رواندا.. نموذج أفريقي للاقتصاد الأخضر
تاريخ النشر: 20th, October 2024 GMT
كيغالي– تقدم رواندا نموذجا للحفاظ على التنوع البيولوجي ودعم السياحة الخضراء لتحقيق التنمية المستدامة، والعناية بصحة الإنسان ليكون قادرا على الإنتاج والمساهمة في تطوير الاقتصاد.
جانب من منطقة كيغالي الخالية من السيارات (الجزيرة) منطقة كيغالي الخالية من السياراتتعد "إمبوغا سيتي ووك" -وهي منطقة خالية من السيارات- مثالا واضحا على توجه البلاد للحفاظ على البيئة ضمن رؤية حديثة تمنح الأولوية للبيئة والإنسان قبل كل شيء.
توجد "إمبوغا سيتي ووك" في قلب منطقة الأعمال المركزية بالعاصمة كيغالي، وهي عبارة عن مساحة ترفيهية خضراء تعتمد بشكل أساسي على المشي أو ركوب الدراجات الهوائية فقط.
إنها "منطقة خالية من السيارات وأي وسيلة نقل أخرى باستثناء الدرجات الهوائية، مخصصة للمشي والاستمتاع بلحظات جميلة بعيدا عن الضوضاء والتلوث"، يقول جون كلود نيايبيزي أحد المشرفين على هذا المشروع للجزيرة نت.
ويرمز المشروع إلى "تقدير رواندا لحياة الناس وأهميتها سواء للروانديين أو السياح الأجانب.. إنها جزء من جهود البلاد للانخراط في توجه عالمي لتكريس نظام بيئي صحي للسكان"، على حد تعبير نيايبيزي.
وتتجلى الأهمية الاقتصادية لمثل هذه المشاريع -يؤكد نيايبيزي- في كونها "تعزز العناية بصحة الإنسان ليكون قادرا على العمل والإنتاج والابتكار والعطاء والمساهمة بالتالي في تنمية ونهضة البلاد".
كما تتجلى الأهمية الاقتصادية الأخرى في أن هذه المنطقة "تعج بالمشاريع التجارية الصغيرة التي تعود بالنفع على أصحابها من جهة وعلى الاقتصاد الرواندي من جهة أخرى، وتسهم أيضا في توفير فرصة للزائرين لاستمتاع بحياة صحية خالية من التلوث".
وتوفر المنطقة فرص عمل لأكثر من 400 شخص، كما تتيح لنزلاء الفنادق القريبة من المنطقة أو حتى تلك البعيدة فرصة للمشي أو الجلوس في فضاء صديق للبيئة.
ويبلغ طول الممشى نحو 400 متر، لكن هناك مساعي حكومية لتوسيعه نظرا لأهميته البيئية والاقتصادية، ويستقبل هذا الممشى نحو 3500 شخص يوميا، بحسب المتحدث ذاته.
منتزه نياندونغو استغرق أقيم على مساحة 121 هكتارا (الجزيرة) منتزه نياندونغو البيئيحديقة نياندونغو مشروع آخر لدعم السياحة البيئة في كيغالي، ويهدف إلى تعزيز التنوع البيولوجي، واستعادة النظام البيئي في الأراضي الرطبة المتدهورة.
واستغرق تنفيذ هذا المشروع الفريد نحو 6 سنوات، وافتتح عام 2022، بحجم استثمار ناهز 4.6 ملايين دولار، وفق مويزيروا ثوخين أحد مسؤولي المنتزه.
وأدى هذا المشروع المستدام إلى تحسين سبل عيش المجتمعات المحلية من خلال خلق ما يقرب من 4 آلاف فرصة عمل للمجتمعات المحلية، كما وفر فضاء للسياح والطلاب والباحثين بالنظر إلى التنوع البيئي الذي تتمتع به هذه المساحة الخضراء.
ويعتقد القائمون على هذا المشروع -الذي تبلغ مساحته أكثر من 121 هكتارا- أن التنوع البيولوجي لا يسهم في الحفاظ على البيئة فقط، بل يولد إيرادات سواء للمجتمعات المحلية أو لرواندا.
يقول ثوخين للجزيرة نت إن للمشروع 6 أهداف أساسية: بيئية، وترفيهية، وتعليمية، واقتصادية، واجتماعية، وصحية.
ويوضح أن الحفاظ على التنوع البيولوجي مهم جدا لمواجهة التحديات التي تطرحها التغيرات المناخية، ويشير إلى أن هذه الحديقة بمثابة مكان للتخلص من الضغوطات وإعادة التوازن للزائرين.
وذكر ثوخين أن هذه الحديقة تستقبل نحو 10 آلاف شخص في الشهر، مما يعني تحقيق إيرادات سنوية جيدة ستزيد مع مرور الوقت، لافتا إلى أن هناك مشاريع مشابهة يجري العمل على تنفيذها في كثير من المناطق للحفاظ على التنوع البيئي والطبيعة في البلاد.
مدخل منتزه نياندونغو البيئي (الجزيرة) مركز نياميرامبو النسائيلا تكتمل الصورة في العاصمة رواندا دون زيارة مركز نياميرامبو النسائي، وهو عبارة عن منظمة غير حكومية رواندية أنشئت بنهاية عام 2007 من قبل 18 امرأة رواندية تعيش في نياميرامبو بكيغالي.
بحسب مؤسسي المشروع، أنشأت النسوة معا مشروعا يهدف إلى معالجة العنف القائم على النوع الاجتماعي وعدم التمييز.
وتتمثل مهمة مركز نياميرامبو النسائي -وفق المسؤولين هناك- في توفير التعليم والتدريب المهني للنساء اللائي لا يملكن الوسائل لدفع تكاليف هذا التدريب بمفردهن، حتى يتمكنّ من الحصول على فرص عمل أفضل.
ولتحقيق هذه الأهداف يسعى المركز إلى تعزيز القدرة المؤسسية والتنظيمية للمجلس للمبادرات النسائية، والتمكين للمرأة من خلال تنمية القدرات والتوظيف، بالإضافة إلى تعزيز السياحة النسائية والمجتمعية.
قلب منطقة الأعمال المركزية بالعاصمة كيغالي (الجزيرة) سوق كيميرونكووغير بعيد عن المركز النسائي يوجد سوق كيميرونكو، في منطقة كيميرونكو، وهو السوق الأكثر ازدحاما في المدينة.
وبحسب المسؤولين، يأتي السكان المحليون من جميع أنحاء المدينة إلى هنا لشراء الفاكهة والخضروات والأقمشة وغير ذلك من الاحتياجات.
ويعد سوق كيميرونكو أحد أكبر الأسواق التجارية الشعبية في العاصمة كيغالي، ويضم محال تجارية لبيع الملابس التقليدية وسلع أخرى متنوعة فضلا عن مشاريع خياطة صغيرة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات التنوع البیولوجی من السیارات هذا المشروع
إقرأ أيضاً:
حراك الكونغو ضد آبل يكشف الأسرار.. نهب وثروات دامية
نشر موقع "إنسايد أوفر" تقريرا سلّط فيه الضوء على الدعوة القضائية التي رُفعت ضد شركة آبل بتهمة نهب ثروات ومعادن جمهورية الكونغو من خلال استيراد المعادن من ميليشيات متورطة في ارتكاب جرائم عنف وجرائم حرب ضد الشعب الكونغولي.
وقال الموقع، في التقرير الذي ترجمته "عربي21"، إن جمهورية الكونغو الديمقراطية قد رفعت دعوى ضد شركة آبل في فرنسا وبلجيكا مدعية أن شركة كوبرتينو تستخدم في صناعة أجهزتها معادن "ملطخة بالدماء" وصلت إليها عن طريق نهب هذا البلد الإفريقي الكبير والمقسّم الذي تمزقه نزاعات وصراعات متعددة.
وبحسب الموقع، فإن من الواضح أن مجموعة آبل وفرعها في كل من فرنسا وبلجيكا على علم تام بأن سلسلة توريد المعادن الخاصة بها تعتمد على انتهاكات منهجية في سلاسل توريد القصدير والتانتالوم والتنغستن.
وتتهم الدعوة شركة آبل باستخدام منتجات منهوبة من الكونغو من قبل ميليشيات ارتكبت جرائم عنف وجرائم حرب، والتي غالباً ما تكون وكلاء بالنيابة عن رواندا.
ومنذ زمن بعيد، اتُّهمت كيغالي بممارسة نفوذها من شرق الكونغو إلى موزمبيق وباستغلال قربها من الدول الغربية لسرقة الموارد من الدول الكبرى المجاورة وغير المستقرة، بحسب التقرير.
وقد ورد في تقرير لمجلة نغريزيا نُشر في نيسان/ أبريل أن الأدلة على هذه الجرائم تأتي مباشرة من بيانات صادرات البلاد، ذلك أنه على الرغم من عدم امتلاك رواندا احتياطات كبيرة من معدن التنتالوم إلا أن 15 بالمئة من إجمالي التجارة العالمية تبدأ من كيغالي.
وأشارت أيضا إلى أن "الولايات المتحدة تستورد من رواندا 37 بالمئة من إجمالي طلبها ومن كينشاسا 6 بالمئة فقط.، وسبب كون شركة آبل هدفًا للاتهامات هو إجراءات العناية الواجبة الخاصة بها، وحتى تدافع عن نفسها عليها الآن إثبات أنها لم تستخدم بأي شكل من الأشكال "معادن الصراعات".
وأوضح المعهد الإيطالي للدراسات السياسية الدولية دور قانون دود-فرانك في الولايات المتحدة، الذي يُعتبر خطوةً كبيرة لإصلاح وول ستريت.
وينص القانون في أحد فصوله على إلزام الشركات متعددة الجنسيات بالكشف عن مصادر المواد الخام التي تعتمد عليها. وتتهم الكونغو شركة آبل بأنها غضت الطرف عن وجود معادن "ملطخة بالدماء" ضمن سلسلة توريدها.
وبينما تنتظر هذه القضية أن يتم البت فيها، فإنها تبرز في جميع أحوالها الهشاشة الأبدية للكونغو، الدولة التي يسير فيها عدم الاستقرار الجيوسياسي جنبا إلى جنب مع ثروتها الاقتصادية.
وكانت المشكلة الجيواقتصادية دائماً لعنة المستعمرة البلجيكية السابقة: فقد استُغلت الكونغو، كما أوضحت مجلة أفريكا ريفيستا، من قبل الملك البلجيكي ليوبولد الثاني من أجل احتياطيات المطاط في أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين.
وبين التقرير، أن أرض الكونغو أصبحت محل تنافس من قبل رأس المال الأنجلو-فرنسي الكبير الساعي وراء النفط والماس، اللذين غذيا صراعات مثل صراع كاتانغا.
وتلى ذلك سباقات الحصول على اليورانيوم والكولتان والمعادن النادرة، التي تعتبر أساسية في صناعة الأجهزة الإلكترونية الحديثة، التي تعتمد جدواها الاقتصادية أيضا على التكلفة المنخفضة للمواد من الكونغو، وكل هذا إلى جانب المعركة على الكوبالت في جمهورية الكونغو الديمقراطية، حيث انخرطت الولايات المتحدة والصين مع رؤوس أموال سويسرية وإسرائيلية بهدف استخراجه.
وفي الختام، أشار الموقع إلى أن ما يحدث في كونغو هو معركة "الكل ضد الكل" مع وجود بطل حقيقي واحد غائب: أصحاب السيادة على حقوق الموارد وهم أفراد الشعب الكونغولي - الخاسر الأكبر في هذا السباق الوحشي على موارد البلاد المستمر منذ أيام الاستعمار البلجيكي.