سوق أفتيموس مركز تجاري في القدس سمي على كاهن يوناني
تاريخ النشر: 20th, October 2024 GMT
سوق أفتيموس يقع في القدس، ويعود إلى العهد العثماني، اشتهر بمتاجر بيع التحف، وشهد تحولات كبيرة في طبيعة نشاطاته، ولا يزال نشطا ونقطة جذب مهمة للسياح.
الموقعيقع سوق أفتيموس في قلب البلدة القديمة لمدينة القدس، تحديدا إلى الغرب من كنيسة المخلص اللوثرية، وإلى الجنوب الشرقي من كنيسة القيامة.
موقع السوق إستراتيجي نظرا لقربه من معالم تاريخية مهمة، مما يجعله نقطة جذب رئيسية للزوار والسياح.
تبلغ مساحة سوق أفتيموس حوالي 13 دونما، ويتميز بوجود 4 مداخل تؤدي إلى ساحة مركزية تتوسطها نافورة مياه كلاسيكية، مزينة بتماثيل، وتستمد إلهامها من الأنماط الرومانية، مما أضفى لمسة تاريخية مميزة على السوق.
أنشئت النافورة عام 1901م، تكريما للسلطان العثماني عبد الحميد، بمناسبة مرور 25 عاما على اعتلائه الحكم.
محلات سوق أفتيموس نقطة جذب رئيسية للزوار والسياح (الجزيرة) التسميةسُمِّي السوق على اسم الأرشمندريت اليوناني أفتيموس، الذي أنشأه عام 1908م بأمر من بطريرك الروم الأرثوذكس أورليانوس.
التاريخ والتطوركان السوق مقرا لفرسان القديس يوحنا، وفيه كنيسة سميت باسمه. وبعد التحرير الأيوبي للقدس، أصبحت تعرف المنطقة باسم "المورستان" أو مشفى صلاح الدين، واستمر ذلك حتى الفترة العثمانية. ومع الوقت ضعُف السوق وبيع للبطريركية اليونانية، التي أنشأت بدورها السوق الحديث المعروف باسم "أفتيموس".
في بداياته كان السوق مركزا حيويا لصناعة الجلود، وكان يضم العديد من الحرفيين المتخصصين في الدباغة. ولكن مع مرور الزمن، شهد تغيرات كبيرة في طبيعة نشاطاته نتيجة للاحتلال الإسرائيلي.
حلت المحلات التجارية التي تبيع البضائع التقليدية والتراثية محل محلات الدباغة، كما ظهرت المطاعم والمقاهي التي تستهدف السياح الأجانب.
سوق أفتيموس شهد تغيرات في النشاطات التجارية بسبب الأوضاع السياسية والاقتصادية (الجزيرة) التحديات والتحولاتمر سوق أفتيموس بفترات صعبة، خاصة بعد الاحتلال الإسرائيلي، مما أثر بشكل كبير على الحركة التجارية فيه، فقد تحولت العديد من المحلات إلى مطاعم ومقاه، بينما حافظت القريبة منها من كنيسة القيامة على بيع التحف الشرقية.
شهد السوق أيضا تغيرات في النشاطات التجارية بسبب الأوضاع السياسية والاقتصادية. فقد تأثرت حرفة الدباغة سلبا نتيجة للقيود التي فرضتها سلطات الاحتلال على إدخال المواد الخام وتزايد المنافسة من البضائع المستوردة، وأدى ذلك إلى إغلاق عدد من المحلات، أو تحول نشاطها إلى بيع التحف السياحية والمنتجات الجلدية الجاهزة.
الكنائس والمساجد المحيطةسوق أفتيموس موقع غني بالأماكن الدينية المهمة، ففيه مسجد عمر بن الخطاب، إضافة إلى 4 كنائس بارزة هي: كنيسة يوحنا المعمدان، التي تُعد أقدم كنيسة للروم الأرثوذكس في القدس، والتي بنيت في القرن الخامس الميلادي؛ وكنيسة القيامة، التي تُعتبر الكنيسة الأم للعالم المسيحي؛ وكنيسة الفادي اللوثرية الألمانية، التي بنيت عام 1898م؛ وكنيسة ألكسندر نيفسكي الروسية، التي بنيت عام 1902م.
معروضات بأحد المحلات التجارية في سوق أفتيموس بالقدس (الجزيرة) تاريخ الاستيطان في القدس وسوق أفتيموسبعد احتلال شرقي القدس عام 1967، بدأت سلطات الاحتلال الإسرائيلي بعملية تدريجية لتوسيع المستوطنات في مختلف أنحاء المدينة القديمة، وكان سوق أفتيموس من بين الأهداف الرئيسية لهذه السياسة.
فقد استولى المستوطنون على عدد من المباني الحيوية في السوق، أبرزها بيت الضيافة الذي كان مملوكا لبطريركية الروم الأرثوذكس.
كان هذا المبنى من بين الأماكن التي تسربت لإحدى الجمعيات الاستيطانية، ويضم 36 غرفة، وهذا التغيير لم يؤثر فقط على النسيج الاجتماعي للسوق، بل على دوره بصفته مركزا تجاريا وسياحيا.
أدت عمليات الاستيطان إلى تغيير واضح في الأنشطة التجارية داخل سوق أفتيموس، فالعديد من المحلات التجارية التي كانت تركز على بيع المنتجات التقليدية والجلدية أُغلِقَت أو تحولت إلى مطاعم ومقاه تستهدف السياح.
كما أثر الاستيطان على الاقتصاد المحلي بزيادة الضغط على البنية التحتية والخدمات، فالمرافق العامة التي كانت تخدم المجتمع الفلسطيني المحلي أصبحت موجهة أيضا لتلبية احتياجات المستوطنين، مما أدى إلى تفاقم الضغوط الاقتصادية على السكان الأصليين.
أصبح سوق أفتيموس مزيجا من الأنشطة السياحية والتجارية التي تستهدف الزوار الأجانب، مع تراجع كبير في النشاطات التي تعكس التراث الفلسطيني المحلي. وأسهم الاستيطان في تغيير الطابع الثقافي للسوق، مما أثر على الهوية الثقافية للمنطقة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات الجامعات فی القدس
إقرأ أيضاً:
مطران طيبة تصدر بيانا حول العمل الإرهابي لهدم كنيسة السيدة العذراء بالأقصر
أصدرت مطرانية طيبة للأقباط الكاثوليك بيانا حول العمل الإرهابي بنهب وتدنيس وهدم كنيسة السيدة العذراء بالمريس – القرنة – الأقصر.
وقالت، يرجع تاريخ الموقع إلى عام ١٩٣٦ عن يد الآباء الرهبان الفرنسيسكان، حيث قاموا ببناء مدرسة لخدمة أهل القرية وكنيسة باسم السيدة العذراء لخدمة الشعب الكاثوليكي بها، وفي عام ١٩٩٧ تم تسليم الكنيسة للآباء اليسوعيين الذين وأصلوا الخدمة بها، وفي عام ٢٠٢٠ وبسبب قلة عدد الرهبان، سلم الآباء اليسوعيين الكنيسة لمطرانية طيبة للأقباط الكاثوليك. فقامت المطرانية بصيانة كاملة للكنيسة وتجديد الأثاث، وفي ذات الوقت واصل الآباء الكهنة الإيبارشيين الخدمة بها حتى يومنا هذا.
في فجر يوم الأربعاء ١٣ نوفمبر ٢٠٢٤، قام المدعو جمال يوسف نصيف، رئيس جمعية مفتاح الحياة ومعاونيه من المرتزقة بقطع التيار الكهربائي عن الكنيسة وكسر الباب الخشبي وتم نهب وسرقة كل ما بداخلها من أثاث وأجهزة وكذلك عداد الكهرباء الخاص بها.
وفي نحو الساعة السادسة صباحًا، بدأت مجموعة من العمال بهدم سور خرساني موجود بالموقع ومجاور للكنيسة بواسطة شواكيش تكسير كهربائية، للتغطية الصوتية، وفي ذات الوقت دخل لودر للموقع حيث بدأ بهدم وتدمير وتدنيس الكنيسة وتسويتها بالأرض، رغبة في محوها وتزوير التاريخ المُثبت.
تدارك الجيران الجريمة الشنيعة فتواصلوا مع المطرانية، وفور علم المطرانية بذلك، قام الأب وكيل عام المطرانية ومعه الأب راعي الكنيسة بالتوجه فورًا للمريس - حيث كان نيافة الأنبا عمانوئيل، مطران الإيبارشية بالقاهرة للمشاركة في أجتماعات السينودس- والتي تبعُد قرابة نصف الساعة عن مدينة الأقصر، وهناك وجدو الفاعل ومعاونيه واللودر بالموقع وكانوا قد أتموا فعلتهم الشنيعة.
قام الأب وكيل عام المطرانية بنقل الصورة للأب المطران الذي قام بدوره بالتواصل مع كل الجهات المعنية، ووفقًا لتوجيهات مطران الإيبارشية، قام الأب الوكيل العام برفقة الأب راعي الكنيسة إلى قسم الشرطة لأثبات الواقعة وتدوين محضر مفصل بذلك بحضور محامي المطرانية.
وفور عودة نيافة الأنبا عمانوئيل إلى مقر المطرانية التقي بكل الجهات المعنية وكذلك أتخاذ كافة الإجراءات القانونية حيال ذلك، وتجرى حاليًا التحقيقات أمام النيابة العامة التي لم تتوانى منذ اللحظة الأولى بإجراء المعاينات الازمة والذهاب لموقع الجريمة في وقتها حتى يتسنى لها الوقوف على ما حدث لاتخاذ كافة الإجراءات القانونية، ضد من وهمت له نفسه أنه فوق قوانين الدولة، حيث أنه يزعم أن له سند في دائرة علاقات واسعة ويحتمى بمنصبه كرئيس مجلس إدارة جمعية أهلية ويٌسيِر جمعيات أهلية آخري.
منذ ذلك الوقت والمطرانية على تواصل بكل القيادات المعنية والتي لم تتقاعس منذ اللحظة الأولى من تنفيذ القانون.
كما قام نيافته باللقاء بأبناء رعية المريس أكثر من مرة سواء في موقع الحادث أو بعيدًا عنه من أجل تشجيعهم ومؤازرتهم في المصاب الذي ألم بهم ومن أجل طمئنة قلوبهم المجروحة، وأن الرب قادر بنعمته أن يجعل من الشر خير، مؤكدًا لهم أن المطرانية تقوم بكل الجهد لإعادة كنيستهم أفضل مما كانت عليه وأن ينال المجرم وشركائه عقابهم المستحق.
تواصل المطرانية سعيها مع الجهات المعنية والمختصة حتى تصل إلى العدالة التي يُدافع عنها في هذه الأرض المباركة كل كبير وصغير، وحتى ينال الفاعل الحكم العادل.
تُجرى الآن المطرانية التحقيقات من أجل إعلان قرار حرمان كنسي على مستوى الكنيسة الكاثوليكية في العالم لمنتهك المقدسات، وكذلك إخطار كل الهيئات الخارجية والداخلية التي تموله.
ملابسات الحادث
اختار منفذ الجريمة التوقيت بعناية، حيث أن يوم الأربعاء هو اليوم الرابع في موسم الشهيد العظيم مار جرجس الرزيقي، وهي الفترة التي يحرص فيها معظم المسيحيين على الذهاب والمبيت بالدير، وهو الحال مع معظم الجيران المتاخمين لموقع الكنيسة، ظنًا منه في عدم وجود من يشهد على الجريمة، ولكن يد الله تعمل.
فترة مزار الدير هى فترة انشغال أمني شديد بمحافظة الأقصر.
سفر مطران إيبارشية طيبة إلى القاهرة للمشاركة في اجتماعات السينودس.
ترويج المدعو جمال يوسف بعض الشائعات للتغطية على فعلته الشنعاء وصرف نظر سامعيه عن شناعتها، مثل ادعائه بأنه حاول التواصل واللقاء مع نيافة مطران إيبارشية طيبة، وأنه تم رفض جميع طلباته وهو ما دفعه لهذا الفعل، ونؤكد بأن هذا عارٍ من الصحة ولم يحدث على الإطلاق.
كما نؤكد بأنه لا يوجد أي نزاع بين المطرانية والجمعية فيما يخص ملكية الكنيسة وأنشطتها الرعوية، حيث تم لقاء في ٢٠٢٠ بين نيافة الأنبا عمانوئيل بحضور وكيل عام المطرانية ومحامي الإيبارشية والمدعو جمال يوسف وتم أخطاره بأن المطرانية تسلمت من الرهبنة اليسوعية الكنيسة وأنه سيقوم بخدمتها الأباء الكهنة الإيبارشيين، وتم توفير شقة للراعي وقامت المطرانية بفرشها، وكذلك أبدت المطرانية كل تعاون ومساندة لأنشطة الجمعية التي أسسها الأب منير خزام اليسوعي.
ومنذ ذلك الوقت لم يحدث أي لقاء أو نزاع أو خلاف أو شكاوى سواء شفهية أو أمام القضاء بين المطرانية وهادم الكنيسة.