من غير المرجح أن يؤدي اغتيال زعيم حركة حماس، الشهيد يحيى السنوار، على يد الجيش الإسرائيلي، إلى نهاية فورية للصراع، داخل الأراضي الفلسطينية، ولكن استشهاده سيزيد من الضغوط على الجانبين للموافقة على وقف إطلاق النار.

وعلى الرغم من كل التقنيات الحديثة التى تمتلكها إسرائيل، ومساندة أجهزة المخابرات الأمريكية والبريطانية لها، إلا أنها فشلت في الوصول إلى مكان السنوار، طيلة عام من الحرب الدائرة.

فشل إسرائيلي

ولم يتحقق أمر استشهاد السنوار، بسبب فضل قراءات الرادارات الإسرائيلية التي تستكشف باطن الأرض في غزة، أو عن طريق إحدى عمليات الكوماندوز التي نفذها الجيش الإسرائيلي، والتي تستند إلى معلومات استخباراتية، وكانت تخطئه في بعض الأحيان بشعرة. بل تم استشهاده عن طريق الصدفة، في تبادل لإطلاق النار مع دورية إسرائيلية في رفح، في جنوب القطاع.

ولم يكن الجنود على علم بأنهم يطلقون النار على الرجل الأكثر طلبا في بلادهم. ففي مساء يوم الخميس، نشرت السلطات الإسرائيلية مقطع فيديو يُفترض أنه يُظهِر اللحظات الأخيرة في حياة السنوار، وقد صورته طائرة بدون طيار. ويظهر المقطع رجلاً جريحًا، جالسًا على كرسي بذراعين في منزل مدمر. وفي آخر لحظة، يرمي عصا نحو الكاميرا التي تصوره. ثم تفجر المشهد بأكمله بضربة من الجيش الإسرائيلي.

وتم انتشال 3 جثث من تحت الأنقاض، بما في ذلك جثته، التي كان من الممكن التعرف عليها جزئيًا من خلال تحليله الحمضي النووي والأسنان.

عام تحت الأرض

قبل لحظاته الأخيرة فوق الأرض، كان من المعتقد أن السنوار، أمضى عامًا تحت الأرض في متاهة الأنفاق، يتواصل مع العالم الخارجي من خلال الرسل، ولا سيما لنقل تعليماته بشأن مفاوضات وقف إطلاق النار. لقد جعل نهاية الأعمال العدائية مشروطة باتفاق متبادل للإفراج عن الرهائن الإسرائيليين (من أصل 250 أسيرًا، بقي 101، وفقًا لإسرائيل، ويُزعم أن نصفهم قد ماتوا) والسجناء الفلسطينيين، وعلى الانسحاب الكامل للجيش الإسرائيلي من غزة. بهذه الطريقة كان يأمل في الخروج منتصراً من أنقاض الجيب الساحلي.

وكان قلقًا من أن التواصل مع جهاز إلكتروني قد يؤدي إلى تعقبه بسرعة من خلال التنصت الإلكتروني، فلجأ بدلاً من ذلك إلى شبكة من الرسل البشريين.

وتضاءلت أعداد رسله، الذين كان بعضهم مقربين منه خلال العقدين اللذين قضاهما في السجن، بعد أن قام الجيش الإسرائيلي بتصفيتهم. وقد توقف السنوار مؤخرا عن إرسال التعليمات، مما أثار تكهنات بأنه ربما قُتل على يد الجيش، أثناء غارة قصف على غزة.

وتزايدت التكهنات مؤخرًا عندما لوحظ أن صورة حكومية حديثة لاجتماع عسكري رفيع المستوى أظهرت مخططًا تنظيميًا لحماس، مع علامة استفهام فوق رأس السنوار.

لكن مسؤولين أمريكيين، قالوا إنه على الرغم من هدوء اتصالاته، فإنه لا يوجد دليل على وفاته، وبدلاً من ذلك يعتقدون أنه على قيد الحياة وما زال يتخذ القرارات. وكان تقييمهم للسنوار أنه كان معزولاً ويختبئ في غزة.

وقالت إسرائيل، إنه لم يتم العثور على أي رهائن في المبنى الذي تم العثور على جثته فيه، وإنه كان محاطًا بحراسة أمنية لا يزيد عددها على شخصين أو ثلاثة.

تغريدات أفيخاي الفاشلة

وصف المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، اغتيال يحيى السنوار، الذي وصفه بـ «الرأس المدبر لمجزرة السابع من أكتوبر»، بأنه إنجاز هام للجيش الإسرائيلي يقربه من تحقيق أهداف الحرب، بتفكيك حركة حماس عسكريًا وسلطويًا، وإعادة المختطفين، وإعادة سكان الشمال.

وأضاف خلال تصريحات لـ «سكاي نيوز عربية»، أن «سنواصل تسديد الضربات إلى حماس، ولقياداتها وقدراتها، حتى يتسنى التأكد من تحقيق كامل أهداف الحرب».

ورأى أن «الفرصة أصبحت بعد استشهاد السنوار سانحة لإعادة المختطفين من غزة إلى ديارهم»، مضيفا أنه رغم أن «عملية استشهاد السنوار كانت صدفة، إلا أن القوات بقيت في المنطقة لأنه كان هناك شبهة في تواجد قيادات حماس هناك».

وذكر أن قوات الاحتلال تواصل عملياتها في جباليا بشمال غزة لمنع حماس من استعادة قدراتها من خلال ممارسة الضغوط العسكرية، لافتا أنه تم البدء بعمليات أخرى في النصيرات ووسط قطاع غزة، لاستئصال بنية حماس، وتضييق الخناق على قادتها.

وعلق رواد مواقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» على تصريحات، أفيخاي أدرعي بأنها مستفزة جدا وتثير غضب الكثيرين، وأنه مجرد متحدث باسم الجيش لا يصنع القرار ولا يحدد أي شيء.. وجوده وعدمه واحد.

كما علق آخرين قائلين: «كانت العملية إخفاقا في الأمن الإسرائيلي واستشهاده كان صدفة».

اقرأ أيضاً«حماس»: صورة السنوار أصبحت أيقونة عالمية للإنسان المقاوم

«حماس» تحسم الجدل بشأن الأسرى الإسرائيليين.. وتؤكد: إطلاق سراحهم في هذه الحالة فقط

أنباء عن تولي خالد مشعل قيادة «حماس» بعد اغتيال السنوار (تفاصيل)

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: الجيش الإسرائيلي حماس المخابرات الأمريكية يحيى السنوار أفيخاي أدرعي أفيخاي السنوار الشهيد يحيى السنوار الجیش الإسرائیلی استشهاد السنوار من خلال

إقرأ أيضاً:

إذاعة الجيش الإسرائيلي تتحدث عن اغتيال السنوار

أفادت إذاعة الجيش الإسرائيلي، مساء يوم الخميس، بأن القوات الإسرائيلية اغتالت زعيم حركة حماس يحيى السنوار في رفح.

ووفقا لإذاعة الجيش الإسرائيلي فإن الاشتباك مع السنوار وقع بتل السلطان برفح وكان يرتدي جعبة عسكرية ومعه قيادي ميداني آخر.

وقالت إذاعة الجيش الإسرائيلي إن مسؤولين أمنيين زعموا أن قوات الجيش الإسرائيلي لم تكن في هذه المنطقة بالصدفة وأن الشاباك في الآونة الأخيرة ساروته الشكوك بخصوص المكان الذي يعتقد أن كبار مسؤولي حماس يختبئون فيه.

وذكرت أن ممارسة الضغط العسكري على المنطقة جعل من يعيش فيها يرتكب خطأ.

وأوضحت أنه ومع ذلك فإن ما جرى كان عرضيا والتصفية كانت عرضية وتم تنفيذ العملية من قبل قوة مشاة تابعة للجيش دون مشاركة وحدات خاصة وليس بتوجيه مستهدف من أجهزة الاستخبارات.

هذا، وأشارت “القناة 12” العبرية إلى أن طائرة بدون طيار تم إرسالها لمكان الهجوم تعرفت على ما يمكن أن يكون جثة السنوار قبل أن يصل الجنود إلى هناك، مبينة أنه تم جلب المحققين الذين حققوا مع السنوار للتعرف على جثته قبل إجراء فحص الحمض النووي.

وأضافت القناة أن إدارة السجون الإسرائيلية رفعت حالة التأهب داخل السجون في أعقاب الأنباء عن اغتيال السنـوار.

من جهتها، قالت صحيفة “يديعوت أحرونوت” إنه تم إجراء أول اختبار للحمض النووي وقد تأكد أن السنوار قتل في مواجهة في رفح.

وفي وقت سابق، أعلن الجيش الإسرائيلي أنه يحقق مع جهاز الأمن العام “الشاباك” في احتمال مقتل رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس” يحيى السنوار خلال نشاط للجيش في غزة.

مقالات مشابهة

  • «حماس»: ما نشره جيش الاحتلال الإسرائيلي عن السنوار محاولة سخيفة لتدارك الفشل
  • ساموراي فلسطين.. السنوار كما رآه مغردون يابانيون
  • سوليفان يؤكد تقديم واشنطن المساعدة للاحتلال في تعقب قادة حماس.. بينهم السنوار
  • الجيش الإسرائيلي يقر بأن قتل السنوار كان صدفة
  • هكذا تفاعل مغردون مع إعلان إسرائيل قتل السنوار
  • الجيش الإسرائيلي يؤكد قتل السنوار بمعركة في رفح
  • رسميا .. جيش الاحتلال الإسرائيلي يؤكد مقتل يحيى السنوار
  • إذاعة الجيش الإسرائيلي: دبابة قتلت السنوار مصادفة .. ومسيّرة اكتشفت هويته بعد ساعات
  • إذاعة الجيش الإسرائيلي تتحدث عن اغتيال السنوار