حول ذكرى الاحتفال بقناة السويس الجديدة
تاريخ النشر: 14th, August 2023 GMT
مرت ذكرى الاحتفال بإنشاء قناة السويس الجديدة منذ أيام قليلة مرور الكرام دون أن نجد اهتمام كافي إعلاميًا بهذا الحدث الاقتصادي العظيم، لاسيما بعد أن أعلنت الحكومة أن القناة حققت أكثر من ٩ مليارات دولارات خلال الفترات الأخيرة وأن القناة مرشحة لمزيد من النجاحات بعد المشروعات الجديدة التي سنراها في الفترات المقبلة، وسوف تساهم في عوائد اقتصادية لصالح بلادنا الحبيبة مصر.
على كل حال فنحن نحتفل يوم ٦ أغسطس من كل عام بالذكرى الثامنة على افتتاح قناة السويس الجديدة، التي تم افتتاحها في مثل هذا اليوم من عام 2015، وشهدت الـ8 أعوام الماضية العديد من الإنجازات والأرقام القياسية التي تحققت على مستوى لم يتخيله أحد.!
فقد مثلت الإنجازات التي تم تحقيقها منذ افتتاح قناة السويس الجديدة، حجم العمل فيها والعمق الغير محدود والعدد الهائل من السفن التي تمر عبر قناة السويس الجديدة، حيث تعد أحد أكثر الممرات المائية استخدامًا بالعالم، إلى جانب تخطي العديد من الأزمات بـ حلول مثالية دون التسبب في أي مشاكل، ولعل أبرزها سفينة «إيفر جيفين» خلال الفترات الأخيرة.
فقد أثبتت الكوادر المصرية جدارتها وبطولتها على مر العصور، وفي تنفيذ القناة الجديدة في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي،بالتعاون الكامل مع الهيئة الهندسية للقوات المسلحة التي قدمت دور رائع لتحقيق هذا الإنجاز الكبير.حيث تعود فكرة افتتاح قناة السويس الجديدة، حينما عرض الفريق مهاب مميش، رئيس هيئة قناة السويس السابق، على رئيس الجمهورية، ليبدي «السيسي» إعجابه وتحمسه الشديد في حينها لهذا العمل أملًا أن يكون مشروع القرن الواحد والعشرين.
وتضمنت الفكرة زيادة الدخل القومي من العملة الصعبة بعد تحقيق أكبر نسبة من الازدواجية في قناة السويس، وتقليل زمن العبور بالنسبة لقافلتي الشمال ليكون 11 ساعة بدلًا من 18 ساعة، لينخفض على أثره زمن انتظار السفن وهو ما ينعكس إيجابًا تقليل تكلفة الرحلة البحرية لملاكها، ويسهم في زيادة الطلب على استخدامها باعتبارها الاختيار الأول لخطوط الملاحة العالمية ورفع درجة تصنيف القناة لدى المجتمع الملاحي العالمي.
لاسيما أن القناة عبارة عن فرع بطول 35 كيلومترًا يمر بمحاذاة القناة الأصلية التي يبلغ طولها 190 كيلو مترًا، ويعود تاريخ بنائها إلى 145 عامًا، ويهدف إلى مرور السفن في الاتجاهين دون توقف في مناطق انتظار داخل القناة وكذلك تقليل زمن العبور مما يسهم في زيادة الإقبال على استخدام القناة ويرفع من درجة تصنيفها. وتم تنفيذ حفر القناة في 12 شهرًا فقط بعد توجيهات السيسي، وبلغت تكلفتها 8.2 مليار دولار بما يعادل 60 مليار جنيه في ذلك الوقت، وافتتحت للإبحار في حفل كبير حرص ملوك ورؤساء العالم والشخصيات العامة على حضوره، فكانت فخر لنا أمام كل دول العالم وقد شارك في حفرها 6 شركات أجنبية من أكبر شركات التكريك العالمية بطاقة 45 كراكة تعادل 75% من طاقة التكريك العالمية في زمن قياسي.وجاءت الإنجازات التي تحققت من إنشاء قناة السويس الجديدة،مثل زيادة القدرة التصريفية للقناة لتصل إلى 97 سفينة معيارية / يوم مقارنة بحوالي 77 سفينة معيارية / يوم قبل افتتاح القناة الجديدة.
كما تحقيق العبور المباشر لعدد 45 سفينة في كلا الاتجاهين مع تقليل زمن العبور ليكون 11 ساعة بدلا من 18 ساعة لقافلة الشمال. كما تم السماح بعبور السفن حتى غاطس 66 قدم في كلا الاتجاهين. كما تم تحقيق الأمان الملاحي، وتقليل عدد الانحناءات بالمجرى الملاحي للقناة. علاوة علي تحقيق أكبر نسبة من الإزدواجية لتسيير السفن في الاتجاهين بدون توقف في مناطق انتظار داخل القناة.
وتقليل من زمن عبور السفن المارة وزيادة القدرة الاستيعابية لمرور السفن في ظل النمو المتوقع لحجم التجارة العالمية في المستقبل وارتباطا بمشروع التنمية بمنطقة قناة السويس. هذا فضلا عن رفع درجة الثقة في القناه كأفضل ممر ملاحي عالمي، كما يقلل من قيمة الفكر في قنوات بديلة تنافسية بالعالم والمنطقة. وهذا بطبيعة الحال أدى إلى رفع درجة الثقة في استعداد مصر لإنجاح مشروع التنمية بمنطقة قناة السويس.وزيادة الدخل القومي المصري من العملة الصعبة ويصب في خزينة الدولة مباشرة. علاوة على إتاحة أكبر عدد من فرص العمل للشباب المصري وخلق مجتمعات عمرانية جديدة.
أعتقد أن قناة السويس الجديدة من الأحداث الاقتصادية الهامة التي لابد أن يحتفل المصريين بها دوما لما لها من دور كبير في وأد مشروع القناة الإسرائيلية بن جوريون التي هدفت إلى النيل من القناة المصرية وضربها في مقتل وخفض عوائدها إلى أقل من مليار دولار، إلا أن القناة الجديدة ضربت هذا المخطط وحققت عوائد تقترب من الـ١٠ مليارات، ومرشحة لتحقيق أكبر من ذلك، مع تأسيس مشروعات لوجستية واقتصادية أخري، لتصبح أهم الممرات المائية العالمية، وينعكس كل هذا علي الاقتصاد الوطني وشعبنا ومصر الحبيبة الوطن الذي نعمل جميعا من أجله، لأنه بحق أغلى الأوطان.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: مصر قناة السويس قناة السویس الجدیدة أن القناة
إقرأ أيضاً:
لماذا فشل ديليسبس بتكرار نجاح قناة السويس في بنما؟
لطالما كان حلم ربط المحيط الأطلسي بالمحيط الهادئ من خلال قناة مائية فكرة مغرية، إلا أن تحويل هذا الحلم إلى واقع أثبت أنه أصعب بكثير مما بدى على الخرائط. كان بناء قناة بنما تحديًا هندسيًا وإنسانيًا غير مسبوق، حيث واجه بناة القناة صعوبات جمّة بسبب الطبيعة القاسية، والأوبئة الفتاكة، والظروف المروعة التي أدت إلى وفاة الآلاف من العمال على مدى ثلاثة عقود.
فشل إقامة قناة بنماكان بناء قناة بنما يعني حرفيًا إعادة تشكيل الجغرافيا، إذ تطلب المشروع حفر ممر مائي بطول 51 ميلًا عبر البرزخ البنمي. لكن الطبيعة لم تكن سهلة المنال؛ فالغابات الموبوءة بالثعابين، والحرارة المرتفعة التي تجاوزت 80 درجة فهرنهايت، والأمطار الموسمية الغزيرة التي بلغت 105 بوصات سنويًا، شكلت عوائق هائلة.
ذكر أحد العمال، روفوس فوردي، كيف أن المطر لم يتوقف لأسابيع، مما اضطر العمال إلى ارتداء ملابسهم المبللة باستمرار. كانت الفيضانات المتكررة لنهر شاجرز تجعل العمل شبه مستحيل، حيث تحولت المناطق المحيطة إلى مستنقعات وبرك مليئة بالبعوض الحامل للأمراض.
قصور الثقافة تطلق دورة جديدة في فنون السينما ديسمبر المقبل مارسيل بروست.. ماذا تعرف عن ملحمته الأدبية البحث عن الزمن المفقود؟
كانت المخاطر في موقع البناء عديدة، من الصخور العملاقة التي تزن عشرات الأطنان إلى البعوض الذي نشر أمراضًا فتاكة مثل الملاريا والحمى الصفراء.
وفقا لتقارير تاريخية، توفي أكثر من 25,000 عامل أثناء بناء القناة. وصف العامل ألفريد دوتين الظروف قائلاً: “كان الموت رفيقنا الدائم. لن أنسى أبدًا قطارات القتلى التي كانت تُنقل يوميًا وكأنهم مجرد أخشاب.”
بدأت فرنسا بناء قناة بنما عام 1881 بقيادة الدبلوماسي الفرنسي فرديناند ديليسبس، الذي كان يسعى لتكرار نجاحه في بناء قناة السويس. لكن الطبيعة الجبلية والغابات الكثيفة في بنما كانت أصعب بكثير من الرمال المنبسطة في مصر.
تفشت الأوبئة بين العمال، مما أدى إلى وفاة ثلاثة أرباع المهندسين الفرنسيين في غضون ثلاثة أشهر فقط. خلال مواسم الأمطار في عامي 1882 و1883، قُدر عدد الوفيات اليومية بـ 30 إلى 40 عاملاً. وبحلول عام 1888، انهار المشروع الفرنسي بعد وفاة ما يقرب من 20,000 عامل وإفلاس الشركة.
بعد 16 عامًا من توقف المشروع الفرنسي، استأنفت الولايات المتحدة العمل على قناة بنما. ورغم محاولتهم التعلم من أخطاء الفرنسيين، واجه الأمريكيون نفس العقبات، خاصة الأوبئة.
في السنة الأولى، قتلت الحمى الصفراء والملاريا مئات العمال. مع تزايد الوفيات، بدأ كبير المهندسين جون فيندلي والاس يفكر في العودة للوطن، حتى أنه أحضر معه نعشًا معدنيًا تحسبًا لموته. في النهاية، استقال والاس وعاد إلى الولايات المتحدة تاركًا المشروع في وضع حرج.