موقع 24:
2025-02-23@10:26:43 GMT

حفلة الجنون التي لم تنته بعد

تاريخ النشر: 20th, October 2024 GMT

حفلة الجنون التي لم تنته بعد

الحرب التي بدأت يوم السابع من أكتوبر (تشرين الأول) قبل سنة ليست ككل الحروب التي خاضتها حركة حماس من قبل. فإسرائيل التي فوجئت بما حدث، نجحت في الخروج من الصدمة وأمسكت بزمام المبادرة. ذلك ما لا يعني أن حركة حماس التي اعتمدت عنصر المفاجأة قد فوجئت باستعداد إسرائيل لخوض حرب لن تكون على غرار الحروب السابقة.


ما حدث كان سبباً لجنون إسرائيلي غير مسبوق. فبعد أن اختراق الحاجز الأمني وبدت إسرائيل عارية أمام العالم كان على أجهزتها الأمنية أن تضغط في اتجاه ترميم سمعتها في الوقت الذي وجد نتانياهو أنه في وضع رث لا يمكنه الخروج منه إلا من خلال ممارسة أقصى عمليات العنف لتأكيد أنه مؤهل للإنتقام حتى لو وصل الأمر إلى درجة الإبادة الجماعية.
كانت حركة حماس، الداخل بقيادة يحيى السنوار هي التي أعلنت الحرب. هل كان ذلك بتنسيق مع حركة حماس الخارج، المقيمة في قطر بقيادة إسماعيل هنية، التي كانت تضع كل ما يستجد من خططها على المائدة الإيرانية؟
ليس من المستبعد أن يكون السنوار قد أحكم سيطرته على تنظيمات الداخل العسكرية بحيث تخذ قراراً فاجأ به قيادته السياسية المقيمة في قطر في الوقت الذي فاجأ به إيران التي قد لا تكون مستعدة للدخول في حرب وإن عن طريق المناوشات.
ذلك افتراض ليس إلا. لن نتمكن من العثور على الحقيقة والأمر متعلق بتنظيم مسلح سري، صار معظم قادته تحت التراب. ما لا يعرفه لفلسطينيون تعرفه إيران. ولكن إيران هي الأخرى قد لا تعرف كل شيء.   
صنع السنوار حرباً ذهب ضحيتها آلاف القتلى ثم انضم إليهم. ما الذي حققه وقد مشى على جثث الضحايا إلى موته لقضيتهم في فلسطين؟
أما إسماعيل هنيه الذي قُتل بعيداً عن غزة فإنه ذهب إلى موته وهو مطمئن إلى أن أحداً لن يسأله عن مسؤوليته عما حدث. لربما شعر أن إيران تعرف أكثر مما يعرف عما يفعله التنظيم الذي يقوده. لم يكن لديه الاستعداد للاعتراف بأن إيران قد ضللته وهو الذي لم يتوقع أنها ستقتله. المسافة بين السنوار وهنية كنت هي نفسها المسافة بين الانتحار والقتل على يد العدو.
في البدء قيل إن إسرائيل أصيبت بالجنون بسبب قتلاها الألف ومواطنيها المخطوفين. ما لم يقله أحد يومها إن المغامرة كلها كانت قد أطلقت الصفارة لبدء حفلة جنون، سيجد نتانياهو فيها مناسبة لإبادة أكبر عدد من الفلسطينيين الذين رُفعت عنهم الحماية الدولية ما دام الأمر قد ارتبط بما حدث في السابع من تشرين الأول، وهو ما أحرج الأوساط الغربية المدافعة عن حق الفلسطينيين في إقامة دولتهم المستقلة. وقف الغرب كله مع إسرائيل رغم أن أصواتاً قد انطلقت هنا وهناك مطالبة بمنع نتانياهو في الاستمرار في حملة الإبادة.
ما لم تكن الدول التي أشرفت على مفاوضات وقف إطلاق النار قادرة على تفسيره أن أحد طرفي الصراع لا يحظى باعتراف دولي، بل أن هناك دولاً كثيرة لها تأثيرها قد أجمعت على اعتبار حركة حماس تنظيماً إرهابياً. بمنطق القانون الدولي لا يمكننا أن نفرض حركة حماس باعتبارها ممثلاً للشعب الفلسطيني. ما كان في إمكان حركة حماس أن تتفهم الواقع الدولي الذي لا تعترف به. غير أن الحل الذي لجأت إليه كان انتحارياً بالتأكيد. ذلك استنتاج لا يوافق عليه الكثيرون لأسباب عاطفية، ولكن رفضهم لا يمكن الأخذ به لأنه يضع الشعب الفلسطيني على الجبهة التي لن يتعاطف معها أحد.
ما فعلته إيران وهي التي تقف بشكل أو بآخر وراء ما حدث عبر السنة الماضية من حرب الإبادة إنما يؤكد إصرارها على ألا يُزج بها في حرب، تعرف أنها إن لم تخسرها فإنها ستخرج منها مهدمة وغير قادرة على إدارة مشروعها الطائفي في المنطقة. ربما كانت عملية طوفان الأقصى فائضة عن حاجتها غير أنها كانت تعرف أنها في أسوأ الأحوال ستنجو. سيدفع الفلسطينيون الثمن. وهو ما جرى على أرض الواقع رغم أن إيران فقدت أعزتها في حزب الله وهو ما لا يمكن أن تعوضه.
لا تحتاج إسرائيل إلى أن تعلن انتصارها من خلال اعتراف الطرف الآخر بهزيمته. ولكن لا معنى لاعتراف حماس بهزيمتها بعد أن فقد الفلسطينيون أكثر من خمسين ألف من أحبتهم ناهيك عن الجرحى والمعاقين. أما الخراب الذي انتهت إليه غزة هذه المرة سيظل شاهداً على الجنون.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله السنوار الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية عام على حرب غزة السنوار حرکة حماس ما حدث

إقرأ أيضاً:

العلاقات بين إسرائيل وتركيا تتأرجح.. بسبب إيران وحزب الله؟

تستمر إسرائيل في تنفيذ عملياتها العسكرية في سوريا، حيث تستهدف مواقع تابعة للجيش السوري وأخرى مرتبطة بإيران وحزب الله، في محاولة منها للحد من النفوذ الإيراني ومنع نقل الأسلحة المتطورة إلى لبنان.

وفي الوقت ذاته، تتهم إسرائيل تركيا بالتعاون مع إيران في تهريب الأموال إلى حزب الله، ما يثير تساؤلات حول مستقبل العلاقات بين الدولتين.

ومنذ بداية النزاع في سوريا، وضعت إسرائيل نصب عينيها تقليص النفوذ الإيراني في المنطقة، حيث تعتبر إيران وحزب الله تهديدًا وجوديًا لأمنها. لذلك، تتبنى تل أبيب استراتيجية هجومية، تشمل شن غارات جوية على المواقع العسكرية التي يُعتقد أنها مرتبطة بإيران.

وسلط حسن المومني، مدير مركز الدراسات الاستراتيجية، الضوء خلال حديثه لغرفة الأخبار على سكاي نيوز عربية على أن "الموقف الإسرائيلي في سوريا يمثل مصدر إزعاج لتركيا، التي تسعى لتكون قائدة التغيير في البلاد". هذا التوتر يعكس التنافس الإقليمي بين تركيا وإسرائيل على تأمين مصالحهما.

ويرى الدكتور بكير أتاجان، مدير مركز إسطنبول للفكر، أن تركيا يجب أن تتعامل بحذر مع علاقاتها مع إيران وإسرائيل. ويضيف أنه إذا كانت تركيا ترغب في لعب دور إقليمي مؤثر، فعليها أن تحسن استخدام أوراقها السياسية، بما في ذلك علاقاتها مع الدولتين.

من جهته، يشير مائير كوهين، الدبلوماسي الإسرائيلي السابق، إلى أن المخاوف الإسرائيلية لا تقتصر على تهريب الأموال إلى حزب الله، بل تشمل أيضًا التحالفات التركية مع سوريا، التي قد تشكل تهديدًا أكبر على إسرائيل.

العلاقات بين إسرائيل وتركيا تتأرجح بين التعاون والتوتر، وهو ما يعكس التحديات السياسية والإقليمية التي تواجه كل من الدولتين. حسين عبد الحسين، الباحث في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، يرى أن "تركيا لديها مصالح متشابكة في المنطقة، وقد تدعم حزب الله دون أن تعكس هذه المواقف سياسة الحكومة بالكامل".

والعلاقات بين الدول ليست دائمًا ثابتة، بل تتأثر بتفاهمات غير معلنة قد تتغير مع تغير الظروف الإقليمية. كما يشير المومني إلى أن "العلاقات الدولية لا تتمحور حول الأبيض والأسود، بل هي مليئة بالمساحات الرمادية التي تسعى الدول لتحقيق مصالحها من خلالها".

وتظهر هذه التطورات أن العلاقات بين إسرائيل وتركيا تعكس التعقيدات السياسية في الشرق الأوسط، وتستدعي فهمًا عميقًا لتأثيراتها على الاستقرار الإقليمي. (سكاي نيوز)

مقالات مشابهة

  • محافظ الدقهلية يوجه بسرعة رفع الإشغالات التي تعوق حركة المرور
  • المليشيا الإرهابية تركب التونسية!
  • إيران تفتح باب التفاوض لبيع طائرات شاهد بعد عرض أمريكي.. ما الذي نعرفه؟
  • انفجارات تهزّ تل أبيب.. إسرائيل تعلن: إحدى الجثث التي تم تسليمها «مجهولة الهوية» وتتوعد!
  • الجيش الإسرائيلي: إحدى الجثث التي تسلمتها إسرائيل من حماس ليست للرهينة شيري بيباس
  • وقف حركة الحافلات والقطارات في جميع أنحاء إسرائيل
  • إسرائيل تؤكد هوية أحد الجثامين التي استلمتها من حماس
  • إيران التي عرفتها من كتاب “الاتحادية والباستور"
  • العلاقات بين إسرائيل وتركيا تتأرجح.. بسبب إيران وحزب الله؟
  • غادة أيوب: يبقى جيشنا فوق كل الافتراءات التي يروجها أتباع إيران في لبنان