الجيش الإسرائيلي في أزمة جديدة: التجنيد أم استكمال التعليم؟
تاريخ النشر: 20th, October 2024 GMT
كشفت صحيفة معاريف الإسرائيلية عن أزمة جديدة يواجهها الجيش، وتتعلق بتجنيد الشباب الذين يجدون أنفسهم في معركة بين استكمال دراستهم الجامعية وأداء الخدمة العسكرية في ظل الأوضاع الأمنية الراهنة.
وجاء ذلك في تقرير نشره المراسل العسكري للصحيفة آفي أشكنازي، سلط فيه الضوء على هذه المشكلة المتفاقمة، حيث تأثر الآلاف من جنود الاحتياط الذين هم على وشك بدء عامهم الدراسي الجديد مع استمرار خوض الجيش حربا برية على جبهتي غزة ولبنان.
ووفقا لتقرير أشكنازي، فإن "دراسة الاقتصاد" باتت تمثل معضلة حقيقية للجيش الإسرائيلي، حيث إنه لم يعد يواجه مشكلة نقص الذخائر والأسلحة فقط، بل بات يواجه مشكلة أخرى لا تقل عنها خطورة هي استمرار تجنيد الاحتياط من الطلاب الجامعيين للعام الدراسي الثاني على التوالي.
ويوضح ذلك بالقول إن بعض الجنود قد خدموا لمدة تصل إلى 250 يوما في الاحتياط، وهو ما دفعهم لتأجيل عامهم الدراسي الماضي، والآن يواجهون خطر تأجيل عام دراسي آخر.
ويضيف أنه في غضون أيام قليلة -نهاية الشهر- من المفترض أن يبدأ العام الدراسي في جميع مؤسسات التعليم العالي، في الوقت الذي يقاتل فيه الجيش الإسرائيلي على عدة جبهات دفاعيا وهجوميا.
حيث يتم توظيف عشرات الآلاف من جنود الاحتياط الذين يقاتلون في 3 فرق على جبهة غزة، كما يدير الجيش الإسرائيلي 4 فرق بجبهة الشمال مع لبنان بما في ذلك عشرات الآلاف من جنود الاحتياط، بينما تعمل الفرقة الثامنة في الضفة الغربية.
وبينما يؤكد التقرير أن الجيش الإسرائيلي يعتمد بشكل كبير على جنود الاحتياط في معظم عملياته، فإنه يقول إن العديد منهم أبلغوا قادتهم بأنهم غير مستعدين للتضحية بمستقبلهم الأكاديمي، وينقل عن أحدهم أنه قال في محادثة مع قادته "إذا خسرنا عاما دراسيا آخر، فإن كل الجهود التي بذلناها خلال السنوات الماضية ستذهب سدى، ولن نتمكن من الاستمرار في مسيرتنا التعليمية إذا استمر هذا الوضع".
أزمة مع المالية والتعليمكما يسلط تقرير الصحيفة الإسرائيلية الضوء على جانب آخر من الأزمة، وهو وجود عدم ثقة بين الجنود الطلاب والحكومة، حيث لم تفِ وزارة المالية بوعدها بتحويل المنح الدراسية للطلاب المتضررين، مما زاد من حدة التوتر.
وينقل الكاتب عن أحد القادة وصفه الوضع بأنه أزمة حقيقية داخل الجيش، حيث أصبح من الصعب إقناع الجنود بالتخلي عن عام دراسي آخر. ويضيف "سنواجه تحديات كبيرة في ملء الرتب خلال الأسابيع القادمة إذا لم تتخذ إجراءات سريعة".
من جهة أخرى، يعرب الجيش الإسرائيلي عن خيبة أمله من تعامل وزارة التربية والتعليم ومجلس التعليم العالي مع الوضع، حيث كان يأمل تأجيل بدء العام الدراسي للطلاب الذين يشاركون بالعمليات القتالية على الأقل حتى انتهاء المناورات الكبرى، وذلك رغم أن هؤلاء يقاتلون على الجبهات.
ويشير الكاتب إلى أن الجيش الإسرائيلي بات يشعر بثقل هذه الأزمة بعد مواجهته لتحديات اقتصادية تتعلق بتسليح قواته وتمويل العمليات العسكرية.
في الختام، يشير التقرير إلى أن هذه الأزمة قد تستمر فترة طويلة، مما قد يؤثر بشكل كبير على قدرات الجيش الإسرائيلي في إدارة العمليات العسكرية بشكل فعال إذا لم يتم إيجاد حلول سريعة لهذه المشكلة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات الجیش الإسرائیلی جنود الاحتیاط
إقرأ أيضاً:
أزمة بين السودان وتشاد بعد تلويح مساعد قائد الجيش السوداني بضرب انجمينا
تطورت الأزمة بين السودان وتشاد، بشكل لافت منذ أمس، بعد تصريحات لمساعد القائد العام للقوات المسلحة السودانية الفريق أول ركن ياسر العطا، هدد فيها بضرب مطار العاصمة التشادية انجمينا.
وعلى مدى الأشهر الأخيرة، عرفت علاقات البلدين توترا بسبب اتهام الجيش السوداني للسلطات التشادية بدعم مليشيا الدعم السريع المتمردة، بما في ذلك نقل أسلحة وذخائر، فيما تنفي تشاد تلك الاتهامات، وتؤكد عدم تورطها في تأجيج الصراع السوداني.
لكن تصريحات مساعد القائد العام للقوات المسلحة السودانية الفريق أول ركن ياسر العطا، أمس أدخلت البلدين في أزمة يتوقع مراقبون أن تكون لها تداعيات على الإقليم خلال الفترة القادمة.
"أهداف مشروعة"
فقد قال ياسر العطا في تصريحات متلفزة إن السودان "سيقتص من الرئيس التشادي محمد إدريس ديبي" وحذّره من أن مطاري انجامينا وأم جرس هما "أهداف مشروعة للقوات المسلحة السودانية".
وشدد أن حديثه "ليس لجلب العواطف في لحظات عزاء شهداء القوات المسلحة، بل نعلم ما نقوله، وحديثنا ليس مزحة إطلاقًا ولا حديثًا يُطلق على الهواء".
وتابع: "سنلاحق كل من قاتل ضد أمتنا من غرب أفريقيا، ودولة جنوب السودان، وكذلك الداعم الرئيسي لهذه الحرب، وهي دولة الإمارات".
"إعلان حرب"
ولم يتأخر رد تشاد، على تصريحات المسؤول العسكري السوداني، حيث وصفت وزارة الخارجية التشادية، هذه التصريحات بأنها بمثابة إعلان حرب".
وقالت الخارجية التشادية في بيان إنها تدين التصريحات التي وصفتها بأنها "غير مسؤولة وتُعتبر بمثابة إعلان حرب إذا ما أعقبها أي تحرك عدائي".
وحذرت الوزارة من أن مثل هذه التصريحات قد تؤدي إلى تصعيد خطير في المنطقة، مؤكدة أنها تحتفظ بحقها المشروع في الدفاع عن سيادتها، وأنها سترد بحزم على أي محاولة اعتداء، وفقًا لمبادئ القانون الدولي".
وشددت الخارجية التشادية على "التزام تشاد بالحياد في النزاع الداخلي السوداني" معتبرة أنها "تسعى جاهدة، من خلال مبادراتها الدبلوماسية، للمساهمة في إنهاء الأزمة التي يعاني منها الشعب السوداني منذ ما يقرب من عامين" مؤكدة أن النزاع في السودان هو شأن داخلي يخص الأطراف المتحاربة وحدها، وأن تشاد ليست طرفًا فيه.
ولفتت تشاد إلى أنها "تواصل استقبال مئات الآلاف من اللاجئين السودانيين الفارين من النزاع، في موقف يعكس قيمها الراسخة في التضامن والضيافة".
ودعت الوزارة القادة السودانيين، وعلى رأسهم الجنرال العطا "إلى التوقف عن إطلاق التهديدات غير المسؤولة، والتركيز بدلًا من ذلك على إنهاء النزاع عبر الحوار والتفاوض، باعتبارهما السبيل الوحيد لإحلال سلام دائم".
وخلص البيان للقول: "إن تشاد تجدد بكل وضوح وحزم، استعدادها للتعاون مع كافة الأطراف الراغبة في تحقيق السلام في السودان، وتؤكد أن أي مسار آخر سيكون غير مقبول".
شكوى إلى لجنة أفريقية وتهم للإمارات
وكان السودان قد تقدّم مؤخرا بشكوى إلى اللجنة الأفريقية لحقوق الإنسان مدعومة بأدلة وثائقية ومقاطع مصورة، تتهم تشاد بدعم مليشيا الدعم السريع المتمردة، بما في ذلك نقل أسلحة وذخائر، فيما نفت تشاد تلك الاتهامات، مؤكدة عدم تورطها في تأجيج الصراع السوداني.
كما تقدم السودان بشكوى ضد دولة الإمارات العربية المتحدة أمام محكمة العدل الدولية على خلفية "التواطؤ في إبادة جماعية" بسبب دعمها المفترض لقوات الدعم السريع السودانية.
وقالت محكمة العدل الدولية في بيان إن الخرطوم تعتبر أن الإمارات العربية المتحدة "متواطئة في إبادة جماعية ضد المساليت (قبيلة في السودان) من خلال توجيهها وتوفير الدعم المالي والسياسي والعسكري المكثف لمليشيات الدعم السريع المتمردة".
وذكرت المحكمة في بيانها أن طلب السودان يتعلق "بأفعال ارتكبتها" قوات الدعم السريع والمليشيات المتحالفة معها، تشمل "على سبيل المثال لا الحصر، الإبادة الجماعية والقتل وسرقة الممتلكات والاغتصاب والتهجير القسري والتعدي على ممتلكات الغير وتخريب الممتلكات العامة وانتهاك حقوق الإنسان".
وقد نددت الإمارات بشكوى السودان أمام محكمة العدل الدولية، معتبرة أنها "حيلة دعائية خبيثة"، ومؤكدة أنها ستسعى إلى إبطالها.
وتتحدث تقارير إعلامية من حين لآخر أن طائرات الدعم السريع تُقلع من قواعد في دارفور وتشاد، حيث تُشغّلها الإمارات، التي يتهمها الجيش السوداني بأنها الراعي الأجنبي الرئيسي لقوات الدعم السريع.
علاقات معقدة
ترتبط السودان وتشاد بحدود تمتد لنحو 1403 كيلومترات، وهي الأطول بعد حدود السودان مع جنوب السودان، فيما يجمع البلدان تداخل اجتماعي معقّد يبرز في وجود 13 قبيلة مشتركة على جانبي الحدود.
وخلال السنوات الأخيرة ظلت العلاقة بين الخرطوم وانجمينا مثقلة بالخلافات الناتجة عن الأنظمة السياسية المتعاقبة، فمنذ اندلاع أزمة دارفور سنة 2003 طبع الاتهام المتبادل العلاقة بين الخرطوم وانجمينا.
ومرت علاقات البلدين بالعديد من المحطات البارزة، ففي العام 1987 اتهم الرئيس التشادي الأسبق حسين حبري الخرطوم بإيواء مسلحين معارضين لبلده، وفي العام 1989 لجأ الرئيس التشادي السابق إدريس ديبي إلى السودان بعد فشله في انقلاب عسكري ضد نظام انجمينا، قبل أن يتمكن من الإطاحة الرئيس حسين حبري وتولي السلطة في 1990.
وفي عام 2003 لجأ قرابة ربع مليون من سكان دارفور إلى تشاد، وفي 2004 اتهمت تشاد الجيش السوداني بالهجوم على بلدة تينه الحدودية، وفي 2007 دارت مواجهات بين جيشي البلدين داخل الحدود السودانية، وأكدت تشاد حينها أن جيشها كان يطارد متمردين تشاديين.
وفي 2008 وقع البلدان في دكار وبوساطة من السنغال، على اتفاق مصالحة ينص على ضبط حدود البلدين وعدم دعم حركات التمرد في كليهما.
وازدادت الأزمة بين البلدين تعقيدا منذ بدء المواجهة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، حيث أصبحت حدودهما مسرحا للتوترات الأمنية.
ويخوض الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منذ نيسان/ أبريل 2023 حربا خلّفت أكثر من 20 ألف قتيل ونحو 15 مليون نازح ولاجئ، وفق الأمم المتحدة والسلطات المحلية