هل يجوز أن تقرأ المرأة القرآن أمام الرجال؟
تاريخ النشر: 20th, October 2024 GMT
قالت دار الإفتاء المصرية أن مجرد قراءة المرأة للقرآن بصوت مسموع أمام الرجال الأجانب فجائزة؛ لأنها من جنس الكلام، وقد تقدم دليل جواز سماع صوت المرأة، وأنه ليس بعورة.
وتابعت الإفتاء أنه بخصوص قراءتها القرآن الكريم على هذا الوجه: قد روى أبو داود عن يعلى بن مَمْلَك رضى الله عنهم أنه سأل أم سلمة رضي الله عنها عن قراءة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وصلاته، فقالت: "وما لكم وصلاته؟ كان يصلي وينام قدر ما صلى، ثم يصلي قدر ما نام، ثم ينام قدر ما صلى، حتى يصبح"، ونعتت قراءته، فإذا هي تنعت قراءته حرفًا حرفًا.
وروى أبو داود أيضًا بإسناد حسن عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال للرجل الذي أراد الزواج: «مَا تَحْفَظُ مِنَ الْقُرْآنِ؟» قَالَ: سُورَةُ الْبَقَرَةِ، أَوِ الَّتِي تَلِيهَا، قَالَ: «قُمْ فَعَلِّمْهَا عِشْرينَ آيَةً، وَهِيَ امْرَأَتُكَ».
ووضحت الإفتاء أن قراءة القرآن قد تزيد شيئًا على مجرد القراءة، وهو التغني به أمام الأجانب، وهذا لا ينافي أصل الجواز أيضًا؛ وقد روى البخاري عن عائشة رضي الله عنها قالت: دَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ وَعِنْدِي جَارِيَتَانِ تُغَنِّيَانِ بِغِنَاءِ بُعَاثَ، فَاضْطَجَعَ عَلَى الفِرَاشِ وَحَوَّلَ وَجْهَهُ، وَدَخَلَ أَبُو بَكْرٍ، فَانْتَهَرَنِي وَقَالَ: مِزْمَارَةُ الشَّيْطَانِ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ، فَأَقْبَلَ عَلَيْهِ رَسُولُ اللهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ فَقَالَ: «دَعْهُمَا»، فَلَمَّا غَفَلَ غَمَزْتُهُمَا فَخَرَجَتَا.
وروى أيضًا عن خالد بن ذَكْوان قال: قالت الرُّبَيِّع بنت مُعَوِّذ رضى الله عنها: دَخَلَ عَلَيَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ غَدَاةَ بُنِيَ عَلَيَّ، فَجَلَسَ عَلَى فِرَاشِي كَمَجْلِسِكَ مِنِّي، وَجُوَيْرِيَاتٌ يَضْرِبْنَ بِالدُّفِّ، يَنْدُبْنَ مَنْ قُتِلَ مِنْ آبَائِهِنَّ يَوْمَ بَدْرٍ، حَتَّى قَالَتْ جَارِيَةٌ: وَفِينَا نَبِيٌّ يَعْلَمُ مَا فِي غَدٍ. فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ: «لَا تَقُولِي هَكَذَا، وَقُولِي مَا كُنْتِ تَقُولِينَ».
فإذا جاز تغنيها بغير القرآن أمام الأجانب، فتغنيها بالقرآن أولى بالجواز؛ لأنه مطلوب شرعي؛ بدليل ما رواه البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَمْ يَتَغَنَّ بِالْقُرْآنِ»؛ وكذلك فإن الفتنة في سماع صوت المرأة بالقرآن أبعد منها في سماع صوتها بالغناء، فإذا جاز السماع في الأقرب للفتنة كان في الأبعد أولى بالجواز.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: قراءة المرأة للقرآن القرآن القران الكريم الإفتاء النبى صلى الله رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم دار الإفتاء دار الافتاء المصرية رسول الله صلى الله عليه وآله وآله و س ل رضی الله ى الله ع الله عن
إقرأ أيضاً:
هل يجوز أداء الصلاة فور سماع الله أكبر .. الإفتاء تجيب
هل يجوز الصلاة فور سماع "الله أكبر" دون انتظار انتهاء الأذان؟ سؤال ورد الى دار الإفتاء المصرية.
وأجاب عن السؤال الشيخ أحمد ممدوح، أمين لجنة الفتوى، خلال بث مباشر على صفحة دار الإفتاء، وقال إن من سمع الأذان وبدأ في الصلاة، فصلاته صحيحة ولا شيء عليه، لأن الأذان لا يُقام إلا بعد دخول الوقت.
لفت الى أنه الأفضل أن ينتظر المسلم حتى ينتهي المؤذن من الأذان، لما في ذلك من اتباع للسنة وترديد الأذان خلف المؤذن، لما فيه من أجر وثواب عظيم.
متى يبدأ وقت الصلاة
أوضح الشيخ محمود شلبي، أمين الفتوى بدار الإفتاء، أن وقت الصلاة يبدأ من اللحظة التي يُؤذن فيها المؤذن، ويجوز للمسلم أن يؤدي الصلاة في هذا الوقت.
قال إنه من الأولى والأكمل هو أن يُنصت للأذان، ويردد خلف المؤذن، ثم يدعو بالدعاء المأثور بعد الأذان، كـ: "اللهم رب هذه الدعوة التامة..." إلى آخر الدعاء المعروف، ثم يُصلي بعد ذلك.
هل تصح الصلاة قبل الأذان بدقيقة أو دقيقتين
قال الشيخ عويضة عثمان، مدير إدارة الفتوى الشفوية، إن صلاة الفرض لا تصح إذا أُديت أو بدأ جزء منها قبل دخول وقتها، فالصلاة التي تقع خارج الوقت تعتبر باطلة كفرض، ولكن يمكن احتسابها نافلة في حال نوى الشخص ذلك.
أضاف أنه إذا شرع الإنسان في الصلاة قبل الأذان ثم سمع الأذان أثناءها، فيجوز له أن يُسلّم ويعيد الصلاة بعد الأذان، أو يُحوّل نيته إلى نافلة.
وفي المجمل، فإن الصلاة تكون صحيحة شرعًا إذا بدأت بعد دخول الوقت الذي يُعلنه الأذان، ولا يشترط الانتظار لنهاية الأذان، إلا أن الاستماع له وترديده سنة مؤكدة يُثاب المسلم عليها، ولا تستغرق إلا دقائق معدودة.