تناول المحرر الاستقصائي البريطاني ديفيد روز أسباب فشل محادثات وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله، وتفوق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو على زعيم حزب الله، حسن نصر الله.
اعتماد نتانياهو على القوة، بدلاً من الدبلوماسية، في لحظة سانحة لإيقاف إطلاق النار، قد يثبت أنه خطأ مكلف
وقال الكاتب في مقاله بموقع "Unherd" البريطاني إن اغتيال نصرالله، رغم اعتباره انتصاراً لإسرائيل، ربما كان جزءاً من استراتيجية خادعة سيكون لها عواقب طويلة الأمد على الاستقرار الإقليمي.
فرصة وقف إطلاق النار
استقبلت إسرائيل مقتل نصر الله بغارة جوية لقواتها في بيروت بالترحيب باعتباره نجاحاً كبيراً. ولكن في الوقت نفسه، لم يكن هناك أي أمل في التوصل إلى حل. وزعم نتانياهو أن هذا من شأنه أن يغير ميزان القوى الإقليمي (لصالح إسرائيل)، حيث كان نصر الله شخصية محورية في عمليات حزب الله ضد إسرائيل لأكثر من ثلاثين عاماً.
وأشار روز إلى أنه قبل يوم واحد فقط من الاغتيال، كانت محادثات وقف إطلاق النار التي شملت إسرائيل وحزب الله وإيران على وشك أن تؤتي ثمارها. فقد دعا بيان، بدعم من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وغيرهما من الجهات الفاعلة الدولية، إلى وقف إطلاق النار لمدة ثلاثة أسابيع، وهو ما كان من شأنه أن يسمح للمدنيين النازحين بالعودة إلى ديارهم وربما يضع الأساس لتسوية طويلة الأجل بين إسرائيل وحزب الله.
Lebanese Foreign Min Abdallah Rashid Bou Habib says Nasrallah agreed to a ceasefire right before Israel killed him. In other words, Netanyahu is responsible for this war. If you buy this, can I sell you in shares in my investment company, called Mike’s Tuscan Retirement Fund? pic.twitter.com/pB8amd4aci
— Mike (@Doranimated) October 3, 2024
وكان التطور الرئيسي في هذه المحادثات هو الاتفاق المبدئي بين حزب الله وإيران على إسقاط الشرط الذي يقضي بفرض وقف إطلاق النار في غزة أيضاً، حيث تواصل حماس احتجاز الرهائن الإسرائيليين. وبحسب مصادر دبلوماسية، فإن النص النهائي لاتفاق وقف إطلاق النار كان قد تم صياغته وكان ينتظر موافقة إسرائيل، والتي كان من المتوقع أن تتم قريباً.
Como fué la trampa mortal de Netanyahu a Nasrallah?
Netanyahu fué a EEUU para hacerle creer a Nasrallah que iba a haber un alto al fuego con Hezbollah y así Nasrallah bajaba la guardia ... pic.twitter.com/FGBUZFVXoV
وأكد وزير الخارجية اللبناني عبد الله بو حبيب علناً أن نصر الله وافق على وقف إطلاق النار قبل مقتله، ولكن بحلول ذلك الوقت، كانت القوات البرية الإسرائيلية تتقدم بالفعل إلى لبنان، وكانت فرصة السلام قد تبخرت. التصعيد الإقليمي ورغم الإشادة بالنجاح العسكري الإسرائيلي في لبنان، يحذر الكاتب من أن هذا الأمر قد يأتي بنتائج عكسية. فرداً على مقتل نصر الله، شنت إيران بالفعل هجمات إلكترونية وعسكرية ضد مؤسسات إسرائيلية، وقد تتصاعد الأمور أكثر. وتظل قدرة إيران على الرد كبيرة، وقد يؤدي انتصار إسرائيل على حزب الله إلى عواقب أكثر خطورة. فرصة ضائعة؟ يختتم روز بالتساؤل عن الحكمة طويلة الأجل في تصرفات إسرائيل. فبينما قد تبدو استراتيجية نتانياهو للقضاء على نصر الله وكأنها انتصار قصير الأجل، فإن فشل محادثات وقف إطلاق النار وفشل استغلال الدبلوماسية عقب ميزة الضربة العسكرية يترك المنطقة على حافة الهاوية.
ونظراً لقدرة إيران على مواصلة شن حرب غير متكافئة من خلال وكلائها، يقترح روز أن استراتيجية نتنياهو تعاني من سوء تقدير. فما كان يمكن أن يكون لحظة لتهدئة الصراع أدى بدلاً من ذلك إلى مزيد من عدم الاستقرار، ويبقى أن نرى ما إذا كانت إسرائيل قادرة على الحفاظ على اليد العليا مع استمرار الديناميكيات الإقليمية في التحول.
وحذر الكاتب من أن اعتماد نتانياهو على القوة، بدلاً من الدبلوماسية، في لحظة سانحة لإيقاف إطلاق النار، قد يثبت أنه خطأ مكلف، مما يؤدي إلى مزيد من عدم الاستقرار في الشرق الأوسط، وربما يشعل صراعاً أوسع نطاقاً قد لا تتمكن إسرائيل من السيطرة عليه.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله السنوار الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية عام على حرب غزة إسرائيل وحزب الله محادثات وقف إطلاق النار حزب الله نصر الله
إقرأ أيضاً:
الأمم المتحدة: إجراءات إسرائيل في غزة تحمل بصمات "جرائم وحشية"
قال متحدث باسم الأمم المتحدة، اليوم الجمعة، إن الحصار الإسرائيلي المفروض على المساعدات المتجهة إلى قطاع غزة يعرض السكان مجدداً للخطر.
وذكر ينس لايركه المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، أن برنامج الأغذية العالمي لا يزال لديه 5700 طن مواد غذائية تم إحضارها إلى المنطقة خلال وقف إطلاق النار.
وأوضح أن هذه الكمية تكفي لمدة أسبوعين.
رهينة مقابل هدنة! عرض أمريكي لإنهاء الحرب في #غزة.. هل ستقبل #حماس؟
لمشاهدة المزيد من الفيديوهات:https://t.co/XKZstSvtfW pic.twitter.com/cFXAq8vdps
وكانت إسرائيل قد أوقفت إيصال المزيد من المساعدات الإنسانية في بداية مارس (أذار)، قائلة إن ذلك يرجع إلى رفض حماس قبول خطة بوساطة أمريكية لمواصلة اتفاق وقف إطلاق النار.
واتهم منتقدون رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو بتعطيل تنفيذ المرحلة الثانية من خطة وقف إطلاق النار للحفاظ على بقائه في السلطة، حيث إن شركاءه في الائتلاف اليميني غير راغبين بالانسحاب من غزة.
ووجه مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية اتهامات خطيرة للسلطات الإسرائيلية، حيث قال ينس لايركه: "ما نشهده استخفافاً قاسياً بالحياة البشرية والكرامة، والأعمال الحربية التي نشهدها تحمل بصمات جرائم وحشية".
وفي إطار القانون الدولي، يشير مصطلح "جرائم وحشية" إلى الإبادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية وجرائم الحرب.
وأضاف لايركه بأن "لا شيء يمكن أن يبرر العقاب الجماعي للشعب الفلسطيني."