ما وراءَ زيارة السفير الأمريكي المتكرّرة إلى حضرموت؟
تاريخ النشر: 20th, October 2024 GMT
فذ السفير الأمريكي إلى اليمن، ستيفن فاجن، زيارةً إلى محافظة حضرموت، في خطوة جديدة تكشف عن الاهتمام الأمريكي المتزايد بمحافظة حضرموت الغنية بالنفط والمعادن.
وخلال الزيارة، عقد السفير سلسلة لقاءات مع مشايخ المحافظة وقيادات المرتزِقة، في ظل تساؤلات كثيرة حول الأهداف من هذه الزيارة أَو المغزى منها.
وتتزامن هذه الزيارة مع عدة مستجدات على ساحة اليمن الجنوبية والشرقية الواقعة تحت الاحتلال الإماراتي السعوديّ؛ فأبناء تلك المحافظات قد وصلوا إلى مرحلة بؤس وشقاء جراء التدهور الكبير للعملة المزيفة دون أن تتمكّن حكومة المرتزِقة من إيقاف هذا النزيف.
وفي هذا الصدد يقول سياسيون: إن زيارة السفير الأمريكي فاجن، إلى المكلا بحضرموت، الثلاثاء الماضي، تتزامن مع عودة المرتزِق العطاس إلى المشهد، وَلها علاقة بالمفاوضات غير المعلنة التي تجريها السعوديّة بين مكونات حضرموت الموالية لها، وبين المرتزِق العليمي والتي ترعاها الرياض، مؤكّـدين أن تلك المفاوضات مسرحية سياسية مكشوفة هدفُها تنفيذُ أجندات سعوديّة قديمة ومطامعُ فشلت في تنفيذها في ستينيات القرن الماضي تحت يافطة “الإقليم الشرقي”، وإعادتها باسم الأقاليم، وإقليم حضرموت، واليوم تستبدل إقليم حضرموت، بالترتيب لإنشاء دولة حضرموت بضوءٍ أخضرَ أمريكي.
زيارة السفير الأمريكي لحضرموت، واللقاءات التي عقدها مع المرتزِق بن ماضي، ليست الأولى ولن تكون الأخيرة؛ فقد سبقتها زيارات ولقاءات أُخرى، منها اجتماع المستشار العسكري بالسفارة مع ما يسمى رئيس حلف قبائل حضرموت، الشيخ عمرو بن حبريش، الذي يقود الحراك القبلي، ضد حكومة المرتزِقة، وبدعم من السعوديّة، وهذا يعكس الرغبة الأمريكية السعوديّة في فصل حضرموت عن اليمن، وضمِّها للأراضي السعوديّة؛ ولهذا تلعب الرياض والسفارة الأمريكية فيها، دورًا بارزًا، في إدارة التحَرّك القبلي، المطالب بالحكم الذاتي.
ولهذا، فَــإنَّ الزيارات الأمريكية المتكرّرة، إلى حضرموت، خَاصَّة مع استمرار التصعيد القبلي المدعوم من السعوديّة، والتي تسعى من خلال التحَرّك القبلي للسيطرة، هي محاولة سعوديّة لمنح واشنطن، تأثيرًا مباشرًا على التطورات في حضرموت، التي تعد أهم المحافظات النفطية باليمن، والتي تمثل -وفق امتداداتها شرقًا وغربًا إلى محافظتَي شبوة والمهرة- محور ارتكاز في السيطرة على المنطقة والتحكم فيها، ويتم من خلالها تحقيق المصالح الاقتصادية والاستراتيجية لواشنطن في المنطقة؛ إذ لطالما كانت محافظة حضرموت هدفًا لاهتمام القوى الدولية بالنظر إلى ثرواتها النفطية.
ولهذا فَــإنَّ الولايات المتحدة تسعى من خلال الظروف المصطنعة والجارية في حضرموت، لتعزيز نفوذها في محافظة حضرموت النفطية، التي تعد ضمن أولوياتها، وما الزيارات المتكرّرة لحضرموت، إلا لفرض واقع جديد في المحافظة النفطية، التي تتميز بموقعها الاستراتيجي وثرواتها، وفق المخطّط الأمريكي الذي يهدف إلى مواجهة النفوذ العالمي، والسيطرة المباشرة وغير المباشرة، على حضرموت، التي تتمتع بإطلالة واسعة، ومهمة على بحر العرب، والمحيط الهندي، ويوجد فيها أهم القطاعات الإنتاجية النفطية ضمن حوض المسيلة – سيئون الذي يوجد فيها الخزان النفطي الاستراتيجي للبلاد، الذي يرفد خزينة الدولة ٨٠ % من موازنتها العامة.
ونظرًا لهذه الأهميّة الاقتصادية لحضرموت، التي تتميز -وفق الرؤية الأمريكية- بكل المؤهلات لإنشاء ما يسمى دولة حضرموت، التي تحاول السعوديّة تحقيقها وضمها إليها؛ لذا تظهر زيارة السفير الأمريكي اهتمام الولايات المتحدة الأمريكية بمحافظة حضرموت، منذ العام 2011م، وهو ما بدا واضحًا من خلال الزيارات المتكرّرة لحضرموت، وما هذه الزيارة اليوم إلا امتداد للزيارات السابقة التي قام بها مسؤولون وقيادات وضباط عسكرية أمريكية، لحضرموت، التي أصبح جزءٌ منها قاعدة عسكرية لأمريكا، وتتواجد فيها قوات كبيرة من المدرعات والأسلحة والمعدات العسكرية والاستخباراتية، والتي ظهرت في شوارع غيل باوزير في 2021م.
أطماعٌ متجددة:
وَتعكس الزيارات الأمريكية إلى حضرموت رغبةَ واشنطن في تعزيز نفوذها بالمنطقة، وهو ما يمكن تفسيره؛ باعتبَاره محاولةً لضمان السيطرة على الموارد النفطية الاستراتيجية، بعد تمكين القبائل والمكونات الحضرمية الموالية للسعوديّة، من السيطرة على القطاعات النفطية، وهذا ضمن أسباب زيارة السفير الأمريكي، الذي يرعى المفاوضاتِ غير المعلَنة، التي يمكن من خلالها تحقيق المصالح الأمريكية والسعوديّة المشتركة، والتي تتمثل في السيطرة على هذه المحافظة، والتحكم بها بصورة مباشرة؛ كونها تشكّل أهميّةً استراتيجية، وضمن الجغرافيا الغنية بالنفط والغاز، وتحتوي على عشرات الحقول النفطية والغازية الهامة، بالإضافة إلى المساعي الأمريكية السعوديّة، للسيطرة الكاملة على السواحل الجنوبية الشرقية لكُلٍّ من المهرة وحضرموت وشبوة، وُصُـولًا إلى عدن، وباب المندب، وهذا ما يمكّنهما من السيطرة والتحكم، على خطوط التجارة الدولية والملاحة البحرية، الممتدة من البحر العربي جنوبًا إلى باب المندب والبحر الأحمر غربًا، والذي يعتبر ضمن أهم الأولويات والأهداف الاستراتيجية لأمريكا.
ويؤكّـد الخبراء أن زيارات الأمريكيين المتكرّرة إلى حضرموت أظهرت الأطماع الأمريكية، التي ظهرت -وفق الخبراء- منذ أواخر خمسينيات القرن الماضي، وبدأت في العام 1961م، بعد إعلان شركة “بان أمريكان” وهي إحدى شركات التنقيب عن النفط، التي تم إرسالها إلى حضرموت، بالتعاون مع الاحتلال البريطاني آنذاك، لوجود كميات كبيرة من النفط في صحراء ثمود؛ وهذا ما جعل السعوديّة منذ الستينيات، تحاول -وفق مخطّط أمريكي- ضم مديرية ثمود النفطية لأراضيها، إلا أن تلك المحاولات أفشلتها الجبهةُ القومية عام 1967م؛ ما جعل السعوديّة خلالَ العقود الماضية، تقف أمام استخراج الثروة النفطية في ثمود، كما سبق لها أن أوقفت كافة أعمال التنقيب عن النفط في الشريط الحدودي بين شرورة وحضرموت طيلة العقود الماضية، وها هي اليوم تختلقُ الأحداث والصراعات كعادتها في حضرموت، بالتعاون مع أمريكا، التي لم تنتهِ أطماعهما في السيطرة على حضرموت النفطية.
المسيرة
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: زیارة السفیر الأمریکی السیطرة على إلى حضرموت السعودی ة من خلال
إقرأ أيضاً:
جرائم العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي في مثل هذا اليوم 15 مارس
يمانيون/ تقارير في مثل هذا اليوم 15 مارس ارتكب العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي جرائم بشعة بحق المدنيين في المحافظات أسفرت عن سقوط شهداء وجرحى وتدمير وتضرر الأعيان المدنية.
ففي 15 مارس عام 2016، استشهد 113 مواطناً بينهم امرأتان، وأصيب أكثر من 44 آخرين، في غارتين شنهما طيران العدوان على سوق الخميس ومطعم شعبي بمديرية مستبأ في محافظة حجة.
وأصيب مواطنان جراء غارة شنها طيران العدوان على سيارة المواطن علي الخضيري بمدينة ذُوباب في محافظة تعز، كما استهدف بسلسلة غارات مناطق الجحملية العليا بمديرية صالة وتبة السلال القريبة من القصر الجمهوري ما أدى إلى أضرار في عشرات المنازل.
واستهدف الطيران المعادي بغارات أخرى منطقة الحوبان شرقي مدينة تعز ما أدى إلى تضرر عدد من المنازل وبعض منشآت حديقة التعاون، واستهدف منطقة وادي حنش القريب من مصنع السمن والصابون ومناطق أخرى في شارع الستين شمال غرب المدينة.
وشن طيران العدوان 11 غارة على منطقة العرقوب بمديرية خولان في محافظة صنعاء، أسفرت عن أضرار بليغة في الأراضي الزراعية ومراعي الأغنام.
وفي 15 مارس عام 2017، استشهد ثلاثة مواطنين وأصيب خمسة آخرين في غارات شنها طيران العدوان على منطقة الركوة بمديرية الصفراء في محافظة صعدة، وشن غارتين على جبل مندبة بمديرية باقم و 15 غارة على مناطق متفرقة في مديرية البقع.
واستشهد المواطن عبدالعزيز النجار بقصف مدفعي شنه مرتزقة العدوان على مزرعته في منطقة الفيض بمديرية المتون في محافظة الجوف.
وشن طيران العدوان غارتين على منطقة الحول وغارتين على محطة بترول في منطقة محلي وألقى قنبلة عنقودية على قرية رمادة بمديرية نهم في محافظة صنعاء، ما أدى إلى أضرار بليغة في الممتلكات الخاصة ومزارع المواطنين، وتدمير المحطة بشكل كلي.
الطيران المُعادي شن غارتين على بيت حاميم بالشريجة في محافظة لحج، وغارتين على مديرية حرض في محافظة حجة، وغارتين على منطقة الساق بمديرية عسيلان في محافظة شبوة، وسبع غارات على جزيرة كمران في محافظة الحديدة.
وشن طيران العدوان غارتين شمال معسكر العمري بمديرية ذوباب، وغارتين على جبل النار في المخا، وغارة على منطقة الكسارة في البرح بمديرية مقبنة في محافظة تعز، فيما قصفت بارجات العدوان بأربعة صواريخ شرق منطقة يختل شمال المخا.
وفي 15 مارس عام 2018، أصيب مواطنان جراء أربع غارات شنها طيران العدوان على محمية برع في محافظة الحديدة، وأصيبت امرأة وطفلتان جراء غارة على منزلهن في مديرية التحيتا.
كما شن الطيران في المحافظة نفسها ثماني غارات على مديرية باجل، وست غارات على مديرية الجراحي وثلاث جنوبها، وأربع غارات على مديرية التحيتا، خلفت جميعها أضراراً في ممتلكات المواطنين.
وأصيب مواطن بغارة لطيران العدوان استهدفت مزرعة في منطقة آل حجلان بمديرية صرواح في محافظة مأرب، وشن خمس غارات على مناطق متفرقة بالمديرية، خلفت أضراراً في منازل ومزارع المواطنين.
وأصيب طفل جراء انفجار قنبلة عنقودية من مخلفات العدوان بمديرية رازح في محافظة صعدة.
طيران العدوان شن في المحافظة ذاتها غارة على جبل شعير وثلاث غارات على منطقتي آل صبحان والسداد بمديرية باقم، وغارة على أبراج الاتصالات بجبل بن عريج في مديرية ساقين، وغارتين على منطقة الأزهور بمديرية رازح الحدودية.
وتضررت مزارع المواطنين في مناطق متفرقة من رازح جراء القصف الصاروخي والمدفعي السعودي الذي استهدف أيضاً مناطق متفرقة من مديريتي شدا ومنبه ما أدى إلى أضرار في ممتلكات المواطنين.
طيران العدوان شن غارة على موقع الطلعة في نجران واستهدف بغارة أخرى مرتزقته بموقع بجل في جيزان.
وشن طيران العدوان 13 غارة على مديريتي حرض وميدي في محافظة حجة، وغارتين على شعب المحرق بمدينة القاعدة في محافظة إب، وثلاث غارات على منطقة المجاوحة والحنشات بمديرية نهم في محافظة صنعاء، خلفت أضراراً في مزارع وممتلكات المواطنين.
وفي 15 مارس عام 2019، استشهد خمسة مواطنين جراء غارة شنها طيران العدوان على منطقة خدلان بمديرية مستبأ في محافظة حجة، وشن غارة على منطقة قريات في العبيسة بمديرية كشر.
طيران العدوان شن أربع غارات على الطريق المؤدي إلى منطقة الكدحة بمديرية الوازعية وغارة على منطقة البرح بمديرية مقبنة في محافظة تعز، وغارتين على منطقة المدفون بمديرية نهم في محافظة صنعاء، وغارتين على منطقة الأزقول بمديرية سحار في محافظة صعدة، ما أدى إلى أضرار في ممتلكات المواطنين.
وفي محافظة الحديدة، قصف مرتزقة العدوان بأكثر من 65 قذيفة مدفعية وبالعيارات الرشاشة مزارع وممتلكات المواطنين في مديرية التحيتا، واستهدفوا قريتي الشجن والكوعي بمديرية الدريهمي بعدد من قذائف الهاون والعيارات الثقيلة، وتعرضت مناطق متفرقة بالمديرية لقصف مدفعي بالرشاشات المتوسطة.
وفي 15 مارس عام 2020، استشهد مواطن وأصيب عدد آخر جراء اعتداءات المرتزقة على الأحياء السكنية القريبة من شارع الـ50 بمدينة الحديدة، كما أصيب أحد أفراد التموين في نقطة رقابة الارتباط المشتركة في الخامري بنيران أسلحة المرتزقة المتوسطة على النقطة.
وأصيب مواطن بجروح بشظايا مدفعية المرتزقة في منطقة الجبلية بمديرية التحيتا، وقصفوا بثلاث قذائف هاون منازل المواطنين في قرية الشجن بمدينة الدريهمي، وقصفت طائرة بدون طيار تابعة للعدوان مدينة الدريهمي.
وقصف المرتزقة رقابات الصالح وكيلو 16 والمنظر، واستحدثوا خمسة تحصينات قتالية في الجبلية و شارع الـ 50 وكيلو 16 وقصفوا بالمدفعية والصواريخ والأعيرة النارية المختلفة مناطق متفرقة بالمحافظة.
وشن الجيش السعودي قصفاً صاروخياً ومدفعياً استهدف قرى آهلة بالسكان بمديرية رازح الحدودية في محافظة صعدة، وشن الطيران المعادي خمس غارات على منطقة الأعروش بمديرية خولان، وأربع غارات على مديرية نهم في محافظة صنعاء، وغارة على منطقة بيت حنش وادي حباب بمديرية صرواح في محافظة مأرب.
وفي 15 مارس عام 2021، شن طيران العدوان ثلاث غارات على منطقة بني حسن بمديرية عبس في محافظة حجة، واستهدف بـ14 غارة مديرية صرواح وبثلاث غارات مديرية مدغل في محافظة مأرب خلفت أضراراً في الممتلكات العامة والخاصة.
واستحدث مرتزقة العدوان تحصينات قتالية قرب شارع الـ50 بمدينة الحديدة ومنطقة المنظر بمديرية الدريهمي ومنطقة الجبلية بمديرية التحيتا، وقصفوا بـ 207 صواريخ وقذائف مدفعية وبالأعيرة النارية المختلفة مناطق متفرقة بالمحافظة، فيما شن الطيران التجسسي خمس غارات على منطقة كيلو16 والدريهمي ومنطقة الفازة بمديرية التحيتا.
وشن الطيران المعادي غارة على مديرية الظاهر في محافظة صعدة، وغارة على الربوعة في عسير.
وفي 15 مارس عام 2022، أصيب مواطنان بقصف مدفعي سعودي على منطقة الرقو بمديرية منبه الحدودية في محافظة صعدة.
وشن الطيران التجسسي غارة على مديرية حيس في محافظة الحديدة، في حين قصف المرتزقة بالمدفعية والأعيرة النارية المختلفة مناطق عديدة بالمحافظة، واستحدثوا تحصينات قتالية في منطقة الجبلية بمديرية التحيتا، وفي مديرية مقبنة بمحافظة تعز.
طيران العدوان شن خمس غارات على مديرية الوادي وأربع غارات على مديريتي الجوبة وصرواح في محافظة مأرب، واستهدف بـ 12 غارة مديرية حرض، وبخمس غارات مديريات حيران وميدي وعبس في محافظة حجة.
وفي 15 مارس عام 2023، شن الطيران التجسسي غارة على مديرية حيس في محافظة الحديدة واستحدث المرتزقة تحصينات قتالية في المديرية ذاتها قصفوا بالمدفعية والأعيرة النارية المختلفة مناطق عديدة في المحافظة.