(20 مفهوما و20 واجبا عمليا و10 معايير ومؤشرات قياس لمنظومة قيم وهوية طوفان الأقصى)
نوع المقال: فكري إجرائي مرتبط بالمرحلة والأحداث
أهداف المقال:
1- توجيه الميول والقناعات نحو الواجبات الكبرى للمرحلة وإلى نصرة المقاومة ودعم إتمام انتصارها.
2- بيان وتعزيز وإعلاء القيم والمفاهيم والواجبات الكبرى للمحافظة على هويتنا الإسلامية في مواجهة تحديات ومخاطر المرحلة.
3- تمكين النخب والجماهير بأهم قيم وواجبات المرحلة (الواجب فعله).
أولا: المقدمة التمهيدية البنائية لموضوع المقال
في سياق ست بواعث واعتبارات كبرى لا بد من التحديد المفاهيمي والإجرائي الدقيق لقيم وواجبات المرحلة للمحافظة على هوية الأمة وقوتها وفاعليتها الحضارية خلال هذه المحطة التاريخية العصيبة..
1- تداعيات الطوفان وكشفه لحقيقة الاحتشاد الغربي مطلق الدعم خلف الكيان الغاصب، وإعلانه عن البواعث الحقيقية الدينية والحضارية للحرب كونها حرب بين حضارتين وعقيدتين.
2- خطر وتهديد تمدد الكيان والتوسع لاغتصاب المزيد من أراضي أربع دول عربية أخرى لتحقيق حلمه المزعوم وإعادة رسم خرائط المنطقة.
3- محاولات الإرباك والتشتيت وبث الفتنة المذهبية وتغيير بوصلة الحرب من الكيان الغاصب إلى الحرب الداخلية.
4- القيم والهوية هي التجسيد الحقيقي لعقيدة الأمة وسر وجودها، والأساس في بناء وتعظيم قدراتها وقوتها البشرية الذاتية، والباعث والمحرك القوي لفعلها وإنجازها على الأرض.
القيم هي المجرد النظري حبر على ورق مجردة من الفعل والأثر حتى تترجم إلى إجراءات عملية في شكل أفعال مضارعة بأن:
- يفهم ويشعر ويتمنى ويتطلع ويعزم على..
- يقول ويصدع بالحق..
- يعمل ويحافظ على..
- يحاصر ويردع ويوقف العدو..
- ويدعو إلى ويدافع عن..
- ينجح في إنجاز..
.. بما يجعل من الفرد والمجتمع المسلم مشاركا فاعلا في صناعة الواقع، لا مشاهدا له متحسبا على انحرافه وطغيانه.
هذه الإجراءات السلوكية تتحول بعد فترة إلى نمط وثقافة حياة وأخلاق دائمة للفرد والمجتمع؛ تصنع شخصيته وهويته الخاصة المميزة له عن غيره.
5- حرب المفاهيم والتجهيل والتضليل وغسيل الأدمغة وتغيير معتقدات ومفاهيم الجماهير داخليا؛ على يد نخب بأسماء عربية وإسلامية تعمل لأجندة أعداء الأمة.
6- عظم الحرب وخطورة التهديد وتشعب البواعث وتنوع الإرادات والدول المشاركة والأفكار المطروحة والأحداث والتفاعلات الجارية والمآلات المتوقعة؛ تفرض واجبين:
الواجب الأول: النظرة الأصولية الكلية للمشهد بأدوات الفقه الحضاري الإسلامي من فقه للمقاصد والعمارة والاستخلاف وللواقع والقدرات والمصالح المنضبطة بالشرع، التي تحقق أكبر قدر من المقاصد وتحاصر وتقلل المفاسد والأضرار إلى أقل حد أدنى ممكن، وفقه الأولويات والموازنات والمآلات بما يتناسب مع حجم ونوع التحديات التي تهدد الجميع المسلمين وغير المسلمين.
الواجب الثاني: تحرك المفكرين والعلماء إلى الصدع بالحق وبيانه واضحا بينا للناس ببيان حقيقة المعركة بين الإيمان والكفر، ومواقع الاصطفاف فيها وتسمية الأشياء بمسمياتها القرآنية.
مثال: هذا الفهم والفكر والفعل وهذا الموقف.. الاصطفاف اصطفاف حق وإيمان.
مثال: وهذا الفهم والفكر والفعل وهذا الموقف.. الاصطفاف اصطفاف ظلم وكفر ونفاق.
منظومة القيم الطوفان:
الواجب التركيز عليها وترجمتها إلى خطط وأعمال وإنجازات وأرقام على الأرض تحفظ هوية الأمة وتعظيم قوتها وحضورها وتأثيرها في تشكيل خرائط المنطقة والعالم الجاري ومحاولات التلاعب بها وتغييرها:
1- الوعي بالذات الأممية الإسلامية العالمية الواحدة.
3- النصرة والتأييد والدعم المطلق للمقاومة. 2- قيمة الوحدة والاحتشاد.
5- الثبات والصمود في مشاركة ودعم المقاومة.
4- السببية والإعداد الشامل للقوة.
ولضمان تحقيق 5 ضمانات:
1- توحيد المفاهيم والحد الأدنى من الواجبات العملية كأساس للتفاهم والتعاون والتكامل والوحدة والاحتشاد.
2- تحصين القيمة ومفاهيمها وتطبيقاتها الإجرائية وقطع الطريق على حرب المفاهيم التي تقوم على استراتيجيات اختزال وتسطيح وتفريغ وتقويض وإحلال مفاهيم القيم.
3- ضمانات التحول من ميدان الكلام إلى الفعل والعمل والإجراء والتنفيذ.
4- تحديد الواجب فعله وتسهيل وتسريع مهمة القيام به.
5- معيارية وصحة وصوابية وجودة العمل الواجب القيام به.
تناول البناء المفاهيمي الصحيح والواجبات الإجرائية المحددة لها في شكل أفعال مضارعة قابلة للتنفيذ والقياس وفي شكل دليل مفاهيمي وسلوكي لكل قيمة، بما نسميه في علم القيم والهوية بأدلة السلوك التربوي والمهني والاجتماعي بحسب الشريحة العمرية والنوعية.
1- دليل السلوك الاجتماعي والمهني لقيمة: الوعى بالذات الأممية الإسلامية العالمية الواحدة
دليل السلوك المفاهيمي
- الفهم والوعي بالذات الإسلامية الرسالة السماوية الحق الخاتم.
- نحن أمة إسلامية واحدة تحتوي وتوحد وتحشد كل القوميات العالمية برباط العقيدة والمنهج والقبلة.
- الاعتزاز بالذات الرسالية ومهمة عمارة الأرض بمنهج الله والتكنولوجيا الحديثة والاستخلاف في الأرض.
- الوعي بالقدرات الإيمانية والبشرية والمادية المتنوعة والقدرة الذاتية على النهوض والمشاركة في قيادة العالم.
دليل السلوك الإجرائي الواجب فعله
- أن يرفض ويواجه دعاوي التفكيك واختزال مفهوم الأمن القومي على الحدود الجغرافية فقط دون الأمن القومي العربي والإسلامي.
- أن يعمل على بيان ونشر وتوعية المجتمع بمفهوم الأمة الإسلامية الواحدة.
- أن يكشف ويحذر الناس من منابع ومفاهيم الفتنة والفرقة والخلاف والصراع البيني.
- أن ينظم ويشارك ويدعم فعاليات بناء الإنسان والأمة الإسلامية الواحدة الجامعة للمسلمين من كل القوميات.
2- دليل السلوك الاجتماعي والمهني لقيمة: الوحدة والاحتشاد
دليل السلوك المفاهيمي:
- امتلاك العرب والمسلمين للمقومات الطبيعية للوحدة والاحتشاد (العقيدة واللغة والجغرافيا والتاريخ والتحديات والمصير).
- التعدد والتنوع الطائفي ثروة تحتاج مشروعا وقيادة فكرية لتوحيدها واستثمارها.
- العالم في حالة تدافع وصراع دائم حتى قيام الساعة، والبقاء للأقوى.
- الانفتاح والتواصل والمرونة مفتاح التعاون والتكامل والتراكم المعظم للقيمة المضافة للجميع.
دليل السلوك الإجرائي الواجب فعله:
- توعية الشعوب بماهية وأهمية ومقومات الوحدة الإسلامية: وأنها السبيل إلى المحافظة على البقاء والوجود..
- إقامة فعاليات وشبكات متنوعة للتعارف والتعاون والتكامل لشباب العالم الإسلامي من كافة القوميات.
- تأسيس منصات تواصل اجتماعي إسلامية جديدة؛ بديلة عن المنصات الحالية التي يوظفها الغرب معلوماتيا ومفاهيميا ويديرها وفق معاييره ولخدمة أجندته.
- مقاومة كافة مفاهيم ومنابع الدعوة للفرقة والعزلة، ومطالبة النظم والضغط عليها بالتوجه نحو الوحدة والتكامل مع الدول العربية والإسلامية.
3- دليل السلوك الاجتماعي والمهني لقيمة: النصرة والتأييد والدعم المطلق للمقاومة
دليل السلوك المفاهيمي:
- الوعي بالدور التاريخي الذي تقوم به المقاومة في حماية الدين والأرض والأمة.
- الاصطفاف والمشاركة الواضحة مع المقاومة وإعلانها والاعتزاز به.
- الوعي بحقيقة الصراع والحرب الممتدة والمعركة الجارية وأهدافها ومقوماتها وعناصرها ومآلاتها.
- تقديم كافة أشكال الدعم المادي والمعنوي التي تحتاجه غزة.
دليل السلوك الإجرائي الواجب فعله:
- أن يخصص مبلغا شهريا ثابتا لدعم أهل الحق والمتضررين من الحرب بالمال، ومن ليس معه الآن يعتبر نفسه مدينا لإغاثة المنكوبين إنسانيا حتى يتوفر لديه أو يبيع شيئا مما يملك. (مثال 100$ شهريا، ومن فاته ذلك يحسب 100 $× 13 شهرا هي عمر الأزمة = 1300 دولار).
- أن يعلن على كل منصاته الإلكترونية إيمانه الكامل واصطفافه ودعمه واعتزازه وفخره بأهل الحق.
- أن ينظم أو يشارك مؤسسات أو فرق عمل نوعية أو منصات لمواجهة إعلام الظلم والطغيان، وخاصة أخطره من النخب العربية والإسلامية التي تم تدجينها وتعمل لتضليل وعي الجماهير بمحاولة تشويه وحصار وعزل أهل الحق.
- أن يسارع بالاستجابة الذكية لما تطرحه بيانات أهل الحق من أفكار وتوجهات.
4- دليل السلوك الاجتماعي والمهني لقيمة: السببية والإعداد الشامل للقوة
دليل السلوك المفاهيمي:
- التزام العقل بالأسباب المادية والحقائق العلمية.
- فهم العلاقة بين الغايات والأسباب اللازمة لتحقيقها.
- توفير الأسباب المطلوبة وفق المعايير العلمية العالمية الجارية.
- التوظيف الأمثل للموارد والقدرات المتاحة وصولا للقوة والأهداف المطلوبة.
دليل السلوك الإجرائي الواجب فعله:
- أن يجتهد المسلم ويحترف في تخصصه المهني إلى أعلى المعايير المهنية العالمية ويترجم ذلك في خدمة المشروع الإسلامي رحمة للعالمين (تكنولوجيا- إعلاميا- اقتصاديا.. إلخ).
ــ أن يؤسس شبكة محلية من خبراء تخصصه المهني ثم يوسعها إلى شبكة عالمية من المسلمين المخلصين من نفس التخصص وطرح سؤال مهني كبير وعميق لأهل التخصص: كيف نخدم أهل الحق؟
- أن يتابع إلى أي حد بلغ الكيان الصهيوني في مجال تخصصه المهني على مستوى العلم وإنتاج المعرفة والتطبيقات ويطرح أسئلة كيفية الحصول عليها، ثم إيقافه وحصاره وتعطيله وإفشاله في هذا التخصص.
- أن يبحث في الموارد المادية والمعنوية الطبيعية والصناعية ذات العلاقة بتخصصه ويعمل على إحيائها وتفعيلها واستثمارها، وتحويلها إلى قدرات وقوة جديدة لتعظيم قوة الإسلام بشكل عام.
5- دليل السلوك الاجتماعي والمهني لقيمة: الثبات والصمود في مشاركة ودعم أهل الحق
دليل السلوك المفاهيمي:
- إعلاء وتقديم الأولوية لدعم أهل الحق.
- استمرار وديمومة تقديم الدعم اللازم لأهل الحق.
- الاستعداد للتضحية وتحمل عاقبة الاصطفاف مع المقاومة واستمرار دعمها.
- رفض ومقاومة ومدافعة كافة أشكال الضغط من ترغيب وترهيب للتخلي عن نصرة أهل الحق.
دليل السلوك الإجرائي الواجب فعله
- أن يفكر ابتكاريا خارج الصندوق وبعقل استراتيجي واسع وبعيد المدى في توفير أسباب الثبات والصمود والوفاء باحتياجات شدة وطول المعركة.
- أن يصبر ويتجلد ويُصبر الجماهير من حوله ويدعم ويعزز ثباتهم وصمودهم.
- أن يعمل على تعزيز الوعي والضغط الشعبي المتزايد على النظم خاصة دول الطوق لفتح مسارات ومنافذ جديدة لإغاثة المنكوبين من أهل الحق.
- أن يؤسس ويشارك في بناء مؤسسات وجماعات ثقافية وإعلامية واقتصادية.. إلخ، منظمة لممارسة الحصار والضغط المباشر وغير المباشر على الكيان وداعميه.
معايير ومؤشرات قياس أداء وإنجاز النظم والنخب والجماهير بمنظومة قيم الطوفان
أولا: النظم
1- إحساس النظم بالضغط الشعبي المنظم المستمر والاستجابة لمطالبه أو بعضها تدريجيا.
2- التغيير الإيجابي في مواقف النظم من إغاثة المنكوبين وعلاقتها بالكيان وداعميه.
3- تغير قناعات جزء من النظم وخروج أصوات منه تطالب بدعم المنكوبين من أهل الحق.
ثانيا: النخب
1- تشكل تيار نخبوي مجتمعي عام يشارك في معركة الوعي الجمعي للجماهير.
2- ردع وتوقف عدد من النخب الداعمة للكيان المحاربة للمنكوبين من أهل الحق نتيجة لفضح أفكارها ومشاريعها ومؤسساتها.
3- كسب المزيد من النخب الرسمية وشبه الرسمية لصفوف المقاومة والمزيد النوعي من مبادراتها الداعمة.
ثالثا: الجماهير
1- النمو المستمر في الوعي الجمعي العام للجماهير وبالصراع الجاري وأهمية الطوفان ووجوب دعمه.
2- نمو تفاعل الجماهير مع الطوفان.
3- المزيد من المبادرات وفرق العمل النوعية المتنوعة.
4- ظهور مسارات وأشكال دعم جديدة.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه قيم المفاهيمي الدعم غزة غزة دعم قيم مفاهيم مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة مقالات سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة أهل الحق
إقرأ أيضاً:
إفطارهم فى الجنة.. محمد جبر شهيد الواجب الذى لم يرحل
في قلب كرداسة، هناك شوارع لا تزال تحمل صدى ذكريات الشهيد محمد جبر، مأمور القسم الذي دفع حياته ثمناً لأداء واجبه، لم يكن مجرد ضابط شرطة، بل كان رجلاً من لحم ودم، حمل على كاهله أمانة الوطن وراحته، هكذا يصفه كل من عايشه، هكذا تتذكره أسرته، وكأن روحه لا تزال تُرفرف في كل زاوية من هذا المكان الذي شهد آخر لحظاته.
محمد جبر، ذلك الرجل الذي رسم صورة للمثابرة، كان دائمًا ما يردد بين زملائه: "كلنا في خدمة الوطن، وإذا كان هناك من يتوقع أنني سأخاف، فهو لا يعرفني". كان شامخًا، رغم كل التحديات، يتحمل مسؤولياته بكل شجاعة وهدوء، لم يكن يهاب الصعاب، بل كان يقف دائمًا في الصف الأول ليحمي وطنه وأهله، تمامًا كما تعلم في كلية الشرطة، أن أسمى رسالة هي حماية المجتمع بكل ما يملك.
كان يومًا عاديًا، لم تتوقع أسرة الشهيد محمد جبر أنه سيكون آخر يوم في حياة ابنهم، لكن عندما جاء الصباح، جاء معه خبر الفاجعة، استشهد محمد جبر أثناء دفاعه عن مركز شرطة كرداسة، تلك المنطقة التي شهدت تطورات أمنية خطيرة. وعندما انتقل إلى جوار ربه، كانت الدموع في عيون الجميع، ولكن بقيت هناك ابتسامة حزينة على وجهه، ابتسامة تطمئنهم أنه كان قد أتم مهمته على أكمل وجه. "لم يكن يُخشى عليه، فقد كان البطل الذي يعرف كيف يحمي وطنه بروح عالية".
قالت أسرته في تصريحات سابقة لليوم السابع، بصوت يكاد يخبئه الحزن: "كان محمد هو الحلم الذي لم يكتمل، كان أبًا يُحيي الأمل في قلوب أولاده، وكان زوجًا يعكس أسمى معاني الوفاء. والآن، كلما نظرت إلى أبنائنا، أرى فيهما ملامحه وابتسامته التي لا تموت". لا تستطيع أن تمسك دموعها، لكن في قلبها تنبض مشاعر الفخر بما قدمه زوجها من تضحيات.
لا تكاد الذاكرة البصرية تخلو من صورة محمد جبر، التي تملأ غرفته في منزله ،صورة تعكس شجاعة وقوة رجل لا يعرف الخوف، فقد كانت الخدمة في شرطة كرداسة، في تلك الأيام العصيبة، رحلة محفوفة بالمخاطر. "هو في قلوبنا لا يموت"، هكذا يقول محبيه وهم يعانقون صوره، كانت الكلمات تتردد في حديثهم "محمد لم يكن مجرد اسم، بل كان عنوانًا للشجاعة والصدق، ومع كل فجر جديد، نقول له: أنت في القلب دائمًا".
وبينما يمر الوقت وتظل حكايات الأبطال تتوارث من جيل إلى جيل، يبقى الشهيد محمد جبر رمزًا للصمود والشجاعة. لم يكن مجرد ضابط شرطة، بل كان رمزًا للمسؤولية وحب الوطن. يبقى اسمه في قلب كل من يعرفه، وسيظل ضوءًا يضيء سماء كرداسة وكل مصر، يذكرنا بأن العطاء لا يُقاس بمدة، بل بنبل الهدف والشرف الذي خلفه.
في كل زقاق، وفي كل شارع، تحيا ذكرى محمد جبر، وتبقى قصته شاهدة على أن الشهداء لا يموتون، بل يتجددون في قلوبنا، ويتسابقون مع الزمن ليجعلونا نرفع رؤوسنا بكل فخر.
في قلب هذا الوطن الذي لا ينسى أبنائه، يظل شهداء الشرطة رمزًا للتضحية والفداء، ويختصرون في أرواحهم أسمى معاني البذل والإيثار، رغم غيابهم عن أحضان أسرهم في شهر رمضان، يبقى عطاؤهم حاضرًا في قلوب المصريين، فالوطن لا ينسى من بذل روحه في سبيل أمنه واستقراره.
هم الذين أفنوا حياتهم في حماية الشعب، وسطروا بدمائهم صفحات من الشجاعة والإصرار على مواجهة الإرهاب، هم الذين لم يترددوا لحظة في الوقوف أمام كل من يهدد وطنهم، وواجهوا الموت بابتسامة، مع العلم أن حياتهم ليست سوى جزء صغير من معركة أكبر ضد الظلام.
في رمضان، حين يلتف الجميع حول موائد الإفطار في دفء الأسرة، كان شهداء الشرطة يجلسون في مكان أسمى، مكان لا تدركه أعيننا، ولكنه مكان لا يعادل في قيمته كل الدنيا؛ فإفطارهم اليوم سيكون مع النبين والصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقًا.
مع غيابهم عن المائدة الرمضانية في بيوتهم، يظل الشعب المصري يذكرهم في صلواته ودعواته، تظل أسماؤهم محفورة في ذاكرة الوطن، وتظل أرواحهم تسكن بيننا، تعطينا الأمل والقوة لنستمر في مواجهة التحديات.
إن الشهداء هم الذين حفظوا لنا الأمان في عز الشدائد، وهم الذين سيظلون نجومًا مضيئة في سماء وطننا، فلهم منا الدعاء في كل لحظة، وأن يظل الوطن في حفظ الله وأمانه.
مشاركة