مصير جثة السنوار.. تفاوض أم دفن "سري"؟
تاريخ النشر: 20th, October 2024 GMT
أكدت إسرائيل، الخميس الماضي، مقتل زعيم حركة حماس يحيى السنوار، لكن الأسئلة لا تزال قائمة بشأن مكان جثته ومصيرها.
وقال مدير المعهد الوطني للطب الشرعي في إسرائيل تشين كوجل في مقابلة مع صحيفة "نيويورك تايمز"، إن السنوار قُتل برصاصة في الرأس في جنوب غزة خلال تبادل لإطلاق النار.
وأضاف أنه بعد تشريح الجثة تم تسليمها إلى الجيش الإسرائيلي، مؤكدا أنه لا يعرف مكان الاحتفاظ بها.
ويرى الخبراء بحسب الصحيفة أن "إسرائيل لن تدفن جثة السنوار في مكان معروف قد يصبح مزارا فيما بعد".
من جانبه، قال جون ب. ألترمان، مدير برنامج الشرق الأوسط في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن: "ما أتخيله هو أن يكون هناك دفن سري في مكان غير معلن داخل إسرائيل".
وذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، في تقرير لها، الجمعة، أنه "حتى اللحظة ليس من الواضح كيف سيتم التعامل مع جثة السنوار وما إذا كان سيتم استخدامها كورقة للمساومة في أي مفاوضات مستقبلية".
كيف قتل السنوار؟
أعلن الجيش الإسرائيلي أن السنوار قتل على يد عناصر دورية روتينية الأربعاء. كان جنود من اللواء 828 (بيسلماخ) يتحركون عبر مدينة رفح عندما صادفوا 3 مسلحين فلسطينيين، بينما طاردهم الجنود، انفصل السنوار عن الاثنين الآخرين. أطلقت القوات الإسرائيلية لاحقا النار من دبابة على المبنى الذي اختبأ فيه اثنان من المسلحين وعلى مبنى آخر حيث اختبأ السنوار. وفق وسائل إعلام ومسؤولين عسكريين إسرائيليون فإنه لم تكن هناك معلومات استخبارية مسبقة تشير إلى وجود السنوار في المنطقة. بثّ الجيش الإسرائيلي مقطع فيديو التُقط "قبل لحظات قليلة" من مقتل السنوار يظهر فيه زعيم حركة حماس وهو جالس على أريكة في غرفة معيشة مدمّرة في الطبقة الأولى من مبنى مدمّر جزئيا، وكان يعاني إصابة خطرة في إحدى يديه بينما أخفى وجهه بكوفية. أظهرت اللقطات غير الواضحة السنوار وهو يرمي عصا على طائرة مسيّرة كانت تقترب منه خلال لحظاته الأخيرة. أجرى الجيش الإسرائيلي فحص حمض نووي إلى جانب فحص أسنان وتحقيقات جنائية أخرى ساعدت في تأكيد هوية السنوار. لم يظهر السنوار علنا منذ اندلاع الحرب إثر الهجوم غير المسبوق لحماس على إسرائيل في 7 أكتوبر 2023 والذي كان هو العقل المدبر له. شكّل مقتل السنوار ضربة قوية لحركة حماس التي تحارب القوات الإسرائيلية في قطاع غزة منذ أكثر من عام.المصدر: سكاي نيوز عربية
كلمات دلالية: ملفات ملفات ملفات إسرائيل واشنطن بيسلماخ مقتل السنوار السنوار يحيى السنوار إسرائيل إسرائيل واشنطن بيسلماخ مقتل السنوار شرق أوسط الجیش الإسرائیلی
إقرأ أيضاً:
الاحتلال يكشف بعض تفاصيل التقرير النهائي لتشريح جثة السنوار
كشف الاحتلال الإسرائيلي لأول مرة عن نتائج التقرير النهائي بشأن الفحوصات التي أجريت على جثة رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، الشهيد يحيى السنوار، على اعتبار أنه يقدم صورة استخباراتية واستراتيجية مهمة عن أحد أكبر قادة حماس ومهندس عملية "طوفان الأقصى" في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023.
وجاء في تقرير لـ"قناة كان" الرسمية أن الاختبارات السمية التي أجريت على دم السنوار أظهرت نتائج "مثيرة للاهتمام"، معتبرا أنه "على عكس التوقعات، لم يتم العثور في دمه على أي أثر للمخدرات، بما في ذلك تلك التي يشتبه في أن إرهابيي النخبة يستخدمونها، مثل مخدر الكبتاجون".
وأوضح التقرير أن "الاختبار الشامل تضمن اختبارات لمجموعة متنوعة من الأدوية، لكن جميع الاختبارات جاءت سلبية، إلا أن الاكتشاف الرئيسي والوحيد كان وجود كمية كبيرة من الكافيين في دم السنوار".
وكشف التقرير أنه "في الوقت نفسه، تقرر عدم إزالة الرصاصات التي وجدت في رأسه، وهو قرار من شأنه أن يمنع التعرف بشكل دقيق على الجندي الذي أطلق النار عليه".
وذكر أن كبار المسؤولين في جيش الاحتلال الإسرائيلي يدرسون التقرير من جميع جوانبه الاستخباراتية والاستراتيجية، ورغم عدم الكشف عن التفاصيل الكاملة، فمن الواضح أن الوثيقة قد تستخدم في وقت لاحق في التحركات العسكرية والسياسية.
وأكد أنه "في هذه الأثناء، خلال أزمة وقف إطلاق النار الأسبوع الماضي، كان التقييم في إسرائيل هو أن أحد الأسباب المحتملة لرغبة محمد السنوار (قيادي بارز في حماس) في التهديد بانهيار الاتفاق أو حتى تنفيذ التهديد هو مطلبه باستلام جثمان شقيقه يحيى، والذي لم يتم الوفاء به حتى الآن".
وفي 18 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، نعت حماس قائدها السنوار، وأكدت استشهاده في مواجهة مع جنود إسرائيليين، وذلك بعد يوم من نشر جيش الاحتلال الإسرائيلي وجهاز الشاباك بيانا مشتركا أعلنا فيه قتل 3 أشخاص في عملية نفذها الجيش في قطاع غزة كان من بينهم السنوار.
وتعتبر "إسرائيل" السنوار، مهندس عملية "طوفان الأقصى"، التي نفذتها فصائل فلسطينية بغزة، بينها حماس و"الجهاد الإسلامي"، ضد مستوطنات وقواعد عسكرية إسرائيلية محاذية للقطاع في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، ما تسبب في خسائر بشرية وعسكرية كبيرة لتل أبيب، وأثر سلبا على سمعة أجهزتها الأمنية والاستخباراتية على المستوى الدولي.
نتيجة لذلك، أعلنت "إسرائيل" أن القضاء عليه يعد أحد أبرز أهداف حرب الإبادة الجماعية على غزة والتي استمرت حتى 19 كانون الثاني/ يناير 2025، وخلّفت أكثر من 157 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.