المستشفى السلطاني يقلل الضوضاء بالعناية المركزة للأطفال وفق معايير الصحة العالمية
تاريخ النشر: 20th, October 2024 GMT
منى الشقصية:
المشروع حقق نجاحا كبيرا ونسعى لنقل التجربة بقسم الكبار
ـ د. سيف أولاد ثاني:
ـ الضوضاء تزيد من مكوث المرضى في العناية وترفع معدلات قلق الطاقم الطبي
يحتاج المريض في العناية المركزة للأطفال في المستشفى السلطاني إلى نحو 15 جهازًا لمراقبة وضعه الصحي على مدار الساعة، وكل هذه الأجهزة تصدر تنبيهات وأصواتا طوال اليوم، وقد تفاجأت الكوادر الطبية من أن هذه الأجهزة تمثل أحد الأسباب الرئيسية للتلوث الضوضائي الذي يتسبب زيادة مكوث المرضى في القسم، مما دفع منى الشقصية مسؤولة التمريض في العناية المركزة للأطفال وطوارئ الأطفال بالمستشفى إلى تبنى مشروع تقليل الضوضاء في قسم العناية المركزة للأطفال بالمستشفى السلطاني، وعلى مدار سنوات حقق هذا المشروع نجاحًا كبيرًا إذ تم تقليل التلوث الضوضائي من 90% إلى 45% وهي ضمن المعدلات التي أوصت بها منظمة الصحة العالمية، كما كان لهذا المشروع الأثر في أن ينعم المرضى بساعات الهدوء التي خصصها قسم العناية المركزة للأطفال على فترتين من الأحد حتى الخميس أسبوعيًا، مع تقليل الأصوات الصادرة من الأجهزة الطبية إلى مستويات أقل من المعتاد والحصر على أن ينال المرضى من الأطفال قسطًا وافرًا من النوم الطبيعي بعيدًا عن الضجيج، وقد تبنى المستشفى تطبيق هذا المشروع في العناية المركزة للكبار والعناية المركزة لأمراض القلب، ومن المؤمل أن يتم تطبيقه في بقية أقسام التنويم، مع دعوة بقية المؤسسات الصحية لتبنى ساعات الهدوء في أقسام العناية المركزة بسلطنة عمان، وقد زارت جريدة "عمان" قسم العناية المركزة للأطفال بالمستشفى السلطاني للاطلاع على هذه التجربة الفريدة من نوعها، ودورها في مساعدة المرضى وأسرهم في التقليل من الهذيان نتيجة التلوث الضوضائي، وأهمية ساعات الهدوء في العناية المركزة للمرضى والكوادر الطبية.
نسبة الضوضاء
وقالت منى بنت زاهر الشقصية، مسؤولة التمريض في العناية المركزة للاطفال وطوارئ الأطفال، صاحبة مشروع تقليل معدلات الضوضاء في قسم العناية المركزة للأطفال: تمثل الضوضاء في المؤسسات الصحية بشكل عام وأقسام العناية المركزة بشكل خاص تحديًا كبيرًا، وقد أخذنا على عاتقنا مشروع تقليل معدلات الضوضاء في قسم العناية المركزة للأطفال؛ إذ يوجد قرابة 15 جهازًا لكل طفل منوم في هذا القسم، وكلها تقريبًا تصدر تنبيهات على مدار الساعة، مع العلم أن منظمة الصحة العالمية أوصت بألا تتجاوز نسبة الضوضاء في أقسام العناية المركزة خلال فترتي الصباح والظهر نسبة 40% ونحو 30% خلال فترة الليل، ومنها استهل المستشفى السلطاني هذا المشروع من خلال قياس نسبة الضوضاء في قسم العناية المركزة للأطفال التي بلغت ما بين 85 ـ 90% وهذا الأمر يمثل تلوثًا ضوضائيًا، ولتقليل هذه النسبة عقدنا العزم على الوقوف مع الأطقم الطبية والفريق الطبي في قسم العناية المركزة للأطفال وأسر الأطفال المنومين على مواجهة التحديات، والعمل خطوة بخطوة لتقليل التلوث الضوضائي وإيجاد بيئة صحية للمنومين في هذا القسم من خلال استحداث أوقات الهدوء للأطفال لينعموا بالراحة أثناء النوم وتقليل دخول الكوادر الطبية والأطباء إلى غرف المنومين أثناء ساعات الهدوء مع مراقبة المريض عن بعد.
وقت الهدوء
وأشارت إلى أن المقصد من وقت الهدوء في قسم العناية المركزة للأطفال هو عدم إقلاق الطفل أثناء نومه كون ذلك يسبب للمريض الهذيان، وقد خصص وقت الهدوء من يوم الأحد حتى الخميس أسبوعيًا من الساعة الثالثة ظهرًا إلى الساعة الرابعة والنصف عصرًا، أما أثناء الليل فيكون وقت الهدوء من الساعة الثانية عشرة فجرًا حتى الخامسة والنصف صباحًا، لينعم المريض بنوم هانئ من خلال تخفيض التنبيهات في مختلف الأجهزة بنسبة أقل من المعتاد، بالإضافة إلى تخفيض أصوات الهواتف في هذا القسم لتقليل معدلات الإزعاج للطفل أثناء فترات الهدوء، وتتم مراقبة مستوى الضوضاء من خلال أخذ 3 قراءات الأولى قبل ساعة من فترة "وقت الهدوء" والثانية أثناء "وقت الهدوء"، والثالثة بعد ساعة من انتهاء فترة "وقت الهدوء".. مشيرة إلى أن نجاح تجربة "وقت الهدوء" تحقق من خلال اتخاذ العديد من الخطوات بينها عقد اجتماعات السلامة من قبل جميع الفرق الطبية، حيث تم تحديد المرضى الذين قد يتعرضون للإزعاج بسبب حالتهم الحرجة التي تتطلب التدخل أثناء فترة الهدوء، وتعديل توقيت الاستحمام للمريض من الساعة الرابعة فجرًا إلى التاسعة والنصف صباحًا، مما أتاح فرصة أكبر لمشاركة الأهل في الرعاية الصحية لأطفالهم، إضافة إلى إغلاق الأبواب المنزلقة خلال فترة الهدوء، وإيقاف عمليات التنظيف لتقليل الضوضاء، كما تم تعديل معايير الإنذارات الطبية، مع ضمان الاستجابة السريعة لهذه الإنذارات، وتقليل المحادثات في محطات التمريض والمناطق المحيطة، وتوجيه الفرق إلى خفض مستوى الصوت أثناء التواصل، وتم تخفيض مستوى الإضاءة داخل الوحدة الطبية لخلق بيئة مريحة وملائمة للنوم، ووضع لافتات توضيحية لفترة "وقت الهدوء" داخل الوحدة الطبية، وخارجها، وعند أسِرَّة المرضى لتذكير العاملين وأولياء الأمور بضرورة الالتزام بالتعليمات، مما شجع الأهالي على مغادرة الوحدة خلال فترة الهدوء لضمان عدم التسبب في أي إزعاج للمرضى، وضمن الخطوات ذاتها تم إيقاف أي إجراءات مخططة مثل: الأشعة، والفحوصات البدنية، وسحب العينات الدموية من قبل الفريق الطبي خلال فترة "وقت الهدوء"، إلا في حالات الطوارئ الطبية لضمان عدم انقطاع نوم المرضى.
وأكدت على أنه من خلال تعاون الطاقم الطبي استطعنا تقليل الثلوث الضوضائي في قسم العناية المركزة للأطفال خلال 5 سنوات من العمل المتواصل، إلا أن التحديات التي لا تزال ماثلة للعيان في عدم استجابة الأطقم الطبية للتنبيهات الصادرة من الأجهزة حول المريض، وبحسب الدراسات العالمية تصاب الأطقم الطبية نتيجة استمرار الاستماع إلى التنبيهات بعدم الاستجابة الفورية وذلك نتيجة التلوث الضوضاء الذي يؤدي إلى ارتفاع نسبة القلق ومعدلات الصداع لدى الأطقم الطبية، ونحن نعمل جنبًا إلى جنب مع الأطقم الطبية لتدريبهم على الاستجابة الفورية.
وأوضحت أن مشروع تقليل التلوث الضوضائي في قسم العناية المركزة للأطفال حقق نجاحًا هائلًا مما حدا بالمستشفى السلطاني إلى نقل هذه التجربة وتطبيقها في قسم العناية المركزة للكبار مما ساعد ذلك على تقليل نسبة الهذيان لدى المرضى من خلال تقليل الضوضاء في أوقات الهدوء، كما تبنت العناية المركزة لأمراض القلب هذا المشروع وقد لاقى ذلك ارتفاع نسبة الرضا من أسر المرضى، وقد تحسنت نسبة الرضا للمشروع من 50% إلى 92% وهذا مؤشر جيد ومبشر لخلق بيئة عمل مناسبة للمرضى والأطقم الطبية بالمستشفى السلطاني.
التلوث الضوضائي
وقال الدكتور سيف بن سليمان أولاد ثاني، استشاري عناية مركزة أطفال بالمستشفى السلطاني: إن الضوضاء تمثل مشكلة عالمية بمختلف أقسام العناية المركزة، إذ ناقشت الكثير من البحوث والدراسات أسباب التلوث الضوضاء في أقسام العناية المركزة وعواقبه ونتائجه، بالإضافة إلى العلاج، وآليات تجنبه والحلول اللازم لذلك، وكما هو معلوم أن بيئة العناية المركزة هي بيئة حرجة وتمتاز بالكثير من الحركة والنشاط بسبب وجود العديد من الأطفال المحتاجين إلى للعناية، ومن الطبيعي أن يلازم ذلك نشاط دائم من الأطقم الطبية للمرضى من ناحية العلاج والتدخلات الجراحية، كما أن المريض في العناية المركزة يحتاج إلى الكثير من الأجهزة، مثل: أجهزة التنفس الصناعي، وأجهزة قياس المؤشرات الحيوية، بالإضافة إلى أجهزة الغسيل الكلوي، وأجهزة قياس كهرباء القلب والدماغ وغيرها، وكل هذه الأجهزة تصدر أصواتا عبارة عن تنبيهات للأطقم الطبية، وللأسف رغم أهمية هذه الأصوات لمراقبة المريض لسرعة الاستجابة الطبية الفورية إلا أن هذه الأصوات مزعجة للمريض والأهل من حوله، ومزعجة للطاقم الطبي، ونحاول جاهدين تقليل نسبة هذه الأصوات في العناية، إذ أن وجود الضوضاء والأصوات العالية تؤثر على المريض سلبا وذلك لعدم قدرته على النوم بشكل طبيعي، وقد أثبتت بعض الدراسات العلمية أن ارتفاع نسبة الضوضاء في العناية المركزة تؤدي إلى خلل في الدماغ مما يؤدي إلى الهلوسة نتيجة تردد هذه الأصوات بشكل مستمر في دماغ المريض حتى وإن كان المريض تحت التخدير، كما أن الكثير من المرضى الذين يعانون من التلوث الصوتي يمكثون في العناية المركزة فترات أطول بسبب هذه المضاعفات، ويحتم علينا ذلك تقليل نسبة الضوضاء في العناية المركزة بعدة طرق منها خفض مستوى الصوت في الأجهزة التي تصدر تنبيهات، وتقليل نسبة الصوت أثناء مناقشة الأطقم الطبية لحالة المريض، بالإضافة إلى تخصيص أوقات الهدوء للمرضى في اليوم والليلة يتم خلالها تخفيض الأصوات في الأجهزة التي تصدر تنبيهات وكذلك تخفيض أصوات الأطقم الطبية خلال فترة الهدوء، مع العلم أن الأصوات في العناية المركزة تزيد أثناء التغييرات الدورية للأطقم الطبية، ونحاول جاهدين خلال هذه الفترة تقليل نسبة الصوت والتحدث حول حالات المرضى بعيدًا على المنومين في العناية.
تحفيز الطاقم الطبي
وأشار إلى وجود جهاز خاص في العناية المركزة وظيفته قياس نسبة الضوضاء، وكلما زادت نسبة الصوت في العناية المركزة يصدر هذا الجهاز تنبيهات، مما يحفز الطاقم الطبي على تقليل نسبة الضوضاء، ويتم تتبع البيانات التي يسجلها هذا الجهاز بشكل دوري، ونحاول جاهدين مع الأطقم الطبية تقليل نسبة الصوت في الأوقات الحرجة بعد تحليل البيانات بشكل أسبوعي.. مشيرًا إلى أن الضوضاء في العناية المركزة تضر المريض والأطقم الطبية، ومن النتائج التي حققها هذا المشروع أن أوقات الهدوء كان لها الأثر الملوس في تقليل عدد الزوار في العناية المركزة للأطفال والتي تقتصر على الأبوين، كما يتم تحديد الأشخاص المتواجدين حول المريض من أجل عدم تأثره بالأصوات العالية التي تؤثر عليه سلباً، ونوصي كافة أقسام العناية المركزة تطبيق هذه الإجراءات، والانتباه إلى زيادة الضوضاء في العناية المركزة، ونشر الوعي حول ذلك من خلال مراجعة البحوث والدراسات حول التلوث الضوضائي المنشورة عالميًا بمعرفة أسبابها وكيفية تقليلها وتجنبها، وكل ذلك يفيد المريض ويقلل من مكوثه في العناية المركزة.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: بالمستشفى السلطانی المستشفى السلطانی الأطقم الطبیة بالإضافة إلى الطاقم الطبی تصدر تنبیهات هذا المشروع هذه الأصوات فترة الهدوء مشروع تقلیل تقلیل نسبة خلال فترة من خلال
إقرأ أيضاً:
رئيس جامعة المنيا: نسعى لتطبيق معايير الجودة العالمية
استقبل الدكتور عصام فرحات رئيس جامعة المنيا وفد لجنة المراجعة بالهيئة القومية لضمان جودة التعليم والاعتماد برئاسة الدكتورة مها عادل، وعضوية الدكتورة رشا عناني، والدكتورة إيمان بدوي، والدكتورة نجلاء عبد الموجود والدكتورة هيام طنطاوي، خلال زيارتهم الميدانية لمتابعة استيفاء معايير الجودة لتجديد اعتماد كلية التمريض، التي تستمر حتى 19 نوفمبر الجاري.
تطبيق ثقافة الجودة وتعميم فكرها بالجامعةرحب رئيس الجامعة خلال اللقاء الذي شهده الدكتور أحمد شوقي زهران، مدير مركز ضمان الجودة والاعتماد بالجامعة، وعمداء الكليات المتقدمة للاعتماد وببرامجها بوفد الهيئة.
وأكد الدكتور فرحات حرص الجامعة على اعتماد كُلياتها وبرامجها من خلال تطبيق ثقافة الجودة وتعميم فكرها بين جميع مُنتسبيها، والتركيز على الممارسات الفعلية لها للوصول لمعايير الجودة العالمية، وضمان استمرار مخرجات تتصف بجودة ومهارات عالية لخدمة سوق العمل والمجتمع، وبما يتوافق مع رؤية مصر 2030 في تطبيق معايير جودة التعليم العالي.
دفع جميع الكليات للتقدم للاعتمادوأشار «فرحات» إلى أن الدولة تعتمد على خطط واضحة نحو التطوير المستمر، يستهدف البنية التحتية والعنصر البشري لتحقيق رؤيتها نحو التحول لجامعات الجيل الرابع، لافت إلى تسخير إمكانيات لوجستية وفنية ومادية لدفع جميع الكليات للتقدم للاعتماد، مُشيدا بدور كلية التمريض ومنسوبيها.
وأضاف أن كلية التمريض من الكليات المتميزة التي لها شراكة مجتمعية كبيرة ومستدامة لخدمة أبناء الإقليم لامتلاكها المقومات التنموية التي تسمح بالقيام بوظيفتها علي اكمل وجه.