طالبان الأفغانية تطبق حظر نشر صور الكائنات الحية في الإعلام
تاريخ النشر: 20th, October 2024 GMT
شرعت طالبان بمنع وسائل الإعلام من نشر صور الكائنات الحية في أفغانستان، مشيرة إلى أنها نبهت الصحفيين في عدة ولايات إلى تطبيق هذا الإجراء تدريجيا.
وقال المتحدث باسم وزارة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، سيف الإسلام خيبر، الإثنين، إن "القانون يسري على جميع أنحاء أفغانستان.. وسيتم تطبيقه تدريجيا"، معتبرا أن صور الكائنات الحية "تخالف الشريعة الإسلامية".
وأصدرت سلطات طالبان خلال الصيف قانون "الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر"، المكون من 35 بندا، وينظم حياة الأفغان وفقا لفهم الحركة المتشدد للشريعة، التي فرضتها منذ عودتها إلى السلطة في 2021.
وأوضحت الوزارة أنه "لن يتم استخدام القوة أثناء تطبيق هذه القواعد"، وأن "الأمر يتعلق فقط بإرشاد الناس وإبلاغهم بأن هذه الأمور تتعارض بالفعل مع الشريعة ويجب تجنبها".
ويفرض هذا القانون مجموعة من القواعد، ويمنع الاحتفاظ بصور للكائنات الحية، ويحظر "المحتوى المعادي للشريعة والدين"، أو "المهين للمسلمين".
لكن لم يتم بعد تطبيق العديد من بنود هذا النص بشكل صارم، وتنشر حكومة طالبان صور الأشخاص بشكل منتظم على مواقع التواصل الاجتماعي.
وقال صحفيون في قندهار إنهم لم يتلقوا أي بيان من الوزارة، ولم يتم اعتقالهم حتى الآن من قبل الشرطة بسبب قيامهم بالتقاط صور أو مقاطع فيديو.
وكانت صور الكائنات الحية محظورة في جميع أنحاء البلاد عندما حكمتها حركة طالبان بين عامي 1996 و2001، لكن لم يتم فرض قانون مماثل على نطاق واسع منذ عودتها إلى السلطة في 2021.
وعند تسلمها السلطة، كانت أفغانستان تضم 8400 موظف في المجال الإعلامي، من بينهم 1700 امرأة، لكن لم يتبق سوى 5100 بينهم 560 امرأة، حسب مصادر صحفية.
وتم إغلاق العشرات من وسائل الإعلام، وتراجعت أفغانستان خلال 3 سنوات من المرتبة 122 إلى المرتبة 178 من أصل 180 دولة في تصنيف منظمة "مراسلون بلا حدود" غير الحكومية لحرية الصحافة.
المصدر: الحرة
إقرأ أيضاً:
متحف الإثنوغرافيا في كابل.. نافذة على التنوع الثقافي في أفغانستان
في قلب العاصمة الأفغانية كابل، يقف متحف الإثنوغرافيا كأحد أهم المعالم الثقافية التي تحكي قصة تاريخ أفغانستان وتنوعها العرقي والثقافي.
هذا المتحف، الذي يقع في أكاديمية علوم أفغانستان، وتحت إشرافها المباشر، يعدّ منصة حيوية لحفظ التراث الثقافي وإبرازه للأجيال الحالية والمستقبلية.
مقتنيات تروي قصة أفغانستانيحتوي المتحف على مجموعة استثنائية من المعروضات التي تمثل تنوع الأنماط الثقافية في البلاد، بما في ذلك أزياء تقليدية قديمة، وأدوات فخارية تاريخية، بالإضافة إلى أنواع نادرة من الأسلحة التي استخدمت في الحروب التي خاضتها أفغانستان عبر العصور.
ومن بين أبرز المعروضات، بندقية عمرها أكثر من 200 عام، وسيف وخوذة حديدية كانت تستخدم في فترات الحرب المختلفة، فضلاً عن الزي العسكري الأفغاني الذي يعود إلى 50 عامًا مضت.
تعتبر هذه المقتنيات شاهدًا حيًّا على تاريخ طويل من الصراعات التي خاضها الشعب الأفغاني، خاصة في معاركه ضد الاحتلالات الأجنبية، مثل تلك التي دارت مع القوات البريطانية في القرن التاسع عشر، إضافة إلى الصراعات الداخلية التي مرت بها أفغانستان في العقود الأخيرة.
ويعكس المتحف من خلال هذه المقتنيات الأثرية والتاريخية حجم المعاناة والتضحيات التي قدمها الشعب الأفغاني على مر العصور، ويشدد على أهمية الحفاظ على هذا التاريخ ليس فقط للأجيال الحالية، بل كذلك لأجيال المستقبل التي قد لا تكون على دراية بكل هذه الأحداث.
يُدار المتحف تحت إشراف أكاديمية علوم أفغانستان، وهي إحدى المؤسسات الأكاديمية الرائدة في البلاد، ما يضمن للمتحف مكانة مرموقة في البيئة الثقافية والعلمية الأفغانية، ويعكس التزام الدولة بحفظ التراث الثقافي لأفغانستان.
إعلانبالإضافة إلى دوره في نقل هذا الإرث إلى الأجيال المقبلة. ومن خلال التعاون المستمر مع الأكاديميين والباحثين، يعمل المتحف على إجراء دراسات ومشاريع تهدف إلى تعميق الفهم حول التنوع الثقافي والإثني في البلاد.
تحدياترغم أهمية المتحف كمؤسسة ثقافية، فإنه يواجه عددًا من التحديات التي تؤثر على استدامته، أبرزها قلة التمويل وضعف الإمكانيات التقنية.
وفي حديثه للجزيرة نت، قال نور الله، مدير المتحف: "التحدي الأكبر الذي نواجهه هو التمويل المحدود، الذي يؤثر على قدرتنا على توسيع المجموعات المعروضة أو تحسين تقنيات الحفظ الخاصة بالقطع الأثرية القيّمة. وإذا توفرت الموارد، يمكننا توفير أفضل أساليب الحفاظ على هذه القطع، وتوسيع معروضاتنا لتشمل المزيد من القطع التاريخية التي تمثل جميع مناطق أفغانستان".
وأشار نور الله إلى أن المتحف يسعى جاهدا لتحديث طرق عرض المعروضات من خلال استخدام الوسائط الرقمية. وأضاف "نحن نواجه أيضًا تحديات متعلقة بالتكنولوجيا الحديثة التي يمكن أن تسهم في حفظ القطع الأثرية بشكل أفضل. هذه التقنيات تسهم في تقديم تجربة أفضل للزوار، خاصة عند استخدام الوسائط الرقمية لعرض بعض المقتنيات التي قد تكون هشة أو قديمة جدا".
شهد المتحف إقبالًا جيدًا من الزوار، الذين أعربوا عن تقديرهم الكبير للمقتنيات التي تعرضها قاعاته. الزوار من مختلف الأعمار والخلفيات يقدرون ما يقدمه المتحف من فرصة للتعرف على تاريخ أفغانستان وثقافاتها المتنوعة.
في هذا السياق، عبّر أحمد يوسفزي طالب في جامعة رنا الاهلية، أحد الزوار المحليين، عن إعجابه قائلاً: "المتحف يعكس تاريخنا بشكل رائع، فهو يقدم لنا نظرة متكاملة عن الهوية الثقافية للشعب الأفغاني، ويعتبر فرصة رائعة لفهم كيف تطورنا عبر العصور".
إعلانأما محمود باركزي، فقال: "كانت زيارتي للمتحف فرصة رائعة للتعرف على تاريخ أفغانستان وثقافاتها المتنوعة من خلال هذه المعروضات القيّمة. وأحببت رؤية الأسلحة القديمة والأزياء التقليدية، خاصة أنها تسلط الضوء على الفترات التاريخية المختلفة التي عاشها الشعب الأفغاني".
من جانبه، أضاف سيد مختار، طالب من جامعة كابل، "أشعر بالفخر لرؤية هذا الموروث الثقافي المعروض أمامنا. هذه المعروضات تساعدنا على فهم التنوع الإثني الذي يعكس ثقافاتنا المحلية المختلفة، بالإضافة إلى التاريخ الطويل الذي مرّ به بلدنا".
تُعدّ أكاديمية علوم أفغانستان هي المسؤولة عن إدارة متحف الإثنوغرافيا، الذي بدأ كمشروع في عام 2002م. وتم تخصيص هذا القصر الرائع -الحكومي سابقا- ليكون مقرًّا لهذا المتحف العلمي والبحثي المخصص لدراسة التراث الإثنوغرافي والفني بأفغانستان.
المتحف هو المكان الذي يجمع مختلف المقتنيات النادرة التي تمثل تنوع العرقيات في أفغانستان ويعنى بجمع وتحليل القطع الأثرية لتاريخها وثقافاتها. ويضمّ مجموعة متنوعة من القطع التي تعرض تاريخ البلاد، بما في ذلك آثار البازلت والمقتنيات الأثرية من الحقب المختلفة، بالإضافة إلى الأعمال الفنية الحديثة التي تسهم في إثراء الدراسات الأكاديمية والفنية في هذا المجال.
يحتوي المتحف على 3 أقسام رئيسية، كل منها يركز على جانب من جوانب التراث الثقافي والفني في أفغانستان:
أعمال إثنيات أفغانستان: يسلط هذا القسم الضوء على الموروث الثقافي المتنوع للعديد من الأقليات العرقية التي تعيش في أفغانستان، من خلال عرض الملابس التقليدية، والأدوات المنزلية، والفنون اليدوية التي تتنوع حسب المناطق. آثار تاريخية: يتضمن هذا القسم مجموعة من القطع الأثرية التاريخية التي تتراوح بين العملات القديمة، والأدوات الحربية القديمة، والقطع المعمارية التي تقدم لمحة عن تاريخ حضارات أفغانستان القديمة. الفن الحديث: يعكس هذا القسم تطور فنون الأرت المعاصرة في أفغانستان، بما في ذلك الأعمال الفنية التي تظهر تأثيرات الحركات الثقافية المعاصرة في البلاد، وكذلك المشاريع البحثية التي تسهم في تسليط الضوء على التغيرات الثقافية في أفغانستان. إعلان المتحف والحفاظ على التراث الثقافييبقى متحف الإثنوغرافيا في كابل من أهم المؤسسات الثقافية التي تسهم في حفظ التراث الأفغاني ونقله إلى العالم.
ومع التحديات التي يواجهها من قلة الموارد وضعف الإمكانيات، يظل المتحف نقطة التقاء بين الماضي والحاضر، حيث يتيح للزوار فرصة التعرف على تاريخ البلاد ومراحلها المفصلية من خلال عينات ملموسة من التراث الثقافي.
وفي ظل اهتمام الحكومة الأفغانية والمجتمع المحلي، من المتوقع أن يظل هذا المتحف شاهدًا حيًّا على ثراء التنوع الثقافي في أفغانستان، مع أفق واعد في تحسين الإمكانيات والتوسع ليظل مرجعًا ثقافيًّا هامًّا في المنطقة.