عيتا الشعب.. بلدة تاريخية لبنانية تقاوم غارات إسرائيل
تاريخ النشر: 20th, October 2024 GMT
عيتا الشعب، بلدة تقع في المنطقة الحدودية الجنوبية من لبنان، وتتبع إداريا لمحافظة النبطية، وتبلغ مساحتها نحو 10.04 كيلومترات مربعة.
يعود أصل تسميتها -وفقا لروايات عدة- إلى أن ملكا رومانيا قديما يدعى "إيتا" اتخذ من البلدة مقرا له وسميت باسمه.
وتتمتع البلدة بجغرافيا متنوعة وطبيعة خلابة وأراض زراعية، وشهدت أحداثا بارزة أثناء حرب لبنان الثانية عام 2006، كما شهدت غارات إسرائيلية في إطار المواجهة مع حزب الله عام 2024.
تقع بلدة عيتا الشعب في المنطقة الحدودية بجنوب لبنان، وتتبع إداريا لقضاء بنت جبيل، أحد أقضية محافظة النبطية. وتتداخل جنوبا مع حدود فلسطين المحتلة، وهي البلدة الوحيدة التي تحدها فلسطين من جهتين: الجنوب والغرب.
تبعد البلدة عن العاصمة بيروت حوالي 136 كيلومترا، وتمتد مساحتها لنحو 1004 هكتارات (10.04 كيلومترات مربعة).
خريطة بلدة عيتا الشعب جنوب لبنان (الجزيرة) أصل التسميةتقول روايات إن أصل كلمة "عيتا" ينسب لملك من ملوك الرومان القدماء، وهو "إيتا" الذي اتخذ البلدة مقرا لملكه، وسميت باسمه.
وتقول رواية أخرى إن الملك بنى قصرا في القرية سماه قصر الشعب، وتحولت تسمية الملك "إيتا" وقصر الشعب مع مرور الزمن إلى "عيتا الشعب".
كما شاع بين أبناء البلدة اسم "عيثا" بالثاء بدل التاء، وقيل إنه مشتق من كلمة "العيثة"، وتعني في اللغة الأرض المنبسطة التي تسهل فيها الزراعة.
الجغرافياترتفع بلدة عيتا الشعب عن سطح البحر بمقدار 650 مترا، وتقع على هضبة جبل عامل، وتتنوع تربتها بين البيضاء والحمراء والسوداء، كما تكثر فيها الحجارة الصوانية، وهي نوع من الصخور الرسوبية، في الجهة الشرقية من البلدة.
وتتميز المنطقة بمناظرها الطبيعية الخلابة، ويسود فيها مناخ معتدل في فصل الصيف، في حين يتميز الشتاء بالبرودة، خاصة في ساعات الليل.
السكان
يقدر عدد سكان البلدة بنحو 14 ألف نسمة، يتوزعون على عشرات العوائل، من أبرزها آل حمد قاسم وآل سرور وحاريصي وكريك وباجوك. وغالبية سكانها من الشيعة.
الاقتصاديعتمد اقتصاد بلدة عيتا الشعب بشكل أساسي على الزراعة، وتشتهر بزراعة التبغ والزيتون والغار، إلى جانب الحرف اليدوية التقليدية.
ومع ذلك تعاني البلدة من معدلات عالية من البطالة والفقر، وتفتقر إلى العديد من الخدمات والاحتياجات الأساسية.
محطات تاريخيةخضعت عيتا الشعب، كباقي قرى جبل عامل، لحكم الدولة العثمانية عام 1887، وكانت تابعة لقضاء مرجعيون، وبقيت كذلك حتى بداية الانتداب الفرنسي في لبنان.
وفي عام 1925، أصبحت بلدة عيتا الشعب جزءا من محافظة صور، ثم ضُمت إداريا إلى قضاء بنت جبيل في عام 1953 عندما كان تابعا لمحافظة لبنان الجنوبي، وأصبح لاحقا ضمن أقضية محافظة النبطية عام 1975.
وقد اشتهرت البلدة -الواقعة جغرافيا مقابل 4 مواقع إسرائيلية ضخمة- أثناء حرب لبنان الثانية عام 2006 عندما نجح مقاتلوها في التصدي للهجمات الإسرائيلية لمدة 34 يوما.
وشهدت بلدة عيتا الشعب عام 2006 أسر جنود إسرائيليين، ومقتل عشرات آخرين أثناء الاشتباكات مع حزب الله، كما دُمر 85% من المنازل وأعيد بناؤها من جديد.
وفي سبتمبر/أيلول وأكتوبر/تشرين الأول 2024، نفذ الجيش الإسرائيلي عشرات الغارات على بلدة عيتا الشعب ضمن مواجهات مع حزب الله، الذي أعلن إسناده للمقاومة الفلسطينية في قطاع غزة.
معالمتضم بلدة عيتا الشعب مواقع أثرية وطبيعية، منها عشرات المغارات التي كانت عبارة عن مدافن، وعُثر بداخلها على العديد من القطع الأثرية والأواني المصنوعة من الذهب والفضة.
ومن أبرز هذه المغارات، مغارة الزيغ وهوة عبد الله، التي تتمثل في شق صخري بعمق يتجاوز 50 مترا وعرض يتراوح بين مترين إلى 3 أمتار.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات بلدة عیتا الشعب
إقرأ أيضاً:
غارات إسرائيلية على العاصمة بيروت وتحذير جديد لسكان الضاحية الجنوبية
شن الطيران الإسرائيلي، الأحد،غارة إسرائيلية على العاصمة اللبنانية بيروت، وغارتان على محيط بلدتي كفرا وياطر في جنوب لبنان، بالتزامن مع قصف مدفعي إسرائيلي على بلدة الخيام جنوبي لبنان، كما شن غارات على الضاحية الجنوبية لبيروت، واستهدفت الغارات مبنى مقابل مستشفى السان جورج قرب كنيسة سيدة النجاة، في الحدث وهي منطقة تستهدف للمرة الأولى، وما زال هناك مبان مأهولة في جوارها.
وكما استهدفت الغارات منزلا في بلدة عرب صاليم جنوب لبنان اليوم الأحد،كا أدى لقتل 7 أشخاص، كما أغار الطيران المسير الإسرائيلي على أحد المنازل في مدينة مرجعيون، ووقعت إصابات جراء غارة إسرائيلية استهدفت منزلا في بلدة العباسية جنوبا.
بالتزامن قرعت أجراس الكنائس في منطقة الحدث تحذيرا للسكان بضرورة مغاردة منازلهم قبل القصف الإسرائيلي، كذلك شهدت منطقة الضاحية الجنوبية إطلاق نار مكثف تحذيرا للسكان عقب الإنذار الإسرائيلي.وجه الجيش الإسرائيلي صباح اليوم الأحد، إنذارا لسكان حارة حريك والحدث والشياح في ضاحية بيروت الجنوبية، بضرورة الخروج من منازلهم تمهيدا لقصفها.
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي في بيان مرفق بصورة خرائط: “إلى جميع السكان المتواجدين في منطقة الضاحية الجنوبية وتحديدا في المباني المحددة في الخرائط المرفقة والمباني المجاورة لها في المناطق التالية: حدث بيروت، برج البراجنة، الشياح، أنتم تتواجدون بالقرب من منشآت ومصالح تابعة لحزب الله حيث سيعمل ضدها جيش الدفاع على المدى الزمني القريب”.
بدوره، أعلن حزب الله فجر اليوم الأحد، أنه كمن لقوة إسرائيلية في بلدة شمع جنوب لبنان واشتبك معها من مسافة قريبة ما أدى إلى إصابة عدد من أفرادها.
وقال حزب الله في بيان، إنه “مجاهدي المقاومة الإسلامية كمنوا عند الساعة 11:15 من مساء السبت لقوات الجيش الإسرائيلي المتقدمة عند الأطراف الشرقية لبلدة شمع، وعند وصولهم لنقطة المكمن، اشتبك المجاهدون معهم بالأسلحة الرشاشة والقذائف الصاروخية من مسافة صفر، ما أدى إلى وقوع إصابات مؤكدة في صفوف قوات العدو، وما زالت الاشتباكات مستمرة”.
وكان حزب الله أعلن السبت أنه استهدف مجموعة من القواعد العسكرية في مدينة حيفا ومنطقة الكرمل بصليات من الصواريخ النوعية.
وقال الحزب إنه استهدف قاعدة حيفا التقنية شرق مدينة حيفا، قاعدة حيفا البحرية شمال حيفا، قاعدة ستيلا ماريس شمال غربي حيفا، قاعدة طيرة الكرمل جنوب حيفا المحتلة، وللمرة الأولى، قاعدة نيشر جنوب شرقي مدينة حيفا.
في غضون ذلك، أخلى الجيش اللبناني أخلى مركزا له في منطقة البياضة، بالتزامن مع تقدم القوات الإسرائيلية في اتجاه بلدة شمع جنوب لبنان حيث تدور اشتباكات عنيفة مع عناصر حزب الله.
وقالت وسائل الاعلام إن الجيش أخلى مركز البياضة الذي ينتشر فيه اللواء الخامس بالتزامن مع محاولات تقدم جنود الجيش الاسرائيلي باتجاه بلدة شمع.