هل يُحيي مقتل السنوار مسار مفاوضات الوساطة في غزة؟.. خبراء يجيبون
تاريخ النشر: 20th, October 2024 GMT
تشهد المنطقة تصعيدًا عسكريًا متزايدًا مع استمرار الحرب على قطاع غزة، وسط تعقيدات سياسية وأمنية تتعلق بملفات عدة، أبرزها اغتيال قائد حركة حماس يحيى السنوار وتداعيات ذلك على مفاوضات صفقة تبادل الأسرى والوضع الميداني في غزة وجنوب لبنان.
مع دخول الولايات المتحدة في معادلة الصراع عبر دعمها غير المحدود لإسرائيل، تبدو المنطقة على شفا تصعيد إقليمي أكبر.
قال الكاتب الصحفي الفلسطيني ثائر أبو عطيوي، مدير مركز العرب للأبحاث والدراسات، بإن اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس يحيى السنوار كان هدفًا أساسيًا لرئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مصيفًا أن نتنياهو كان يحمّل السنوار المسؤولية عن أحداث السابع من أكتوبر التي أشعلت الحرب الحالية على غزة.
وأشار أبو عطيوي في تصريحات خاصة لـ «الفجر»، إلى أن اغتيال السنوار قد وضع نتنياهو في اختبار حقيقي، خاصة فيما يتعلق بإبرام صفقة تبادل الأسرى، ورغم أن نتنياهو كان يستخدم السنوار كذريعة لتعطيل الصفقة، فإن الوسطاء أكدوا أن السنوار كان مرنًا ومستعدًا لإتمام الصفقة، ولكن العراقيل جاءت من الجانب الإسرائيلي.
وأضاف أبو عطيوي أن اغتيال السنوار لن يغير شيئًا في استراتيجية نتنياهو تجاه استمرار العدوان على قطاع غزة، مستشهدًا بالتصعيد المستمر على المدنيين في مناطق مثل جباليا، حيث يستمر القصف وسقوط الضحايا للأسبوع الثاني على التوالي.
الدعم الأمريكي وخطة الجنرالاتفي سياق متصل، أكد الباحث في العلاقات الدولية عمرو حسين أن إسرائيل تسعى في هذه المرحلة، التي تسبق الانتخابات الأمريكية، إلى تصعيد عملياتها العسكرية في كل من جنوب لبنان وشمال غزة، خاصة في منطقة جباليا، ضمن ما يُعرف بـ "خطة الجنرالات"،تهدف هذه الخطة إلى إنشاء منطقة عازلة بين قطاع غزة ومستوطَنات غلاف غزة.
وأضاف حسين أن الدعم الأمريكي اللامحدود لإسرائيل يلعب دورًا محوريًا في التصعيد، حيث قامت واشنطن بتزويد إسرائيل بمنظومة صواريخ "ثاد" الدفاعية إلى جانب طواقمها العسكرية. هذه التحركات تعزز القدرات الإسرائيلية وتمنحها الغطاء السياسي والعسكري لاستمرار عملياتها في غزة ولبنان.
تداعيات اغتيال السنوار واشتعال الجبهاتحذّر عمرو حسين من أن تداعيات اغتيال يحيى السنوار قد تؤدي إلى اشتعال جميع الجبهات في المنطقة، مشيرًا إلى العملية النوعية التي نفذها حزب الله، والتي استهدفت منزل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. هذه الهجمات، حسب حسين، هي الأولى من نوعها خلال الحرب المستمرة، وتظهر مدى تعقيد الموقف الإقليمي.
الخطر الإيراني واحتمالية المواجهة الشاملة
كما حذر حسين من أن أي ضربة إسرائيلية محتملة ضد إيران، سواء استهدفت منشآت النفط أو المنشآت النووية، قد تؤدي إلى اندلاع مواجهة شاملة في المنطقة. وأكد أن التداعيات المحتملة لهذه الضربة قد تكون كارثية ولا يمكن التنبؤ بمدى تأثيرها على الاستقرار الإقليمي والدولي.
اختتم الباحث في العلاقات الدولية، تصاعد التوترات في المنطقة وتزايد التعقيدات السياسية والعسكرية، يبدو أن المنطقة تدخل مرحلة جديدة من المواجهات. ومع استمرار الحرب على غزة وتصاعد الهجمات المتبادلة بين إسرائيل وحزب الله، يبقى مستقبل الصراع مرتبطًا بتحركات القوى الإقليمية والدولية، وفي مقدمتها الولايات المتحدة وإيران.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: مقتل السنوار مفاوضات الوساطة غزة السنوار اغتیال السنوار
إقرأ أيضاً:
حكومة نتنياهو تحاول التنصل من اتفاق وقف إطلاق النار وتلوح بعودة الحرب في غزة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
على مدار أيام الاتفاق، لجأت حكومة الاحتلال الإسرائيلي بقيادة بنيامين نتنياهو إلى مناورات بهدف التنصل من شروط اتفاق وقف إطلاق النار مع حركة حماس في قطاع غزة، مستندة إلى حجج واهية مع تهديدات مستمرة بالعودة إلى الحرب.
وفي وقت شهدت فيه مفاوضات وقف إطلاق النار تذبذبًا في وتيرتها، أقدمت الإدارة الأميركية على إجراء محادثات مباشرة مع مسؤولين من حركة حماس، وهي خطوة غير مسبوقة وصفت بالإيجابية، مما يشير إلى تحول مفاجئ قد يحمل العديد من الدلالات.
جاء ذلك بعد تهديدات متكررة من الرئيس الأميركي دونالد ترامب بفرض "جحيم" إذا لم يتم الإفراج عن الأسرى الإسرائيلين في غزة، إضافة إلى عرضه خططًا لتهجير الفلسطينيين من أراضيهم.
وفي تفاصيل المحادثات، كشف مبعوث الرئيس الأميركي لشؤون الأسرى أدم بوهلر، أن حماس قدمت عرضًا يتضمن إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين مقابل وقف إطلاق نار يمتد من خمس إلى عشر سنوات.
كما اقترحت الحركة نزع سلاحها بالكامل، مع ضمانات أمنية من الوسطاء بعدم الانخراط في أي أنشطة عسكرية في غزة، وصولًا إلى انسحابها من المشهد السياسي.
تهديدات باستئناف الحرب وتهجير الفلسطينيين
وقال وزير مالية الاحتلال الإسرائيلي، بتسلئيل سموتريتش، إن إسرائيل أبلغت المبعوث الأمريكي لشؤون الأسرى في غزة، آدم بولر، بعدم التفاوض مع حركة حماس نيابة عنها.
وأضاف سموتريتش، في مقابلة مع إذاعة جيش الاحتلال، أن بولر حاول التفاوض بشأن إطلاق سراح الأسرى الأمريكيين، لكن إسرائيل أكدت أنه لا يمكنه التحدث نيابة عنها.
وأكد سموتريتش، في تصريح للإذاعة الإسرائيلية أن الحرب على قطاع غزة ستستأنف قريبًا.
وأوضح سموتريتش أن رئيس الأركان الإسرائيلي الجديد، إيال زامير، الذي وصفه بأنه "أكثر صرامة وروحًا مختلفة"، يهدف إلى شن عملية عسكرية مكثفة تهدف إلى احتلال غزة وتدمير حركة حماس بشكل كامل.
وأشار سموتريتش إلى أن الحكومة الإسرائيلية تعمل على تنفيذ خطة لترحيل سكان غزة إلى دول أخرى، لافتًا إلى "التقدم" الذي تم إحرازه في المفاوضات مع الإدارة الأمريكية لتحديد الدول المستعدة لاستقبال هؤلاء السكان.
وفي تصريحات أدلى بها خلال مشاركته في لوبي "أرض إسرائيل"، أكد سموتريتش أن الحكومة تستعد لإنشاء مديرية هجرة كبيرة داخل وزارة الدفاع لتنسيق وتنفيذ عمليات الترحيل.
وأوضح أن العملية تحتاج إلى تخطيط طويل الأمد وتنسيق دولي معقد، وأن التنفيذ سيكون تدريجيًا وقد يستغرق وقتًا طويلاً.
وأضاف سموتريتش: "إذا تمكنا من ترحيل 10,000 شخص يوميًا، على مدار 7 أيام في الأسبوع، فسيستغرق الأمر حوالي 6 أشهر، مما يعكس مدى تعقيد هذه العملية".
وأشار إلى أن إسرائيل تعمل بالتنسيق مع الإدارة الأمريكية للبحث عن دول مستعدة لاستقبال الفلسطينيين، لافتًا إلى أن تنفيذ الخطة يتطلب إجراءات دبلوماسية وأمنية مكثفة.
من جهة أخرى، رفضت الفصائل الفلسطينية التصريحات الإسرائيلية، مؤكدة أنها ملتزمة بالهدنة طالما التزمت بها إسرائيل.
وأكدت أن أي محاولة من قبل الحكومة الإسرائيلية لنسف الاتفاق ستؤدي إلى تفجر الوضع من جديد، ما قد يزيد من تعقيد الأزمة الإنسانية في المنطقة.
وتتزايد المخاوف من تصاعد العنف في المنطقة مجدداً، وسط الدعوات الدولية لاستئناف المحادثات والوصول إلى تسوية دائمة تؤدي إلى سلام شامل.
يبدو أن اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه في قطاع غزة في يناير الماضي على وشك الانهيار.
دوافع نتنياهو
أحد الأسباب الرئيسة التي تؤثر على فشل تنفيذ الاتفاق هو المواقف السياسية لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
فقد أشارت التقارير إلى أن نتنياهو يمتلك دوافع سياسية وشخصية قوية لإبقاء إسرائيل في حالة حرب، حيث يحتاج إلى الحفاظ على تحالفه مع اليمين المتطرف داخل حكومته، الذين يطالبون بسياسة تهدف إلى القضاء على الفلسطينيين في قطاع غزة.
نتيجة لذلك، فإن نتنياهو لا يسعى لإنجاح الاتفاق، بل على العكس، لديه حوافز لتخريبه في محاولة لاستبداله بمفاوضات جديدة تتناسب مع تطلعات إسرائيل.
الانتهاكات الإسرائيلية للاتفاق
منذ بدء تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، قامت إسرائيل بعدة انتهاكات، مثل الهجمات الجوية والبرية على قطاع غزة، مما أسفر عن سقوط ضحايا.
ورغم أن حركة حماس لم ترد بشكل واسع النطاق على هذه الانتهاكات، إلا أن الوضع ما زال متأزمًا.
في الوقت ذاته، بدأت إسرائيل في منع دخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع، الأمر الذي يزيد من معاناة السكان المدنيين.
موقف حماس والمقترحات البديلة
من جانبها، رفضت حماس مقترح نتنياهو لوقف إطلاق النار المؤقت، والذي لا يتضمن انسحابًا إسرائيليًا من غزة أو وقفًا دائمًا للأعمال العدائية.
ووصف قادة حماس هذا المقترح بأنه محاولة للتنصل من الاتفاق الأصلي الذي تم التوصل إليه في يناير.
الدور الأمريكي في الأزمة
إحدى العوامل الهامة التي تؤثر على الأزمة في قطاع غزة هي السياسة الأمريكية.
ورغم التأثير الكبير الذي تتمتع به الولايات المتحدة على إسرائيل، بما في ذلك مساعداتها العسكرية الضخمة، فإن إدارة ترامب لم تستخدم هذا النفوذ من أجل ضمان تنفيذ الاتفاقات.
بل على العكس، تشير التقارير إلى أن المقترح الذي طرحه نتنياهو لوقف إطلاق النار المؤقت هو في الأساس صيغته البديلة التي دعمها المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف.