رئيس فرقة التخت العربي لـ"الوفد": مهرجان الموسيقى العربية يستهدف الحفاظ على التراث
تاريخ النشر: 20th, October 2024 GMT
اختتمت فرقة التخت العربي للموسيقى والغناء بقيادة الدكتور ياسر معوض فعاليات الدورة ال32 لمهرجان الموسيقى العربية، بدار اوبرا دمنهور.
فرقة التخت العربي تضم 25 عازف و12 مطرب، واهتمت منذ تأسيسها بتقديم الأعمال التراثية الموسيقية والغنائية، كما قدمت خلال الفترة الماضية عدد من الحفلات الغنائية الناجحة فى مختلف دول العالم العربية والأجنبية منها ليبيا، الأردن، تونس، العراق، الكويت، قطر، البحرين، الإمارات، سلطنة عمان والسعودية وشاركت فى مهرجانات دولية متخصصة، كما نالت عدة جوائز دولية منها جائزة الإبداع من مهرجان الموسيقى والغناء فى إسطنبول.
أبدعت الفرقة على خشبة مسرح دمنهور، وقدمت عدد كبير من الاغنيات جذبت بها الجمهور، ليستعيدوا اجمل اغنيات زمن الفن الجميل.
وصف قائد الفرقة د. ياسر معوض مهرجان الموسيقى العربية هذا العام ب " كله جديد فى جديد"، مشيرا الى انه من جدول المهرجان يلحظ تجديد فى كل التفاصيل، مشيرا الى ان فريق المهرجان يملكون رؤية تطويرية بأفكار مختلفة ومتنوعة، لاسعاد الجمهور العربى والمصرى.
وأضاف معوض، هناك تنوع واضح فى الفرق المشاركة هذا العام ، بينها فرق الانشاد الدينى ، والحضرة، وفرقة التراث وغيرها من الفرق المختلفة ، والتى لم تكن متواجده بهذا الكم سابقا، بالاضافه الى انهم ادخلوا بعض المطربين الذين لم يشاركوا ضمن فعاليات المهرجان من قبل مثل تامر عاشور واحمد سعد وهذا يؤكد أن ادارة المهرجان تسعى لاستقطاب جمهور مختلف ، وهذا فى حد ذاته نجاح للمهرجان ونجاح للنجوم المشاركين ان يكونوا على قدر مهم مثل مهرجان الموسيقى العربية .
وعن برنامج الحفل اليوم قال معوض، فرقة التخت العربى تجعل الجمهور جزء من الاغنية، وهذا أمرنطبقه فى كل حفلاتنا، بحيث يكون الجمهورهو المطرب ونحن نصاحبه بشكل او بأخر، حتى لو كانت هناك اغنية جماعية ، نجعل الجمهور يغنى والفرقة ترد عليه ككورال ، وهو طريقة تثير التفاعل دائما مع الجمهور، وتجعل الحفل اكثر تميزا.
واشار الى انه منذ فترة طويلة لم نشارك فى المهرجان بسبب ظروف سفرالفرقة، لكن هذا العام كان لدينا اصرار على التواجد ، خاصة مع حالة التنوع التى تشهدها حفلات ومسارح المهرجان.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: مهرجان الموسيقى العربية فرقة التخت العربي 12 مطرب اوبرا ختام دمنهور مهرجان الموسیقى العربیة
إقرأ أيضاً:
رسائل الإخوانيات: أدب المودة والصداقة في التراث العربي
مقدمة
هذه خاطرة راقت لي واحببت أن أتأملها علني امسك خيطها الاول.. ومادفعني لذلك هو سؤال، كيف كان الأصدقاء والأدباء يتواصلون قبل ظهور الهواتف ووسائل الاتصال الحديثة؟ وكيف عبّروا عن مشاعرهم، وناقشوا أفكارهم، ووطّدوا علاقاتهم؟ الإجابة تكمن في “رسائل الإخوانيات”، ذلك النوع الأدبي الذي لم يكن مجرد وسيلة للتواصل، بل وثيقة أدبية تحفظ لنا روح العصور التي كُتبت فيها.
رسائل الإخوانيات هي أحد ألوان النثر العربي الذي ازدهر عبر القرون، حيث كتبها الأدباء والعلماء والأصدقاء ليعبروا عن مشاعر الود والتقدير، ويشاركوا أفكارهم وتجاربهم. كانت هذه الرسائل تحمل طابعًا شخصيًا، لكنها في الوقت ذاته زاخرة بالجمال الأدبي، ما يجعلها كنزًا تراثيًا يعكس الحياة الاجتماعية والثقافية للعصور المختلفة.
لمحة تاريخية: ازدهار الرسائل الإخوانية:
ظهرت رسائل الإخوانيات منذ العصور الإسلامية المبكرة، لكنها بلغت ذروتها في العصر العباسي، حيث كانت الكتابة الأدبية والمراسلات جزءًا لا يتجزأ من الحياة الثقافية. فقد برع الأدباء والفقهاء في صياغة الرسائل بأسلوب يجمع بين البلاغة والتودد والمجاملة الرقيقة، وأحيانًا الفكاهة والنقد اللاذع.
ومن أشهر من كتب في هذا الفن:
1. أبو حيان التوحيدي (ت. 1023م) – اشتهر بأسلوبه العميق الذي يعكس العلاقات الفكرية والإنسانية في عصره.
2. بديع الزمان الهمذاني (ت. 1008م) – كتب رسائل إخوانية بأسلوبه المميز، كما برع في المقامات.
3. أبو بكر الخوارزمي (ت. 993م) – تميزت رسائله بالبلاغة والذكاء الأدبي.
4. الصاحب بن عباد (ت. 995م) – كتب العديد من الرسائل التي تكشف عن روح عصره وأدبه.
5. الجاحظ (ت. 868م) – لم تخلُ رسائله من السخرية الذكية والفكاهة الراقية.
6. الصابي (ت. 994م) – كان من كبار كتاب الرسائل الإخوانية والمراسلات الرسمية
خصائص رسائل الإخوانيات
• اللغة الأدبية الراقية: كتبت بأسلوب بليغ يعكس فصاحة الكاتب وثقافته.
• التعبير عن المشاعر الصادقة: حملت مشاعر الود، الحنين، الشكر، أو حتى العتاب برقة.
• التطرق إلى موضوعات فكرية وأدبية: ناقشت أحيانًا قضايا فلسفية وعلمية، ما يجعلها مصدرًا معرفيًا مهمًا.
• الجمع بين الطابع الشخصي والأسلوب الرسمي: رغم كونها شخصية، إلا أن العديد منها صيغ بلمسة أدبية راقية.
• استخدام السجع والمحسنات البديعية: زينت الرسائل بأسلوب فني جعلها أقرب إلى القطع الأدبية.
رسائل الإخوانيات في السودان:
لم يكن السودان بمعزل عن هذا التقليد الأدبي، فقد اشتهر عدد من علمائه وأدبائه بتبادل الرسائل التي تعكس روح المجتمع السوداني وأخلاقياته. فمن رسائل الفقهاء التي ناقشت قضايا الدين والعلم، إلى رسائل الأدباء التي تفيض بالمشاعر الراقية، نجد أن فن الإخوانيات قد ترك أثره في التراث السوداني. وقد استمتعت برسائل محمد المهدي المجذوب مع صديقه الديبلوماسي وشيخ العرب علي أبوسن بما فيها من طرائف وملح اشتهر بها..وفي الأجزاء القادمة من هذه السلسلة، سنستعرض نماذج بارزة من رسائل الإخوانيات في السودان، ونتأمل كيف عكست هذه المراسلات طبيعة العلاقات الاجتماعية والفكرية في البلاد.
ختامًا
على الرغم من تغير وسائل الاتصال، فإن روح الإخوانيات لا تزال موجودة في بعض المراسلات الأدبية الحديثة. فهل يمكننا استلهام هذا الفن اليوم لإحياء أسلوب الكتابة الراقية في.. هذا ماعنى لنا ان نكتبه عن الرسائل الإخوانية ولنعتبره مجرد مقدمة وقد نواصل البحث فيه ان كان هناك ما ينفع..
عثمان يوسف خليل
المملكة المتحدة
osmanyousif1@icloud.com