قالت سيدة المسرح العربي الفنانة سميحة أيوب، أن هدم المسرح العائم، قرار عشوائي، قائلة نحن يجب علينا أن نبني مسارح وليس هدم مسارح، لأفته أننا نحن فى حاجة شديدة لبناء مسرح وليس هدم مسرح، مؤكدة أن مجرد كلمة مسرح تعني الثقافة والتنوير، مؤكدة أن هناك حالة من عدم الأهتمام بالثقافة والتنوير، مؤكدة أن المسرح متعايش على ما هو بالوقت الحالي " مثل الأواني المستطرقة " مضيفة أن المسرح  بالوقت الحالي لن يبقي عبقري دون تقديم الدعم له والأهتمام به.

وأضافت الفنانة سميحة أيوب فى تصريخ خاص لـ " الوفد " أنها تتواصل مع كل وسائل الأعلام، لمطالبة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، بالعدول عن قرار الإزالة، الذي وصفته نوعاً من التشويه الثقافي، مؤكدة أن المسرح العائم صرح فني وثقافي وتاريخ عريق، مؤكدة أنها علمت بالأمر من أكثر من مصدر مسؤول وموثوق به بقرار الإزالة، لأفته أنها لم تخرج للحديث عنه من فراغ.

 وقف على خشبته قامات المسرح العائم

وأوضحت أن المسرح العائم وقف على خشبته قامات، والدولة تعي قدره ودوره التنويري، مضيفة أنها لا تطالب بالرجوع في القرار فقط، لكنها ترفض بشكل قاطع التفكير بهدم أي مسرح،وعلينا بناء المزيد لثقافة الناس وتنويرهم عبر ألوان الفن التي تتسلّل للعقول، وتشكل وجدان المواطن. 

يذكر أن هناك حالة من الجدل أثارتها المعلومات المتداولة عبر مواقع السوشيال ميدايا عن إزالة " المسرح العائم "، فى الأوساط المسرحية وعشاق المسرح من الجمهور، الذين أعتبرو أن هدم المسرح هو هدم منبرا للمنار والفكر ونشر الثقافة، والامر لم يتوقف عند الدور التوعوى للمسرح ، لكنه اثار الجدل بسبب طبيعة المسرح الذى يعد من الأماكن ذات العبق التاريخي، حيث عرض على شاشاته العديد من الاعمال المسرحية المهمه ، وحققت نجاحا كبيرا، بينها عروض "مطلوب زوجه فورا"، و "مساء الخير يا مصر"، "المحطة"، "مولد سيدى المرعب"، "الموضوع كبير أوى"، "البهلوانات"، وعرض مسرحية روايح الذى حقق اعلى ايراد مسرحى وقت عرض.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: عبد الفتاح السيسي لأعمال المسرحية مسرح العرب وسائل الإعلام سميحة أيوب سيدة المسرح العربي المسرح العائم المسرح العائم أن المسرح مؤکدة أن

إقرأ أيضاً:

الحب في زمن التوباكو (1)

 

 

 

مُزنة المسافر

 

صوتي يصدح، يصرخ، يسرح في أكبر مسرح عرفه شارعنا، وبلدتنا، علم الجميع أنني أغني، وغنائي هذا تصحبه خطوات سريعة في الرقص، أغني كل أغاني الماضي والحاضر الجميل، وأغني لأفراح الآخرين مع عمتي ماتيلدا، لنا طرق كثيرة في الرقص، والغناء. إنه الفرح والسرح، الرقص المتواصل الذي لا يتوقف، لكن إن سألتموني كيف نبدأ بالفرح سأخبركم، إنني لا أتذكر جيدًا إلا ما نحضره قبل كل حفلة.

غرفة تبديل الملابس التي تخص مسرح الشارع المنير للغاية، تناولني عمتي بضع ملابس.

ماتيلدا: غيِّري يا فتاة، رائحتك كروائح رجال المنجم.

جوليتا: بل هو رائحة التبغ الذي تدخنينه يا عمة.

ماتيلدا: لستِ نجمة بعد، حتى تكوني سليطة اللسان. 

اذهبي وغيِّري!

لها دومًا أمور غريبة في إقناعي، أن أكون نجمة، رُبما الإهانة أكثر شيء يجعل من الإنسان يرغب في أن يسطع ويلمع، ويرفع نفسه الظمآنة للغنى بدل الفقر المُدقع.

إنه يُقرِف يُقزِّز الآخرين، فَقرُنا الذي نغني بعيدًا عنه، في أحياء أرقى في البلدة العريضة.. هكذا تقول عمتي أن الشهرة ليست صعبة في هذا المكان.

أحمر الشفاة، وصوت جميل، وشعر مستعار يناسب عمتي ووجهها المُجعَّد، وقلبها المرهق من الحياة، لكنها تخبرننا أن قلبها شاب وأنها جاهزة للوقوع في الغرام إن وجدت رجلًا أفضل لأن الحياة تأتي بالأفضل كل يوم، والأمس ليس مثل اليوم.

وهكذا خرجت أنا وشعري منسدل، وقلبي يخفق، وأنا اقترب من الميكرفون، وأردد كلماتٍ حلوة للسامعين، المخمورين الذين أشعرهم اللحن بالخدر، ووقعوا في غرامات متعددة لعالمنا الحي، الحي بالشعور الحقيقي، إنهم مُزيَّفون، بأغلفة عديدة تُغلِّف جُبنهم، وتُخفي وجدهم للعيش، بينما نحن نكون نحن، ولا ندّعي، ولا نرتوي إلّا من هذا اللحن.

الذي نغني به، ونشعر به، تقول عمتي.

ماتيلدا: فليحيا التوباكو، ومن اخترعه، بعد النبيذ طبعًا.

إن هذا التوباكو هو الإلهام بعينه.

تُردِّد عمتي هذا بعد أن ينتهي المساء، ويبدأ ليل الجرد والعد، فتعُد المبالغ التي جاءت في جيوب زوار المسرح الصغير.

جوليتا: كم يا عمتي؟

ماتيلدا: انتظري. ما زلت أعُد.

إنها تعُد ألف مرة، تخشى من الفئران أن تدخل فستانها وتتسلق إلى فمها وهي تُقبِّل الدولارات، والعملة المحلية، وتُقبِّل يديها وتشعر بالبركة لأول مرة.

جوليتا: ما هي البركة يا عمة؟

ماتيلدا: إنك البركة وصوتك يا ابنة أخي.

إنك تتمايلين، وتُحدثين العجب.

والشغب في قلوب الرجال.

تمايلي يا ابنة أخي، لنجني المال.

 

جوليتا: حقًا يا عمتي، ولماذا هنالك مغنيات أفضل مني؟

ماتيلدا: إنك نجمة يا جوليتا.

نجمة حقيقية دون غبار كَوْني حولك يا صغيرتي.

انظري للغُنج الذي تعيشينه كشابة.

انظري لهذا الشباب الذي يختبأ داخل جذعك.

جوليتا: يأتي النهار، ونسمع أمورًا كثيرة ليس لها علاقة بنا، هنالك شخص انتقل لمنطقتنا، هنالك شخص خرج من دائرة العائلة، وهناك من سافر هاجر وتركنا، كلها أخبار مُتناقَلة، مُتبادَلة بين الأفواه والشفاه الحلوة الرطبة الراغبة في تقبيل الحياة من جديد، والرقص والغناء.

كنت أفكر صباح اليوم هل سأكون نجمة مشهورة؟ أم سأكون إنسانة مغمورة داخل منجم آيل للسقوط، أو سأخرج كقطعة ذهب تود أن تلمع جيدًا، جيدًا أمام الجمهور الذي يرغب أن يدفع لفَنِنا، ويغرقنا بالنقود أنا وعمتي، ويصنع لنا غمامة من المال تغشي على أحلامنا القديمة، وستكون لنا أحلامٌ جديدة تناسب مسرحًا أكبر، وقطع ملابس أجمل، وقلوب راغبة في أن تنبض نبضًا حقيقيًا ليس إلّا.

مقالات مشابهة

  • تياترو الحكايات| عبد الرحيم الزرقاني.. من بنك التسليف إلى خشبة المسرح
  • محافظ الغربية يوجه بسرعة تنفيذ قرارات الإزالة والتصدي بحزم للتعديات
  • الحب في زمن التوباكو (1)
  • أزمة الدراما العُمانية ودور المسرح
  • أيوب: لتطبيق القرارات الدولية وتسليم حزب الله سلاحه
  • مؤكدة رفضها الإرهاب.. المملكة تدين الهجوم على الرئيس الصومالي
  • جدة.. إتلاف أكثر من 1.4 طن مواد غذائية فاسدة وغلق معمل عشوائي للحلويات
  • برشلونة يحسم موقفه النهائي من ضم أيوب بوعدي
  • الشرطة الفرنسية تجلي مئات المهاجرين من مسرح في باريس
  • تستعين بها قبل حفلاتها.. أصالة تكشف سر وصفة غريبة لأم كلثوم