نعت "مؤسسة رواسي للثقافة والفنون والإعلام" في غزة الفنانة التشكيلية الشهيرة محاسن الخطيب التي استشهدت مساء أول أمس الجمعة، إثر غارة إسرائيلية استهدفت منزلها شمالي القطاع.

وذكرت في بيان عبر حسابها الرسمي بمنصة "إنستغرام" أن الفنانة الإنسانة تركت قبل رحيلها، وخلال حرب الإبادة على غزة، "أثرًا فنيا وطنيا خالدًا، كما قدمت أعمالا فنية رقمية تلامس واقعنا وجراحنا وحريتنا"، وفق البيان.

وأفادت المؤسسة الوطنية بأن الفنانة الفلسطينية صمدت في شمال القطاع ورفضت النزوح، كما شاركت بمحطات مهمّة من معارض المؤسسة الفنية وأنشطتها، معتبرة أنها برحيل محاسن الخطيب "فقدت شخصًا مبدعًا ومتألقًا في إيصال رسالة شعبه وقضيته عبر الأعمال الفنية".

وتغنت فيها بعد رحيلها بعبارات مؤثرة، قائلة "ستبقى ألوانكِ يا محاسن، ترسمُ لوحة الحرية".

وكانت الفنانة الشابة تعرّف نفسها عبر حساباتها، التي يتابعها أكثر من 100 ألف شخص بمواقع التواصل الاجتماعي، بأنها "صامدة بشمال غزة"، تعبيرًا عن رفضها النزوح من مخيم جباليا رغم العملية العسكرية الإسرائيلية المتواصلة منذ 14 يومًا.

الفنانة المبدعة والأخت العزيزة محاسن الخطيب ارتقت شهيدةً، هي وكل عائلتها، إثر قصف إسرائيلي استهدف منزلهم في مخيم جباليا شمال قطاع غزة. pic.twitter.com/rMBYkADJVh

— أنس الشريف Anas Al-Sharif (@AnasAlSharif0) October 19, 2024

وجسدت محاسن، التي تعمل بمجال "الموشن غرافيك" ورسم الشخصيات الكرتونية، في آخر أعمالها قبل رحيلها المجزرة التي اشتهرت عالميا "بمحرقة الخيام" وأسفرت عن استشهاد ما لا يقل عن 3 أشخاص، بينهم الشاب الفلسطيني شعبان الدلو، رغم الاشتباكات الضارية والقصف العنيف بالمخيم.

كما حاز آخر منشور للشهيدة عبر حسابها بموقع فيسبوك تداولا واسعا بعد أنباء رحيلها، وقالت فيه "أمي تقول لكم لا تفرحوا بموت السنوار، لأن معركة إسرائيل ليست معه بل مع شعب كامل وأصحاب أرض".

وكانت شقيقتها، أنوار الخطيب، قد أبلغت في منشور عبر حسابها بفيسبوك، أمس الجمعة، عن انقطاع الاتصال مع أهلها في شمال قطاع غزة تمامًا، وذكرت خلاله "تل الزعتر في رعايتك يا رب، ربنا يحمي أهلي، طمّن قلبي عليهم".

وسرعان ما تصدّر وسم #محاسن_الخطيب عبر منصة "إكس"، إذ شارك ناشطون ومدونون وعدد من الفنانين والكتاب في نعيها، وتداول كلماتها وأعمالها الفنية المؤثرة.

وغرد المصور الفلسطيني تامر حمام قائلا "الرسمة الأخيرة لمحاسن نشرتها قبل 20 ساعة وهي محاصرة مع عائلتها ومئات العائلات في جباليا ظلت تقاوم لآخر رمق بما تجيده"، مضيفًا "كانت رسامة مبدعة وعملية، أنجزنا معا عشرات الأعمال خلال عملي في الإنتاج المرئي".

وقال طالب الطب الفلسطيني عز الدين لولو -عبر حسابه بمنصة إكس- إن الفنانة قررت رسمه بريشتها وذلك قبل حصارها في جباليا، مؤكدًا أنها "ما كلّت وما ملّت في الرسم وإيصال صوتنا خلال الحرب رغم الظروف الصعبة، محاسن كانت صابرة ومحتسبة، محاسن ليست رقما".

..ّ????

اليوم أصبحت وودي أدعي على الصهاينه
دعوه ما تقالت ولا استوت، دعوة تفنيهم.
بس خلصنا كل الأدعيه، أيش بقى ما قلناه.

حتى الفنانين ما تركتوهم بحالهم
أيش سو لكم عشانهم رسموا معاناتهم معكم
الله يغفر لها ويرحمها ويسكنها الفردوس الأعلى
الفنانة التشكيلية #محاسن_الخطيب

آخر رسمه… pic.twitter.com/xNYwGRCnIG

— دلال الحربي ???????????? (@AlharbiDalal7) October 19, 2024

كما شارك المؤثر أحمد حجازي في نعيها في أعقاب استشهادها، وكتب عبر حسابه بإنستغرام "رزقك الله الجنة أنت وكل الشهداء، كم صبرت وكم عانيت وكم ظُلمتِ، إلى روح وريحان وجنة نعيم".

وغرد المدون محمد سعيد "الشهيدة محاسن الخطيب وثقت لنا لحظة وصول الدقيق لبيتهم بعد أشهر من الجوع وأكل ورق الأشجار، كما وثقت لنا وصول أول دجاجة لكامل أفراد عائلتها بعد أشهر طويلة من الانقطاع، صمدت في جباليا ولم تنزح واستشهدت بفعل قصف عنيف، اذكروها في دعائكم".

الرحمة والسلام لروح الفنانة محاسن الخطيب، لا حول ولا قوة إلا بالله

"بعض من اعمالها" https://t.co/L4rbbD1RZ2 pic.twitter.com/Vp0irMzwVK

— هنا (@hannahkhaled16) October 19, 2024

وقال المدون مصطفى محمود -عبر حسابه بفيسبوك- إنه كان محبًّا لرسم الفنانة محاسن، لأنها كانت تعمل على إيصال صوت الشعب الفلسطيني بطريقتها الخاصة، بينما طالب المدون محمد الجرفي بإيصال آخر رسمة لها إلى العالم وتداولها على نطاق واسع.

وخصصت الفنانة الشابة محاسن الخطيب حسابها عبر منصة "إنستغرام" منذ أشهر لتسليط الضوء على معاناة أهالي غزة والنازحين عبر رسومات وأعمال فنية، ورسم البهجة على وجوه الأطفال، كما حرصت على رسم أطباء وصحفيين ومصورين خلال الحرب.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات محاسن الخطیب

إقرأ أيضاً:

الاحتلال يجبر آلاف الفلسطينيين على النزوح القسري

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

يشهد قطاع غزة تصعيدًا عسكريًا غير مسبوق من قبل الاحتلال الإسرائيلي، حيث يتعرض المدنيون، بمن فيهم النساء والأطفال، لقصف مكثف يستهدف المناطق السكنية ومراكز النزوح. ووفقًا لمصادر طبية، فقد استُشهد خلال الساعات الماضية عدد كبير من المواطنين، بينهم أطفال ونساء، نتيجة استمرار الغارات الجوية والقصف المدفعي على مختلف المناطق في القطاع.
وفي حادثة مروعة، قصفت قوات الاحتلال خيمة تؤوي نازحين في منطقة قيزان رشوان جنوب خان يونس، مما أدى إلى سقوط عدد من الضحايا، معظمهم من الأطفال. كما استُهدف منزل في منطقة معن شرقي خان يونس، ما أسفر عن استشهاد عدد آخر من المدنيين، فيما امتدت الضربات الجوية إلى مناطق متفرقة من المدينة، مستهدفة خمسة مواقع بارزة، شملت خيامًا تأوي نازحين في محيط أبراج طيبة غرب خان يونس.
وفي وسط قطاع غزة، استهدفت غارات الاحتلال شقة سكنية في مخيم النصيرات، مما أدى إلى سقوط ضحايا من النساء والمواطنين العزل. كما طال القصف منطقة محيط مدخل مخيم المغازي، حيث تم استهداف بركس لصيانة السيارات، إضافة إلى خيمة نازحين قرب السوارحة، ما أدى إلى استشهاد أربعة مدنيين على الأقل.
أما في مدينة غزة، فقد استشهدت طفلة في حي الزيتون نتيجة قصف عنيف استهدف جنوب شرق المنطقة. كما قُتل أربعة مواطنين آخرين، بينهم نساء ومرضى، جراء استهداف منزلين متلاصقين لعائلتي أبو عكر والمنزل الصيفي في حي الشجاعية شرق المدينة. ولا تزال قوات الاحتلال مستمرة في عمليات القصف وإطلاق النار في مناطق شمال غرب بيت لاهيا.
إبادة جماعية وأزمة إنسانية متفاقمة
منذ السابع من أكتوبر 2023، يشن الاحتلال الإسرائيلي حربًا واسعة النطاق على قطاع غزة، وصفتها المنظمات الحقوقية الدولية بأنها إبادة جماعية. وأسفرت هذه العمليات عن استشهاد أكثر من 163 ألف فلسطيني وإصابة الآلاف، بينهم عدد كبير من الأطفال والنساء، إضافةً إلى أكثر من 14 ألف مفقود، وسط دمار واسع للبنية التحتية والمنازل.
لم يقتصر العدوان على قطاع غزة، بل امتد إلى الضفة الغربية، حيث تتزايد عمليات التهجير القسري للفلسطينيين، في أكبر موجة نزوح تشهدها المنطقة منذ عقود. وأكد مدير عمليات منظمة "أطباء بلا حدود"، بريس دو لا فين، أن سكان الضفة لا يستطيعون العودة إلى منازلهم، حيث يمنعهم جيش الاحتلال من الوصول إلى مخيماتهم المدمرة، مما جعلهم يعيشون في ظروف قاسية دون مأوى أو خدمات أساسية.
وأوضح تقرير صادر عن المنظمة أن مئات النازحين في شمال الضفة الغربية يعانون من نقص حاد في المأوى والرعاية الصحية، في ظل استمرار الاحتلال في فرض قيود على الوصول إلى الخدمات الطبية، وقمع العاملين في القطاع الصحي. كما أشار التقرير إلى أن سلطات الاحتلال تمارس سيطرة مشددة على الفلسطينيين في هذه المناطق، مما يفاقم الأزمة الإنسانية.
رصدت هيئة مقاومة الجدار والاستيطان خلال شهر فبراير الماضي 1475 اعتداءً نفذه جيش الاحتلال، إلى جانب 230 اعتداءً نفذها المستوطنون ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية. وتتمثل هذه الاعتداءات في الاقتحامات المستمرة، وعمليات الاعتقال الجماعي، إضافة إلى التوسع الاستيطاني، الذي يهدف إلى فرض وقائع جديدة على الأرض لصالح الاحتلال.
 

 

مقالات مشابهة

  • بتكليف من البابا.. رسامة 131 إبصالتس لكنيسة مارمرقس كليوباترا
  • «الفارس الشهم 3» تشارك عائلات فلسطينية في الإفطار
  • جيش الاحتلال الإسرائيلي يطالب سكان جباليا التوجه جنوبا قبل شن غارة على المنطقة
  • أطباء بلا حدود: عشرات الآلاف من النازحين شمال الضفة الغربية يعانون ظروفاً مأساوية
  • أصوات من غزة.. دوامة النزوح وصعوبة الحياة
  • الاحتلال يجبر آلاف الفلسطينيين على النزوح القسري
  • رسامة كهنة جدد ومكرسة جديدة بإيبارشية المنيا.. صور
  • مقال بواشنطن بوست: في جباليا يستيقظون على رائحة الدم والغبار
  • رسامة شمامسة جدد لكنيسة العذراء ورئيس الملائكة بالضبابشة
  • رسامة راهبان لدير الفاخوري بإسنا .. صور