سميحة أيوب لـ "الوفد": هدم المسرح العائم قرار عشوائي
تاريخ النشر: 20th, October 2024 GMT
قالت سيدة المسرح العربي الفنانة سميحة أيوب، أن هدم المسرح العائم، قرار عشوائي، قائلة نحن يجب علينا أن نبني مسارح وليس هدم مسارح، لأفته أننا نحن فى حاجة شديدة لبناء مسرح وليس هدم مسرح، مؤكدة أن مجرد كلمة مسرح تعني الثقافة والتنوير، مؤكدة أن هناك حالة من عدم الأهتمام بالثقافة والتنوير، مؤكدة أن المسرح متعايش على ما هو بالوقت الحالي " مثل الأواني المستطرقة " مضيفة أن المسرح بالوقت الحالي لن يبقي عبقري دون تقديم الدعم له والأهتمام به.
وأضافت الفنانة سميحة أيوب فى تصريخ خاص لـ " الوفد " أنها تتواصل مع كل وسائل الأعلام، لمطالبة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، بالعدول عن قرار الإزالة، الذي وصفته نوعاً من التشويه الثقافي، مؤكدة أن المسرح العائم صرح فني وثقافي وتاريخ عريق، مؤكدة أنها علمت بالأمر من أكثر من مصدر مسؤول وموثوق به بقرار الإزالة، لأفته أنها لم تخرج للحديث عنه من فراغ.
وقف على خشبته قامات المسرح العائموأوضحت أن المسرح العائم وقف على خشبته قامات، والدولة تعي قدره ودوره التنويري، مضيفة أنها لا تطالب بالرجوع في القرار فقط، لكنها ترفض بشكل قاطع التفكير بهدم أي مسرح،وعلينا بناء المزيد لثقافة الناس وتنويرهم عبر ألوان الفن التي تتسلّل للعقول، وتشكل وجدان المواطن.
يذكر أن هناك حالة من الجدل أثارتها المعلومات المتداولة عبر مواقع السوشيال ميدايا عن إزالة " المسرح العائم "، فى الأوساط المسرحية وعشاق المسرح من الجمهور، الذين أعتبرو أن هدم المسرح هو هدم منبرا للمنار والفكر ونشر الثقافة، والامر لم يتوقف عند الدور التوعوى للمسرح ، لكنه اثار الجدل بسبب طبيعة المسرح الذى يعد من الأماكن ذات العبق التاريخي، حيث عرض على شاشاته العديد من الاعمال المسرحية المهمه ، وحققت نجاحا كبيرا، بينها عروض "مطلوب زوجه فورا"، و "مساء الخير يا مصر"، "المحطة"، "مولد سيدى المرعب"، "الموضوع كبير أوى"، "البهلوانات"، وعرض مسرحية روايح الذى حقق اعلى ايراد مسرحى وقت عرض.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: عبد الفتاح السيسي لأعمال المسرحية مسرح العرب وسائل الإعلام سميحة أيوب سيدة المسرح العربي المسرح العائم المسرح العائم أن المسرح مؤکدة أن
إقرأ أيضاً:
حتى لا تموت الأحلام 2| أسدل الستار.. مها شتا (بورسعيد)
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
تشبث بيدها وهى تقوده، ربتت على كفه فى حنان، كان يتأمل المكان حوله يمينًا ويسارًا، رواق طويل مظلم، عند آخر الممر بدأ الضوء يتسلل إلى عينيه رويدًا، لمح نقطة ضوء ساطعة، حاول العدو بأقدام متثاقلة، كاد يتعثر، شدت على كفه، أمسكها بقوة، التفت إليها بنظرة امتنان وابتسامة صافية، بادلته البسمة بأخرى أكثر حنانًا وأمانًا ثم عادت تربت على كفه من جديد.
دلفا معًا، سطعت الأضواء، أغلق عينيه رغمًا عنه، طنين رهيب اخترق أذنيه، لم يقدر على المقاومة؛ فأفلت كفه من يدها ليسد فتحات أذنيه، أسرعت تمسكبكتفه لتحوله عن السقوط، التقط أنفاسه، بدأ الهواء العليل يتسلل إلى صدره، اشتم رائحته بانتشاء، قبل أن يبدأ في فتح عينيه تدريجيًا..
اعتادت عيناه الضوء، أفلح فى احتضان المكان بكلتا عينيه، المسرح الكبير، الستارة المسدلة بلون النبيذ الأحمر، المقاعد المتراصة صفوفًا بلون القهوة، اتسعت ابتسامته فى سعادة اختلج لها قلبه بين أضلعه، دمعت عيناه بشغف وأمل..
جذبته برفق، أجلسته على المقعد، كادت تنصرف، التقط كفها بقوة وخوف، بدا توسله وهو يسألها المكوث جواره، أومأت برأسها وجلست فى المقعد المجاور له..
رمق الستار الذى أخذ يتسلل تدريجيًا هاربًا، حُبست أنفاسه، مضت لحظات أشبه بقرن من الزمان حتى رُفع الستار عن آخره كاشفًا مسرح كبير، غمرته الأضواء، بينما ساد المكان ظلامًا دامسًا، وصمت رهيب..
ظهرت الفرقة الموسيقية بأكملها، صفق مع الحضور فى سعادة، ضحك من قلبه وهو يلتفت إلى رفيقته، أطلق صفيرًا من بين شفتيه والمايسترو ينحنى مقدمًا فرقته الموسيقة، جذب رفيقته هامسًا لها بصوت خافت:
-نغم هناك.
أشار بسبابته إلى موضعها، صدرت تنهيدة حارة من بين شفتيه وهو يسترسل فى همسه:
-الفتاة التي تعزف على آلة التشيلو، الرقيقة، الساحرة، الفتاة ذات الشعر البنى المسترسل.. زوجتي.
أبدت جارته حماسها، ثم ارتفعت الألحان، بدأ يصفق من جديد، أوقفته عن فعله، فأسدل كفيه باستسلام، وضعت سبابتها فوق شفتيها.
وافقها بإيماءة من رأسه، ثم دقق فى أضواء المسرح العالية، شعر بعجزه عن رفع عينيه إليها، أخمد ناظريه مدققًا السمع والبصر فى حبيبته، كانت تمسك آلتها، تحتضنها بين ساقيها، تسدل جفنيها، تعتصر ألحانها قبل سكبها، تشدو فى حنين وألم..
بكت عيناه رغمًا عنه، مد كفه وكأنه يناديها، كل ما جال بخاطره رفقة ألحانها أن تكون غفرت له خطأ جسيم لا يغتفر، يثق تمامًا بحبها له، أنفاسها التى تخترق آلتها تلفحه من بعيد، آه لو رفعت عينيها ونظرت إليه نظرة واحدة، يعلم أنها لن تقاوم دموعه، ستسامحه، لو أمكنه اختراق الصفوف والصعود على خشبة المسرح وانتشالها من بين ألحانها..
فتحت عينيها، ظلت معلقة بآلتها، بدت أذنيها تطرق السمع جيدًا، توقفت لحظات ثم عادت تدغدغ أوتارها، تعلو بذقنها تارة وتخفضها تارة أخرى، وصل لمسامعه صوت دقات قلبها، لمح رجفة أصابعها، انتفضت فى موضعها ثم توقفت عن العزف، بدت أشبه بتمثال، رمقها المايسترو، لم يفهم، وحده فقط من يفهم، نهض بموضعه، صرخ بأعلى صوته:
- استمرى لا تتوقفي، لا تستسلمي.
أمسكته رفيقته، حاولت إجلاسه، لكنه دفعها، صارخًا باسمها:
- نغم، أرجوكِ.
رفعت عيناها، بكت، أخذ يشير إليها بكلتا كفيه، قفز من موضعه، أمسكته رفيقته لكنها لم تلحقه، سقط أرضًا، وسط العشب الأخضر الممتد حوله، اشتم رائحته، رفع رأسه نحو السماء يتوسل، صدمه قرص الشمس الساطع، اخترق عينيه، زلزله بعض النسيم الذي صفع وجهه، ارتجت أوصاله، بكى بحرقة.
رفع رأسه يتأمل المسرح الذى أسدلت ستائره، وتعجب كم صارت بالية، انطفأت الأضواء، صار بقعة مظلمة.
أسدل جفنيه بخوف، ارتعش جميع بدنه، طنين رهيب اخترق أذنيه من جديد، حاول حجب جميع حواسه..
ألقى نظرة أخيرة على المسرح، لم يعد له وجود، أنهضته رفيقته بعطف، تأملها فى ثوبها اللبني، رقيقة حانية، ابتسامة ناعمة لا تغادر شفتيها، سألها رغبته فى منحهفرصة أخيرة لمحادثتها؛ تركته.
تقدم ببطء، لمحها وحدها لا زالت واقفة فى ثباتها، تناديه بكفها المتحجر، تجرء على لمسها، تحسسها بشغف، نظر بعينيها الصامتتين، دموعها المترقرقة فى موضعها، ضاعت آلتها، احتضنها بقوة، طبع قبلة تذوقها باردة فوق وجنتها..
نادته رفيقته، التفت إليها يرجوها أن تساعده، ربتت عليه معلنة له عودتهم يوم آخر..
لم يعلق، انساق معها إلى الداخل حتى غابا عن أعين الناظرين.