بالإبادة والترهيب.. الاحتلال يهجر مئات الفلسطينيين من شمال غزة
تاريخ النشر: 20th, October 2024 GMT
بالقوة العسكرية وتحت وطأة القصف والاستهداف الإسرائيلي، نزح مئات الفلسطينيين من مراكز الإيواء قرب المستشفى الإندونيسي في بلدة بيت لاهيا شمالي قطاع غزة وصولا إلى مدينة غزة قاطعين مسافة 8 كيلومترات سيرا على الأقدام.
فقد اقتحمت دبابات الاحتلال مراكز الإيواء، واعتقلت عشرات الفلسطينيين من الشبان والرجال النازحين داخلها، قبل أن تجبر الباقين على التوجه عبر طريق صلاح الدين إلى جنوب القطاع.
ورفض هؤلاء الفلسطينيون النزوح إلى جنوب قطاع غزة وفق ما أمرهم به جيش الاحتلال الإسرائيلي، وقرروا التوجه إلى مدينة غزة لإفشال أي مخطط إسرائيلي يرمي لتهجيرهم.
ويقول أهالي شمال القطاع إن الخروج من مدينة غزة نحو الجنوب يعني عدم العودة مطلقا إلى الشمال حتى إشعار آخر كما حدث مع النازحين في المناطق الجنوبية الذين يتوقون للعودة بعد مرور أكثر من عام على حرب الإبادة الإسرائيلية على غزة.
ويواصل جيش الاحتلال منذ 16 يوم إبادته الجماعية في شمال قطاع غزة عبر شن هجمات جوية استهدفت المستشفيات المتبقية الثلاثة، من بينها "الإندونيسي" الذي يضم أيضا عشرات النازحين والمرضى بداخله وفرض عليه حصارا مشددا، في حين استهدف مولده الرئيسي مسببا انقطاع التيار الكهربائي عن الأجهزة الطبية.
ولاحظ مراسل الأناضول وصول النازحين دون أمتعتهم ومقتنياتهم الأساسية، وحينما سأل بعضهم عن السبب أجابوا بأن "الجيش الإسرائيلي منعنا من حمل أي مقتنيات وقت خروجنا من مراكز الإيواء".
وليلة السبت، بدأ الجيش الإسرائيلي توغلا جديدا ضمن هجومه البري المتواصل على محافظة شمال قطاع غزة، والذي شرع في توسعة نطاقه الجمعة، بعد أن دفع بلواء "غفعاتي" لتعزيز قواته هناك.
مشهد مرعبتقول الفلسطينية وفاء الكفارنة، التي نزحت من مدرسة إيواء قرب المستشفى الإندونيسي، إن الليلة الماضية كانت مرعبة لتواصل سماع أصوات أزيز الرصاص والقذائف في الهواء، وانفجاراتها في المناطق المحيطة.
وأضافت أن الجيش الإسرائيلي مع بزوغ صباح السبت شرع في إخلاء كافة المدارس بالمناطق المحيطة.
وأوضحت أن الجيش الإسرائيلي عامل النساء بطريقة سيئة، بينما سار النازحون تحت الرصاص والقذائف في الطريق التي حددها لهم.
من جانبها، أفادت الفلسطينية أم محمد المصري -النازحة من الشمال- بأنها فوجئت بمشهد الآليات الإسرائيلية العسكرية المحاصرة لمراكز الإيواء في المنطقة.
وأضافت للأناضول "ربما 50-60 دبابة في مكان واحد، مشهد لم أره في حياتي أبدا، إضافة لعدد كبير من الجنود الإسرائيليين".
وأشارت إلى أنهم واصلوا مسير النزوح مسافة طويلة جدا سيرا على الأقدام بلا طعام ولا مياه حتى فقدوا القدرة على المشي.
اعتقال وتنكيل
وصلت الشابة الفلسطينية إيمان وادي إلى مدينة غزة برفقة والدتها وطفلها وشقيقاتها الثلاث.
وقالت للأناضول -والدموع تنهمر من عينيها- "الجنود الإسرائيليون اقتحموا مدرسة حلب التابعة لوكالة أونروا الأممية التي كنا نقيم به في محيط المستشفى الإندونيسي مع بزوغ صباح السبت".
وفي وصفها للمشهد، قالت الشابة الفلسطينية إن "الجيش بعد اقتحامه المفاجئ للمدرسة نادى الرجال والفتية فوق سن 16 عاما للخروج من الغرف الخيام والتوجه للساحة".
وأشارت إلى أن "الجيش الإسرائيلي جمعنا في الساحة تحت تهديد السلاح، وشرع في ضربنا والتنكيل بنا وشتمنا بألفاظ نابية".
ومن ثم "تم اقتياد تلك المجموعة من الفلسطينيين، وبينهم أطفال (تحت 18 عاما) إلى مكان مجهول دون معرفة مصيرهم"، وفق وادي.
وأكملت الشابة الفلسطينية أن والدها وشقيقها وزوجها كانوا من بين المعتقلين أيضا.
ترهيب الأطفال والنساءوتحت تهديد السلاح، أمر الجيش الإسرائيلي الأطفال والنساء بالخروج من الغرف والاصطفاف في طابور طويل، كما قالت وادي.
وأوضحت أن جنودا إسرائيليين أخضعوهم لفحص أمني عبر "جهاز ليزر"، ومن ثم طلب منهن الخروج من المدرسة والتوجه نحو شارع صلاح الدين إلى جنوب القطاع.
وأشارت الشابة الفلسطينية إلى أن الجنود أثاروا حالة من الرعب بين الأطفال والنساء وأطلقوا تهديدات بضربهم.
وفي حديثها عن ذلك، قالت وادي "حاولت والدتي سؤال أحد الجنود عن مصير الرجال المعتقلين فهددها بالضرب إذا لم تصمت".
وتوجهت الشابة وعائلتها إلى مدينة غزة بدلا من النزوح جنوبا، وأكملت قائلة "فكرة النزوح إلى الجنوب والتهجير مرفوضة قطعا لدينا. سنبقى هنا حتى نعود لأماكننا في أقرب فرصة".
ضرب مبرحالشاب الفلسطيني محمد عبد الهادي نجا من الاعتقال الإسرائيلي بأعجوبة ووصل إلى مدينة غزة مع النازحين.
ويقول "جمعنا جنود الاحتلال في ساحة المدرسة واقتادونا إلى خارجها في أحد المباني وقاموا بعصب أعيننا".
وأوضح أن ضباطا إسرائيليين حققوا معهم، ومن ثم تم عرضهم على أجهزة فحص أمني إلكترونية، لافتا إلى أن الجيش أطلق سراح عدد من المعتقلين بينما أبقى على اعتقال آخرين بعد الفحص.
وخلال الاعتقال والتحقيق تعمد الجنود الإسرائيليون ضرب الشبان وشتمهم والاستهزاء بهم، وفق عبد الهادي.
وعن أعداد المعتقلين، قال عبد الهادي إنه يقدر بعشرات الفلسطينيين، لافتا إلى أن مصيرهم لا يزال مجهولا.
وحسب شهادته، فإن أحد المعتقلين تعرض لضرب مبرح بقطع السلاح، مما تسبب بإفقاده الوعي عقب تحدثه لأحد الجنود الإسرائيليين سائلا إياه عن مصيره.
حفريات في مقبرةالنازحة من المنطقة نفسها، شيماء التلي تروي للأناضول شهادتها قائلة "كان جنود الاحتلال يدفعون برجال فلسطينيين إلى حفرة كبيرة جانب مراكز الإيواء، ويتم إطلاق النار عشوائيا داخل الحفرة".
ولم تجزم التلي بما إذا "كانت تلك العملية هي إعدامات ميدانية للشبان أم لإرهابهم وتخويفهم".
وتقول إن "الجنود الإسرائيليين طلبوا من النساء عدم التلفت يمينا أو يسارا خلال طريقهم للنزوح".
وتتابع "شاهدت أعمال حفريات في مقبرة حديثة قرب المستشفى الإندونيسي من قبل جرافات إسرائيلية".
وخلفت الإبادة التي ترتكبها إسرائيل بدعم أميركي أكثر من 142 ألف شهيد وجريح فلسطيني، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين.
وتواصل تل أبيب مجازرها متجاهلة قرار مجلس الأمن الدولي بإنهائها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية وتحسين الوضع الإنساني الكارثي بغزة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات الجامعات المستشفى الإندونیسی الشابة الفلسطینیة الجیش الإسرائیلی مراکز الإیواء إلى مدینة غزة قطاع غزة إلى أن
إقرأ أيضاً:
الرئاسة الفلسطينية تحذر من الحرب الشاملة على شمال الضفة وغزة
سرايا - حذر الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة، من مواصلة سلطات الاحتلال حربها الشاملة على شعبنا وأرضنا في الضفة الغربية، خاصة في محافظة جنين ومخيمها، ومحافظة طولكرم ومخيميها، مرتكبة المزيد من جرائم القتل والتهجير وتدمير الممتلكات.
وقال أبو ردينة إن قوات الاحتلال تشن حملة تدمير ممنهج للمنازل، وتهجير للمواطنين، ما أدى إلى استشهاد عشرات المواطنين ومئات الجرحى، في ظل صمت دولي عن مخططات الاحتلال الرامية إلى تنفيذ مخطط الضم والتوسع العنصري، استكمالا لجرائم الإبادة الجماعية التي ارتكبتها في قطاع غزة والتي أدت إلى استشهاد وجرح وفقدان أكثر من 200 ألف مواطن.
وطالب أبو ردينة، بتدخل الإدارة الأميركية لوقف العدوان الإسرائيلي المتواصل على شعبنا وأرضنا، وعدم تشجيعه على التمادي في عدوانه الذي سيؤدي إلى تفجر الأوضاع بشكل لا يمكن السيطرة عليه، وسيدفع ثمنه الجميع.
وشدد الناطق الرسمي باسم الرئاسة، على أن الشعب الفلسطيني لن يقبل بأي مخططات سواء بالتهجير أو الوطن البديل. وتهديد شعبنا لن يكون مفيداً لأحد، بل سيؤدي إلى دمار واسع هنا أو في المنطقة.
كما أدان الناطق باسم الرئاسة، إقدام سلطات الاحتلال على طرح مناقصات لبناء 974 وحدة استيطانية استعمارية جديدة في مستعمرة "إفرات"، واعتبرها امتدادا لمخططات الاحتلال الرامية إلى فرض سياسة الأمر الواقع، مؤكدا أن الاستعمار جميعه غير شرعي ومخالف لجميع قرارات الشرعية الدولية التي أكدت وجوب إزالته.
وأكد أن توسيع الاستعمار يؤدي بشكل مباشر إلى تكريس نظام الفصل العنصري الإسرائيلي، ويندرج في إطار فرض إجراءات أحادية الجانب وغير قانونية، لتقويض أية فرصة لتحقيق السلام وفق قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية.
تابع قناتنا على يوتيوب تابع صفحتنا على فيسبوك تابع منصة ترند سرايا
وسوم: #جرائم#المنطقة#السفر#سياسة#غزة#الاحتلال#السيسي#الشعب#الفصل#الجميع#جنين
طباعة المشاهدات: 1353
1 - | ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه. | 19-02-2025 04:32 PM سرايا |
لا يوجد تعليقات |
الرد على تعليق
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * | |
رمز التحقق : | تحديث الرمز أكتب الرمز : |
اضافة |
الآراء والتعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها فقط
جميع حقوق النشر محفوظة لدى موقع وكالة سرايا الإخبارية © 2025
سياسة الخصوصية برمجة و استضافة يونكس هوست test الرجاء الانتظار ...