون كلل أو زهق. وهم يتحولون الى حمقى يشعلون النيران في بيوت أهلهم التي لا بيت لهم غيرها ليصبحوا بلا مأوى، ثم هم يتفانون ويدعون إخوانهم الى تبنى ثقافة العدو في كل شيء- على اعتبار أنها الأشيك والأفضل في كل شيء من الساندوتش إلى اللغة -ويفتخرون بما يخص غيرهم ولا يخصهم ويشكون في بلدهم ويمجدون ما ليس منهم وليس لهم في الأولى والآخرة. أليس التخريب حربًا؟

التخريب حرب، والدين حماية، والأخلاق حصن ضد كل أذى، والوطن أشرف من كل بلد آخر وأولى بكل طيب.

Tags: الحربالقنابل

المصدر: جريدة زمان التركية

كلمات دلالية: الحرب القنابل کل شیء

إقرأ أيضاً:

التوحيد العربي دان استهداف آلية للجيش على طريق عين إبل

دانت أمانة الإعلام في حزب "التوحيد العربي"، في بيان، "العدوان الإسرائيلي الّذي استهدف آلية للجيش على طريق عين إبل – حانين في الجنوب ما أدى إلى سقوط 3 شهداء".
 
وشدّد البيان على أنّ "هذا الإجرام الإسرائيلي المتمادي بحقّ لبنان، لم يوفّر اليوم جنودًا من الجيش يقومون بواجبهم الوطني في حماية الأرض والدّفاع عن اللبنانيين" .

 ووضع البيان "الإجرام الاسرائيلي المتدرج برسم المجتمع الدّولي المتفرج على ارتكابات إسرائيل، فيما المطلوب وقفة ضمير عالميّة تضع حدًّا لحرب الإبادة التي تشنها إسرائيل على لبنان وعلى الانسان وعلى كل ما هو متصل بقواعد الاخلاق والانسانية والقرارات الدولية".

مقالات مشابهة

  • إيران: نرفض حل الدولتين وعلى الفلسطينيين التعايش في دولة واحدة مع الإسرائيليين!!
  • ما لم يفهمه الغرب... ولن يفهمه
  • البعريني نعى شهداء الجيش: إجرام العدو تخطى كل المقاييس
  • التوحيد العربي دان استهداف آلية للجيش على طريق عين إبل
  • الأمن للأردنيين: 6 إجراءات قبل الشتاء
  • في يوم الجمعة.. أفضل 10 صيغ للصلاة على النبي
  • محمد بن راشد: لا يوجد مشروع بدون مخاطرة.. وعلى قدر التحدي يكبر العظماء
  • بث مباشر.. شعائر صلاة الجمعة بالحرمين الشريفين
  • التاجوري: هناك وجوه أنكرت مشروع محاربة الفوضى والترهيب في الشرق.. والآن نفس الوجوه تنكر الانجازات