صرخات تحت الأنقاض.. مشاهد أطفال بيت لاهيا تفطر القلوب (فيديو)
تاريخ النشر: 20th, October 2024 GMT
في مشاهد تهز القلوب وتُدمع العيون، تتصدر أرواح الأطفال والنساء الواجهة في معاناة مستمرةٍ وسط قصفٍ لا يرحم على قطاع غزة، وفي بيت لاهيا شمالي القطاع، رسمت الدموع وصرخات الآلام مشاهد ليلة دامية، امتزج الرماد فيها بملابس الصغار، ففي غزة تنبض كل لحظةٍ بألم الناجين وأوجاع المفجوعين، ليكون الأطفال أبطال مشهدٍ مأساوي استحال على القلوب تحمّله، ووسط الصور المؤلمة، يبرز مشهد إنقاذ رضيع من تحت الأنقاض كرمزٍ لمعاناة شعبٍ يبحث عن الحياة بين الركام.
في لقطات مروعة أبكت القلوب وهزت المشاعر، وظهر رجال الدفاعي المدني الفلسطيني في أثناء إنقاذ العديد من الأطفال من تحت الأنقاض في بيت لاهيا، إذ ظهر الصغار وعلى وجوههم علامات الذعر من صعوبة المشهد، بينما يغطي الرماد ملابسهم وأجسادهم الصغيرة، وفق وكالة «وفا» الفلسطينية.
فيما أظهر مشهد مأساوي آخر لحظة إنقاذ رضيع من تحت المربع السكني في بيت لاهيا، وهو يصرخ من الألم جراء الإصابات التي تعرض لها، ويوضع رضيع لا حول له ولا قوة على أنابيب التنفس لإسعافه، وسرعان ما يتفاعل الآلاف من نشطاء منصّات التواصل الاجتماعي مع الرضيع، وجميع ضحايا القصف من الصغار.
#شاهد رضيع أنقذته طواقم الدفاع المدني من تحت أنقاض المربع السكني في بيت لاهيا الذي دمره الاحتلال فوق ساكنيه. pic.twitter.com/5rbMHHSyPM
— ياسر سالم العبدالإله (@bo_3mmar) October 20, 2024ولاقت مشاهد إنقاذ الأطفال والرضع في بيت لاهيا تفاعل الآلاف حول العالم، منددين بجميع اللغات بأفعال جيش الاحتلال الإسرائيلي المستمرة على قطاع غزة منذ أكتوبر الماضي.
مجزرة بيت لاهياعشرات الشهداء لاقوا حتفهم في مجزرة بيت لاهيا التي شنتها قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي في شمال غزة، ما أسفر عن وقوع 80 شهيدا إلى جانب عشرات المفقودين والجرحى حيث أطلقت مدفعية الاحتلال قذائفها على معظم مناطق بيت لاهيا، فيما شنت القوات مجموعة من الغارات على حي الصبرة في مدينة غزة.
وخلال عمليات قصف منطقة مشروع بيت لاهيا دُمرت العديد من المنازل بالمربع السكني، التي تعود لعدة عائلات كبيرة بالمكان.
وأشارت التقارير إلى أن قوات الاحتلال ارتكبت 7 مجازر بحق العائلات في قطاع غزة منذ بدء العدوان عليها، وصل منها إلى المستشفيات 84 شهيدا، و158 إصابة خلال الساعات الـ24 الماضية، مبينة أن مجزرة مشروع بيت لاهيا الليلة الماضية راح ضحيتها 87 شهيدًا ومفقودًا تحت الأنقاض وأكثر من 40 إصابة بينها حالات حرجة جدا.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: مجزرة بيت لاهيا بيت لاهيا قوات الاحتلال فی بیت لاهیا تحت الأنقاض من تحت
إقرأ أيضاً:
كيف تستخدم إسرائيل الأطفال كأداة استعمارية؟
في السابع من فبراير/ شباط، توفي صدام رجب، الطفل الفلسطيني البالغ من العمر عشرة أعوام، في أحد مستشفيات الضفة الغربية المحتلة، متأثرًا بجراحه بعد أن أطلق عليه جندي إسرائيلي النار قبل أيام. كان صدام واقفًا في الشارع أمام منزله عندما اجتاحت قوات الاحتلال قريته قرب طولكرم وبدأت بإطلاق النار.
أظهرت كاميرات المراقبة لحظة إصابته، حيث سقط أرضًا ممسكًا ببطنه، متكورًا في وضعية الجنين من شدة الألم. لم يتمكن المستشفى الأول الذي نُقل إليه من علاجه، فتم تحويله إلى مستشفى آخر في نابلس. وفي الطريق، احتُجزت سيارة الإسعاف لساعات عند حاجز عسكري، حيث سخر جندي إسرائيلي من والد صدام، قائلًا: "أنا من أطلق النار على ابنك، وإن شاء الله سيموت".
صدام هو واحد من 13 طفلًا فلسطينيًا قتلتهم قوات الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية المحتلة منذ بداية العام. ومنذ يناير/ كانون الثاني 2023، تجاوز عدد الأطفال الفلسطينيين الذين استُشهدوا على أيدي الجنود والمستوطنين الإسرائيليين 220 طفلًا.
لكن قصة صدام – كحال غيره من الأطفال الفلسطينيين الذين يُقتلون – لم تتصدر عناوين الأخبار العالمية. لم يكن هناك أي رد فعل من المجتمع الدولي على مقتله، لأن الأطفال الفلسطينيين يُجرَّدون باستمرار من إنسانيتهم.
إعلانهذا واضح حتى في الحالات النادرة التي تحظى باهتمام إعلامي، مثل قصة الطفلة هند رجب، التي قتلتها قوات الاحتلال الإسرائيلي في غزة يوم 29 يناير/ كانون الثاني 2024، أي قبل نحو عام من إطلاق النار على صدام.
كانت هند، البالغة من العمر ستّ سنوات، تحاول مع عمتها وعمها وأبناء عمومتها الفرار من غزة على متن سيارة، عندما حاصرتهم القوات الإسرائيلية وأطلقت النار عليهم. قُتل جميع أفراد العائلة في الحال، لكن هند نجت في البداية، وتمكنت من الاتصال بجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني طالبةً المساعدة، بينما كانت الدبابات الإسرائيلية تقترب منها.
أحدثت تسجيلات مكالماتها مع الهلال الأحمر صدمةً في العالم، لكن سيارة الإسعاف التي أُرسلت لإنقاذها لم تعد أبدًا. وبعد نحو أسبوعين، عُثر على جثث هند وأفراد عائلتها، إلى جانب جثتي المسعفين يوسف زينو، وأحمد المدهون، حيث أظهرت التحقيقات أن الجيش الإسرائيلي استهدف سيارة الإسعاف والمركبة التي كانت هند بداخلها، رغم معرفته بإحداثياتهما. ورغم أن جريمة قتل هند لاقت اهتمامًا عالميًا – وهو أمر نادر وسط أكثر من 17.000 طفل فلسطيني قتلوا في غزة – لم تسلم حتى هي من محاولات نزع صفة الطفولة عنها.
فعلى سبيل المثال، عندما أوردت شبكة CNN خبر إطلاق اسم "هند" على أحد مباني جامعة كولومبيا من قِبل طلاب متضامنين، وصفتها بأنها "امرأة قُتلت في غزة" بدلًا من الإشارة إليها كطفلة.
ومثال آخر أكثر فجاجة جاء في تقرير لشبكة Sky News في يناير/ كانون الثاني 2024، حيث قال المذيع: "عن طريق الخطأ، وجدت رصاصة طائشة طريقها إلى الحافلة أمامنا، مما أدى إلى مقتل شابة تبلغ من العمر ثلاث أو أربع سنوات".
تلك "الشابة" لم تكن سوى الطفلة الفلسطينية "رُقيّة أحمد عودة جحايلين"، التي قُتلت برصاصة في ظهرها، بينما كانت تجلس في سيارة أجرة مع عائلتها في الضفة الغربية.
إعلان "تجريد الأطفال من طفولتهم" كأداة استعماريةتلك الأمثلة توضح ما أسمته الباحثة الفلسطينية نادرة شلهوب-كيفوركيان بـ "تجريد الأطفال من طفولتهم" (Unchilding)، وهو مفهوم يكشف كيف يُستخدم نزع الطفولة كأداة استعمارية لنزع إنسانية الأطفال الفلسطينيين، لتبرير العنف الوحشي ضدهم.
في فلسطين المحتلة، يُحرَم الأطفال الفلسطينيون من صفة الطفولة، لأن الاعتراف بهم كأطفال يعني الاعتراف بمظلومية الاحتلال. لذلك، صُوِّروا لعقود في الرواية الإسرائيلية والغربية إما على أنهم أقل شأنًا من غيرهم من الأطفال، أو على أنهم ليسوا أطفالًا من الأساس، بل مجرد "إرهابيين محتملين".
وبهذا الشكل، يُعتبرون خطرًا فطريًا يُبرر قمعهم وقتلهم، ويُحرمون من أي حماية تمنحها صفة "الطفل" عادةً، مثل البراءة والضعف الذي يقتضي التعاطف.
لكن التجريد من الطفولة لا يقتصر على القتل والتشويه، بل يمتد ليشمل الاعتقال والتعذيب داخل السجون الإسرائيلية. في العام الماضي، أصبح أيهم السلايمة، الطفل الفلسطيني البالغ من العمر 14 عامًا من بلدة سلوان في القدس المحتلة، أصغر فلسطيني يقضي حكمًا في سجون الاحتلال.
اعتُقل أيهم قبل عامين، عندما كان في الثانية عشرة من عمره، بتهمة رشق الحجارة على المستوطنين الإسرائيليين. بعد اعتقاله، خضع لتحقيق قاسٍ، ثم وُضع تحت الإقامة الجبرية لعامين قبل أن يُدان بموجب قانون إسرائيلي جديد يجيز سجن الأطفال الفلسطينيين بتهمة الإرهاب. إسرائيل هي الدولة الوحيدة في العالم التي تحاكم الأطفال بشكل ممنهج، وتزج بهم في سجونها.
وفي إعلامها، يُصوَّر الأطفال الفلسطينيون مثل أيهم على أنهم "تهديدات أمنية محتملة"، و"قنابل موقوتة"، و"دروع بشرية"، في محاولة لتبرير تعذيبهم وسجنهم.
في ظل الإبادة المستمرة ستزداد المآسي
بينما تمتد الإبادة الجماعية عبر فلسطين، تستمر المجازر بحق الأطفال والبالغين الفلسطينيين، والعالم يراقب بصمت.
إعلانلن تغطي وسائل الإعلام الغربية مقتلهم، لن تُعرض صور طفولتهم، ولن تُجرَى مقابلات مع عائلاتهم، ولن تصدر إدانات من القادة العالميين.
لقد تم تجريد أطفال فلسطين من طفولتهم، ومن إنسانيتهم معها.
الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.
aj-logoaj-logoaj-logo إعلان من نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناابق على اتصالالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+تابع الجزيرة نت على:
facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outline