تواصل نقابة الصحفيين التونسيين، مساعيها المعارضة للمرسوم الرئاسي 54، الذي اعتبرت أنه كان وراء سجن العديد من الصحفيين في البلاد.

وكان المرسوم الرئاسي الصادر منذ سبتمبر 2022، محل جدل واسع، واعتبرته أحزاب ومنظمات حقوقية خطرا على حرية التعبير في البلاد.

في المقابل، لم تستجب السلطات التونسية لتلك الدعوات بسحب المرسوم، الذي تضمن 38 فصلا وعقوبات مشددة.

وينص الفصل 24 منه، بالسجن 5 سنوات وغرامة مالية تصل إلى 16 ألف دولار، بتهمة نشر أخبار زائفة أو الإضرار بالأمن العام والدفاع الوطني أو بث الرعب بين السكان.

وبفوز الرئيس التونسي قيس سعيّد بولاية رئاسية ثانية، تجدد النقاش بشأن مصير المرسوم 54، وما إذا كان الرئيس سيستجيب لمطالب معارضيه وبعض مؤيديه، بضرورة تعديل فصوله أو إلغائه، أم أنه سيواصل التمسك به طيلة فترة رئاسته.

وفي هذا الشأن، قال نقيب الصحفيين التونسيين، زياد الدبار، في حديث لقناة "الحرة"، إن "هناك مشكلتين كبيرتين في تونس حاليا، حيث يوجد زملاء (صحفيون) في السجن بموجب القانون رقم 54، بجانب معضلة أكبر هي تفقير الصحفيين، ولا يمكن الحديث عن حرية الصحافة أو الصحافة بشكل عام، مع وجود التخويف والتفقير".

"سيف المرسوم 54".. تونس في مواجهة اتهامات "قمع الإعلام" أكدت منظمات حقوقية، الخميس، أن السلطات التونسية "صعّدت قمعها" ضد الإعلام وحرية التعبير خلال الأسابيع الأخيرة والتي شهدت سجن صحفيين وأصحاب مؤسسات إعلامية بموجب "المرسوم عدد 54" المثير للجدل، ما دفع فعاليات حقوقية وسياسية إلى المطالبة بإلغاء هذا المرسوم أو تنقيح بنوده.

وطالب دبار السلطات التونسية بإطلاق سراح الصحفيين المحبوسين وتطبيق القانون على المؤسسات الإعلامية، لاحترام حقوق الصحفيين، وفق تعبيره.

ولفت إلى أن وضع "الصحفيين التونسيين المسجونين سيء جدا"، وأكد دبار "تدهور الوضعية الصحية للصحفيين محمد بوغلاب وشذى الحاج مبارك"، معتبرا أن وضعهما "مقلق للغاية".

ورغم تلك الانتقادات، يؤكد سعيد على أنه "يرفض المساس بأي كان من أجل فكرة، فهو حر في اختياره وحر في التعبير".

وقال في مايو الماضي عقب لقائه بوزيرة العدل ليلى جفّال، إنه "لم يتم تتبع أي شخص من أجل رأي"، وأضاف: "نرفض رفضا قاطعا أن يرمى بأحد في السجن من أجل فكرة، فهي مضمونة في الدستور".

من جانبه قال القيادي بحراك "25 جويلية"، حسام بن أحمد، مدافعا عن المرسوم: "كان من الضروري وجود قانون رادع لحماية الجميع، ولحماية المشهد السياسي في تونس من التجريح ومن الانفلات".

دعوات لإلغائه أو تعديله.. هل يتمسك الرئيس التونسي بالمرسوم 54؟ تتواصل المخاوف في تونس من تبعات المرسوم الرئاسي 54 المتعلق بمكافحة الجرائم المتصلة بأنظمة الاتصال والمعلومات والذي حوكم بمقتضاه العشرات من الصحفيين والسياسيين والحقوقيين في البلاد.

وتشير تقارير حقوقية وإعلامية إلى أن أكثر من 60 شخصا خضعوا للمحاكمة في تونس بموجب المرسوم 54 منذ سنه في 2022، فيما لا يزال 40 من بينهم محتجزين في السجون، بما يشمل صحفيين ومحامين ومعارضين.

وفي فبراير 2024، تقدم عشرات النواب في البرلمان التونسي، بمبادرة تشريعية إلى مكتب المجلس، تتعلق بتنقيح المرسوم الرئاسي 54 المثير للجدل.

وقال حينها رئيس كتلة الخط الوطني السيادي بالبرلمان، عبد الرزاق عويدات لـ "أصوات مغاربية"، إن هذه المبادرة التشريعية لا تزال مطروحة في البرلمان وسط مطالب بإحالتها إلى لجنة الحقوق والحريات، بعد تأجيل النظر فيها لما بعد العطلة البرلمانية الصيفية.

وتوقع عويدات أن يتم النظر فيها خلال ديسمبر المقبل، عقب الانتهاء من النظر في قانون ميزانية الدولة للسنة المقبلة والمصادقة عليه، في أجل لا يتجاوز 10 ديسمبر 2024.

كما أشار إلى أن النواب يطالبون بتنقيح المواد 5 و9 و 10 و21 و22 و23 من المرسوم، حتى تتواءم مع دستور البلاد، ومع اتفاقية مجلس أوروبا المتعلقة بالجريمة الإلكترونية المعتمدة ببودابست، فضلا عن إلغاء المادة 24 من هذا المرسوم.

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: المرسوم 54 فی تونس

إقرأ أيضاً:

الرئيس الإيراني: نرغب في التفاوض لكن ترامب يضع يده على رقابنا

قال الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، مساء اليوم الخميس، إن طهران ترغب في التفاوض مع الولايات المتحدة لكن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب "يضع يده على رقابنا".

وأكد الرئيس الايراني، أن إيران هي صاحبة القرار للمستقبل وليس ترامب، مشددا على ضرورة التغيير في وجهات النظر لافشال جميع العقوبات التي يفرضها ترامب على البلاد، بحسب ما أوردته وكالة مهر الرسمية.

وأشار بزشكيان، في كلمة ألقاها في اجتماع مديري محافظة غرب طهران والمجلس الإداري لمدن مالارد وشهريار والقدس إلى أن خلاصة الإدارة هي معرفة الفرص والتهديدات داخل البلاد وخارجها ومعرفة نقاط القوة.

وأضاف أن ترامب يقول شيئاً، والبعض يؤقلم نفسه في إطار ما يريده الرئيس الأمريكي ترامب، وتابع "ماذا يريد ترامب أن يفعل؟ هنا نحن من يقرر كيف ينبغي لنا أن نصنع مستقبلنا". 

وأوضح الرئيس بزشكيان، أنه إذا لم نغير وجهة نظرنا، فقد فرضنا عقوبات على أنفسنا رسميا، ولكن إذا غيرنا وجهة نظرنا، فلن يصل ترامب إلى أي نتيجة، بغض النظر عن عدد العقوبات التي يفرضها.

مقالات مشابهة

  • الرئيس الإيراني: نرغب في التفاوض لكن ترامب يضع يده على رقابنا
  • الصحفيين تحسم الجدل بشأن موعد انتخابات النقابة 2025
  • قدورة فارس يتحدث لـعربي21 عن إقالته والطوفان ومرسوم عباس بشأن الأسرى
  • منظمات حقوقية في ليبيا تصدر بياناً حول تطبيق «تيك توك» في البلاد
  • مخاوف إسرائيلية من إجهاض مفاوضات التبادل.. واتهامات لـ«حماس» بتعطيل الصفقة
  • مسؤول أممي :عملنا مستمر من صنعاء
  • ( 3-1) السعودية محط أنظار العالم
  • تفاصيل 4 هزات أرضية ضربت تونس
  • جدل في تونس.. هل تستعد البلاد لاستقبال فلسطينيين من غزة؟
  • إيمان كريم: المجلس مستمر في توعية الأشخاص ذوي الإعاقة بحقوقهم