الاستثمارات الإماراتية في قطاع الزراعة..قوة دافعة للاقتصاد الوطني
تاريخ النشر: 20th, October 2024 GMT
يشكل قطاع الزراعة ركيزة أساسية في اقتصاد دولة الإمارات، ومساهماً رئيساً في التنمية المستدامة، وتحقيق الأمن الغذائي، وتوفير فرص العمل.
وتولي الإمارات الاستثمار في هذا القطاع، أهمية كبيرة، بالعمل على تطوير بنيته التحتية، وتشجيع البحث والتطوير فيه، وخلق أسواق جديدة، ومستدامة للمنتجات الزراعية المحلية، وتعزيز التعاون الدولي، لتطويره وتحويله إلى قوة دافعة للاقتصاد الوطني.مبادرات وبرامج
وطرحت دولة الإمارات عدداً من المبادرات والبرامج، التي تستهدف بشكل رئيس تمكين المواطنين في قطاع الزراعة الوطني، عبر تقديم الدعم لأصحاب المزارع للتوسع في نشاطاتهم، ورفع إنتاج مزارعهم، وبالتالي زيادة إسهام القطاع في الناتج المحلي، وتحقيق تنمية زراعية مستدامة، خصوصاً وأن القطاع الزراعي يعتبر رافداً مهماً في تعزيز منظومة الأمن الغذائي للدولة.
تجاوز التحدياتورغم التحديات التي يواجهها قطاع الزراعة في دولة الإمارات، بسبب موقعها في حزام المناطق الجافة، واستحواذ البيئة الصحراوية على أكثر من ثلاثة أرباع مساحتها الكلية، واتسام بيئتها بقلة الأمطار وارتفاع درجات الحرارة وفقر التربة، إلا أن الدولة بذلت جهداً واضحاً في العقود الماضية، لبناء قطاع زراعي يكون أكثر قدرة على الإسهام في التنوع الغذائي، والاقتصاد الوطني، بتمكين التكنولوجيا والابتكار.
زراعة مستدامةوتبنت دولة الإمارات سياسات تخفف أثر التحديات التي تقف أمام ازدهار قطاع الزراعة، عبر الاعتماد على أنماط زراعية مستدامة وذكية مناخياً، تُركّز على الاستثمار الأمثل لوحدة الأراضي الزراعية، وجودة المنتج المحلين وتعزيز قدرته على المنافسة، وتستند في مجملها إلى التقنيات والحلول المبتكرة مثل الزراعة الدقيقة، والزراعة المغلقة، والعمودية، و دون تربة أي الزراعة المائية، والزراعة العضوية، والبيوت الشبكية، إضافة إلى تعزيز برامج مكافحة الآفات الزراعية، والحد من الفقد والهدر، على طول السلسلة الغذائية، وتوسيع قاعدة الاهتمام بالدراسات والبحوث العلمية في الزراعة.
ازرع الإماراتوتنسجم استثمارات دولة الإمارات في القطاع الزراعي، مع مستهدفات البرنامج الوطني "ازرع الإمارات"، الذي أطلقه الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، حيث يضم البرنامج مبادرات عدة، تدعم توجهات دولة الإمارات للتنمية الزراعية، وتعزيز معدلات الأمن الغذائي الوطني المستدام.
ويهدف البرنامج إلى تشجيع المجتمع المحلي على الإنتاج الذاتي المنزلي، لأهم المنتجات الزراعية، وتوسيع الرقعة الخضراء في الدولة، ودعم جهود الحفاظ على البيئة، وترسيخ صورة ذهنية إيجابية عن المنتج المحلّي ذي القيمة الغذائية العالية.
كما يدعم البرنامج "عام الاستدامة 2024"، ويُعزز منظومة الاستدامة البيئية، بالإسهام الفعال للمنتجات المحلية في خفض البصمة الكربونية.
وبلغ إسهام الزراعة والحراجة وصيد الأسماك في الناتج المحلي الإجمالي 13.24 مليار درهم في2023، حيث يشهد القطاع إقبالاً متزايداً من المستثمرين والشركات في ظل الدعم الحكومي المستمر.
ويبدو مُستقبل القطاع واعداً، في ظل تنامي فرص النمو، واستمرار المبادرات الداعمة لتطوير إمكانات الزراعة الوطنية في إطار إستراتيجية تعزيز تنوع الاقتصاد الوطني.
وعززت دولة الإمارات الاستثمار في القطاع الزراعي، بإطلاق النظام الوطني للزراعة المستدامة، الذي يستهدف إحـداث تغييرات استباقية في النظم الغذائية والزراعية، عبر مجموعة محاور تشمل تسويق لمنتجات مستدامة، وتحقيق ميزة تنافسية للمنتج، وجذب المستهلك المحلي لاقتناء منتجات مستدامة، والإسهام في دفع عجلة التحسين والتطوير في سلسلة التوريد.
وأعد النظام ضمن المبادرات، التي عملت عليها الاستراتيجية الوطنية للأمن الغذائي في الدولة، لإيجاد حلول فاعلة لرفع كفاءة وتنافسية الإنتاج الوطني من الأغذية، وتوفير قنوات الدعم للمعنيين في هذا القطاع، واستقطاب الاستثمارات اللازمة لإنشاء مشاريع زراعية مستدامة، تحقق الأمن الغذائي لدولة الإمارات، وتدعم النمو الاقتصادي بفاعلية.
ويهدف النظام إلى تحقيق باقة من الأهداف، في مقدمتها تفعيل أنظمة مستدامة لإنتاج الغذاء، وتوظيف التقنيات والتكنولوجيا الحديثة في هذا المجال، وتعزيز الإنتاج الزراعي المحلي، بما يضمن التعامل الأمثل مع التحديات التي يواجهها الأمن الغذائي في الدولة، بما يشمل شح المياه، وتغير المناخ، والزيادة السكانية، وما يستتبعه ذلك من ارتفاع الطلب على الغذاء.
كما يهدف النظام لتحقيق مجموعة من المحاور الاقتصادية والاجتماعية والبيئية.
فعلى الصعيد الاقتصادي، يعمل النظام على زيادة الاكتفاء الذاتي في الدولة من المحاصيل الزراعية المستهدفة بمعدل سنوي يبلغ 5%، وتحسين المردود الاقتصادي للمزرعة بـ 10% سنوياً.
ويرمي النظام على الصعيد الاجتماعي، إلى زيادة القوى العاملة في المجال بمعدل 5% سنوياً، أما على الصعيد البيئي، فيهدف إلى ترشيد كميات المياه المستخدمة في وحدة الإنتاج بـ 15% سنوياً.
ويلعب القطاع الزراعي دوراً كبيراً في دعم السياحة في دولة الإمارات؛ إذ تولي الدولة، السياحة الزراعية أهمية كبيرة، لأنها تعمل على إبراز كنوز المزارع المحلية، وما تتمتع به دولة الإمارات من مساحة زراعية مزدهرة ومتطورة، ومزارع خاصة تضم أشكالاً مختلفة ومتنوعة من النباتات والأنواع الحيوانية، التي تعمل على تعزيز الاستدامة وحماية الحياة الفطرية.
وضمن دورها في إبراز المواقع السياحية والترويج للسياحة، ضمن القطاعات البيئية في الإمارات، أطلقت وزارة التغير المناخي والبيئة محور السياحة الزراعية، ضمن المشروع الوطني للسياحة البيئية الذي دشنته في 2019، تحت شعار "كنوز الطبيعة في الإمارات"، حيث عملت على تطوير برنامج الإمارات للسياحة الزراعية، وفتحت أبواب المزارع المحلية للمقيمين والسياح من أجل عرض ممارساتهم النموذجية.
ويتيح البرنامج لهواة الطبيعة ومحبيها فرصة الاطلاع على الأنماط والممارسات الزراعية التقليدية والحديثة، والتعرف على التقنيات المستخدمة فيها، إضافة إلى الاستمتاع بالأنشطة الترفيهية المتوفرة في العديد من المزارع النباتية والحيوانية في الدولة، فضلاً عن فرصة شراء منتجات نباتية وحيوانية من المصدر مباشرة بكلفة معقولة وجودة عالية.
وتسعى وزارة التغير المناخي والبيئة بهذا المشروع، إلى إعادة زراعة بعض النباتات، وإحياء الممارسات المستدامة، التي كانت تستخدم في الماضي.
كما تستهدف الوزارة تعزيز أنواع هذا المفهوم السياحي البيئي ومنها السياحة الزراعية المباشرة للتسوق، والسياحة الزراعية للخبرة والتعليم، والسياحة الزراعية للأنشطة والترفيه.
واعتمد الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، إطلاق "مجمع تنمية الغذاء ووفرة المياه AGWA، الذي يُعدُّ مجمعاً اقتصادياً متكاملاً في أبوظبي، تعزيزاً للجهود العالمية لضمان الأمن الغذائي والمائي، وإيجاد الحلول المبتكرة لمواجهة تحديات نقص الغذاء، وشح المياه على المستوى العالمي.
ويشكل المجمع، الذي تقود جهود إنشائه دائرة التنمية الاقتصادية–أبوظبي، ومكتب أبوظبي للاستثمار، مركزاً عالمياً لتطوير المنتجات الغذائية المستحدثة، ومكوناتها، والتقنيات الحديثة التي تضمن توفير المياه الصالحة للشرب وتُحسِّن من طرق استخدامها.
وصمم المجمع لدعم المورِّدين والمصدرين المحليين، وتعزيز الاستفادة من الفرص التجارية على المستوى العالمي.
وتسعى وزارة التغير المناخي والبيئة إلى تنمية القطاع الزراعي، بالشراكة مع القطاع الخاص والخبراء لضمان تمكين رواد الأعمال في القطاع الزراعي،وتشجيع ودعم المجتمع لتنمية المشاريع الزراعية الناجحة، حيث أطلق برنامج تمويلي بالتعاون مع مصرف الإمارات للتنمية لتمويل التكنولوجيا الزراعية في المزارع التقليدية بمحفظة تبلغ 100 مليون درهم.
ولم تتوقف الإسهامات الإماراتية عند الاستثمار داخل الدولة، بل سارعت شركات استثمار إماراتية كبرى، بقوة لمضاعفة استثماراتها الزراعية في دول تتوزع على قارات العالم، حيث استحوذت شركات إماراتية على مساحات شاسعة من الأراضي في أوروبا، وإفريقيا لزراعتها، كما أنشأت شركات أخرى مصانع عملاقة لتصنيع المواد الغذائية خارج الإمارات، وتعاقدت شركات على استيراد آلاف أطنان الحبوب والأعلاف وتخزينها في صوامع عملاقة في الإمارات، ودول أخرى، تمهيدا لإعادة تصديرها.
وتستثمر شركات إماراتية في مزارع ضخمة لتسمين الثروة الحيوانية، وتتميز العديد من الشركات بتسويق وتوزيع المنتجات الزراعية في عدة قارات عبر شبكات نقل عالية الكفاءة.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله السنوار الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية الإمارات الإمارات السیاحة الزراعیة القطاع الزراعی دولة الإمارات الأمن الغذائی قطاع الزراعة فی الدولة
إقرأ أيضاً:
الإمارات تشارك قطر أفراحها باليوم الوطني
تشارك دولة الإمارات، دولة قطر الشقيقة، احتفالاتها بيومها الوطني، الذي يصادف 18 ديسمبر من كل عام، وذلك تجسيداً للعلاقات الأخوية بين البلدين الشقيقين.ويرتبط البلدان بعلاقات متينة وراسخة، مدعومة بروابط تاريخية، وإرث ثقافي واجتماعي مشترك، كما يجمعهما الرغبة الصادقة والعزم على تأسيس مستقبل مزدهر للبلدين والشعبين الشقيقين، تحت مظلة مجلس التعاون لدول الخليج العربية.
وتمضي العلاقات الإماراتية القطرية قدماً بتوجيهات ورعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة "حفظه الله"، وأخيه صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير دولة قطر، وبما يؤسس لمستقبل مشرق للبلدين والشعبين الشقيقين.
وتسهم الزيارات الرسمية المتبادلة بين القادة والمسؤولين في البلدين، في ترسيخ العلاقات الثنائية بينهما، ودفعها نحو مزيد من التعاون والعمل المشترك في مختلف المجالات بما يحقق المصالح المتبادلة بينهما.وفي هذا السياق تندرج الزيارة التي قام بها صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير دولة قطر الشقيقة إلى دولة الإمارات في يونيو الماضي، وزيارة سموّ الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، إلى الدوحة في أكتوبر الماضي، وغيرها من الزيارات المتبادلة لكبار المسؤولين في البلدين والتي أسهمت في الارتقاء بمستوى العلاقات بين البلدين الشقيقين.
وتحرص الإمارات وقطر على تعزيز التعاون والتنسيق في مختلف المجالات بما يحقق المصالح المتبادلة للبلدين ورؤاهما تجاه التنمية والازدهار المستدام.
وسجلت تجارة دولة الإمارات الخارجية مع دولة قطر، خلال 2023، نمواً كبيراً بنسبة 18.3%، لتلامس 37 مليار درهم، مقارنة بالعام الذي سبقه، كذلك سجلت نحو 21 ملياراً خلال النصف الأول من العام الجاري 2024.
وتعد الإمارات، الشريك التجاري الأول خليجياً وعربياً والثامنة عالمياً لدولة قطر، حيث تستحوذ الإمارات على 52% من تجارة قطر خليجياً.وارتفع إجمالي عدد الرخص التجارية الإماراتية في قطر، بنسبة 11%، خلال العام 2023، مقارنة بالعام 2022، ليصل عددها إلى 248 رخصة تجارية، وهناك أكثر من 100 رحلة طيران أسبوعياً بين البلدين، مما يشير إلى أن قطاع السياحة بين البلدين يشهد نمواً، ويدفع نحو تعزيزه تقديم الخدمات والتمويل كأحد القطاعات الاستراتيجية للبلدين.ويواصل البلدان جهودهما في رفع مستوى التعاون المشترك في مختلف المجالات مثل الطاقة، والصناعة، والمالية، والشباب والرياضة، والتعليم العالي والبحث العلمي، وغيرها من المجالات.