تواصل دولة الإمارات تعزيز إسهامها في مشهد التنمية الاقتصادية إقليميا وعالميا، عبر حزم من الاستثمارات الخارجية العملاقة، وفق رؤية إستراتيجية شاملة تهدف إلى فتح أوسع آفاق النمو أمام اقتصادها المحلي، ودعم اقتصادات الدول الشقيقة والصديقة، بما يعزز من فرص التنمية والازدهار لشعوب المنطقة والعالم.
وشكل مشروع تطوير مدينة رأس الحكمة وتنميتها على الساحل الشمالي الغربي في مصر، باستثمارات مباشرة قدرها 35 مليار دولار، تتويجا للصعود الإماراتي المتسارع في المشهد الاستثماري العالمي، ومواصلة جهودها الداعمة لتعزيز مسارات التنمية الاقتصادية والاجتماعية في جمهورية مصر الشقيقة.


ويتألف المشروع الذي يمتد على مساحة تزيد عن 170 مليون متر مربع، من مرافق سياحية ومنطقة حرة ومنطقة استثمارية إلى جانب المباني السكنية والتجارية والترفيهية، ومنطقة سكنية تتضمن نحو 190 ألف فيلا وشقة، تستوعب ما يصل إلى مليوني نسمة.

كما سيتم تخصيص 12 مليون متر مربع لتجارة التجزئة، والترفيه، والاستجمام، مع تخصيص 25% من المساحة الإجمالية للمساحات المفتوحة.

وتضم رأس الحكمة منطقة استثمارية ومنطقة حرة خاصة وخمسة مراس.

ويعد المشروع أكبر استثمار أجنبي مباشر في تاريخ مصر، ووفقا لمجلس الإمارات للمستثمرين بالخارج، فإن الاستثمارات الإماراتية في مصر بعد توقيع صفقة المشروع، قفزت إلى نحو 65 مليار دولار، لتعزز بذلك موقعها كأكبر مستثمر عربي في مصر، والثالث عالميا.
وترتبط الإمارات بعلاقات اقتصادية واستثمارية متميزة مع عدد كبير من دول العالم، وتقدر قيمة الأصول الإجمالية للاستثمارات الإماراتية في الخارج، سواء حكومية أو خاصة، بنحو 2.5 تريليون دولار حتى مطلع عام 2024.
وتسهم اتفاقيات الشراكة الاقتصادية الشاملة التي أنجزتها دولة الإمارات، في فتح الأبواب أمام الشركات والاستثمارات الإماراتية، وخلق مزيد من الفرص الواعدة لها في الخارج.
وأنجزت الإمارات نحو 18 اتفاقية، منها 6 اتفاقيات دخلت حيز التنفيذ بشكل كامل، و7 أخرى جرى التوقيع عليها رسميا، ويتم حاليا استكمال إجراءات التصديق عليها، تمهيدا لبدء تنفيذها قريبا بشكل متتابع، فيما تم إنجاز محادثات الاتفاقيات الباقية بنجاح والتوصل إلى بنودها النهائية تمهيداً للتوقيع عليها رسمياً قريبا.
وتنتشر الاستثمارات الإماراتية الخارجية على نطاق واسع عربيا وإقليميا وعالميا، وتشمل نحو 90 دولة.
وعلى سبيل المثال لا الحصر، تأتي دولة الإمارات في طليعة الدول المستثمرة في المملكة العربية السعودية، إذ بلغ حجم استثماراتها 27.75 مليار دولار بنهاية عام 2022، وفقا لبيانات الهيئة العامة للإحصاء في السعودية ووزارة الاستثمار.
وفي الإطار ذاته، بلغت قيمة الاستثمارات المتبادلة الضخمة بين الإمارات والكويت، ما يقارب 9 مليارات و656.2 مليون دولار بين عامي 2018 و2022، فيما وصل عدد الشركات الإماراتية المستثمرة في الكويت إلى 133 خلال الفترة نفسها.
وتعد الإمارات أكبر مستثمر عربي في المغرب، بإجمالي استثمارات يقدر بنحو 15 مليار دولار في مجموعة متنوعة من المشروعات الإستراتيجية، فيما تعد الإمارات أكبر مستثمر عالمي في الأردن، حيث تشير التقديرات إلى بلوغ الاستثمارات المتبادلة بين البلدين نحو 22.5 مليار دولار.
وإقليميا، تعد جمهورية تركيا الصديقة من أهم وجهات الاستثمارات الخارجية لدولة الإمارات؛ إذ بلغت استثمارت الدولة فيها نحو 7.8 مليار دولار حتى أكتوبر 2023.
وكانت الإمارات أعلنت في نوفمبر 2021 عن تأسيس صندوق استثمار بقيمة 10 مليارات دولار في تركيا يركز على الاستثمارات الإستراتيجية، وعلى رأسها القطاعات اللوجستية ومنها الطاقة والصحة والغذاء.
وعلى المستوى العالمي… بلغ إجمالي التدفقات الاستثمارية الإماراتية إلى الهند نحو 16.2 مليار دولار للفترة من 2019 إلى 2023، شملت قطاعات متعددة أبرزها الطاقة المتجددة، والمعادن، والبرمجيات، وخدمات تكنولوجيا المعلومات، والمواد الكيميائية، وتصنيع المعدات الأصلية للسيارات.
أما الصين، فقد بلغ إجمالي التدفقات الاستثمارية الإماراتية إليها نحو 11.9 مليار دولار بين عامي 2003 و2023، وتضمنت العديد من القطاعات من أبرزها الاتصالات، والطاقة المتجددة، والنقل والتخزين، والفنادق والسياحة، والمطاط، فيما وصل عدد الشركات الإماراتية العاملة في السوق الصيني إلى أكثر من 55 شركة.
وتعتبر الإمارات شريكا إستراتيجيا في مبادرة الحزام والطريق، التي أطلقها الرئيس الصيني شي جين بينغ عام 2013، وقد ضخت 10 مليارات دولار في صندوق استثمار صيني – إماراتي مشترك لدعم مشروعات المبادرة في شرق إفريقيا.
وفي كوريا الجنوبية، يتوقع أن تشهد الاستثمارات الإماراتية زخما في القطاعات المختلفة، لا سيما أن دولة الإمارات أعلنت في يناير 2023، عزمها عن ضخ استثمارات تقدر بـ 110 مليارات درهم (30 مليار دولار) خلال السنوات المقبلة.
وكان البلدان اتفقا خلال أعمال الدورة الثامنة للجنة الاقتصادية المشتركة بينهما، على توسيع وتنويع مظلة التعاون الاقتصادي في 11 قطاعا إستراتيجيا، وتحفيز الاستثمارات المتبادلة فيها.
وبلغت استثمارات الإمارات في الولايات المتحدة حوالي 3.7 مليار دولار بين عامي 2018 و2023، شملت قطاعات رئيسية مثل الطاقة المتجددة، والاتصالات، والطاقة، والعقارات، والخدمات البرمجية، إضافة إلى تكنولوجيا المعلومات.
وحققت الاستثمارات الإماراتية نموا كبيرا في الأسواق البريطانية خلال السنوات الماضية، وبلغت نحو 29 مليار درهم بنهاية عام 2021، فيما بلغ إجمالي الاستثمارات الإماراتية في فرنسا 3.3 مليار دولار في الفترة ذاتها.
وتولي الإمارات عناية خاصة لتعزيز علاقات الاستثمار مع دول القارة الإفريقية، وفي هذا الإطار، وصل إجمالي الاستثمارات الإماراتية في إثيوبيا إلى 2.9 مليار دولار، تشمل قطاعات متنوعة من أبرزها تصنيع الأدوية، والألمنيوم، والأغذية والمشروبات، والكيماويات.
وتمثل البرازيل أحد أهم وأبرز شركاء الإمارات في أمريكا اللاتينية، حيث تُقدر الاستثمارات الإماراتية فيها بنحو 5 مليارات دولار.


المصدر: جريدة الوطن

كلمات دلالية: الاستثمارات الإماراتیة فی استثمارات الإمارات دولة الإمارات ملیار دولار دولار فی

إقرأ أيضاً:

الشركات الإماراتية.. تسطع في سماء الذكاء الاصطناعي العالمي

حسونة الطيب (أبوظبي)

أخبار ذات صلة الشيخة فاطمة: أصدق مشاعر المحبة والتبريكات للمرأة العُمانية «الصحفي الذكي».. يستقبل ضيوف «أبوظبي للإعلام» في جيتكس

توطيداً لاستراتيجية الإمارات للذكاء الاصطناعي 2030، قطعت الشركات الإماراتية أشواطاً بعيدة في مجال الذكاء الاصطناعي، حيث من المتوقع أن تسهم بنحو 14% في الناتج المحلي الإجمالي بحلول العام 2030، أي ما يعادل 367 مليار دولار تقريباً، بحسب مجلس الأعمال الأميركي الإماراتي.
ويقول المجلس إن الاستراتيجية تهدف لتحقيق أهداف مئوية الإمارات 2071، وتعجيل تنفيذ البرامج والمشروعات التنموية لبلوغ المستقبل، والاعتماد على الذكاء الاصطناعي في الخدمات وتحليل البيانات بمعدل 100% بحلول عام 2031، والارتقاء بالأداء الحكومي وتسريع الإنجاز وخلق بيئات عمل مبتكرة، وأن تكون حكومة الإمارات الأولى في العالم في استثمار الذكاء الاصطناعي بمختلف قطاعاتها الحيوية، وخلق سوق جديدة واعدة في المنطقة ذات قيمة اقتصادية عالية.

جي 42
ومن ضمن الشركات اللامعة في سماء الذكاء الاصطناعي، «جي 42»، الشركة العالمية الرائدة في توظيف وتسخير حلول وإمكانات الذكاء الاصطناعي، التي تتخذ من أبوظبي مقراً لها.
وتعمل الشركة على توظيف تقنيات وحلول الذكاء الاصطناعي كقوة مؤثرة من أجل حياة أفضل، وأداة لتحسين مختلف جوانب الحياة.
وتعد جي 42 التابعة لشركة مبادلة، أحد عوامل التقدم والتطور على مستوى المنطقة وخارجها، حيث تعمل على توحيد الجهود مع الدول والشركات والأفراد من أجل دفع مسيرة التقدم الإنساني.
ويتعدد نشاط الشركة، ليشمل مجالات متنوعة من، الطب الجزيئي إلى السفر للفضاء، وغير ذلك. 

أيه آي كيو (AIQ)
ويندرج تحت مظلة جي 42 عدد من الشركات الأخرى، مثل أيه آي كيو (AIQ): تتخصص في مجال التكنولوجيا، وتقدم حلول الذكاء الاصطناعي المبتكرة والمتطورة في قطاع النفط والغاز لخارج الدولة.
والشركة مملوكة بنسبة 60% لأدنوك و40% لشركة جي 42.
طورت الشركة، حلولاً ونماذج للذكاء الاصطناعي تحلل البيانات الضخمة، وتسهم في إصدار توصيات في مجال حفر آبار النفط والغاز، وتقليل الانبعاثات، وتعزيز الإنتاجية، وتحديد إجراءات وتنبيهات خاصة بالسلامة في العمليات التشغيلية، مع تقليل تدخل العنصر البشري.

سبيس 42
سبيس 42 (SPACE42): مولود تمخض عن اندماج شركتي بيانات والياه سات، وهي شركة رائدة في مجال تكنولوجيا الفضاء ومدعومة بالذكاء الاصطناعي في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، مع إمكانات واسعة للنمو والتكامل على المستوى العالمي.
وللشركة المقدرة على الاستفادة من الفرص الإقليمية والدولية في مجالات الحلول الجيومكانية، وحلول الاتصالات المتنقّلة والفضائية، والتحليل الذكي لقطاع الأعمال بفضل مكانتها المالية القوية، والإمكانات التكنولوجية المتقدِّمة والمدعومة بالذكاء الاصطناعي، ومحفظة منتجاتها المتنوّعة.
ومن المتوقع، أن تكون سبيس 42، واحدة من أكبر شركات الفضاء المُدرجة في أسواق المال على مستوى العالم.

بيانات «BAYANAT»
بخبرة تزيد على 45 عاماً، تتخطى إمكانيات شركة «بيانات»، رسم الخرائط والمسوحات التقليدية، لتشمل إنشاء بيانات من الأقمار الاصطناعية وتقنيات الرصد HAPS، وأنظمة الاستشعار المتخصصة ورصد الأرض وشبكة التطبيقات الجغرافية الوطنية.
كما تقدم، خدمة DaaS، المتخصصة في مجالات البنية التحتية الوطنية والبنية التحتية للنفط والغاز والبلديات.

الياه سات
الياه سات (yahsat): تملك الشركة، 5 أقمار صناعية تغطي أكثر من 80% من سكان العالم، توفر لهم خدمات الاتصالات والإنترنت والبث الفضائي وربط الشبكات وحلول الاتصالات المتنقلة.
كما تقدم، خدمة البث المباشر للمنازل «ياه لايف»، لأكثر من 100 مليون مشاهد في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وجنوب غرب آسيا وأوروبا.
وتعمل الياه سات، على تعزيز مكانة الإمارات، كدولة رائدة في قطاع الاتصالات الفضائية، عبر الإنتاج المحلي لتقنيات الاتصالات الفضائية الرئيسية. 

كور 42  
كور 42 (CORE42): تهدف الشركة، وهي ثمرة اندماج بين جي 42 كلاود ومعهد إنسبشن وشركة إنجازات، للتركيز على توفير الحلول السحابية وإمكانات الذكاء الاصطناعي المؤسسية على مستوى الدولة.
ومن المتوقع أن تلعب الشركة دوراً حيوياً في المشهد التكنولوجي الراهن، عبر توفير منصة شاملة وقادرة على تحقيق أجندة التحول الرقمي للدولة، فضلاً عن ريادة الجهود المبذولة لتصدير ابتكارات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات للمؤسسات والحكومات حول العالم. 

خزنة
خزنة (Khazna): شركة رائدة في مجال توفير مراكز البيانات التجارية بالجملة في الإمارات، وهي واحدة من أكبر مشغلي البنية التحتية لمراكز البيانات في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
كما تعمل على توفير أنظمة مُحكمة للعملاء لتخزين بيناتهم فيها بثقة وأمان.

أم 42
أم 42  (M42): تتميز الشركة بقدرات كبيرة تمكنها من إحداث تحول جذري في منظومة الرعاية الصحية، معتمدة على أحدث التقنيات الطبية المرتكزة على البيانات، مثل علم الجينوم والذكاء الاصطناعي، بالإضافة إلى توفير مجموعة واسعة من أفضل الخدمات الخاصة بالمرضى على المستويين المحلي والعالمي، وشبكة من أحدث المرافق لتقديم أعلى مستوى من الرعاية الصحية.

بريسايت
بريسايت (Presight): تركز الشركة في أعمالها، على دعم التحول الرقمي في المنطقة، من خلال تحليلات البيانات الضخمة المُدعمة بالذكاء الاصطناعي.
وتعتبر بريسايت الشركة الرائدة في هذا القطاع على مستوى العالم، حيث تملك 10 حلول رائدة وما يزيد على 100 نموذج للذكاء الاصطناعي عبر منصة TAQ.

أم جي أكس
أم جي أكس (MGX): إحدى الشركات الرائدة الجديدة، التي ترصد 100 مليار دولار للاستثمار في مجال الذكاء الاصطناعي.
وتهدف الشركة لتسريع تبني الذكاء الاصطناعي، عبر خلق الشراكات على الصعيدين المحلي والعالمي.
كما تركز على ثلاثة محاور: البنية التحتية للذكاء الاصطناعي، أشباه الموصلات، والتطبيقات والتقنيات الرئيسية الخاصة بالذكاء الاصطناعي.

مقالات مشابهة

  • استثمارات شركة الظاهرة الزراعية الإماراتية في مصر تصل إلى 250 مليون دولار
  • الاستثمارات الإماراتية في قطاع الزراعة..قوة دافعة للاقتصاد الوطني
  • الإمارات: رأس الحكمة درة تاج استثماراتنا في العالم من بين 90 دولة
  • استثمارات الإمارات الخارجية قيمة مضافة للاقتصاد العالمي
  • (11.9) مليار دولار قيمة البضائع الصينية المصدرة للعراق خلال الاشهر التسعة الماضية
  • استثمارات الإمارات الخارجية قيمة مضافة.. ورأس الحكمة درة التاج
  • وزير الكهرباء: 160 مليار دولار استثمارات أجنبية مباشرة للطاقة المتجددة 
  • شركات التبغ العملاقة تدفع 32.5 مليار دولار للمقاطعات والمدخنين في صفقة مقترحة “تاريخية” في كندا
  • الشركات الإماراتية.. تسطع في سماء الذكاء الاصطناعي العالمي