« قصة وفاء » شريط سينمائي مغربي طويل، يحكي لأول مرة قصص احتجاز المغاربة في مخيمات تندوف، جرت مشاهده الدرامية غير بعيد عن مخيمات « مرتزقة » البوليساريو. تعرض قصة الفيلم اختطاف مدنيين مغاربة من قبل مليشيات جبهة الانفصال البوليساريو، ما بين سنوات ثمانينات القرن الماضي وسنة 2004.

تدور أحداث الفيلم على امتداد أكثر من 100 دقيقة، حول شخصية شاب اسمه ماجد، يعاني من إعاقة، اختطفته ميليشيات جبهة الانفصال، خلال حفل زفاف في مدينة الطانطان، قام بتشخيص هذا الدور الممثل المغربي محمد ضهرا.

الممثل المغربي محمد ضهرا..يجسد شخصية ماجد في فيلم قصة وفاء

 

ظل ماجد مختطفا دون ان يتخلى عن وطنيته إلى جانب العشرات من المغاربة، تحملوا كلهم صنوفا من التعذيب والإهانات والاستنطاقات.
وظل حبه لـ »وفاء » زوجته ثابتا، خطبها وسط فرحة كبيرة بين أهلها، ووعدها بإقامة العرس بعد عشرين يوما، ليجد نفسه محتجزا بشكل قسري لمدة عشرين عاما.

مر أمام عيني ماجد، شريط مشاهد ألم ومعاناة، وهو يرى كيف أعدمت جبهة الانفصال زملاءه في مخيم الاحتجاز واحدا تلو الآخر بواسطة رصاصات غادرة من مليشيات المرتزقة أمام عينيه بدم بارد، مشاهد مؤلمة وقاسية وصادمة تلك التي جسدتها حكاية الفيلم.

بعد محاولة فاشلة نفذها ماجد للهروب من هذا الجحيم الذي اكتوى بناره بمخيمات تندوف، سبقها وضع خطة تسلل محكمة من المخيمات لمدة ثماني سنوات، سيجد نفسه إلى جانب مغربي يواجهان ويلات هذا الاحتجاز القسري.

في أحد الأيام، وأثناء زيارة بعض الصحفيين الإسبان للمخيم كشف ماجد فظاعات الاحتجاز التي عاناها في المخيمات، ليتم تحريره بفضل وسائل الإعلام، وينتصر وفاؤه لوطنه وحب زوجته التي ظلت تنتظره عشرين عاما وهي فاقدة الأمل في عودته يوما ما.

فيلم « قصة وفاء »، فكرة للممثل محمد ضهرا الذي كتب سيناريو أحداثه من خلال تصوير مشاهد قاسية، وقام بإنتاجه أيضا.

قال في حديث مع موقع « اليوم 24″، إن فكرة هذا العمل الفني تعود الى لقاء جمعه مع الفنانة الراحلة نعيمة المشرقي التي رافقها في رحلة لفرنسا مجموعة من المحتجزين المغاربة الذين تم اطلاق سراحهم وغادروا مخيمات العار بتندوف، للتعريف بمأساتهم، وإسماع صوتهم للعالم، حينها قرر ضهرا أن ينصت إليهم، ضمن قصص سردت عليه كانت قصة ماجد، ليفكر في تحويلها إلى فيلم سينمائي يسلط الضوء على معاناة المغاربة المحتجزين في تندوف.

حسب الفنان ضهرا، ومخرج الفيلم عبد العالي طاهري، تطلب الإعداد المسبق للفيلم حوالي سنتين.

جرى تصوير مشاهد الفيلم الجديد، الذي سيعرض قريبا في القاعات السينمائية، غير بعيد عن مخيمات الاحتجاز في تندوف، فالمسافة بين منطقة التصوير والمخيمات لا تتعدى 50 كيلومترا، وتحديدا في منطقة محاميد الغزلان.

ظروف الاشتغال في هذا العمل السينمائي، والمخاطر التي واجهته، وهو الفيلم الأول من نوعه الذي يحكي قصص المغاربة المحتجزين من جبهة الانفصال، تطلبت اتفاقا مسبقا بين المخرج طاهري والفنانين المشاركين، بالالتزام  بالحضور طيلة مدة التصوير كاملة.
حسب كاتب السيناريو الفنان محمد ضهرا، العمل السينمائي عن المحتجزين المغاربة في تندوف، تطلب ضبطا تاما للمادة التاريخية والسياسية والقانونية.

مخرج فيلم قصة وفاء، عبد العالي طاهري، قال إن تصوير مشاهد الفيلم تمت بروح التعاون…أنجزناه بحب… تمت الاستعانة فيه بممثلين صحراويين يتحدثون اللهجة الحسانية، ومشهورين في الأقاليم الجنوبية. منهم من عاشوا في مخيمات تندوف وجالسوا قيادات الانفصال وهو ما اكسبهم دراية تامة بشخوصهم.

« قصة وفاء » الفيلم السينمائي الذي جرى عرضه في المهرجان الوطني للفيلم بمدينة طنجة الذي انطلقت فعاليته الخميس المنصرم ضمن الأفلام الطويلة المتبارية على المسابقة، تم إخراجه من طرف المخرج عبد العالي طاهري خلال هذه السنة، جسد أحداثه الفنان محمد ضهرا الذي كتب أيضا السيناريو والحوار، رفقة الصحفي إسماعيل طه، وفنانين آخرين جسدوا أدوار البطولة، وهم محمد خيي، أمين ناجي، بنعيسى الجراري، البشير واكين، عمر العزوزي، طارق الخالدي، أحمد شركي، بوجمعة الجميعي، وهشام لميسيسي.

المصدر: اليوم 24

إقرأ أيضاً:

من هو شقيق السنوار الذي تسعى ورائه إسرائيل؟

برز اسم "محمد السنوار" بعد ساعات من اغتيال شقيقه يحيى السنوار في جنوب غزة من قبل قوات الجيش الإسرائيلي، وسط توقعات بتوليه قيادة حركة حماس خلفاً لشقيقه، الذي تولاها قبل أسابيع قليلة عقب اغتيال رئيس المكتب السياسي للحركة إسماعيل هنية، في طهران.

ويبحث الجيش الإسرائيلي الآن عن شقيق السنوار والذي يعتبر الحجر الأخير في صفوف الحركة والبديل المحتمل لقيادة حركة حماس وتولي زمام الأمور الفترة المقبلة .. فمن هو "محمد السنوار"؟

شخصية غامضة

نشط محمد السنوار الذي ولد في خان يونس عام 1975 بكتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحماس، ويُعد من القادة الميدانيين المؤثرين في قطاع غزة، كما يُشار إليه أحيانًا كأحد المخططين الرئيسيين للعمليات العسكرية ضد إسرائيل.

ومحمد السنوار هو جزء من العائلة التي لها تأثير كبير داخل الحركة، إذ أدى دوراً هاماً في العمل العسكري، وعلى الرغم من أن يحيى السنوار كان الأكثر شهرة بفضل منصبه السياسي كزعيم لحركة حماس في قطاع غزة، فإن محمد شقيقه كان له تأثير واضح في العمليات المسلحة والتخطيط العسكري ضد الجيش الإسرائيلي.

ويُعد محمد السنوار شخصية غامضة نسبياً مقارنة بشقيقه يحيى الذي يكبره بـ13 عاماً، إذ نادراً ما يظهر في الإعلام، ولكن يُعتقد أنه يمتلك نفوذاً قوياً في العمليات التي تديرها كتائب القسام، وله دور كبير في القرارات الإستراتيجية العسكرية لحماس، ووصفه الإعلام الإسرائيلي بأنه "الإرهابي الغامض".

وشغل محمد السنوار منصب قائد لواء خان يونس في كتائب القسام، وكان أحد خاطفي الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط في عام 2006، وهو أحد مهندسي أنفاق غزة وأنه اضطلع بتنفيذ أكبر مشاريع بناء شبكة الأنفاق تحت الأرض.

ووضع محمد السنوار ضمن أخرين في حركة حماس على لائحة الاستهداف الإسرائيلية، حيث وضعت جائزة بقيمة 300 ألف شيكل للقبض عليه حياً أو ميتاً، وهذا المبلغ هو ثاني أكبر جائزة مالية، بعد تلك التي وضعت على رأس يحيى السنوار وتقدر بـ400 ألف شيكل.

#يحيى_السنوار لديه شقيق أسمه #محمد_السنوار ويقود حالياً القطاع العسكري الجنوبي من وادي #غزة حتى #رفح ويصنفه العدو الصهيوني باكثر خطورة من يحيى السنوار فهو ذو خبرة قيادية عسكرية ميدانية كبيرة ..

الحرب مستمرة حتى تحرير #فلسطين ???????? pic.twitter.com/sthvV7T8DV

— همام شعلان || H . Shaalan (@osSWSso) October 17, 2024 رحلة محمد السنوار

بعد عدد من العمليات العسكرية ضد الجيش الإسرائيلي وبالتحديد في عام 1991، اعتقل الجيش الإسرائيلي وسجنه في سجن كتسيعوت، ولكن تم إطلاق سراحه بعد 9 أشهر.

وأصبح محمد السنوار قريباً من القادة الميدانيين الذين أصبحوا فيما بعد شخصيات رئيسية، مثل محمد الضيف وسعد العربيد، وغيرهما.

واعتقلت قوات الأمن الفلسطينية محمد السنوار بشكل متكرر، وقضى في نهاية المطاف ما مجموعه 3 سنوات في حجزها.

وزادت مكانته بشكل أكبر في أبريل(نيسان) 2003 عندما استهدفت مروحية إسرائيلية سعد العربيد، الشريك المقرب لمحمد، وقتلته، 

وفي عام 2006، أظهر محمد مرة أخرى ولاءه لأخيه يحيى، الذي كان مسجوناً آنذاك في إسرائيل، ولسجناء أمنيين آخرين من خلال قيادة عملية اختطاف الجندي جلعاد شاليط واحتجازه لاحقًا حتى إطلاق سراح شقيقه في عام 2011.

وعلى مدار السنوات، عمل محمد جنباً إلى جنب مع كبار قادة حماس وحافظ على علاقات مع شخصيات رئيسية في الحركة، وسمحت له قدرته على العمل تحت الرادار بتجميع النفوذ والخبرة العملياتية، مما جعله لاعبًا رئيسيًا في الاستراتيجية العسكرية لحماس. وعلى الرغم من الجهود الإسرائيلية، إلا أن مطاردته ظلت غير ناجحة.

وكشف مسؤول أمني سابق مطلع على استخبارات غزة أن محمد السنوار "لم يشارك فقط خلال التطوير العسكري للمنظمة، من كتائب القسام إلى الجناح العسكري الكامل، بل لعب دوراً نشطاً وحتى قيادياً في بعض أجزاء العملية".

وأضاف "ليس من قبيل المصادفة أن منزله دُمر عدة مرات على مدى العقدين الماضيين. كانت العمليات للقضاء عليه هائلة ولكنها غير ناجحة.

#يحيى_السنوار لديه شقيق أسمه #محمد_السنوار ويقود حالياً القطاع العسكري الجنوبي من وادي #غزة حتى #رفح ويصنفه العدو الصهيوني باكثر خطورة من يحيى السنوار فهو ذو خبرة قيادية عسكرية ميدانية كبيرة ..

الحرب مستمرة حتى تحرير #فلسطين ???????? pic.twitter.com/sthvV7T8DV

— همام شعلان || H . Shaalan (@osSWSso) October 17, 2024

وينتظر إعلان حركة حماس الاستقرار على الاسم المرشح لتولي رئاسة المكتب السياسي للحركة بعد مقتل كل من إسماعيل هنية ويحيى السنوار.

مقالات مشابهة

  • خالد الصاوي في حالة انتعاش سينمائي.. يشارك بأربعة أفلام مع كبار النجوم
  • مطالب مغربية لمفوضية اللاجئين بإحصاء الصحراويين في تندوف وإدانة استمرار تجنيد الأطفال
  • فيلم إكس مراتي يعود للمقدمة.. ماذا جنى ليلة أمس؟
  • محافظها: هناك 3 مخيمات للكورد النازحين من تركيا وايران وسوريا في اربيل
  • مشاهد جديدة من قصف المبنى الذي قتل فيه يحيى السنوار / فيديو وصور
  • تعيين ماجد المنصوري مديراً تنفيذياً لـ «متحف المستقبل»
  • من هو شقيق السنوار الذي تسعى ورائه إسرائيل؟
  • قريبًا.. عرض موضوع عائلي 3 على منصة شاهد
  • الاحتلال الإسرائيلي يفشل في العثور على محتجزين عقب استهداف مبنى في غزة