نددت هيئة علماء المسلمين في العراق باستمرار حملات الإعدام الجماعية في البلاد رغم كل التحذيرات المحلية والدولية والأممية، في حين اعتبرت الحكومة أن هذه الحملات ضد عمليات الإعدام تثير الفوضى.

وأكدت الهيئة -في بيان أصدرته مساء السبت- أن الحكومات المتتابعة في العراق لا تزال تنفذ حملات الإعدام الجماعية، التي تفتقر لأدنى معايير المحاكمات العادلة والإجراءات القانونية السليمة.

وأوضحت الهيئة أن النظام بشقيه (الحكومة ورئاسة الجمهورية)، يقوم بتنفيذ هذه الحملات والمسارعة فيها اعتمادا على مزاعم واهية ومحاكمات صورية، وإجراءات تعسفية، تمثل انتهاكا صارخا لحقوق الإنسان ولحرمات الله ولقيم العدالة والكرامة الإنسانية.

ورصد بيان الهيئة موقف رئاسة الجمهورية بإصدارها بيانا ترد فيه على الانتقادات التي طالت رئيس الجمهورية خلال المدة الماضية -استنكارا وتنديدا بمصادقته على حملات الإعدامات الجماعية- وذلك في سياق النأي بنفسها عن الاشتراك في هذه الجرائم المتتابعة.

وأضافت الهيئة أن "بيان رئاسة الجمهورية دل دلالة واضحة على انسياق رئيس الجمهورية لرغبات القوى السياسية المتسلطة وصاحبة النفوذ المطلق في العراق بالتعاون مع المليشيات الإجرامية التي تمارس جرائمها بدوافع طائفية مقيتة، وابتعاده عن خيار التعامل بالسوية مع جميع أفراد الشعب".

وأعربت هيئة علماء المسلمين في العراق عن رفضها الاتهامات التي تطلقها الجهات الحكومية ضد من يعارض هذه الجرائم، في محاولة منها لإرهاب الأصوات المعارضة وإسكاتها بدلا من الاستماع إلى المطالبات بإصلاح النظام القضائي وضمان العدالة لجميع المواطنين.

وناشدت الهيئة الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش للضغط على السلطات الحكومية لإيقاف جميع الإعدامات والممارسات المشينة التي تنتهك حقوق الإنسان في العراق، وإعادة النظر في السياسات الحكومية الأمنية والقضائية الجائرة، والعمل على ضمان محاسبة المسؤولين عن هذه الجرائم.

تبرير الرئاسة

وكانت رئاسة الجمهورية في العراق أصدرت بيانا قالت فيه إن بعض الصفحات المشبوهة -العائدة لبعض المطلوبين للقضاء وضباط المخابرات في زمن النظام السابق- تداولت خبرا مفاده صدور مراسيم جمهورية بالجملة للمصادقة على أحكام الإعدام الصادرة على المحكومين بالجرائم الإرهابية.

وأوضحت أن "هذه الأخبار الكاذبة التي يروج لها أعداء العراق تسعى لإثارة الفوضى وخلط الأوراق وتحريك الشارع في ظل الظروف الاستثنائية التي تمر بها المنطقة".

وقالت الرئاسة إنها "لن تتوانى عن القيام بواجباتها في المصادقة على أحكام الإعدام على الإرهابيين بعد أن يستوفي الحكم الإجراءات القانونية كافة من تمييز وإعادة محاكمة وعرض على لجنة العفو الخاص، ورئيس الجمهورية بصفته حاميا للدستور حريص على استكمال الإجراءات القانونية بحق المحكومين".

ودعت من صدرت بحقهم أحكام بالإعدام أو ذويهم ممن لم تستوف إجراءاتهم القانونية إلى تقديم طلباتهم لرئاسة الجمهورية من أجل تحويلها إلى الجهات القضائية المختصة.

وخلال السنوات الأخيرة أصدرت المحاكم العراقية المئات من أحكام الإعدام والسجن المؤبد لمدانين "بالانتماء إلى جماعة إرهابية" خلال محاكمات نددت بها جماعات حقوق الإنسان، واعتبرت أن الأحكام لم تتوفر فيها شروط المحاكمة العادلة أو تم خلالها انتزاع اعترافات من المتهمين تحت التعذيب.

ووفق القانون العراقي، تصل عقوبة جرائم الإرهاب والقتل إلى الإعدام، ويتعين على رئيس الجمهورية التصديق على هذه الأحكام قبل تنفيذها.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات فی العراق

إقرأ أيضاً:

6 أحزاب كردية إيرانية تدعو لإضراب عام الأربعاء

بغداد اليوم - متابعة

أصدرت 6 أحزاب سياسية في كردستان إيران نداء مشتركا، اليوم الاثنين (20 كانون الثاني 2025)، دعت فيه الشعب إلى الإضراب العام يوم الأربعاء 22 كانون الثاني، احتجاجاً على صدور أحكام الإعدام بحق بخشان عزيزي وريشه مرادي وسجناء سياسيين آخرين.

وأكدت هذه الأحزاب في بيان لها اطلعت عليه "بغداد اليوم"، أن الإضراب العام هو الحل المدني لمنع تنفيذ أحكام الإعدام وإنقاذ حياة المعتقلين السياسيين.

وجاء في النداء المشترك لأحزاب كردستان إيران: "نحن الأحزاب السياسية في كردستان إيران ندعو كافة الشعب الكردستاني المناضل إلى الإضراب العام في عموم كردستان يوم الاربعاء لمنع حكم الاعدام على اطفالنا ويجب اغلاق كافة اماكن العمل والاسواق والمدارس، وهذا يوضح قوة اتحاد الناس لتحقيق هدف سياسي وإنساني عاجل".

وفي إشارة إلى المشاكل الاقتصادية وانعدام الحريات السياسية في إيران، أكدت هذه الأحزاب أن الجمهورية الإسلامية بدلاً من الاستجابة لمطالب الشعب، تصدر أحكام الإعدام على الناشطين السياسيين. واعتبروا الإضراب العام "حلاً مدنياً وسلمياً لإظهار وحدة الشعب ومنع تنفيذ أحكام الإعدام".

وتستمر الدعوة في التأكيد على أن "هذا الإجراء الوقائي هو فرصة لإنقاذ الأرواح ومنع المزيد من الحزن للأسر".

وجاء في بيان الأحزاب السياسية الستة في كردستان إيران، في إشارة إلى حملة "لا للإعدام يوم الثلاثاء": "هذه الحركة هي أيضًا صوت السجناء السياسيين المناضلين الذين يضربون بشجاعة كل يوم ثلاثاء في أكثر من 30 سجنًا في إيران، ويرفعون أصواتهم للمطالبة بإنهاء حكم الإعدام". 

وحملة "لا للإعدام يوم الثلاثاء" هي حركة احتجاجية منسقة من قبل السجناء السياسيين في إيران بدأت في فبراير 2023 وتستمر حتى يومنا هذا. خلال هذه الحملة، يقوم عدد من السجناء بالإضراب عن الطعام كل يوم ثلاثاء من كل أسبوع. المطلب الرئيسي للمضربين هو إلغاء الإعدامات والتعذيب في إيران بشكل كامل.

ومن بين الموقعين على هذه الدعوة: الحزب الديمقراطي الكردستاني الإيراني (KDPI)، وحزب كوملة الكردستاني الإيراني (Komala Party)، وحزب الحياة الحرة الكردستاني (PJAK)، وحزب حرية الكردستاني (PAK)، وحزب العمال الكردستاني الإيراني (OFI)، ومنظمة كردستان للحزب الشيوعي (KDP).

وفي الوقت نفسه، أصدر حزب العمال الشيوعي الإيراني وجمعية النساء الحرة في شرق كردستان (KJAR) أيضًا بيانين منفصلين يدعوان الناس إلى الإضراب يوم الأربعاء.

وبالتزامن مع نشر هذا النداء اندلعت موجة واسعة من الاحتجاجات ضد تأكيد أحكام الإعدام على بخشان عزيزي وريشه مرادي داخل إيران وخارجها. كما وقّع أكثر من 3400 فنان وكاتب وناشط سياسي ومدني على بيان مشترك يطالب بإلغاء أحكام الإعدام الصادرة بحق عزيزي مرادي.

وطالبت زهرة رهنورد، إحدى زعيمات الحركة الخضراء، في بيان قصير، بإلغاء حكم الإعدام الصادر بحق بخشان عزيزي والإفراج عنه فورًا، مؤكدة "أن من واجب الحكام أن يبدؤوا بفتح أبواب السجون وإعادة كافة الناشطين إلى حضن المجتمع بإطلاق سراح بخشان عزيزي".

وفي يوم الأربعاء الماضي، نظمت مجموعة من الناشطات الكرديات وقفة احتجاجية أمام مكتب محافظ كردستان، للمطالبة بإلغاء حكم الإعدام بحق بخشان عزيزي والإفراج عن السجناء السياسيين والأيديولوجيين. ورفع المتظاهرون صور عزيزي ورددوا شعارات ضد الإعدام، وقرأوا بيانا اعتبروا فيه الحكم غير عادل ويتنافى مع القيم الإنسانية.

وفي وقت سابق، أصدرت مجموعة من علماء ومعلمي السنة الأكراد بيانا يدين أحكام الإعدام الصادرة بحق بخشان عزيزي وريشه مرادي وسجناء سياسيين آخرين، ويطالبون بوقف تنفيذ هذه الأحكام. كما دان اتحاد معلمي كردستان ومجموعة من الناشطين السياسيين والمدنيين الأكراد في بيانات منفصلة صدور وتثبيت أحكام الإعدام بحق عزيزي ومرادي وسجناء سياسيين آخرين.

واعتقلت قوات وزارة الاستخبارات في طهران في آب 2023، العاملة الاجتماعية الكردية بخشان عزيزي. وبعد أن قضاهم أكثر من أربعة أشهر في الحبس الانفرادي، حكم عليه بالإعدام والسجن لمدة أربع سنوات في آب 2023 هـ من قبل الفرع 26 من محكمة الثورة في طهران بتهمة "التمرد" و"الانتماء إلى جماعات معارضة". وقد أيدت المحكمة العليا هذا الحكم مؤخرًا.

وريشه مرادي، عضو جمعية المرأة الحرة في شرق كردستان، اعتقلت في سنندج في آب 2024 وحكم عليها بالإعدام في تشرين الثاني الماضي من هذا العام بتهمة "التمرد". ويُقال إن أساس اتهام باقي هو "تواجده في شمال سوريا (روج آفا) والحرب ضد داعش".

مقالات مشابهة

  • 6 أحزاب كردية إيرانية تدعو لإضراب عام الأربعاء
  • بعد قليل..استئناف المتهمين بقتل اللواء اليمني حسن العبيدي على أحكام الإعدام
  • أمين عام علماء المسلمين: المقاومة انتصرت وأوصلت صوت الفلسطينيين للعالم
  • إثارة كبيرة في انطلاق منافسات كرة القدم
  • تظاهرات داعمة لفلسطين في نيويورك وبرلين تندد بحرب الإبادة
  • مصدر أمني:إيران ترسل مخدراتها للعراق من خلال الشاحنات التي تحمل البطاطا وغيرها
  • ديالى.. منظمة تحذر من كارثة اجتماعية: 10 آلاف يتيم يواجهون خطر العصابات ومستنقعات الجريمة
  • رئيس الجمهورية: العراق يعاني من تناقص الموارد المائية وتزايد التصحر والجفاف
  • مفتي الجمهورية: التكفير يعدُّ من أهم العقبات التي ابتليت بها هذه الأمة
  • مفتي الجمهورية: الفكر التكفيري من أخطر ما يواجه أوطان المسلمين