ارتفعت حدة الانتقادات الأوروبية لإسرائيل، حتى وصل الأمر ببعض القادة إلى التهديد بوقف تصدير الأسلحة، والتشديد على وقف الحرب على قطاع غزة ولبنان.

وعمد قادة كبار، بينهم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، إلى توجيه انتقادات لاذعة لإسرائيل لكبح جماحها، وثنيها عن تعنتها في مواصلة حربها المدمرة على غزة ولبنان.

وقالت شبكة "سي إن إن" الأمريكية في تقرير اليوم الأحد، إن إسرائيل تعرضت لانتقادات لاذعة من الزعماء الأوروبيين الذين يحاولون كبح جماحها في غزة ولبنان.

وقف تصدير الأسلحة

وبدأ الزعماء الأوروبيون مراجعة خياراتهم لإجبار إسرائيل ورئيس وزرائها بنيامين نتانياهو على التوقف، وإنهاء الحرب الدامية، بدءاً بدعواتهم إلى وقف كامل لمبيعات الأسلحة، والتفكير في عقوبات على وزراء إسرائيليين من اليمين المتطرف، انتهاءً ببحث تعليق اتفاقية الشراكة التجارية بين إسرائيل والاتحاد. 

ألمانيا وإيرلندا تطالبان بحماية اليونيفيل من "عدوانية إسرائيل" - موقع 24انتقدت الحكومة الألمانية القصف الإسرائيلي لقوة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في لبنان (يونيفيل) ودعت إسرائيل إلى التوضيح.

وحسب التقرير، فإن الضربات الإسرائيلية التي تستهدف من حين لآخر القوات الأممية في جنوب لبنان، تزيد القادة الأوروبيين، تصميماً على وضع حد لانتهاكات تل أبيب المستمرة.

ويؤكد هيو لوفات، الزميل البارز في برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في مركز أبحاث المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية في برلين، للشبكة، أن "علاقات إسرائيل مع الاتحاد الأوروبي تتعرض لضغوط غير مسبوقة في هذه المرحلة". 

وتغير موقف التكتل الأوروبي بشكل كبير عما وصفه الخبراء بالدعم الثابت لإسرائيل بعد هجمات حماس عليها في7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، بسبب "حربها الأبدية" على غزة، والتي قتلت أكثر من 42 ألف فلسطيني، ما دفع دولاً أوروبية عدة إلى مراجعة علاقتها مع تل أبيب، وتكثيف انتقادها وبحث معاقبتها. 

وقال خبراء، إن الانتقادات الأوروبية المتزايدة تتزامن مع انصراف الولايات المتحدة عن تسليط ضغوط كبيرة على إسرائيل قبل أسابيع فقط من الانتخابات الرئاسية في نوفمبر (تشرين الثاني). 

إحباط

وأضاف لوفات "هناك الكثير من الإحباط، في عواصم أوروبا الغربية على الأقل، من طريقة تعامل الولايات المتحدة مع إسرائيل على مدار العام الماضي"، مشيراً إلى أن بعض دول الاتحاد الأوروبي شعرت بأنه كان على الولايات المتحدة  أن تفعل المزيد "لتخفيف وتقييد الإجراءات الإسرائيلية".
وفي نهاية الأسبوع الماضي، طالبت إدارة بايدن في رسالة الحكومة الإسرائيلية بالتحرك لتحسين الوضع الإنساني في غزة في غضون شهر، وفي انتقاد مبطن قال كبير الدبلوماسيين في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل الخميس الماضي، إن الكثير من الناس قد يموتون في ذلك الوقت.

وبين لوفات، أن العلاقات كانت متوترة في البداية بسبب هجوم إسرائيل على غزة "الذي تعتبره العديد من الحكومات الأوروبية، بما فيها التي لا تزال تدعم إسرائيل، غير متناسب ويتناقض مع القانون الدولي". 

وقال لوفات، إن العملية البرية التي شنتها إسرائيل ضد حزب الله في جنوب لبنان ربما "قلبت الأمور رأساً على عقب" عند للعديد من الدول الأوروبية.

ووصل اللوم الأوروبي لإسرائيل إلى مستويات جديدة عندما بدأت الضربات العسكرية الإسرائيلية تطال مواقع بعثة حفظ السلام الأممية يونيفيل، في جنوب لبنان.  

وفي تصريحات أثارت رد فعل حاد من إسرائيل، نُقل عن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن على "نتنياهو ألا ينسى أن بلاده أنشئت بقرار من الأمم المتحدة". ورد نتانياهو، بتأكيد أن "إسرائيل قامت بعد انتصارها في الحرب بأيدي أبنائها، ومن بينهم ناجين من الهولوكوست، ومن بطش نظام فيشي في فرنسا".  

سجال بين ماكرون ونتانياهو على إنشاء إسرائيل..هل أقامتها الأمم المتحدة أم قوة السلاح - موقع 24ذكّر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الأربعاء، رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو بأن قرار إقامة إسرائيل، كان من الأمم المتحدة، معتبراً أن عليه ألا "يتنصل من قرارات" المنظمة الدولية.

كما أدانت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني تصرفات إسرائيل في لبنان، وقالت: "ندافع عن حق إسرائيل في العيش في سلام وأمن، لكننا نؤكد ضرورة أن يكون ذلك بالامتثال للقانون الإنساني الدولي".
وتعد إيطاليا ثالث أكبر مورد أسلحة إلى إسرائيل، حيث تزودها بمروحيات وبنادق، وفقاً لمعهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام، ومع ذلك، بعد بداية الحرب في غزة، علقت إيطاليا تراخيص التصدير الجديدة وألغت الاتفاقيات الموقعة بعد 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023.

وكان من بين أشد منتقدي إسرائيل الزعماء الأيرلنديون والإسبان، الذين دعوا الاتحاد الأوروبي إلى مراجعة اتفاقية الشراكة مع إسرائيل، قائلين إنها "تنتهك بند حقوق الإنسان في اتفاقية التجارة بحربها على غزة". وفي الأسبوع الماضي، قال جوزيب بوريل، إن القضية سناقش في مجلس الشؤون الخارجية، إذ يوجد "دليل كافٍ" يستحق المناقشة.

حث رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز بقية الدول الأعضاء في #الاتحاد_الأوروبي على الاستجابة لطلب #إسبانيا و #آيرلندا تعليق #اتفاقية_التجارة_الحرة بين التكتل وإسرائيل، بسبب أن ما تقوم به في #غزة و #لبنان يعتبر انتهاك لبند حقوق الإنسان في الاتفاقية#إسرائيل #اقتصاد_سكاي pic.twitter.com/RzW8obkryC

— اقتصاد سكاي نيوز عربية (@SNABusiness) October 14, 2024

وأوضحت مديرة برنامج العلاقات الإسرائيلية الأوروبية في مركز ميتفيم للأبحاث في القدس سيون تسيدكياهو، أن تغيير الاتفاقية من شأنه أن يضر بإسرائيل، خاصة إذا تأثرت التجارة، فالاتحاد الأوروبي هو أكبر شريك تجاري لإسرائيل، حيث بلغ إجمالي التجارة بين إسرائيل والكتلة 50.7 مليار دولار (46.8 مليار يورو) في 2022، وفقاً لبيانات الاتحاد.
وفي خطوة سابقة احتجاجاً على حرب إسرائيل على  غزة، اعترفت إسبانيا، وأيرلندا، والنرويج رسمياً بالدولة الفلسطينية في مايو (أيار) الماضي. ورغم أن بريطانيا لم تعد عضواً في الاتحاد الأوروبي، فإنها سعت أيضاً إلى كبح جماح إسرائيل، بالنظر في فرض عقوبات على وزراء إسرائيليين من اليمين المتطرف.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله السنوار الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية إسرائيل الاتحاد الأوروبي إيمانويل ماكرون غزة إسرائيل وحزب الله غزة وإسرائيل ماكرون الاتحاد الأوروبي على غزة

إقرأ أيضاً:

وزير الخارجية الإسباني: معظم دول الاتحاد الأوروبي تدعم مغربية الصحراء

زنقة 20 | الرباط

أكد وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألباريس على أهمية المغرب باعتباره “دولة صديقة وشريكا استراتيجيا من الدرجة الأولى لإسبانيا والاتحاد الأوروبي”.

وسلط ألباريس الضوء على التعاون الثنائي في مجالات رئيسية مثل مكافحة الإرهاب والاتجار بالبشر، في مقابلة مع صحيفة الباييس؛ مؤكدا دعم بلدان الاتحاد الأوروبي بهذا التحالف.

وشدد الوزير أيضا على الأهمية الاقتصادية للعلاقات الثنائية، قائلا: “لدينا أرقام تجارية ثنائية لا يتفوق عليها حاليا سوى أرقام الولايات المتحدة والمملكة المتحدة”. ورحب أيضا بإعادة فتح الجمارك في مليلية والافتتاح التاريخي لمكتب جمركي في سبتة.

وبخصوص قضية الصحراء المغربية، جدد ألباريس دعم إسبانيا لعمل المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة.

وأضاف “بعد خمسين عاما، ما نريده هو أن يكون هناك حل بين الأطراف ونحن ندعم المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة في مهمته، وهو الوحيد الذي يتعين عليه أن يقترح هذا الحل على الأطراف”.

وفي رده على سؤال حول الرسالة التي بعث بها رئيس الحكومة بيدرو سانشيز إلى جلالة الملك محمد السادس سنة 2022، والتي أعربت فيها إسبانيا عن قناعتها بأن مخطط الحكم الذاتي المغربي للصحراء هو الأكثر قابلية للتطبيق وواقعية، أجاب ألباريس: “الموقف الإسباني بشأن هذه المسألة معروف جيدا وقد انعكس في الإعلان الإسباني المغربي، والذي بالمناسبة تتقاسمه معظم دول الاتحاد الأوروبي”.

مقالات مشابهة

  • وزير الخارجية الإسباني: معظم دول الاتحاد الأوروبي تدعم مغربية الصحراء
  • المؤتمر: لقاء السيسي ومفوضة الاتحاد الأوروبي يهدف لتعزيز العلاقات الدولية والإقليمية
  • المؤتمر: لقاء الرئيس السيسي ومفوضة الاتحاد الأوروبي يهدف تعزيز العلاقات الدولية والإقليمية
  • الاتحاد الأوروبي يدين منع إسرائيل دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة
  • الاتحاد الأوروبي يحذر من تفاقم الأزمة الإنسانية في غزة بعد قرار إسرائيل منع المساعدات
  • مفوضية الاتحاد الأوروبي تؤكد أهمية تعزيز التعاون التجاري والاستثماري مع مصر
  • رئيس المفوضية الأوروبية السابق ليورونيوز: لاعضوية كاملة لأوكرانيا في الاتحاد الأوروبي
  • الاتحاد الأوروبي يدعو إسرائيل للوفاء بالتزاماتها القانونية الدولية
  • الاتحاد الأوروبي يعبر عن قلقه العميق إزاء العمليات العسكرية الإسرائيلية في الضفة ويدعم حل الدولتين
  • أستاذ علوم سياسية: نحن أمام منعظف ونقلة نوعية في العلاقات بين روسيا والولايات المتحدة