ترامب يتوعد بترحيل ملايين المهاجرين مما يهدد الاقتصاد الأميركي
تاريخ النشر: 20th, October 2024 GMT
أثار تقرير حديث نشرته وكالة "بلومبيرغ"، مخاوف كبيرة حول العواقب الاقتصادية المحتملة لوعد دونالد ترامب بترحيل ملايين المهاجرين غير النظاميين من الولايات المتحدة، إذا فاز في الانتخابات الرئاسية المقبلة في نوفمبر/تشرين الثاني.
الوعد الذي أطلقه ترامب ليس بجديد على أجندته السياسية، لكنه يأتي هذه المرة في ظروف قد تحمل تداعيات خطيرة على الاقتصاد الأميركي الذي يعتمد بشكل متزايد على العمالة المهاجرة، خاصة بعد جائحة كورونا.
وتقول بلومبيرغ إن التحليلات الاقتصادية، وخاصة تلك المستندة إلى التاريخ، تسلط الضوء على التأثيرات السلبية لهذه السياسات. حيث أظهر تقرير "المكتب الوطني للبحوث الاقتصادية" كيف أثرت سياسات مماثلة في أواخر القرن الـ19 بشكل سلبي على الاقتصاد الأميركي.
ففي تلك الفترة، اتخذت الولايات المتحدة إجراءات صارمة لترحيل العمال الصينيين الذين ساهموا بشكل كبير في بناء السكك الحديدية العابرة للقارات، وذلك في إطار "قانون استبعاد الصينيين" الذي تم تمريره عام 1882.
هذا القرار أدى إلى تقليص عدد العمالة الصينية بنسبة 64%، مما أثر بشكل مباشر على الاقتصاد الغربي للبلاد، وفق بلومبيرغ.
وقد أظهر التحليل أن القطاعات التي كانت تعتمد بشكل أساسي على العمالة الصينية شهدت انخفاضا في الإنتاج الصناعي بنسبة 62%، وأن التأثير السلبي طال أيضا العمال البيض، حيث انخفضت نسبة العمال البيض الذين كانوا ينتقلون إلى الغرب للعمل بنحو 28%.
العمالة المهاجرة والاقتصاد الأميركيوفي الوقت الحاضر، يعتمد الاقتصاد الأميركي بشكل كبير على العمالة المهاجرة، وخاصة بعد جائحة كورونا التي شهدت ارتفاعا في أعداد المهاجرين غير النظاميين.
ووفقاً لتقرير سابق نشرته "بلومبيرغ"، أشار مكتب الميزانية في الكونغرس إلى أن هذا التدفق الهائل للمهاجرين سيسهم في تعزيز الاقتصاد الأميركي بنحو 7 تريليونات دولار خلال العقد المقبل.
كما تشير التقارير إلى أن زيادة العمالة المهاجرة كانت وراء النمو القوي الذي شهدته سوق العمل الأميركية مؤخرا.
ففي الوقت الذي شهد فيه العالم دورة من السياسات النقدية المشددة من قبل الاحتياطي الفدرالي (البنك المركزي الأميركي)، حافظت سوق العمل الأميركية على قوتها بشكل غير متوقع بفضل المهاجرين.
رغم أن الترحيل الجماعي الذي يعد به ترامب يحظى بشعبية، فإن التاريخ يحذر من عواقبه الاقتصادية الوخيمة (رويترز) عواقب غير مقصودةورغم أن الترحيل الجماعي الذي يعد به ترامب قد يحظى بشعبية بين بعض الناخبين، فإن التاريخ يحذر من عواقبه الاقتصادية الوخيمة. فالترحيل الجماعي سيؤدي إلى تقليص حجم القوى العاملة، وهو ما قد يؤثر سلبا على قطاعات صناعية وزراعية عديدة تعتمد بشكل كبير على العمالة المهاجرة.
وبحسب التقرير، فإن تنفيذ هذا الوعد سيكبد الاقتصاد الأميركي خسائر جسيمة، إذ سيتعين على البلاد تمويل عمليات الترحيل الواسعة، بالإضافة إلى تحمل تبعات تراجع الإنتاجية وتباطؤ النمو الاقتصادي.
علاوة على ذلك، أشار تقرير "بلومبيرغ" إلى أن المهاجرين غير الشرعيين يساهمون في تخفيف الضغوط المالية على الموارد العامة، خاصة المهاجرين ذوي المهارات العالية الذين يسهمون في دفع الضرائب وتقديم دعم مهم للاقتصاد الوطني.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات الاقتصاد الأمیرکی على العمالة
إقرأ أيضاً:
تكساس تمنح ترامب أراض لبناء "مركز ترحيل" المهاجرين
أعلنت ولاية تكساس الأمريكية، أمس الأربعاء، منح إدارة الرئيس المنتخب دونالد ترامب، أرض على الحدود مع المكسيك لبناء "مركز ترحيل"، لدعم خطته المتعلقة بطرد المهاجرين غير الشرعيين.
وأكد الرئيس المنتخب، الإثنين الماضي، أنه يعتزم إعلان حالة طوارئ وطنية بشأن أمن الحدود، واستخدام الجيش الأمريكي لتنفيذ عمليات ترحيل جماعية للمهاجرين غير الشرعيين، بعد توليه منصبه في يناير (كانون الثاني) المقبل.
Texas offers Trump land for migrant 'deportation facilities' https://t.co/o3gbhb23Ei
— BBC North America (@BBCNorthAmerica) November 20, 2024وقالت مفوضة تنظيم المدن في ولاية تكساس، داون باكنغهام، أمس الأربعاء، في بيان إنها ستمنح ترامب حوالي 570 هكتاراً من أراضي الولاية الواقعة على الحدود الجنوبية للولايات المتحدة، من أجل "مساعدة إدارته على تنفيذ خططها المتعلقة بالطرد".
والأرض المعنية، هي مزرعة تم الاستيلاء عليها في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي في مقاطعة ستار، على ضفاف نهر ريو غراندي الذي يفصل بين المكسيك والولايات المتحدة.
وكتبت المفوضة في رسالة إلى ترامب أنها "اتخذت الإجراءات اللازمة للسماح ببناء الجدار الحدودي في تكساس".
وأضافت أن "فريقها على استعداد تام لإبرام اتفاق مع وكالة فدرالية أمريكية، يتيح بناء مركز لدراسة واحتجاز وتنسيق أكبر عملية ترحيل مجرمين عنيفين في تاريخ البلاد".
وخلال حملته الانتخابية، انتقد ترامب مراراً المهاجرين غير الشرعيين واستخدم خطاباً تحريضياً حيال الأجانب، الذين قال إنهم "يسممون دماء" الولايات المتحدة.
ووعد ترامب بترحيل الملايين، وتحقيق الاستقرار على الحدود مع المكسيك، بعد عبور أعداد قياسية من المهاجرين بشكل غير قانوني في عهد الرئيس جو بايدن. وقبل ولايته الرئاسية الأولى، تعهد ترامب ببناء جدار على طول الحدود بين البلدين، لكن المشروع لم ير النور.
وقالت المتحدثة باسم حملة ترامب، كارولين ليفيت، إنه "سيحشد كل نفوذ السلطة لتأمين الحدود، وتنفيذ خطط الطرد الجماعي"، وفق ما نقلت قناة "أيه بي سي" الأمريكية. وتقدر السلطات بنحو 11 مليوناً الأشخاص الذين يعيشون في الولايات المتحدة بشكل غير قانوني. ويتوقع أن تؤثر خطة الترحيل بشكل مباشر على حوالي 20 مليون أسرة.