شاهد على جريمة اغتيال السنوار.. «أريكة برتقالية» في المنزل المهدم تكشف السر (خاص)
تاريخ النشر: 20th, October 2024 GMT
في قلب حي تل السلطان بغزة، وبالقرب من المستشفى الإماراتي، كان هناك منتزه «أبو طه»، الذي عرف بهدوئه وسكينته منذ وقت مضى، لكن في لحظة تحوّلت هذه المنطقة إلى ساحة معركة محتدمة بين قوات الاحتلال الإسرائيلي وعنصرين من الفصائل الفلسطينية، من بينهما يحيى السنوار، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس وزعيمها.
يحيى السنوار الذي اغتيل بعد عملية استمرت ساعات، ظهر للجميع في مشهد مؤلم، إذ كان يجلس على أريكة أحد المنازل في غزة، جريحًا وملطخًا بالدماء، بعدما استهدفته القوات الإسرائيلية بقذيفة قاتلة، ويحاول السنوار بصعوبة استجماع قواه، لكن الزمن لم يمهله طويلاً، وبعد دقائق معدودة يلفظ أنفاسه الأخيرة.
بحثت «الوطن» عن ملكية المنزل، ووجدت أنه يعود إلى عائلة أشرف حمد أبو طه، وعمره 50 عامًا، لديه 7 أبناء، وهو موظف سابق بسلطة رام الله الفلسطينية ويعمل حاليًا إداري بنادي شباب رفح.
تحدث «أبو طه» لـ«الوطن»، قائلًا: «ترك المنزل هو وأسرته قبل أشهر، نتيجة أوامر الإخلاء الإسرائيلية والقصف المتواصل من جيش الاحتلال، وهي المرة الأولى لهم في كل الحروب يجبرون على الخروج، مضيفا «من 5 أشهر طالعين من البيت لأول مرة بحياتنا، شعور صعب أن نترك البيت بالذكريات الحلوة اللي عشناها فيه، ولمة العائلة والأفراح والمسرات ومحطات النجاح، بيعز علينا تركه».
المنزل الذي استشهد فيه يحيى السنوار جرى بناؤه عام 2011، على مساحة 170 مترًا تقريبًا، وهو مكون من طابقين، كما وصلت تكلفة بناءه إلى 60 ألف دولار، وساعد أخوة «أبو طه» في بنائه.
يقول أبو طه: «لا أنتمي لأي حزب، ولكني مع المقاومة ومع الدفاع عن كل شبر وحبة رمل من أرض فلسطين».
تعيش الأسرة حاليًا بأحد المخيمات جنوبي قطاع غزة، ونشر جيش الاحتلال الإسرائيلي فيديو يثق لحظة اغتيال زعيم حماس يحيى السنوار، حينها، كان لون الأريكة البرتقالي المميز، هو أول ما جذب انتباه الأسرة، ليتأكدوا بعد ذلك، أنه منزلهم: «بعد مدة طويلة من الغياب عن المنزل شوفناه بفيديو نشره الاحتلال، كان بمثابة ساحة مواجهة السنوار الاحتلال، وعرفنا إنه بيتنا من لون الأنتريه المميز».
كان مدخل البيت أيضًا بألوانه تأكيدًا إضافيًا على أنه منزلهم، ولم تصدق الأسرة، أن بعد 5 أشهر من النزوح، سيكون شاهدا على اغتيال يحيى السنوار، يقول «أبو طه»: «أول شيء لفت نظرنا الأنترية واللون الأورانج، وبعدين تأكدنا إنه بيتنا».
يضيف «أبو طه» أن أريكة السنوار هي ذاتها التي جلست عليها الأسرة لسنوات طويلة مجتمعة، وهي نفسها أيضًا التي جلس عليها يجمع أغراضه قبل رحلة النزوح، وهي جزء من صالون كامل أهدته له والدته».
تتمنى أسرة «أبو طه» انتهاء الحرب في قطاع غزة، والعودة إلى منطقتهم ومنزلهم مرة أخرى، وإعادة إعمار غزة: «بعد العودة إلى المنزل ستظل الأريكة اللي جلس عليها السنوار موجودة، سنحتفظ بها طول العمر، وسنورثها لأبنائنا وأحفادنا، كما ستكون رمز لهم».
اغتيال يحيى السنواروكان الجيش الإسرائيلي وحركة حماس أعلنتا اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس وزعيمها يحيى السنوار في منزل بحي تل السلطان جنوبي قطاع غزة، بعد مواجهة بين القوات الإسرائيلية والفصائل الفلسطينية.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: السنوار الاحتلال الإسرائيلي إسرائيل غزة قطاع غزة يحيى السنوار أبو طه یحیى السنوار أبو طه
إقرأ أيضاً:
الآلاف في إسطنبول يخرجون بمسيرة غزة تموت.. إنهض (شاهد)
شارك الآلاف في مسيرة حاشدة، في مدينة إسطنبول، تحت شعار "غزة تموت.. إنهض"، تنديدا بتواصل الإبادة التي يشنها الاحتلال ضد قطاع غزة.
وانطلقت المسيرة التي نظمتها، هيئة الإغاثة الإنسانية التركية "إي ها ها"، من ساحة مسجد بيازيد إلى مسجد آيا صوفيا التاريخي،
ورفع المشاركون أشكالا رمزية لمفتاح العودة الفلسطيني، وأكدوا على رفضهم جرائم الاحتلال بقطاع غزة، وسار فتيات يحملن أكفان أطفال رمزية ملطخة بالدماء، في إشارة إلى الأطفال الذين ترتكب بحقهم أبشع المجازر في القطاع.
وشهدت الفعالية خطابات منددة بالعدوان على غزة، طالبت المجتمع الدولي بوقف الإبادة بحق الشعب الفلسطيني في غزة.
وفي كلمة له خلال الفعالية، قال رئيس هيئة الإغاثة الإنسانية التركية بولنت يلدريم، إن "إسرائيل تستهدف المدنيين وتقصف المستشفيات وتقتل الصحفيين وتخدع العديد من الدول تحت اسم التطبيع".
وأضاف: "اليوم هو يوم غضبنا إنه يوم غضب من أجل الأطفال الذين بترت أذرعهم وأرجلهم. نحن غاضبون لدرجة أن أعدادنا ستزداد من الآن فصاعدا، سنملأ الساحات، وسنشكل اتحادا، ستخسر الصهيونية، عاشت حرية الشعوب".
وأكد يلدريم أن العالم الإسلامي يجب أن يتخذ موقفا ضد الاحتلال من خلال إغلاق مجاله الجوي.
وتابع: "علينا زيادة المساعدات لفلسطين، لأن هذه حرب بين الخير والشر، نحن من أنصار الخير،المقاومة في غزة تريد منا أمرين: ملء الساحات وإرسال المساعدات. نحن نقدم حاليا وجبات يومية لـ 180 ألف شخص".
من جانبه قال حسن توران، رئيس مجموعة الصداقة البرلمانية التركية الفلسطينية في البرلمان التركي إن تركيا متضامنة للغاية مع غزة.
وأضاف: "اليوم، ترتكب إبادة جماعية كبرى أمام أعين العالم. وللأسف، تلتزم المؤسسات والمنظمات الدولية الصمت إزاء هذه الوحشية. وكأن هذه الإبادة الجماعية مستمرة تحت رعايتهم".
وذكر طوران أن بعض القوى العالمية وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية، أصبحت "أسيرة القتلة الصهاينة".
وجاء المسيرة الأحد، في اليوم الذي استهدفت الطائرات الحربية الإسرائيلية مبنى الاستقبال وهو واحد من أصل 3 مبان في مستشفى المعمداني وسط غزة، ما أدى إلى تدمير المبنى وإلحاق أضرار بالغة، وخروجه عن الخدمة.
ومنذ بدء الإبادة، بلغت حصيلة الشهداء والمصابين في قطاع غزة، أكثر من 167 فلسطيني، غالبيتهم من النساء والأطفال، فضلا عن آلاف الأسرى والمفقودين.