خبراء: الذكاء الاصطناعي يحدث تحولاً في سوق العمل هذه ملامحه
تاريخ النشر: 20th, October 2024 GMT
أسهم الذكاء الاصطناعي في إحداث تغير في توجهات سوق العمل ما بين اعتباره بديلاً عن القوى العاملة الإنسانية أو شريكاً داعماً لخلق وظائف حديثة تستدعي خبرات علمية جديدة لتخصصات متقدمة، وما بين التصورين أصبح التكيف مع هذه التقنيات واستيعاب دورها في الاقتصاد الحديث تحدياً وضرورة لتحقيق توازن بين تقدم التكنولوجيا ومستقبل القوى العاملة.
وأشار تقريرٍ صادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي عام 2020 تحت عنوان "مستقبل الوظائف 2020"، إلى أنّه من المتوقَّع أن يحلَّ الذكاء الاصطناعي محلّ 85 مليون وظيفة في مختلف أنحاء العالم في الشركات المتوسطة والكبيرة بحلول عام 2025.
97 مليون وظيفةوفي التقرير نفسه، ذُكِر أنّ الذكاء الاصطناعي أيضاً سيخلق 97 مليون وظيفة جديدة بحلول عام 2025، وهي نسبة أعلى من الوظائف التي سيحلّ محلّها أو يُلغيها.
ثورة في الوظائفوفي هذا السياق أكد الدكتور أنس النجداوي مدير فرع جامعة أبوظبي في دبي، أن "الذكاء الاصطناعي (AI) يُحدث تحولاً سريعاً في سوق العمل، حيث أصبحت معظم الوظائف مدعومة الآن بتقنيات الذكاء الاصطناعي، ووفقاً لتقارير حديثة، لم يقتصر الأمر على خلق وظائف جديدة مثل مصممي نماذج التعلم الآلي، ومُنشئي المحتوى باستخدام الذكاء الاصطناعي، ومحللي البيانات المعتمدين على الذكاء الاصطناعي، بل تجاوز ذلك إلى ثورة في الوظائف التقليدية من خلال دمج أدوات الذكاء الاصطناعي لتحسين الإنتاجية واتخاذ القرارات".
مهارات تكنولوجية متقدمةولفت الدكتور النجداوي عبر 24، أن هذا التحول يوجه التركيز من المهام اليدوية والمتكررة إلى أدوار أكثر استراتيجية وإبداعية تتطلب مهارات تكنولوجية متقدمة. على سبيل المثال، في حين أن وظائف مثل مطوري البرمجيات أو مديري المشاريع لا تزال قائمة، إلا أنها تستفيد الآن من أدوات الذكاء الاصطناعي لتبسيط العمليات، وهذا التحول يُبرز الطلب المتزايد على المهارات الرقمية والقدرات المتعلقة بالذكاء الاصطناعي، مما يشير إلى تحول كبير في المهارات المطلوبة للنجاح في بيئة العمل الحديثة.
تطوير الخبراتومن جانبه قال هاني خلف، خبير التحول الرقمي والذكاء الاصطناعي، مدير تنفيذي في شركة: "يشبه التحول الذي سيحدثه الذكاء الاصطناعي التحول الذي أحدثته الآلات البخارية في الثورة الصناعية. فمثلما أعادت الآلات البخارية تشكيل الصناعات وأدت إلى ظهور مجالات جديدة في العمل، سيعمل الذكاء الاصطناعي على تحويل طريقة أداء الأعمال وخلق فرص وظيفية وقطاعات جديدة، هذا التحول يعزز الابتكار ويشجع على تطوير المهارات لتتماشى مع متطلبات العصر."
وأشار إلى أنه في عصر الذكاء الاصطناعي، سيكون هناك تحوّل في الوظائف بدلاً من أن تتلاشى، حيث ستتطور الأدوار لتتكيف مع العمل جنبًا إلى جنب مع التقنيات الذكية، وسيفتح الذكاء الاصطناعي آفاقًا جديدة في سوق العمل، مع بروز قطاعات جديدة تتطلب مهارات في تطوير وصيانة أنظمة الذكاء الاصطناعي.
وأكد خلف أن التقنيات الذكية ستعزز التعاون بين الإنسان والآلة، حيث تتولى الآلة المهام المتكررة، تاركةً المجال للإبداع والتفكير الاستراتيجي والتفاعل الإنساني. كما ستؤكد هذه الحقبة الجديدة على أهمية التدريب المستمر والتطوير المهني، لضمان جاهزية القوى العاملة لمواكبة متطلبات سوق العمل المستقبلي.
وبدوره قال علاء دلغان، المدير التنفيذي في شركة متخصصة بالذكاء الاصطناعي والتحوّل الرقمي: "مع التطور السريع في مجال الذكاء الاصطناعي، نشهد اليوم تحولاً في طبيعة الوظائف، وسوق العمل، والاقتصاد عامة، حيث يتيح الذكاء الاصطناعي أتمتة العديد من المهام الروتينية والمتكررة، ويفتح المجال لفرص جديدة تتطلب مهارات إبداعية، كالوظائف التي تعتمد على الابتكار، والتفاعل البشري ستكون أكثر طلباً، بينما قد تواجه الوظائف التقليدية تحديات كبيرة".
وأكد أنه يجب أن يستعد الأفراد لهذا التحول من خلال تحديث مهاراتهم واكتساب مهارات جديدة، وبشكل خاص تعلّم ادوات الذكاء الاصطناعي وهي سهلة ومتاحة للجميع وبكل اللغات، لأن كل من يزوّد نفسه بهذه المهارات، سيسهل عليه الاندماج في الاقتصاد الرقمي الجديد والاستفادة من الفرص المتاحة.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله السنوار الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية الإمارات الذکاء الاصطناعی سوق العمل
إقرأ أيضاً:
الحماية الاجتماعية: تطبيق معايير الصحة المهنية باستخدام الذكاء الاصطناعي
يعمل صندوق الحماية الاجتماعية على تحسين بيئة العمل الداخلية من خلال تبني أفضل ممارسات السلامة والصحة المهنية، وتطوير البنية الرقمية بما يخدم بيئة عمل أكثر أمانًا وكفاءة، وقد اتخذ الصندوق خطوات حثيثة نحو تعزيز ثقافة الصحة والسلامة في بيئة العمل، من خلال خطط التوعية والتدريب والتقييم المستمر للمخاطر.
ويشكل اليوم العالمي للسلامة والصحة المهنية فرصة استراتيجية لصندوق الحماية الاجتماعية لتعزيز حضوره المؤسسي، وتحقيق التكامل بين أهداف الحماية الاجتماعية وأبعاد التحول الرقمي، بما يخدم بيئة عمل آمنة ومستدامة حيث يركز شعار هذا العام على التحول الرقمي ودور التقنيات الحديثة، وعلى رأسها الذكاء الاصطناعي، في تحسين إجراءات السلامة والصحة في بيئة العمل، حيث باتت الرقمنة أداة فعالة للتنبؤ بالمخاطر وتحليل بيانات الحوادث ومراقبة ظروف العمل لحظيًا، مما يسهم في تقليل الإصابات وتحقيق بيئة أكثر أمانًا واستدامة.
وقالت شمسة بنت حمدان التميمية، مديرة دائرة الشؤون الطبية بصندوق الحماية الاجتماعية: إن اليوم العالمي للسلامة والصحة المهنية يعد محطة عالمية لتأكيد أن سلامة الإنسان في بيئة العمل ليست خيارًا بل أولوية وحقًّا من حقوقه الأساسية، وسلطنة عُمان، من خلال مؤسساتها، تحرص على مواكبة التطورات العالمية، وإيجاد بيئات عمل تحترم معايير السلامة والكرامة الإنسانية، وتُراعي التغيرات التقنية المتسارعة التي تشهدها بيئات العمل الحديثة.
شعار هذا العام
وحول مواكبة صندوق الحماية الاجتماعية لشعار هذا العام المتعلق بالذكاء الاصطناعي والرقمنة، قالت التميمية: إن صندوق الحماية الاجتماعية يؤمن أن المستقبل في مجال السلامة والصحة المهنية سيعتمد بشكل كبير على البيانات والتقنيات الذكية، إذ تمكننا الرقمنة من مراقبة بيئات العمل بشكل مستمر، وتحليل البيانات المتعلقة بمخاطر السلامة والصحة المهنية في الوقت الفعلي، وعبر استخدام الذكاء الاصطناعي، يمكننا التنبؤ بالمخاطر قبل وقوعها، مما يعزز قدرة المؤسسات على اتخاذ تدابير وقائية فعّالة، وتقنيات الذكاء الاصطناعي لا تقتصر على تحسين الإجراءات فحسب، بل تشكل ركيزة أساسية لتحقيق بيئة عمل آمنة وأكثر استدامة، مما يعزز التكامل بين التحول الرقمي وأهدافنا في تعزيز السلامة المهنية.
منظومة السلامة
وذكرت التميمية أن الصندوق يقوم بتوفير الحماية الاجتماعية من خلال نظام التأمين ضد إصابات العمل والأمراض المهنية، ويحرص الصندوق على صرف التعويضات بشكل عادل وسريع، إلى جانب دعم جهود الوقاية والتوعية، والدور لا يتوقف عند الحماية بعد الإصابة، بل يتجاوز ذلك نحو الوقاية قبل وقوع الحادث، من خلال التعاون مع الشركاء في مؤسسات المجتمع المدني.
وأوضحت أن هناك بعض الحوادث التي يمكن تفاديها باستخدام التقنيات الحديثة، ففي العديد من الحالات، كانت الحوادث تحدث بسبب نقص في الأنظمة التفاعلية التي تعتمد على البيانات الحية أو بسبب تأخر في استخدام الأدوات الذكية التي كانت ستمنع وقوع الحادث، ويعمل الصندوق حاليًا على تحسين هذه الأنظمة وحث الشركاء عليها لتقليل هذه الحوادث إلى أدنى مستوى ممكن.
بيئة العمل
وأوضحت التميمية أن بعض بيئات العمل في سلطنة عمان تواجه تحديات في مجال السلامة والصحة المهنية، أبرزها ضعف الوعي الثقافي في بعض المنشآت الصغيرة والمتوسطة بإجراءات السلامة والصحة المهنية، ونقص التدريب والتأهيل الكافي للعمال على استخدام معدات الحماية الشخصية والتعامل مع المخاطر، كما توجد صعوبة في تطبيق معايير السلامة بفعالية في بعض القطاعات، إلى جانب استخدام محدود للتكنولوجيا في رصد وتحليل الحوادث بشكل لحظي، وعلاوة على ذلك، تؤثر الظروف البيئية والمناخية، مثل درجات الحرارة العالية، على صحة العمال في بعض المواقع الصناعية، ولحل هذه التحديات، يجب تعزيز التدريب المستمر، وتطبيق القوانين بصرامة، والاستفادة من التكنولوجيا الحديثة لتحسين أنظمة السلامة.
مستقبل الصحة المهنية
وأضافت: إن مستقبل السلامة والصحة المهنية في سلطنة عمان واعد جدًا في ظل التحول الرقمي، ويفتح التحول الرقمي أمامنا أفقًا واسعًا لتبني تقنيات حديثة توفر تحليلات دقيقة في الوقت الفعلي وتساعد في اتخاذ القرارات الذكية والمبنية على بيانات حقيقية، ونرى أن الذكاء الاصطناعي في المستقبل سيكون أداة رئيسية لمراقبة بيئات العمل، ويُتوقع أن يصبح معيارًا أساسيًا في القطاعات الحيوية مثل الصناعة والبناء والطاقة.
وأضافت: إننا نؤمن أن العامل يستحق بيئة عمل تحترم إنسانيته وتضمن سلامته، ونوجه رسالتنا لجميع المؤسسات للاستثمار في تقنيات السلامة الحديثة، وتدريب موظفيهم حول الوقاية، وسيظل الصندوق داعمًا لكل مبادرة تسهم في إيجاد بيئة عمل آمنة ومستدامة.
ويُعد اليوم العالمي للسلامة والصحة في العمل حملة توعية دولية تُقام سنويًا في 28 أبريل تحت مظلة منظمة العمل الدولية، بهدف تعزيز الوقاية من الحوادث والإصابات والأمراض المهنية، وترسيخ ثقافة السلامة والصحة في بيئة العمل، وجاء شعار هذا العام بعنوان "إحداث ثورة في الصحة والسلامة: دور الذكاء الاصطناعي والرقمنة في العمل"، الذي يركز على أهمية تبني الأدوات الرقمية وتقنيات الذكاء الاصطناعي كوسائل مبتكرة لتعزيز بيئة العمل وتحقيق نقلة نوعية في فهم وإدارة المخاطر المهنية.