الجزيرة:
2024-10-20@23:51:21 GMT

الفراشات تظهر قدرات معرفية مدهشة للعلماء

تاريخ النشر: 20th, October 2024 GMT

الفراشات تظهر قدرات معرفية مدهشة للعلماء

أظهرت دراسة نُشرت في مجلة دورية "كرنت بيولوجي" بتاريخ 18 أكتوبر/تشرين الأول أن نوعا معينا من الفراشات الاستوائية يتميز بدماغ متوسع وهيكل عصبي فريد مرتبط بقدرات معرفية متطورة.

ركزت الدراسة على فراشات "الهيليكونيوس"، وهي النوع الوحيد المعروف بتغذيها على كل من الرحيق وحبوب اللقاح، مما يتطلب منها امتلاك قدرات تعلم متقدمة وقدرة على تذكر المعلومات المكانية المتعلقة بمصادر الغذاء.

ويوضح الباحث الرئيسي، ماكس فارنورث، من كلية العلوم البيولوجية بجامعة بريستول الإنجليزية، أهمية هذه الدراسة في تصريحات للجزيرة نت بقوله: "إن الأهداف الأساسية لأبحاثنا حول الأساس العصبي للابتكار السلوكي لدى فراشات الهيليكونيوس تتلخص في تحديد كيفية حدوث الابتكار السلوكي. فهذه السلوكيات، مثل التغذي على حبوب اللقاح، يتم تحفيزها وتنفيذها بواسطة الدماغ".

تتمتع هذه الفراشات بالقدرة على تعلم المسارات المثلى للوصول إلى مواردها الغذائية، وهي سمة معرفية نادرة بين الحشرات. ويكمن السبب وراء هذه القدرة في التوسع الملحوظ في جزء من الدماغ يعرف باسم "أجسام الفطر"، مرتبط بمهارات التعلم والذاكرة. والمقصود بالمسارات المثلى هو تحديد طرق ثابتة مثل مسارات الحافلات لتجميع الغذاء، مما يشير إلى أن لتلك الفراشة قدرة على التخطيط وتذكر مسارات محددة بين النباتات المزهرة، وهي عملية تتطلب عمل معقد من الخلايا العصبية في الدماغ.

الدماغ الفسيفسائي لفراشات "الهيليكونيوس" (ماكس فارنورث) أجسام الفطر

يقول فارنورث: "نركز على أجسام الفطر التي تشكل مراكز التعلم والذاكرة في دماغ الحشرات، وبالتالي فهي مسؤولة عن مختلف العمليات الإدراكية المختلفة بذاتها. ومن خلال دراسة تطورها وكيف تختلف وكيف تتغير دوائرها الأساسية، ساهمنا في فهم كيفية تطور الإدراك".

وتعتبر "أجسام الفطر" إحدى الهياكل الرئيسية في دماغ المفصليات، بما في ذلك الحشرات. هذه الهياكل تلعب دورا مهما في التعلم والذاكرة، خاصة في معالجة المعلومات المتعلقة بحاسة الشم. وقد استخدم فريق البحث تقنية متقدمة لتحليل الأنسجة العصبية في أدمغة الفراشات، مما مكنهم من تحديد كيفية توسع الدوائر العصبية المرتبطة بالتعلم والذاكرة.

قام الباحثون بتحليل أدمغة فراشات الهيليكونيوس باستخدام أدوات متطورة مثل المجهر البؤري وتقنيات الكيمياء المناعية. ومن خلال هذه الأدوات، تمكن الفريق من تتبع التغيرات التي تطرأ على الدوائر العصبية في أدمغة هذه الفراشات، خاصة في الخلايا العصبية التي تُعرف باسم "خلايا كينيون"، التي تلعب دورا حاسما في عمليات التعلم والذاكرة.

تمثل هذه الفراشات النوع الوحيد المعروف بتغذيها على كل من الرحيق وحبوب اللقاح، مما يتطلب منها امتلاك قدرات تعلم متقدمة (ماكس فارنورث) الدماغ الفسيفسائي

تسهم الدراسة في فهم أعمق لكيفية تغير الدوائر العصبية لدعم الابتكار المعرفي، إذ أشار الباحثون إلى أن هذه التغيرات في الدوائر العصبية قد تساعد في تفسير كيف يمكن للكائنات تطوير قدرات معرفية جديدة استجابة لضغوط بيئية معينة. ورغم أن الدراسة ركزت على الفراشات، فإنها تقدم رؤى قد تكون ذات صلة بالكائنات الأخرى بما في ذلك البشر.

أحد المفاهيم الرئيسية التي تم تقديمها في الدراسة هو مفهوم "تطور الدماغ الفسيفسائي"، حيث تتوسع أجزاء من الدماغ بينما تظل أجزاء أخرى دون تغيير. هذا التوسع غير المتساوي يُشبه الفسيفساء، حيث تختلف القطع في الحجم والشكل ولكنها تسهم في بناء صورة كاملة.

ظهر المصطلح في ورقة بحثية مشهورة كتبها روبرت بارتون بول هارفي ونشرت عام 2000، وصف الباحثان أن مناطق الدماغ تختلف بشكل كبير ومستقل عن بعضها البعض في استجابتها للضغوط البيئية.

يقول فارنورث: "الدماغ لا يستجيب بزيادة جميع مناطقه على نحو مماثل، ولكن مناطق محددة مرتبطة وظيفيا بالضغوط المفروضة على النظام في المقام الأول. يضيف تحليلنا الكثير من المعلومات المهمة، حيث نظهر أن الفسيفساء يمكن أن تحدث أيضا في سلالات شقيقة متوازية من الخلايا العصبية، وهو ما فوجئنا به تماما."

أظهرت الدراسة أن توسع الخلايا العصبية كان مختلفا بين أنواع معينة من الخلايا، مما أدى إلى ظهور هذا النمط الفسيفسائي. التغيرات التي لوحظت في خلايا محددة تُشير إلى أن هذه الأنواع من الفراشات قد طورت قدرات تعلم محددة للغاية تتعلق بالذاكرة البصرية والتعرف على الأنماط.

ألغاز لم تبح بأسرارها

ويقول فارنورث: "رغم أن دراستنا واهتماماتنا لا تقع في نطاق العلوم التطبيقية، فإن دراسة الدوائر العصبية في الأنظمة القابلة للتطويع مثل الحشرات لديها الإمكانية على توليد رؤى يمكن تطبيقها عموما على الدوائر العصبية الأخرى، مثل الدوائر العصبية البشرية" ويضيف "ندرك بالتأكيد أننا قد نكتشف، على وجه الخصوص، آلية تنموية وجينية ذات صلة وثيقة بالأمراض التنكسية العصبية".

فيما يتعلق بالتطور المستقبلي لهذه الدراسة، يُخطط الفريق لاستكشاف المزيد من الدوائر العصبية في دماغ الفراشة، وزيادة دقة الخرائط العصبية باستخدام تقنيات متقدمة مثل تسلسل الخلية الواحدة. الهدف هو فهم كيفية تفاعل الخلايا العصبية الفردية على مستوى أعمق.

يختتم فارنورث: "تتضمن خططنا المستقبلية عدة فروع من البحث. أولا، نريد زيادة دقة ما نراه. نريد القيام بذلك باستخدام تقنيات أكثر تقدما مثل تسلسل الخلية الفردية، وتفاعل التهجين المتسلسل، وحقن الخلايا الفردية وغيرها من الإجراءات. بعد ذلك، نريد التعمق في الأسس الجينية والتنموية للدوائر العصبية التي تتغير وفقا للتغيرات السلوكية. نريد في الأساس أن نفهم بشكل أكثر وضوحا الروابط بين الجينات والسلوك، وربط التطور بالإدراك أيضا".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات الخلایا العصبیة العصبیة فی

إقرأ أيضاً:

خبير أممي: وحشية الدمار في غزة لم تظهر في صراعات سابقة

أكد خبير الإسكان في الأمم المتحدة بالاكريشنان راجاجوبال، أن وحشية الدمار في قطاع غزة لم تظهر في صراعات سابقة، سواء في أوكرانيا أو سوريا.

وأوضح راجاجوبال خلال تصريحات صحفية، أنه "بحلول كانون الثاني/ يناير 2024 كان قد تم تدمير ما يتراوح بين 60 بالمئة و70 بالمئة من جميع المنازل في غزة، وفي شمال غزة كانت النسبة 82 بالمئة من المنازل".

وأضاف أن "الأمر أسوأ بكثير الآن خاصة في الشمال الذي تقترب فيه نسبة التدمير من مستوى 100 بالمئة"، مشيرا إلى أن تقريرا صدر في الآونة الأخيرة عن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي قدر أنه في شهر أيار/ مايو كان هناك أكثر من 39 مليون طن من الحطام في غزة.

وتابع قائلا: "الركام مختلط بذخائر غير منفجرة ونفايات سامة والأسبستوس من المباني المنهارة ومواد أخرى"، مؤكدا أن "تلوث المياه الجوفية وتلوث التربة وصل إلى وضع كارثي للغاية، لدرجة أننا لا نعرف ما إذا كان من الممكن علاجهما في الوقت المناسب، حتى يتمكن الناس من العودة على الأقل خلال هذا الجيل".



وردا على سؤال عن الوقت الذي ستستغرقه عملية إعادة بناء غزة، قال راجاجوبال إنه "يجب أولا إزالة الأنقاض، وثانيا يجب أن يكون هناك تمويل، ثم هناك مشكلة كبيرة أخرى، حيث لا يمكن إعادة الإعمار إلا إذا انتهى الاحتلال".

واستكمل حديثه: "هذا الوضع يرجع إلى أن إسرائيل تفرض قيودا على مواد ومعدات البناء، والتي تدعي أن لها استخدامات مزدوجة"، منوها إلى أنه بعد حرب عام 2014 في غزة، كان يتم بناء أقل من ألف منزل في كل عام.

وأضاف أن "برنامج الأمم المتحدة الإنمائي قدر أنه تم تدمير 80 ألف منزل في الحرب الحالية، لذلك ستستغرق عملية إعادة الإعمار 80 عاما إذا استمر الاحتلال".

يشار إلى أن جيش الاحتلال تعمد خلال عدوانه الوحشي وحرب الإبادة على قطاع غزة، نسف مربعات سكنية وتدمير المنازل والبنى التحتية، ما تسبب بدمار هائل وغير مسبوق.

مقالات مشابهة

  • علماء يتوصلون لطريقة لإعادة تنشيط الخلايا الجذعية العصبية
  • عملاء يحددون جزء الدماغ المسؤول عن حفظ الذكريات المخيفة
  • اكتشاف يغير قواعد اللعبة في علاج الأمراض العصبية
  • للحفاظ على المال العام ومنع هدره .. وزير العدل د. خالد شواني يوجه بتشكيل لجان تتولى تدقيق ومراقبة حركة الأموال في حسابات الدوائر العدلية
  • علماء يكتشفون طريقة مبتكرة لعلاج الأمراض العصبية
  • وزير الخارجية الإسرائيلي: محاولة اغتيال نتنياهو تظهر الوجه الحقيقي لإيران
  • خبير أممي: وحشية الدمار في غزة لم تظهر في صراعات سابقة
  • إسرائيل تسقط منشورات فوق غزة تظهر جثة السنوار ورسالة إلى حماس
  • خالد الصاوي: كنت هلبس قضية بسبب العصبية