التطورات الاخيرة… إنتقام قد يشعل المنطقة
تاريخ النشر: 20th, October 2024 GMT
انشغل العالم الافتراضي امس الاول بالوثائقي الذي نشرته قناة MBC حول بعض قادة المقاومة الذين تمّ اغتيالهم على يد العدوّ الاسرائيلي بوصفهم "ارهابيين"، بحسب ما ورد في التقرير، والذين كان اخرهم يحيى السنوار الذي تسلّم رئاسة المكتب السياسي لحركة "حماس" عقب اغتيال اسماعيل هنية في طهران.
هذا التقرير أشعل ردود الفعل الشعبية على مواقع التواصل الاجتماعي التي ترافقت مع استنكار جماهيري في العاصمة العراقية، بغداد، حيث قامت مجموعة من النشطاء بالهجوم على مكتب القناة واقتحامه وتكسير محتوياته، سيّما وأن التقرير أتى بعد ساعات من اعلان "حماس" في بيان رسمي استشهاد السنوار.
وفي ظلّ الدعوات الشعبية الى مقاطعة MBC وحذفها تماماً عن اجهزة الارسال، صرّح النائب في البرلمان العراقي مصطفى جبّار سند بأنه "سيتمّ العمل على إلغاء رخصة القناة من العراق"، الامر الذي لاقى استحساناً كبيراً من قبل رواد التواصل الذين أشادوا بموقفه وطالبوا كل المسؤولين في الدول العربية باتخاذ خطوة مماثلة منعاً لأي توتّرات شعبية اخرى قد تؤدي الى نتائج لا تُحمد عقباها، ثم ما لبث أن صدر بيان عن هيئة الاعلام والاتصالات في بغداد يقضي بتوجيه الجهاز التنفيذي الى إلغاء رخصة العمل الممنوحة لـ MBC.
وفي العودة الى اغتيال يحي السنوار، فإنّ المشهد لا يزال غامضاً حتى اللحظة، إذ ثمة روايات أكّدت ان الاغتيال كان صدفة غير مخطط لها، في حين ان رويات اخرى تحدثت أن الاغتيال أتى نتيجة تعقّب أثر السنوار واستهدافه مباشرة. وهنا نكون بلا شك أمام تضارب في الروايات، الا أنه من غير الممكن وبأي شكل من الأشكال التعويل على الرواية الاسرائيلية التي تريد أن تصنع لنتنياهو "صورة انتصار" عجز طوال المرحلة الفائتة عن تحقيقها في قطاع غزّة.
وفي تحليل لمقطع الفيديو والصور التي نشرها العدوّ الاسرائيلي للسنوار، سواء المقطع الذي يظهر خروجه من احد الأنفاق مع زوجته وأولاده أو صورة لتأكيد خبر اغتياله، ترى مصادر مطّلعة أنّ كل ما تمّ نشره من الجهات الاسرائيلية ليس الا "هزيمة معنوية للعدو ّ امام الرأي العام العربي والغربي والاسرائيلي، سيّما وأنها أظهرت أن السنوار لم يخرج يوماً أو يُخرج عائلته من غزّة، الامر الذي يدحض كل الدعاية التي دأب العدوّ على التسويق لها طوال الفترة السابقة لإظهار السنوار بصورة الجبان الهارب من المعركة تاركاً خلفه اهل غزّة يواجهون مصيرهم لوحدهم". ولفتت المصادر الى أن اسرائيل تريد اغتيال كل المفاوضات من خلال اغتيال القادة السياسيين، وهذا ما ظهر بعد اغتيال هنية ويظهر اليوم اكثر مع اغتيال السنوار.
وأكدت المصادر أن المقاومة بصدد نشر مقاطع مصوّرة في الساعات او الايام المُقبلة يظهر فيها السنوار مشتبكاً مع العدوّ في معارك غزّة. وأضافت أن "صورة استشهاد السنوار ستبقى خالدة في وجدان الأمةّ الاسلامية والعربية، حيث بيّنت بلا أدنى شك أنه اغتيل مقاتلاً حتى اللحظة الاخيرة، وهذه هزيمة اخرى تضاف الى هزائم اسرائيل المعنوية في حربها على غزّة"
ومع مواصلة العدوّ الاسرائيلي ليل امس حربه الشرسة على قطاع غزّة، والتي وصفت بالإبادة الجماعية لمربعات سكنية في جباليا، انطلقت دعوات شعبية على مواقع التواصل من قِبل مؤثرين من عدة دول عربية يدعون فيها إلى حصار السفارات الأميركية والإسرائيلية بدءاً من هذه اللحظات، وذلك بالتزامن مع دعوة رئيس "حركة حماس" في قطاع غزة خليل الحية للجماهير العربية والإسلامية الى ذلك. وتهدف الدعوات الى الضغط لإيقاف مجازر الاحتلال الاسرائيلي في شمال غزة حيث ترتكب قواته ابشع مظاهر الابادة والتطهير بحق السكان، وسط انقطاع الإنترنت والاتصالات ما يمنع وصول المشاهد المروعة من هناك.
وفي إطار الحرب الدائرة بين "حزب الله" على الجبهة الجنوبية للبنان واسرائيل، ضربت طائرة مسيرة أطلقت من لبنان امس منزل رئيس حكومة اسرائيل بنيامين نتنياهو في قيساريا وأحدثت انفجارا كبيرا. ولاحقاً أكّد مكتب نتنياهو أن رئيس الوزراء وزوجته لم يكونا داخل المنزل ولم تقع إصابات في الحادث". وتعليقاً على هذه الضربة تشير مصادر عسكرية مطّلعة أنّ ما تحدّث عنه اعلام الاحتلال حول "فشل أمني خطير" هو دقيق طبعاً، وأنّ الوصول الى مكان إقامة نتنياهو يحسم قرار "حزب الله" بالذهاب بعيداً في هذه المعركة، وأن استهدافه او اي شخصية اسرائيلية أخرى بات جزءاً من الحرب المفتوحة.
يترقّب العالم اليوم تأثير التطورات الأخيرة على الضربة الإسرائيلية المحتملة لإيران، وتشير المصادر الى أن هذه التطورات من شأنها أن تشكّل منعطفاً خطيراً في مستقبل الصراع مع اسرائيل. وتوقّعت المصادر أن تُقدم ايران على اغتيال نتنياهو أو جالانت انتقاماً، في حال اتى الردّ الاسرائيلي بقصف منشآت إيرانية مهمة. واعتبرت المصادر أن محاولة اغتيال نتنياهو أمس هو رد طبيعي على التصعيد الإسرائيلي باغتيال قادة المقاومة سياسيا وعسكرياً.
المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
نتنياهو يكشف تفاصيل جديدة عن اغتيال حسن نصر الله: «أمرت بتصفيته»
كشف رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في كلمة له خلال مناقشة خاصة في الكنيست حول المحتجزين، عن دعوته لاغتيال حسن نصر الله خلال محادثة أجراها في طريقه إلى نيويورك، حسبما ذكرت قناة «روسيا اليوم».
تفاصيل جديدة بشأن اغتيال حسن نصر اللهوزعم نتنياهو أن أمره باستهداف حسن نصر الله جاء لأنه ليس قائدًا لحزب الله فحسب، بل لأنه «محور المحور»، حيث يعد قوة دافعة لإيران، ويعتبر ثاني أهم زعيم شيعي والابن المدلل للمرشد الإيراني خامنئي، بالإضافة إلى إشرافه على خطة لتدمير إسرائيل.
وأشار نتنياهو إلى أن هناك نقاشًا مشروعًا دار حول إمكانية توسيع نطاق الحملة العسكرية نتيجة لإجراء معين، لكنه فضّل عدم تفصيل هذه المشاكل علنًا، مكتفيًا بالإشارة إلى إطلاع رئيس لجنة الشؤون الخارجية والأمن عليها، واستعداده لتقديم تفاصيلها للجنة الفرعية، مضيفًا أنه كان هناك حجة مشروعة لهذا النقاش، بالإضافة إلى مطلب بتحديث الهجوم وتنسيقه مع الولايات المتحدة.
أضاف نتنياهو «مع كل الاحترام لصداقتنا مع الولايات المتحدة، فقد رفضت ذلك تمامًا، ولكن كان هناك بالفعل نقاش حقيقي حول السؤال الأول، استمرت هذه المناقشة لاجتماعين لمجلس الوزراء، وكان اللقاء الثاني عشية رحلتي إلى الولايات المتحدة ولم يتبق سوى 20 ساعة على خطابي في الأمم المتحدة، لقد قاطعت الاجتماع وقلت الولايات المتحدة، لن نفعل ذلك (تنسيق الهجوم)».
نتنياهو يفسر كيف أمر بضرب حسن نصر اللهوأوضح قائلاً «على متن طائرة جناح صهيون، وباستخدام نظام الاتصالات المتوفر فيها، تواصلت مع وزير الدفاع ورئيس الأركان بعد ساعتين من إقلاعنا، وأمرتُ بتصفية حسن نصر الله، وبمجرد وصولنا إلى نيويورك، عقدنا اجتماعًا عسكريًا حكوميًا، اتخذنا فيه القرار الذي تم تنفيذه، والباقي كما هو معروف، واستمرينا على هذا النهج منذ ذلك الحين».
وتابع «السؤال المطروح الآن هو: ما هي الخطوة التالية؟ لقد وجهنا ضربات لقادة مهمين في حزب الله، إلا أنني أعتبر استهداف نصر الله أمرًا ضروريًا للنظر فيه».
وأكد رئيس الوزراء أن «الضربة الإسرائيلية ضد حزب الله، الذي وزّع صواريخه على المنازل والمرائب، حققت نجاحًا كبيرًا بتدمير ما بين 70% إلى 80% من ترسانته، لكنها لم تُضعف قدراته بشكل كامل».