سرايا - من نواقل القول والفصل أيضًا إنّ استهداف أحد بيوت رئيس الوزراء الإسرائيليّ في مدينة قيساريا الساحليّة يُعتبر إنجازًا إستراتيجيًا للمُقاومة التي وجهّت الطائرة دون طيّار نحوه، علمًا أنّ الرجل وعائلته يملكون بيتًا في شارع غزّة بالقدس المُحتّلة، وبيتا آخر في شارع بلفور بالقدس، وهو الديوان الرسميّ لرئيس وزراء الكيان.




في هذا التقرير، لن نتناول ردود الفعل الإسرائيليّة النخبويّة والرسميّة، بل سنلِج في ردود الإسرائيليين العاديين، كما عبّروا عن أنفسهم ومعتقداتهم فيما نشروه من التعقيبات اليوم على موقع صحيفة (هآرتس) العبريّة، ردًا على استهداف المُقاومة لبيته بمسيّرةٍ، والتي تؤكِّد بما لا يدعو مجالاً للشكّ عمق تفكك المجتمع الصهيوني في الكيان، ومدى كره وحقد الأغلبيّة الساحقة منه لنتنياهو، الذي وصفوه باللص وخائن الأمانة والمُخادع، وزوجته، التي نُعِتت بالغول، وطالوا أيضًا نجله الأكبر يائير، الذي يُقيم في ميامي بالولايات المُتحدّة الأمريكيّة، تحت حراسةٍ مشدّدّةٍ من جهاز الأمن العام (شاباك)، دون سببٍ مُقنعٍ، وذلك على حساب دافع الضرائب الإسرائيليّ، أمّا الابن الآخر، أفنير، فيُقيم بالمملكة المُتحدّة في بريطانيا، والاثنان لم ينضمّا لجيش الاحتياط، كما ينصّ قانون الكيان.


وقبل الولوج في استعراض الردود، نجِد لزامًا على أنفسنا، إبلاغ إخوتنا في الوطن العربيّ وخارجه، بأنّ “الديمقراطيّة” الإسرائيليّة تقتصِر على الصهاينة فقط، فيما تقوم الأجهزة الأمنيّة في الكيان بمُلاحقة فلسطينيي الداخل، أيْ أصحاب الأرض الأصلانيين، وتمنعهم من التعبير عن أنفسهم والتضامن مع مصيبة شعبهم، وكلّ مَنْ تُسوِّل له نفسه بالخروج عن هذه القاعدة، يجِد نفسه معتقلاً ومُذلّاً، وهذه السياسة القمعيّة ضدّ عرب الداخل، تأججت منذ السابع من أكتوبر من العام 2023، وبات العربيّ الفلسطينيّ في الكيان متهمًا حتى يُثبت براءته، وليس العكس.


الخبر في (هآرتس) حصل حتى اللحظة على 315 تعقيًا، أحدهم كتب: “نتنياهو أنتَ وقح، من أين لك الحقّ بالاشتكاء، فيما هذا الأسبوع فقط قُتِل وجُرِح العشرات من الإسرائيليين، والذين لا يملكون مثلك سيّاراتٍ مصفحةٍ، وحراسةٍ لا تنتهي، بالإضافة إلى بيتيْن.. إنّك تُعاني من جنون العظمة، فاسِد وقبيح، وكل كلمةٍ تخرج من فمك تزيد من التأكيد بأنّك صفرًا وليس قائدًا”.



أمّا نوريت من حيفا، فقد نشرت تعقيبًا، جاء فيه: لا يوجد لدينا أدنى شكّ بأنّ العدوّ تطوّر وتقدّم واستطاع ضرب بيت نتنياهو دون أنْ يشعروا بذلك، ولذا لم تُفعَّل صفارّات الإنذار، أين يا نتنياهو “النصر المُطلَق”، الذي تتحدّث عنه؟”.


وتحت عنوان: لماذا نحنُ بحاجةٍ لمسيّرةٍ أخرى؟، قال قارئٌّ: على رئيس الموساد والشاباك والقائد العام للجيش أنْ يقتحموا بيت نتنياهو ويعتقلونه بتهمة خيانة دولة إسرائيل في وقت الحرب، ويجِب تحضير ثلاثة قضاة خارج بيته، وأيضًا فرقة الإعاد لتنفيذ الحكم بعد محاكمةٍ قصيرةٍ”.


أمّا القارئ (رون) فكان أكثر حدّةً من سابقيه، حيث كتب مُوجّهًا حديثه لنتنياهو: “يا ابن الكلب، يا وغد، تزعم أنّهم حاولوا اغتيالك، كلّ يومٍ يُقتَل الأطفال في الحرب وأنتَ تبكي على مصيرك، أيّها الكلب الوقح اذهب إلى الجحيم مع ستين ألف شيطانٍ، أنتَ وزوجتك المُختلّة”.


وأكّد قارئٌ أخر أنّ التصفية أوْ الاغتيال الوحيد الذي يجري هو تصفية دولة إسرائيل، وليس من حركة (حماس) التي تقوم بتصفية الدولة، بلْ من نتنياهو وزوجته، على حدّ قوله.


أمّا (موشه)، فكتب في ردّه: (حزب الله) انتظر حتى غادر نتنياهو البيت، لأنّه لا يقوم بقتل المتعاونين معه”. وكتب آخر قائلاً لنتنياهو: “أدخل سريعًا إلى البونكر المُحصَّن لأنّ الإيرانيين لن يتوقّفوا ولن يتنازلوا حتى يقتلونك”. وشدّدّ ثالثٌ على أنّها فعلاً خسارة أنّ المسيرّة أصابات البيت، ولكن نتنياهو لم يكُن موجودًا، متمنيًا له النجاح في المُستقبل.


علاوةً على ما ذُكِر أعلاه، اقترح أحد القراء أنْ تقوم إسرائيل بتقديم شكوى للأمم المُتحدّة ضدّ (حزب الله) لأنّه لم يقُم بالعملية حتى النهاية، ولذا فإنّ العديد من سُكّان الشرق الأوسط سيتعرّضون للقتل بسبب ذلك، طبقًا لأقواله. يُشار إلى أنّ عشرات القرّاء عبّروا عن استغرابهم الشديد من عدم تفعيل صفارّات الإنذار ف قيساريا، رغم ملاحقة المُسيّرات.


وواصل القرّاء التندّر على نتنياهو وزوجته وولديه، وقال أحدهم: “أعتقد أنّ المكان الأكثر أمنًا لنتنياهو هو أنفاق (حماس) في غزّة، فليذهب إلى الأنفاق”، فيما أوضح آخر أنّ “نتنياهو وزوجته المُختليْن سيُطالبان الآن ببناء ملجأ نوويّ لهما في كلّ من قيساريا وغزّة”.


ولفت قارئٌ إلى أنّ “الدفاعات الإسرائيليّة مخترقة، لا توجد صفارّات إنذار في العديد من المستوطنات والبلدات، مسيّرات العدوّ علّمتنا درسا لن ننساه، وثمن الطائرة دون طيّارٍ لا يتعدى المائة دولار”.


ونُنهي التقرير بتعقيبٍ نعتقد أنّه كان الأبرز: “حقيقة، ولكن حقيقة، أنّ نتنياهو لم يكُنْ يتواجد في قيساريا ولم يُقتَل بالمُسيرّة التي وقعت ببيته، لو قُتِل لكان قدّم حسنةً لدولة إسرائيل”.


رأي اليوم

إقرأ أيضاً : 140 صاروخا أطلق من لبنان باتجاه "إسرائيل"إقرأ أيضاً : الأردن يدين الاقتحامات المتواصلة للأقصى وحماية الاحتلالإقرأ أيضاً : محافظة القدس: بن غفير يؤدي صلاة "بركة الكهنة" عند حائط البراق

المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية

كلمات دلالية: رئيس الوزراء مدينة اليوم التعبير رئيس بريطانيا الأردن لبنان مدينة اليوم الدولة الله التعبير القدس رئيس الوزراء

إقرأ أيضاً:

كشف السر.. لماذا بقيت إسرائيل داخل 5 نقاط لبنانية؟

نشرت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية تقريراً جديداً تحدثت فيه عن إنسحاب القوات الإسرائيلية من لبنان يوم الثلاثاء الماضي، بعد مرور 4 أشهر ونصف على شن غزوها البريّ الذي طال جنوب لبنان في الأول من تشرين الأول 2024".   وتحدث التقرير الذي ترجمهُ "لبنان24" عن بقاء الجيش الإسرائيلي خلال الوقت الرّاهن داخل المناطق الـ5 الإستراتيجية في جنوب لبنان، حيث تم بناء مواقع استيطانية جديدة، وأضاف: "إن المدة التي سوف يستغرقها بقاء الجيش الإسرائيلي داخل لبنان سوف تعتمد على الأخير وعلى الدرجة التي سوف يتحرك بها الجيش اللبناني ضد حزب الله ويمنعه من تحويل القرى الجنوبية اللبنانية مرة أخرى إلى تحصينات مسلحة متخفية في زي مدني، تضم أسلحة ثقيلة وتستضيف مسلحين مستعدين لمهاجمة إسرائيل".   التقرير يقول إنه "يمكن لإسرائيل أن تفكر بالإنسحاب الكامل إلى ما وراء الحدود الدولية وفقاً لاتفاق وقف إطلاق النار مع لبنان وذلك في حال ضمان انسحاب مُقاتلي حزب الله إلى شمال نهر الليطاني وتفكيك البنية التحتية العسكرية للحزب في جنوب لبنان ونشر الجيش اللبناني على طول الحدود"، وأضاف: "قبل كل ذلك، لن يحصل أي انسحاب إسرائيل. لقد خاضت إسرائيل تجربة مؤسفة في مجال انسحاب القوات من لبنان، فقد أقدمت على ذلك في مناسبتين منفصلتين. الأولى كانت على عجل وبطريقة فوضوية في أيار 2000، والثانية في عام 2006 تحت رعاية قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 1701 الذي وضع حداً لحرب لبنان الثانية آنذاك. ولكن في النهاية، تبين أن كلا الأمرين كانا كارثيين، فقد ملأ حزب الله، بمساعدة سخية من إيران، الفراغ الذي خلفته إسرائيل بسرعة، وحوّل المنطقة إلى منصة لإطلاق هجمات مستقبلية".   وتابع: "لقد حدث هذا لأسباب عدة، أبرزها تردد إسرائيل، بعد الانسحاب، في اتخاذ خطوات مهمة لمنع حزب الله من الاستيلاء على السلطة، وعدم رغبتها في الانجرار مرة أخرى إلى المستنقع اللبناني. لقد كان هذا صحيحاً بشكل خاص في أعقاب حرب لبنان الثانية، فقد دعا قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 1701 صراحة إلى تحرك حزب الله شمال الليطاني ونزع سلاحه، ولكن لم يتم تنفيذ أي من هذه الشروط. لقد تم تجاهل القرار علناً وبشكل صارخ، لكن إسرائيل لم تفعل شيئاً. وبدلاً من ذلك، وقفت متفرجة بينما كانت قوات حزب الله تتقدم إلى القرى الواقعة على مسافة يمكن رمي الحجارة عليها باتجاه التجمعات الحدودية الإسرائيلية. كذلك، راقبت تل أبيب ترسانة حزب الله من الصواريخ والقذائف تتضاعف عشرة أضعاف من نحو 15 ألف صاروخ قبل حرب 2006 إلى ما يقدر بنحو 150 ألف صاروخ في بداية الجولة الأخيرة من القتال".   وأكمل: "إذا كان لهذا النمط من الانسحابات الفاشلة أن يتغير، فلا بد وأن تكون الأمور مختلفة جذرياً هذه المرة. والواقع أن القرار بإبقاء المواقع العسكرية الإسرائيلية الخمسة داخل لبنان إلى أن يفي اللبنانيون بالتزاماتهم بموجب الاتفاق يشير إلى أن إسرائيل استوعبت هذا الدرس".   واعتبر التقرير أن العمل الجاد من قبل إسرائيل سيمنع تكرار الأخطاء الماضية التي حصلت عند الحدود بين لبنان وإسرائيل، وأضاف: "حتى الآن، كانت العلامات مشجعة. فوفقاً لتقرير بثته إذاعة الجيش الإسرائيلي يوم الثلاثاء، حددت إسرائيل نحو 230 انتهاكاً منذ دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ. لقد تعامل الجيش اللبناني مع الغالبية العظمى من هذه الانتهاكات بعد أن تقدمت إسرائيل بشكوى إلى آلية التنفيذ التي ترأستها الولايات المتحدة والتي أنشئت بموجب اتفاق وقف إطلاق النار. أما الانتهاكات التي لم يتعامل معها الجيش اللبناني، فقد تولت إسرائيل معالجتها بنفسها".   وختم: "إن التصميم الذي تظهره إسرائيل هنا سوف يخلف تأثيرات متوالية في أماكن أخرى. فإذا أثبتت أنها سوف تطبق الاتفاقات حرفياً، فإن الرسالة سوف تكون واضحة ليس فقط للبنان، بل ولحماس أيضاً ومفادها إنَّ إسرائيل لن تسمح بتكرار الأخطاء السابقة، وسوف يتم التعامل مع أي انتهاك للاتفاق الذي تم التوصل إليه من شأنه أن يهدد أمن إسرائيل على الفور وبقوة مميتة". المصدر: ترجمة "لبنان 24"

مقالات مشابهة

  • عاجل. نتنياهو: الجثة التي أُعيدت تعود لامرأة من غزة
  • الجيش الإسرائيلي: إحدى الجثث التي تسلمتها إسرائيل من حماس ليست للرهينة شيري بيباس
  • لماذا تعرضت بي بي سي لهجوم من جماعة يهودية مناصرة للاحتلال الإسرائيلي؟
  • لماذا تصر إسرائيل على خرق البروتوكول الإنساني في غزة؟
  • لماذا اختار نتنياهو ديرمر لقيادة المفاوضات؟
  • كشف السر.. لماذا بقيت إسرائيل داخل 5 نقاط لبنانية؟
  • لماذا تتهم إسرائيل تركيا بدعم حزب الله؟
  • جواد ظرف: سردية "إيران الضعيفة" التي يبينها نتنياهو "خطيرة"
  • الرئيس اللبناني يطالب الكيان الإسرائيلي بالانسحاب الكامل من أراضيه المحتلة  
  • لماذا لا تستطيع إسرائيل هزيمة حماس؟