موقع 24:
2025-01-20@10:33:26 GMT

حفلة الجنون التي لم تنته بعد

تاريخ النشر: 20th, October 2024 GMT

حفلة الجنون التي لم تنته بعد

الحرب التي بدأت يوم السابع من أكتوبر (تشرين الأول) قبل سنة ليست ككل الحروب التي خاضتها حركة حماس من قبل. فإسرائيل التي فوجئت بما حدث، نجحت في الخروج من الصدمة وأمسكت بزمام المبادرة. ذلك ما لا يعني أن حركة حماس التي اعتمدت عنصر المفاجأة قد فوجئت باستعداد إسرائيل لخوض حرب لن تكون على غرار الحروب السابقة.


ما حدث كان سبباً لجنون إسرائيلي غير مسبوق. فبعد أن اختراق الحاجز الأمني وبدت إسرائيل عارية أمام العالم كان على أجهزتها الأمنية أن تضغط في اتجاه ترميم سمعتها في الوقت الذي وجد نتانياهو أنه في وضع رث لا يمكنه الخروج منه إلا من خلال ممارسة أقصى عمليات العنف لتأكيد أنه مؤهل للإنتقام حتى لو وصل الأمر إلى درجة الإبادة الجماعية.
كانت حركة حماس، الداخل بقيادة يحيى السنوار هي التي أعلنت الحرب. هل كان ذلك بتنسيق مع حركة حماس الخارج، المقيمة في قطر بقيادة إسماعيل هنية، التي كانت تضع كل ما يستجد من خططها على المائدة الإيرانية؟
ليس من المستبعد أن يكون السنوار قد أحكم سيطرته على تنظيمات الداخل العسكرية بحيث تخذ قراراً فاجأ به قيادته السياسية المقيمة في قطر في الوقت الذي فاجأ به إيران التي قد لا تكون مستعدة للدخول في حرب وإن عن طريق المناوشات.
ذلك افتراض ليس إلا. لن نتمكن من العثور على الحقيقة والأمر متعلق بتنظيم مسلح سري، صار معظم قادته تحت التراب. ما لا يعرفه لفلسطينيون تعرفه إيران. ولكن إيران هي الأخرى قد لا تعرف كل شيء.   
صنع السنوار حرباً ذهب ضحيتها آلاف القتلى ثم انضم إليهم. ما الذي حققه وقد مشى على جثث الضحايا إلى موته لقضيتهم في فلسطين؟
أما إسماعيل هنيه الذي قُتل بعيداً عن غزة فإنه ذهب إلى موته وهو مطمئن إلى أن أحداً لن يسأله عن مسؤوليته عما حدث. لربما شعر أن إيران تعرف أكثر مما يعرف عما يفعله التنظيم الذي يقوده. لم يكن لديه الاستعداد للاعتراف بأن إيران قد ضللته وهو الذي لم يتوقع أنها ستقتله. المسافة بين السنوار وهنية كنت هي نفسها المسافة بين الانتحار والقتل على يد العدو.
في البدء قيل إن إسرائيل أصيبت بالجنون بسبب قتلاها الألف ومواطنيها المخطوفين. ما لم يقله أحد يومها إن المغامرة كلها كانت قد أطلقت الصفارة لبدء حفلة جنون، سيجد نتانياهو فيها مناسبة لإبادة أكبر عدد من الفلسطينيين الذين رُفعت عنهم الحماية الدولية ما دام الأمر قد ارتبط بما حدث في السابع من تشرين الأول، وهو ما أحرج الأوساط الغربية المدافعة عن حق الفلسطينيين في إقامة دولتهم المستقلة. وقف الغرب كله مع إسرائيل رغم أن أصواتاً قد انطلقت هنا وهناك مطالبة بمنع نتانياهو في الاستمرار في حملة الإبادة.
ما لم تكن الدول التي أشرفت على مفاوضات وقف إطلاق النار قادرة على تفسيره أن أحد طرفي الصراع لا يحظى باعتراف دولي، بل أن هناك دولاً كثيرة لها تأثيرها قد أجمعت على اعتبار حركة حماس تنظيماً إرهابياً. بمنطق القانون الدولي لا يمكننا أن نفرض حركة حماس باعتبارها ممثلاً للشعب الفلسطيني. ما كان في إمكان حركة حماس أن تتفهم الواقع الدولي الذي لا تعترف به. غير أن الحل الذي لجأت إليه كان انتحارياً بالتأكيد. ذلك استنتاج لا يوافق عليه الكثيرون لأسباب عاطفية، ولكن رفضهم لا يمكن الأخذ به لأنه يضع الشعب الفلسطيني على الجبهة التي لن يتعاطف معها أحد.
ما فعلته إيران وهي التي تقف بشكل أو بآخر وراء ما حدث عبر السنة الماضية من حرب الإبادة إنما يؤكد إصرارها على ألا يُزج بها في حرب، تعرف أنها إن لم تخسرها فإنها ستخرج منها مهدمة وغير قادرة على إدارة مشروعها الطائفي في المنطقة. ربما كانت عملية طوفان الأقصى فائضة عن حاجتها غير أنها كانت تعرف أنها في أسوأ الأحوال ستنجو. سيدفع الفلسطينيون الثمن. وهو ما جرى على أرض الواقع رغم أن إيران فقدت أعزتها في حزب الله وهو ما لا يمكن أن تعوضه.
لا تحتاج إسرائيل إلى أن تعلن انتصارها من خلال اعتراف الطرف الآخر بهزيمته. ولكن لا معنى لاعتراف حماس بهزيمتها بعد أن فقد الفلسطينيون أكثر من خمسين ألف من أحبتهم ناهيك عن الجرحى والمعاقين. أما الخراب الذي انتهت إليه غزة هذه المرة سيظل شاهداً على الجنون.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله السنوار الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية عام على حرب غزة السنوار حرکة حماس ما حدث

إقرأ أيضاً:

إيكونوميست: ما الذي يخطط له ترامب بعد اتفاق غزة؟

قالت مجلة إيكونوميست البريطانية إن الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب بدأ إعادة تشكيل الشرق الأوسط حتى قبل تنصيبه رئيسا، فقد دفع إسرائيل إلى هدنة مع لبنان، كما أن الاتفاق الهش بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) سيعزز سلطته على الدول العربية وعلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

وسوف يحتاج ترامب -حسب المجلة- إلى جميع أنواع النفوذ الممكنة، لأنه سيواجه هو ومستشاروه قرارات صعبة حول السياسات التي يجب اتباعها في المنطقة، وأسئلة أكثر تعقيدا.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2تقارير: ترامب سيقلب 80 عاما من السياسة الخارجية الأميركيةlist 2 of 2موندويس: وقف إطلاق النار في غزة يكشف هشاشة إسرائيل وقوة المقاومةend of list

وذلك مثل من ينبغي أن يحكم غزة بعد الحرب، ومعضلة الاختيار بين رؤى متنافسة لمستقبل المنطقة، وهل ينبغي التمكين لأقصى اليمين في إسرائيل أم تقييده في السعي إلى صفقة تطبيع مع دول عربية، تسهل احتواء إيران أو إضعافها وإجبارها على المفاوضات.

أولوية

ووصف مستشار الأمن القومي القادم مايكل والتز هذه الصفقة بأنها أولوية كبيرة.

ومع أن لمشروع إسرائيل التوسعي متعاطفين داخل مجموعة مستشاري ترامب، فإن وقف إطلاق النار في غزة يشير إلى اتجاه مختلف، كما أن مستشارين مقربين آخرين لديهم خطط طموحة للدبلوماسية الإقليمية، والسماح لإسرائيل بضم الضفة الغربية من شأنه أن يفسد هذه الخطط، ويضع الأساس لصراع متجدد مع الفلسطينيين، توضح المجلة.

إعلان

وأشارت إيكونوميست إلى أن بعض المسؤولين في واشنطن وتل أبيب قد يستخدمون التهديد بضم الضفة كإغراء لدول عربية.

وضع غزة

وفي هذا السياق، تساءلت المجلة عن وضع غزة بعد تصريح وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن بأن حماس -التي فقدت بعضا من قيادتها العليا وآلاف المقاتلين خلال الحرب- لم تجد صعوبة في العثور على البديل.

وذكرت بأن حروب حماس مع إسرائيل كانت تتبع نمطا مألوفا، بحيث تتحمل غزة أياما أو أسابيع من القصف، ثم تتدخل الدول بعد وقف إطلاق النار لإصلاح الأضرار، وتحتفظ حماس بقبضتها على السلطة.

وبحسب إيكونوميست، تأمل حماس أن تفعل الشيء نفسه هذه المرة، وإن كان من غير المرجح أن يعاد بناء غزة قريبا، بسبب الدمار الهائل الذي يعتقد الخبراء أن إصلاحه لن يتم قبل 2040، ومع انهيار الاقتصاد الذي يجعل كل السكان تقريبا معتمدين على المساعدات الأجنبية.

وخلصت المجلة إلى أن تمكين أقصى اليمين في إسرائيل من شأنه أن يعرض المكاسب السابقة للخطر، أما السلام الدائم في غزة والتسوية العادلة للفلسطينيين، فمن شأنها أن تمنح ترامب الصفقة التي يتوق إليها، وربما جائزة السلام أيضا.

مقالات مشابهة

  • «هيئة الأسرى»: إسرائيل رفضت الإفراج عن رموز حركة التحرير الفلسطينية
  • مصدر أمني:إيران ترسل مخدراتها للعراق من خلال الشاحنات التي تحمل البطاطا وغيرها
  • ضحايا الريال والبرشا
  • إيكونوميست: ما الذي يخطط له ترامب بعد اتفاق غزة؟
  • المعركة لم تنتهِ.. كلامٌ من نتنياهو عن حزب الله
  • حركة فتح: إسرائيل تستمر في القصف على غزة في حالة وجود أهداف أو عدمها
  • مسؤول في سي آي إيه يقرّ بتسريب وثائق تتعلق بخطط إسرائيل لضرب إيران
  • بالاسم.. دولة عربية تتوعد باقتلاع حركة حماس من قطاع غزة
  • أبرز عمليات تبادل الأسرى التي جرت فلسطينيا مع إسرائيل
  • كشف مفاجأة مذهلة: ما الذي دفع إسرائيل وحماس للتوافق؟