انتخابات واستفتاء.. محطة تاريخية في مولدوفا وسط مخاوف من تدخلات روسية
تاريخ النشر: 20th, October 2024 GMT
توجه المولدوفيون، الأحد، إلى مراكز الاقتراع للإدلاء بأصواتهم في انتخابات رئاسية واستفتاء على الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، وذلك في ظل مخاوف من تدخل روسي في اختبارين مفصليين يأتيان في خضم الحرب الروسية على أوكرانيا المجاورة.
وتعد العملية الانتخابية التي توصف بـ"التاريخية"، اختبارا لتحوّل الجمهورية السوفيتية السابقة التي يقطنها 2,6 مليون شخص، نحو أوروبا في عهد الرئيسة مايا ساندو، الساعية للفوز بولاية ثانية.
وأوقفت الشرطة في مولدوفا مئات الأشخاص خلال الفترة الماضية، محذرة من أن ما قد يصل إلى ربع الأصوات، قد يكون تمّ شراؤها بأموال مصدرها روسيا، حسب وكالة فرانس برس.
وقال رئيس وزراء مولدوفا، دورين ريسيان، إن "بلادنا على مفترق طرق.. مجموعة من اللصوص تحاول خداع الناس وتعدهم بالمال وتعطيهم آمالا زائفة"، داعيا مواطنيه إلى "اليقظة".
من جانبها، كررت رئيسة البلاد التحذير من "المساعي الروسية للتدخل في العملية الانتخابية" في مولدوفا.
مفاوضات انضمام أوكرانيا ومولدافيا للاتحاد الأوروبي تنطلق الثلاثاء أكدت الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي أن مفاوضات انضمام أوكرانيا ومولدافيا إلى الكتلة ستطلق، الثلاثاء المقبل، وفق ما أعلنت الرئاسة البلجيكية للمجلس الأوروبي على منصة إكس، الجمعة.في المقابل، تنفي روسيا بشكل قاطع أي تدخل في الانتخابات المولدوفية، رغم أنها تحتفظ بمئات الجنود في إقليم ترانسنيستريا الانفصالي الناطق بالروسية، حسب تقرير نشره موقع "راديو أوروبا الحرة".
وهذا الأسبوع، أكدت واشنطن عزمها على مساعدة كيشيناو على التصدّي "للتدخّلات الروسية" في عملية الاقتراع، بينما أعلن الاتحاد الأوروبي أنّه فرض عقوبات على 5 أشخاص وجمعية موالية لموسكو في مولدوفا، بتهمة السعي لزعزعة استقرار البلاد عشية الانتخابات.
وساندو البالغة من العمر 52 عاما، الخبيرة الاقتصادية السابقة في البنك الدولي، هي المرشحة الأوفر حظا للفوز، لكن استطلاعات الرأي تقدّر حصولها على 35,8 بالمئة من الأصوات، وهي نسبة غير كافية لحسم النتيجة من الدورة الأولى وتفادي خوض دورة ثانية مقررة في الثالث من نوفمبر.
وتخوض ساندو الانتخابات في مواجهة 10 منافسين، ومن أبرز هؤلاء ألكسندر ستيانوغلو (57 عاما)، وهو مدّعٍ عام سابق مدعوم من الاشتراكيين الموالين لروسيا، ويتوقع أن يحصل على نحو 9 بالمئة من الأصوات، وريناتو أوساتي (45 عاما)، وهو رئيس بلدية سابق لبالتي ثاني كبرى مدن مولدوفا، ويتوقع أن ينال 6,4 بالمئة.
وفُتحت مراكز الاقتراع عند الساعة السابعة صباحا (الرابعة بتوقيت غرينتش) تزامنا مع عزف النشيد الوطني عبر مكبرات الصوت في العاصمة.
وتقفل المراكز عند التاسعة ليلا، على أن تبدأ النتائج الأولية بالصدور بعد ساعة من ذلك.
وبشأن استفتاء الانضمام الى الاتحاد الأوروبي، أظهرت استطلاعات الرأي أن 55,1 بالمئة من الناخبين سيصوّتون بـ"نعم"، في حين قال 34,5 بالمئة إنهم سيرفضون الانضمام للتكتل القاري.
مولدافيا تستدعي سفير موسكو احتجاجا على تصريحات جنرال روسي استدعت مولدافيا الجمعة السفير الروسي للاحتجاج على تصريح لجنرال روسي قال فيه إنّ موسكو تريد السيطرة على جنوب أوكرانيا لكي يصبح لديها منفذ إلى منطقة ترانسدنيستريا الانفصالية المولدافية.ويطرح الاستفتاء على الناخبين سؤالا عما إذا كانوا يوافقون على تعديل الدستور لجعل الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي هدفا لمولدوفا، التي بدأت في يونيو مفاوضات الانضمام إلى التكتل المؤلف من 27 دولة.
ولتصبح النتيجة نافذة، يتوجب ألا تقلّ نسبة المشاركة عن 33 بالمئة، حيث دعت أحزاب موالية لروسيا إلى المقاطعة.
وقالت المحاسِبة ليديا سيبان، إن "مستقبل مولدوفا يعتمد على ما سيختاره الناس.. آمل في أن نقدم على خطوات ملموسة نحو الاتحاد الأوروبي".
وقامت ساندو بجولات انتخابية في الآونة الأخيرة في مختلف أنحاء البلاد، اعتبرت خلالها أن الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي سيساعد على تحسين مستوى المعيشة في إحدى أفقر دول القارة.
وقالت ساندو في تجمع انتخابي: "مصير بلادنا لعقود مقبلة يعتمد على هذا القرار" في انتخابات الأحد.
انتقادات من المعارضةفي المقابل، يرى منتقدو رئيسة البلاد إنها "لم تقم بما يكفي" لمكافحة التضخم وإصلاح القضاء.
وخلال حملته، دعا ستيانوغلو الذي أقالته ساندو من منصبه، إلى "استعادة العدالة"، بينما شدد أوساتي على أنه الخيار الأفضل للناخبين لأنه "الوحيد غير الخاضع لسيطرة الشرق أو الغرب".
ويبدي المسؤولون في مولدوفا مخاوف من المحاولات الروسية للتأثير على الانتخابات والاستفتاء.
وقالت الشرطة هذا الشهر إن ملايين الدولارات تمّ تهريبها إلى البلاد، عبر أشخاص مرتبطين بالسياسي السابق، رجل الأعمال الهارب من العدالة، إيلان شور.
وقدّرت أن هذا المخطط "غير المسبوق" قد يؤثر على ما يصل إلى 300 ألف صوت.
"لدعمها في مواجهة روسيا.. أوروبا تجتمع في مولدافيا وزيلينسكي "أول الحضور يجتمع حوالي 50 من القادة الأوروبيين، الخميس، في مولدافيا الدولة الصغيرة التي تشهد على غزو أوكرانيا المجاورة من قرب وتعيش في خوف من احتمال زعزعة روسيا استقرارها، لتوجيه رسالة قوية إلى موسكو بأن كيشيناو ليست وحدها.وحسب موقع "راديو أوروبا الحرة"، فإن شور، الذي يعيش في المنفى في روسيا، كان موضوع جدل كبير في مولدوفا، حيث تم اتهامه بتدبير خطة بملايين الدولارات لدفع الرشاوى لناخبين يرفضون الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي.
وشور، الذي جرى حظر حزبه في العام الماضي متهم أيضا بالمشاركة بمؤامرة انقلاب، وأنه مرتبط بمخططات أخرى لدعم النفوذ الروسي في البلاد، وإثارة السخط بين صفوف المواطنين ضد الحكومة.
وقبل أيام من التصويت، أعلنت السلطات المولدوفية اعتقال 4 أشخاص، مشيرة إلى أن عشرات آخرين تلقوا تدريبًا في روسيا والبلقان، بهدف "زعزعة استقرار" البلاد بعد الانتخابات.
وفي الأسابيع الأخيرة، كثّفت الدول الغربية دعمها للنهج الموالي للاتحاد الأوروبي في مولدوفا، حيث زارت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، العاصمة تشيسيناو.
وأعلنت فون دير لاين عن استثمارات من الاتحاد الأوروبي تقدر بنحو 2 مليار دولار لمساعدة البلاد على "مضاعفة حجم اقتصادها خلال عقد".
وصرّحت المسؤولة الأوروبية، خلال زيارتها بتاريخ 10 أكتوبر: "إنه قراركم السيادي بشأن مستقبل بلادكم، ولا يمكن لأحد التدخل".
وأضافت: "بالطبع، بصفتي رئيسة المفوضية الأوروبية، أعتقد أن مكان مولدوفا هو في الاتحاد الأوروبي"، كما ذكر موقع "راديو أوروبا الحرة".
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: الانضمام إلى الاتحاد الأوروبی فی مولدوفا
إقرأ أيضاً:
قطر تهدد بوقف مبيعات الغاز إلى الاتحاد الأوروبي
قالت صحيفة "فايننشال تايمز" اليوم الأحد، إن وزير الطاقة القطري سعد الكعبي، أكد أن بلاده ستوقف شحنات الغاز إلى الاتحاد الأوروبي، إذا فرض التكتل على نحو صارم تشريعاً جديداً من شأنه أن يعاقب الشركات التي لا تلبي شروطه لانبعاثات الكربون وحقوق الإنسان والعمال.
وقال وزير الطاقة القطري سعد الكعبي للصحيفة: "إذا فرضت أي دولة في الاتحاد الأوروبي عقوبات عدم امتثال، فإن الدوحة ستوقف تصدير غازها الطبيعي المسال إلى الكتلة".والاتحاد الأوروبي مطالب وفق القانون بفرض غرامات على عدم امتثال الشركات المتعاونه بمعاييره الكربونية بحد أقصى لا يقل عن 5% من الإيرادات العالمية السنوية.
وقال الكعبي: "إذا فقدنا 5% من إيراداتنا بالذهاب إلى أوروبا، فلن نذهب إلى هناك... أنا لا أخادع".
وأضاف "5% من الإيرادات المتولدة لشركة قطر للطاقة تعني5% من الإيرادات المتولدة لدولة قطر. هذه أموال الشعب.. لذا لا يمكنني قبول هذه الخسارة".
واعتمد الاتحاد الأوروبي في مايو (أيار) الماضي قواعد جديدة ضمن مجموعة متطلبات أوسع لمواءمة الشركات مع طموح التكتل المتمثل في الوصول إلى انبعاثات كربون صفرية بحلول 2050.
لكن المتطلبات أثارت ردود فعل عنيفة واسعة النطاق من الشركات، داخل الاتحاد الأوروبي و خارجه، بسبب القواعد المرهقة التي تضعها في وضع غير تنافسي.
قال #وزير_الطاقة_القطري سعد الكعبي، في تصريحات نقلتها صحيفة فايننشال تايمز إن #قطر قد توقف شحنات #الغاز إلى #الاتحاد_الأوروبي إذا تم تطبيق تشريعات صارمة تعاقب الشركات التي لا تلتزم بمعايير انبعاثات الكربون وحقوق الإنسان والعمال#العربية_Business pic.twitter.com/kUSm8jAE7a
— العربية Business (@AlArabiya_Bn) December 22, 2024وقالت هيئة الصناعة الكيميائية ، إن القواعد الأوروبية من شأنها "أن تخلق مخاطر تقاضي كبيرة.
وقطر هي واحدة من أكبر مصدري الغاز الطبيعي المسال في العالم، وأصبحت مورداً مهماً للغاز إلى أوروبا في أعقاب الاضطرابات في أسواق الطاقة الناجمة عن غزو روسيا لأوكرانيا.
واعتبر الكعبي، أن التشريع في شكله الحالي والذي من المقرر أن يدخل حيز التنفيذ اعتباراً من 2027 سيكون غير قابل للتطبيق لشركات مثل شركة قطر للطاقة المملوكة للدولة.
???? رفعت الشركات الأوروبية أسعار السيارات التي تعمل بالبنزين بينما تقوم بتثبيت أو تخفيض أسعار السيارات الكهربائية في إطار استعدادها لتطبيق قواعد أكثر صرامة لخفض الانبعاثات الكربونية، ما يهدد بتقليص الأرباح في صناعة متعثرة بالفعل.
???? سيخفض الاتحاد الأوروبي بشكل كبير سقف انبعاثات… pic.twitter.com/4Nz2uSW6OW
وقال، إنه سيتطلب من الشركة بذل جهود كبيرة مع جميع مورديها البالغ عددهم 100000 شركة. وأضاف "ربما أحتاج إلى ألف شخص، وإنفاق الملايين للذهاب وإجراء عمليات تدقيق مع كل مورد".
وقال الكعبي، إنه سيكون من المستحيل أيضاً على منتج للطاقة مثل قطر للطاقة أن يتوافق مع هدف صافي الانبعاثات الصفري للاتحاد الأوروبي بسبب كمية الهيدروكربونات المنتجة.
وقال الكعبي، إن التشريع سيؤثر على جميع الصادرات القطرية إلى أوروبا، بما فيها الأسمدة والبتروكيماويات، وقد يؤثر أيضاً على قرارات هيئة الاستثمار القطرية.
وتابع، أن قطر للطاقة لن تخرق عقود الغاز الطبيعي المسال، لكنها ستنظر في السبل القانونية إذا واجهت عقوبات باهظة.
وقال الكعبي: "لن أقبل أن نتعرض لعقوبات. سأتوقف عن إرسال الغاز إلى أوروبا".