الحرب طويلة... وهذه هي ملامحها
تاريخ النشر: 20th, October 2024 GMT
طوي الشهر الأول من الحرب المفتوحة التي أعلنتها إسرائيل ليس على "حزب الله" فقط، بل على كل لبنان. لم يكن أحد من المتابعين بعد عملية تفجير "البيجرات" في 17 أيلول الماضي يتوقع أن تقدم تل أبيب على ما أقدمت عليه، وأن ترتكب المجازر غير المسبوقة ضد بلد عربي سبق لها أن وصلت في العام 1982 إلى عاصمته، وهي العاصمة العربية الوحيدة التي حاصرتها الدبابات الإسرائيلية"، وأن تتمادى في تحدّي الإرادة الدولية غير آبهة بما يصدر من بيانات تحذيرية، وكان آخرها للرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، الذي طالب الولايات المتحدة الأميركية بوقف تزويدها بالسلاح.
وعلى رغم كل هذه النداءات فإن الغارات الإسرائيلية لم تتوقف، بل ازدادت حدّتها لتطال مناطق خارج نطاق تلك المستهدفة في الجنوب والبقاع والضاحية الجنوبية لبيروت، وأمس طاولت أوتوستراد جونيه، مما يؤشرّ إلى أن الحرب بالنسبة إلى أهدافها غير المعلنة، والتي يُخشى أن تتعدّى تلك المعلنة، لا تزال في بداياتها، خصوصًا مع توالي الأخبار عن استعادة "حزب الله" زمام الأمور الميدانية بعد نكسة اغتيال أمينه العام السيد حسن نصرالله، وبعدما أثبت قدرته على ردّ الهجمات المتتالية على القرى الحدودية الأمامية ومنع قوات النخبة في الجيش الإسرائيلي من تحقيق أي خرق برّي، بالتزامن مع مواصلة توجيه صواريخه الدقيقة إلى العمق الإسرائيلي، وآخرها استهداف منزل بنيامين نتنياهو في قيساريا، وتوازيًا فإن الاعلام الحربي، الذي بدا تفاعله مع الأحداث خجولًا في مرحلة من مراحل بدايات الحرب، قد استعاد بعضًا من ثقة الواثق وكأن هذه الحرب قد بدأت بالأمس. وهذا مؤشر آخر إلى أن الحرب لا تزال طويلة على رغم الكمّ الهائل من الخسائر البشرية والمادية التي يتكبدّها لبنان، مع بروز تساؤلات عن مدى إمكانية صمود اللبنانيين اقتصاديًا واجتماعيًا في ظل تفاعل أزمة النزوح، التي تخطّت القدرات المحلية والرسمية. وقد أثبت "حزب الله" من خلال استعادة بعض من عافيته الميدانية على رغم ما يتكبده من خسائر جسيمة أن عامل المعنويات يوازي بأهميته العوامل اللوجستية والقتالية. ومن دون هذه المعنويات يفقد المقاتلون على الجبهات الكثير من الاندفاع. ولأن لهذا العامل تأثيرًا مباشرًا على المقاتلين الصامدين في وجه محاولات الاقتحام المتكررة فإن الاعلام الحربي، وهو الخبير في التعامل مع الوقائع الميدانية، قد نجح في الأيام القليلة الماضية في تظهير الصورة على غير الحقيقة التي يحاول الاعلام الإسرائيلي تصويرها. ومن بين التكتيكات التي بدأ "الحزب" باستخدامها في محاولة منه لرفع المعنويات وقف إصدار البيانات عن أعداد شهدائه الذين يسقطون في الميدان أو بالقصف الذي تتعرض له المناطق المستهدفة، مع اتخاذه إجراءات قد أثبتت فعاليتها من خلال عدم الكشف عن أسماء قادة الوحدات العسكرية الجدد، مع تشديد الرقابة على كل المشتبه بهم بأنهم "مخبرون" لدى "الموساد". وقد يكون تراجع مستوى عمليات الاغتيال من بين الدلائل، التي قد يُستدّل منها نجاح الخطط الارتدادية لـ "الحزب". وبهذه الاستعادة، وعلى رغم إعلان نائب الأمين العام الشيخ نعيم قاسم في الاطلالة التي سبقت اطلالته الأخيرة استعداده المشروط لوقف النار، يمكن القول بأن الحرب لا تزال في بداياتها، خصوصًا أن إسرائيل ذاهبة في اتجاه ترجمة "مكاسبها" التكتيكية إلى "مكاسب" استراتيجية، يمكن أن تدخل تحت عنوان رئيسي كبير وهو ما يُرج على تسميته "شرق أوسط جديد"، مع ما يعنيه ذلك من تداخل العوامل الخارجية مع العوامل الداخلية سواء في قطاع غزة وفي لبنان، وربما في مرحلة لاحقة في سوريا، التي لم تتعافَ بعد مما عانته في السنوات الثلاث عشرة الأخيرة من معارك يمكن وصفها، على حدّ ما يقوله الخبراء في المسائل الشرق – أوسطية، بأنها "تقسيمية".
المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: على رغم
إقرأ أيضاً:
التلال الـ5 التي تحتلها إسرائيل.. هذا ما يجب أن تعرفه عنها
كتب موقع "الجزيرة نت": استكمل الجيش الإسرائيلي، اليوم الثلاثاء، انسحابه الجزئي من جنوب لبنان، وأبقى على وجود عسكري دائم لقواته في 5 مواقع إستراتيجية داخل الأراضي اللبنانية، وذلك بالتزامن مع انتهاء المهلة الثانية لتنفيذ وقف إطلاق النار مع حزب الله.وأتى الإبقاء على قوات عسكرية إسرائيلية داخل الأراضي اللبنانية، تحت ذريعة "منع عودة حزب الله للمناطق الحدودية"، وذلك بالتنسيق مع إدارة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، رغم رفض واعتراض دولة لبنان على ذلك، وإصرارها على تنفيذ كافة بنود اتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في 27 تشرين الثاني 2024.
وامتنعت إسرائيل عن سحب كامل قواتها من لبنان بحلول اليوم الثلاثاء 18 شباط الحالي، حيث كان من المفروض أن يستكمل الجيش الإسرائيلي سحب قواته في 26 كانون الثاني، وفقا للمهلة المحددة في الاتفاق بين إسرائيل ولبنان، قبل أن يتم الإعلان عن تمديدها بضوء أخضر من البيت الأبيض.
واستمر انتشار قوات الاحتلال في 5 مواقع رئيسة على طول الحدود، والتي حددتها قيادات عسكرية في رئاسة هيئة أركان الجيش، ووصفتها بـ"الإستراتيجية" و"الحيوية من ناحية أمنية".
تجربة الحزام الأمني
وأوضح المراسل العسكري لصحيفة "يديعوت أحرونوت"، يوآف زيتون، أن الإبقاء على قوات إسرائيلية داخل الأراضي اللبنانية تم بالتنسيق مع الولايات المتحدة وبموافقتها، مشيرا إلى أن جيش الدفاع الإسرائيلي يعتزم العودة إلى صيغة جزئية من الوجود الدائم للقوات على الجانب اللبناني من الحدود، بعد 25 عاما من الانسحاب من المنطقة الأمنية.
وهذه المرة، يقول المراسل العسكري: "هناك 5 مواقع عسكرية فقط، وهو ما يعكس إمكانية تكرار تجربة الحزام الأمني، فالمواقع ستكون على بعد مئات الأمتار فقط من السياج الحدودي، ولكنها ستكون مأهولة بمئات الجنود حتى يتم اتخاذ قرار آخر من قبل المستوى السياسي بإسرائيل".
وأضاف المراسل العسكري أن المواقع الإستراتيجية التي سيبقى بها الجيش الإسرائيلي، ستكون خارج القرى الشيعية القريبة من الحدود، لكنها ستسيطر على مناطق مهمة في الخط الطبوغرافي الذي كان يشكل تحديات ومشكلة بالنسبة للجيش الإسرائيلي حتى الحرب، من الغرب إلى الشرق، ومن البحر إلى الجبل، خاصة في المهام الدفاعية".
مواقع إستراتيجية بالجنوب
وبحسب ما كشف عنه الجيش الإسرائيلي فإن المواقع الخمسة التي سيبقي على قواته بها داخل الأراضي اللبنانية، هي تلال اللبونة وهي منطقة مرتفعة في قضاء صور عند راس الناقورة، وبلدة البرج الشمالية قبالة مستوطنة شلومي الإسرائيلية، وتم السيطرة عليها بهدف تمكين قوات حرس الحدود الإسرائيلي من مراقبة الممرات والطرقات المؤدية إلى وادي حامول وخراج الناقورة والجبين. تلال اللبونة قبالة مستوطنة شلومي
يرى الجيش الإسرائيلي أن تلال اللبونة، التي كانت توجد فيها مواقع للجيش اللبناني وكذلك لحزب الله، من أهم المواقع الإستراتيجية داخل الأراضي اللبنانية، وذلك بسبب إشرافها على مناطق واسعة في جنوب لبنان، وكذلك كونها تطل على الكثير من المستوطنات في الجليل الغربي راس الناقورة مرورا إلى شلومي وصولا إلى نهاريا.
جبل بلاط قبالة مستوطنة "زرعيت".
يدور الحديث عن موقع "كركوم" سابقا في منطقة الحزام الأمني التي أقامها الجيش الإسرائيلي بالسابق في جنوب لبنان، ويهدف الجيش من تحديث هذا الموقع الموجود على قمة جبل بلاط الذي يعتبر من المرتفعات الإستراتيجية جنوب لبنان، السيطرة على طول المنطقة الحدودية بين مستوطنة شتولا بالوسط حتى مستوطنة زرعيت باتجاه الشمال.
ويقع جبل بلاط الذي يبعد مسافة 800 متر عن منطقة "الخط الأزرق"، بين بلدتي مروحين ورامية، في القطاع الغربي من الجنوب اللبناني، ويطل على مساحات واسعة من القطاع الأوسط للحدود اللبنانية حيث يطل ويكشف على العديد من المستوطنات في الجليل الأعلى.
جبل الدير المحاذي لمستوطنتي "أفيفيم" و"مالكيا"
يعتبر جبل الدير أو ما يعرف أيضا بجبل الباط أحد المرتفعات الإستراتيجية في جنوب لبنان كونه يطل ويكشف مناطق واسعة في عمق الجليل الأعلى، كما أنه يوجد خارج بلدة عيترون بالقطاع الأوسط من الجنوب لبنان.
وهو أحد المواقع الإستراتيجية في المنطقة الجنوبية من لبنان، حيث يوفر مدى رؤية واسع يشمل وادي السلوقي وبنت جبيل وعيتا الشعب، كما أنه يطل على مساحات واسعة ومناطق كبيرة من شمال إسرائيل، ويطل بالأساس على مستوطنات "أفيفيم" و"يفتاح" و"مالكيا".
تلة الدواوير قبالة كيبوتس مرغليوت
ويدور الحديث عما يعرف بمنطقة "نقطة الدواوير" وهي المرتفعات المطلة على كيبوتس مرغليوت، حيث يهدف الجيش الإسرائيلي -من خلال التمركز فوق هذه المنطقة- إلى التحكم والسيطرة على جبل المنارة والتلال المقابلة ومنع الاطلاع ورصد المستوطنات بالجانب الشرقي وتقييد البلدات الجنوبية في المنطقة. وتعتبر "الدواوير" التي تموضع الاحتلال الإسرائيلي فوقها، منطقة إستراتيجية وعالية في القطاع الشرقي من جنوب لبنان، وتقع على الطريق بين بلدتي مركبا وحولا، وتكشف أجزاء واسعة من الجليل الأعلى، وتطل تحديدا على مستوطنة "مرغليوت" منطقة وداي هونين باتجاه مدينة صفد.
تلة الحماميص- قرب مستوطنة المطلة
يعتبر تل الحماميص الذي توجد فيه قرية صغيرة جدا تعرف باسم سردا، وترتفع 500 متر عن سطح البحر، منطقة إستراتيجية تطل على جنوب منطقة سهل الخيام قضاء مرجعيون، ويهدف الجيش الإسرائيلي من التموضع بالمكان للسيطرة على مناطق سهل الخيام وكفركلا.
وتبقى الأهمية الإستراتيجية للتل من وجهة نظر جيش الاحتلال الإسرائيلي أن "الحماميص" تطل وتكشف مستوطنة المطلة، ومعسكرات الجيش الإسرائيلي في المنطقة. (الجزيرة نت)