د.حماد عبدالله يكتب: المنظومة الأقتصادية “الناقصة”!!
تاريخ النشر: 20th, October 2024 GMT
لايمكن الحديث عن النمو الإقتصادي من زوايا محددة ومنقوصة !! فنحن نتحدث عن ترويج للإستثمار المباشر في أرجاء "مصر"، ونتحدث عن تشريعات تساير المجتعات المتقدمة إقتصاديًا، ونحفز الإستثمار، ونعمل علي حرية حركة رأس المال، ونعمل علي سرعة في التقاضي، وكذلك تشريعات تحقق الخروج الأمن من السوق في حالة الإفلاس أو التوقف عن العمل، ونتحدث عن تغيير شامل في منظومة التعليم المتدهور في "مصر"، حتي يصبح لدينا خريجين من المدارس الفنية أو من المعاهد العليا الصناعيه أو من الجامعات، تواكب مهاراتهم سوق العمل والتكنولوجيا الحديثة في شتي مجالات الإقتصاد، فنتحدث عن قوانين تنظم الحقوق بين العمال وأرباب الأعمال، فنتحدث عن قوانين تفصل بين حق الدولة وحق المستثمرين، ونتحدث عن قانون ينظم مشاركة القطاع الخاص للحكومة في مشروعات البنية الأساسية، ونتحدث عن دور قوي للدولة في غابة " الرأسمالية الحره المستقلة " أو التي ترغب في أن تقود التنمية في بلادنا، ومع ذلك لم نتحدث، بل لم يرد في أجندة العمل الوطني، مشكلة الأجور، ولقد تحدثت وكتبت عشرات المقالات وغيري كذلك في اهمية تفعيل المجلس الأعلي للأجور الذى إختفى حتى اسمه بعد ثورتين فى البلاد، وأن يكون هناك تصور لوضع حد إدني للأجور في مصر، ولقد أستدعيت عدة حوادث بعينها في دول شقيقة وأجنبية، وكيف تتحرك الدولة للحفاظ علي حق عامل أو عاملة في الحصول علي الحد الأدني للأجر، حتي ولو كان هذا العامل أو العاملة في تلك الدولة مصنفة بأنها أجنبية أو أجنبي، ولكن هذا لا يفرق بين مواطن وغريب في نيل حقه من مستخدمه.
تحدثت أيضًا علي أن رفع الحد الأدني للأجر بين فئات العاملين من موظف إلي أستاذ جامعي إلي مهني أو عامل، سوف يحقق رواج في الإقتصاد الوطني، حيث ستزيد نسبة الإنفاق في السوق، حينما يأخذ العامل حقه في أجر طيب، يسمح له بأن يتسوق، بديلًا عما هو حادث بأن الأجر يسمح للعامل اليوم أن " يتسول " !!
إن المنظومة الإقتصاديه الكاملة، تستوجب أن يكون هناك كل ما أشرتُ إليه في مقدمة مقالي اليوم، ولكن بجانب ذلك، يجب أن يكون هناك أجورًا متوازنة، أجورًا متعادلة مع نسب التضخم السائدة في السوق، أجور ترفع من مستوي المعيشة للفرد والأسرة
أجور تسمح بالعيش الكريم في مجتمع ننشد فيه العداله والمساواة، ونطالب بمشاركة لكل أطياف الشعب في الحياه السياسية المصرية وهذا لا يتأتى في ظل، أجور متدنيه، وسعي دائم للبحث عن إستكمال للأجر لقضاء حاجات الحياة الضرورية للأسرة، سواء بعمل إضافي أو بطلب مقابل أداء الخدمة الحكومية، وهو مايعرف بالفساد في التعريفات الحديثة ويعرف عندنا ( بالقهوة والشاي والحلاوة )، كلها مفردات "فهلوة" لإستكمال المنقوص من المرتب أو الأجر المستحق، ولكن بأسلوب ملتوي، كل هذه العاهات، هي صورة تعبر عن نقص شديد في كيان المنظومة الإقتصادية المصرية، ولعل إفتراش شوارع العاصمة من موظفي دولة، وحاصلين علي مؤهلات جامعية، بمرتب شهري ضعيف جدا هذا شيء مهين ولا يمكن أن ندعي بأننا قد حققنا نموًا إقتصاديًا، فهذا وهم، لأن المنظومة ياسادة ناقصة أهم عناصرها !!
[email protected]
المصدر: بوابة الفجر
إقرأ أيضاً:
برئاسة محمد بن راشد.. مجلس الوزراء يعتمد إنشاء مكتب للذكاء التشريعي
قال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي «رعاه الله»، عبر منصة «إكس»: «ترأست اليوم اجتماعاً لمجلس الوزراء بقصر الوطن بأبوظبي.. أقررنا خلاله تطوير آليات التشريع في دولة الإمارات عبر إنشاء مكتب للذكاء التشريعي ضمن مجلس الوزراء.. سيقوم المكتب بتطوير خارطة تشريعية متكاملة لكافة التشريعات الاتحادية والمحلية في الدولة، وربطها عبر الذكاء الاصطناعي بكافة الأحكام القضائية والإجراءات التنفيذية والخدمات المقدمة للجمهور.. وستتيح المنظومة الجديدة رصد أثر التشريعات الجديدة على الجمهور وعلى الاقتصاد بشكل يومي عبر التكامل مع البيانات الضخمة.. واقتراح التعديلات التشريعية بشكل مستمر.. وستكون المنظومة الجديدة مرتبطة بمراكز أبحاث وتطوير عالمية لمتابعة أفضل السياسات والتشريعات العالمية وكيف يمكن الاستفادة منها في دولة الإمارات».
وأضاف سموه: «المنظومة الجديدة للتشريعات القائمة على الذكاء الاصطناعي ستحدث نقلة نوعية في دورة التشريع وسرعتها ودقتها بما يضمن تفوقنا التشريعي الوطني ومواكبة قوانينا لأفضل الممارسات ولأعلى الطموحات وبما يتناسب مع خصوصية تجربتنا التنموية المتسارعة».