بعد تهديد باريس وبريطانيا..العلاقات بين إسرائيل وأوروبا أمام مفترق طرق
تاريخ النشر: 20th, October 2024 GMT
ارتفعت حدة الانتقادات الأوروبية لإسرائيل، حتى وصل الأمر ببعض القادة إلى التهديد بوقف تصدير الأسلحة، والتشديد على وقف الحرب على قطاع غزة ولبنان.
وعمد قادة كبار، بينهم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، إلى توجيه انتقادات لاذعة لإسرائيل لكبح جماحها، وثنيها عن تعنتها في مواصلة حربها المدمرة على غزة ولبنان.وقالت شبكة "سي إن إن" الأمريكية في تقرير اليوم الأحد، إن إسرائيل تعرضت لانتقادات لاذعة من الزعماء الأوروبيين الذين يحاولون كبح جماحها في غزة ولبنان.
وقف تصدير الأسلحةوبدأ الزعماء الأوروبيون مراجعة خياراتهم لإجبار إسرائيل ورئيس وزرائها بنيامين نتانياهو على التوقف، وإنهاء الحرب الدامية، بدءاً بدعواتهم إلى وقف كامل لمبيعات الأسلحة، والتفكير في عقوبات على وزراء إسرائيليين من اليمين المتطرف، انتهاءً ببحث تعليق اتفاقية الشراكة التجارية بين إسرائيل والاتحاد.
ألمانيا وإيرلندا تطالبان بحماية اليونيفيل من "عدوانية إسرائيل" - موقع 24انتقدت الحكومة الألمانية القصف الإسرائيلي لقوة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في لبنان (يونيفيل) ودعت إسرائيل إلى التوضيح.وحسب التقرير، فإن الضربات الإسرائيلية التي تستهدف من حين لآخر القوات الأممية في جنوب لبنان، تزيد القادة الأوروبيين، تصميماً على وضع حد لانتهاكات تل أبيب المستمرة.
ويؤكد هيو لوفات، الزميل البارز في برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في مركز أبحاث المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية في برلين، للشبكة، أن "علاقات إسرائيل مع الاتحاد الأوروبي تتعرض لضغوط غير مسبوقة في هذه المرحلة".
وتغير موقف التكتل الأوروبي بشكل كبير عما وصفه الخبراء بالدعم الثابت لإسرائيل بعد هجمات حماس عليها في7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، بسبب "حربها الأبدية" على غزة، والتي قتلت أكثر من 42 ألف فلسطيني، ما دفع دولاً أوروبية عدة إلى مراجعة علاقتها مع تل أبيب، وتكثيف انتقادها وبحث معاقبتها.
وقال خبراء، إن الانتقادات الأوروبية المتزايدة تتزامن مع انصراف الولايات المتحدة عن تسليط ضغوط كبيرة على إسرائيل قبل أسابيع فقط من الانتخابات الرئاسية في نوفمبر (تشرين الثاني).
إحباطوأضاف لوفات "هناك الكثير من الإحباط، في عواصم أوروبا الغربية على الأقل، من طريقة تعامل الولايات المتحدة مع إسرائيل على مدار العام الماضي"، مشيراً إلى أن بعض دول الاتحاد الأوروبي شعرت بأنه كان على الولايات المتحدة أن تفعل المزيد "لتخفيف وتقييد الإجراءات الإسرائيلية".
وفي نهاية الأسبوع الماضي، طالبت إدارة بايدن في رسالة الحكومة الإسرائيلية بالتحرك لتحسين الوضع الإنساني في غزة في غضون شهر، وفي انتقاد مبطن قال كبير الدبلوماسيين في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل الخميس الماضي، إن الكثير من الناس قد يموتون في ذلك الوقت.
وبين لوفات، أن العلاقات كانت متوترة في البداية بسبب هجوم إسرائيل على غزة "الذي تعتبره العديد من الحكومات الأوروبية، بما فيها التي لا تزال تدعم إسرائيل، غير متناسب ويتناقض مع القانون الدولي".
وقال لوفات، إن العملية البرية التي شنتها إسرائيل ضد حزب الله في جنوب لبنان ربما "قلبت الأمور رأساً على عقب" عند للعديد من الدول الأوروبية.
ووصل اللوم الأوروبي لإسرائيل إلى مستويات جديدة عندما بدأت الضربات العسكرية الإسرائيلية تطال مواقع بعثة حفظ السلام الأممية يونيفيل، في جنوب لبنان.
وفي تصريحات أثارت رد فعل حاد من إسرائيل، نُقل عن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن على "نتنياهو ألا ينسى أن بلاده أنشئت بقرار من الأمم المتحدة". ورد نتانياهو، بتأكيد أن "إسرائيل قامت بعد انتصارها في الحرب بأيدي أبنائها، ومن بينهم ناجين من الهولوكوست، ومن بطش نظام فيشي في فرنسا".
سجال بين ماكرون ونتانياهو على إنشاء إسرائيل..هل أقامتها الأمم المتحدة أم قوة السلاح - موقع 24ذكّر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الأربعاء، رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو بأن قرار إقامة إسرائيل، كان من الأمم المتحدة، معتبراً أن عليه ألا "يتنصل من قرارات" المنظمة الدولية.كما أدانت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني تصرفات إسرائيل في لبنان، وقالت: "ندافع عن حق إسرائيل في العيش في سلام وأمن، لكننا نؤكد ضرورة أن يكون ذلك بالامتثال للقانون الإنساني الدولي".
وتعد إيطاليا ثالث أكبر مورد أسلحة إلى إسرائيل، حيث تزودها بمروحيات وبنادق، وفقاً لمعهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام، ومع ذلك، بعد بداية الحرب في غزة، علقت إيطاليا تراخيص التصدير الجديدة وألغت الاتفاقيات الموقعة بعد 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023.
وكان من بين أشد منتقدي إسرائيل الزعماء الأيرلنديون والإسبان، الذين دعوا الاتحاد الأوروبي إلى مراجعة اتفاقية الشراكة مع إسرائيل، قائلين إنها "تنتهك بند حقوق الإنسان في اتفاقية التجارة بحربها على غزة". وفي الأسبوع الماضي، قال جوزيب بوريل، إن القضية سناقش في مجلس الشؤون الخارجية، إذ يوجد "دليل كافٍ" يستحق المناقشة.
حث رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز بقية الدول الأعضاء في #الاتحاد_الأوروبي على الاستجابة لطلب #إسبانيا و #آيرلندا تعليق #اتفاقية_التجارة_الحرة بين التكتل وإسرائيل، بسبب أن ما تقوم به في #غزة و #لبنان يعتبر انتهاك لبند حقوق الإنسان في الاتفاقية#إسرائيل #اقتصاد_سكاي pic.twitter.com/RzW8obkryC
— اقتصاد سكاي نيوز عربية (@SNABusiness) October 14, 2024وأوضحت مديرة برنامج العلاقات الإسرائيلية الأوروبية في مركز ميتفيم للأبحاث في القدس سيون تسيدكياهو، أن تغيير الاتفاقية من شأنه أن يضر بإسرائيل، خاصة إذا تأثرت التجارة، فالاتحاد الأوروبي هو أكبر شريك تجاري لإسرائيل، حيث بلغ إجمالي التجارة بين إسرائيل والكتلة 50.7 مليار دولار (46.8 مليار يورو) في 2022، وفقاً لبيانات الاتحاد.
وفي خطوة سابقة احتجاجاً على حرب إسرائيل على غزة، اعترفت إسبانيا، وأيرلندا، والنرويج رسمياً بالدولة الفلسطينية في مايو (أيار) الماضي. ورغم أن بريطانيا لم تعد عضواً في الاتحاد الأوروبي، فإنها سعت أيضاً إلى كبح جماح إسرائيل، بالنظر في فرض عقوبات على وزراء إسرائيليين من اليمين المتطرف.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله السنوار الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية إسرائيل الاتحاد الأوروبي إيمانويل ماكرون غزة إسرائيل وحزب الله غزة وإسرائيل ماكرون الاتحاد الأوروبي على غزة
إقرأ أيضاً:
جدل بين وزراء الاتحاد الأوروبي على اقتراح وقف الحوار مع إسرائيل"التفاصيل الكاملة"
صرح الممثل الأعلى للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية بالاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، اليوم الاثنين، بأن اقتراحه لوقف الحوار السياسي مع إسرائيل من شأنه أن يشكل ضغطا على حكومة نتنياهو.
ويأتي هذا التعليق قبل اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي، حيث من المقرر أن يتم مناقشة اقتراحه الذي قدمه قبل أسبوع تقريبا. وفي ورقة نشرها ممثل الاتحاد الأوروبي الأسبوع الماضي، أشار إلى انتهاكات "خطيرة" للقانون الإنساني الدولي في غزة.
ومن المرجح أن يرفض الوزراء اقتراح بوريل بتعليق الحوار السياسي الرسمي بموجب اتفاقية الشراكة بين الاتحاد الأوروبي وإسرائيل.
هولندا ترفض اقتراح بوريل
فقد قال وزير الخارجية الهولندي، كاسبر فيلدكامب، اليوم الاثنين، إن "الاتحاد الأوروبي بحاجة إلى مواصلة الحوار الدبلوماسي مع إسرائيل وسط التوتر في الشرق الأوسط، في تصريحات مخالفة لاقتراح مسؤول السياسة الخارجية في الكتلة بوقف الحوار مع إسرائيل".
وكان بوريل اقترح الأسبوع الماضي أن يعلق التكتل حواره السياسي مع إسرائيل، مشيرا إلى انتهاكات محتملة لحقوق الإنسان في الحرب في غزة، وفقا لأربعة مصادر دبلوماسية ورسالة اطَلعت عليها رويترز.
التشيك تعارض تعليق الحوار مع إسرائيل
كما عارض وزير الخارجية التشيكي، يان ليبافسكي، اقتراح بوريل، بتعليق الحوار السياسي مع إسرائيل بشأن انتهاكات حقوق الإنسان في غزة، والذي من المقرر أن يناقشه وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في بروكسل يوم الاثنين.
ويقول ليبافسكي إن تعليق الحوار السياسي مع إسرائيل لن يؤدي إلى نتائج، كما أنه يشكك في أن بوريل على دراية واسعة بشأن هذه المسألة.
وصرح ليبافسكي لوكالة الأنباء التشيكية يوم الجمعة، بأنه: "يبدو لي أن جوزيب بوريل لا يعرف ما يريد".
تغيير موقف بوريل
وأشار أيضًا إلى تغير موقف بوريل، مشيرًا إلى أنه خلال رئاسة التشيك للاتحاد الأوروبي في النصف الثاني من عام 2022، عرقل بوريل في البداية الجهود المبذولة لعقد مجلس شراكة مع إسرائيل، لكنه دفع لاحقًا من أجل ذلك. والآن يقترح تعليق الحوار".
وأضاف وزير الخارجية التشيك: "لم يعد هذا منطقيا"، مضيفاً: "لا أعتقد أن تعليق الحوار السياسي سيحقق أي شيء".
اتفاقية الشراكة بين الاتحاد الأوروبي وإسرائيل
وتؤكد اتفاقية الشراكة بين الاتحاد الأوروبي وإسرائيل، الموقعة في عام 2000، على حقوق الإنسان والمبادئ الديمقراطية كأساس للعلاقة بينهما.
وكما ذكرت يوراكتيف، يسعى اقتراح بوريل إلى تقييم مدى امتثال إسرائيل لهذه المبادئ.
ويتطلب تمرير الاقتراح دعما بالإجماع من جميع الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي البالغ عددها 27 دولة، مما يجعل الموافقة عليه غير محتملة. وإلى جانب التشيك، أعربت المجر والنمسا أيضًا عن دعمها القوي لإسرائيل.
وقد يكون اقتراح تعليق الحوار مع إسرائيل هو مبادرة بوريل الأخيرة كرئيس للدبلوماسية الأوروبية. ومن المقرر أن يحل محله في الأسابيع المقبلة رئيس وزراء إستونيا السابق كايا كالاس.
وعندما سألته وكالة الأنباء التشيكية، كان ليبافسكي مترددًا في الإدلاء بالكثير حول النهج الذي يتوقع أن يتبعه كالاس في هذه القضية.
وقال: "دعونا نمنحها المساحة لتقديم نهجها الخاص في التعامل مع هذه الأجندة'.
'إنها ليست أجندة بسيطة. وأضاف رئيس الدبلوماسي التشيكي أن هذه واحدة من أكبر القضايا المثيرة للخلاف في الاتحاد الأوروبي في الوقت الحالي.