مع اقتراب موعد الانتخابات العامة الأميركية في نوفمبر المقبل، تتجه الأنظار نحو صناديق الاقتراع في ولاية نيويورك، حيث تشهد تنافسا شديدا يتجاوز مجرد اختيار الرئيس المقبل.

فإلى جانب المرشحين للرئاسة، سيتعين على الناخبين في ولاية نيويورك اختيار ممثليهم في مجلسي الشيوخ والنواب، إلى جانب مناصب محلية متعددة.

وفي ظل هذه المنافسة المحتدمة بين الجمهوريين والديمقراطيين، فإن الصراع على مقاعد الكونغرس مفتوح على جميع الاحتمالات.

ورغم التقدم الذي أحرزه الجمهوريون في بعض المناطق، فإن الديمقراطيين لا يزالون يكافحون لاستعادة السيطرة عبر استراتيجيات مبتكرة. خاصة بعد المكاسب التي حققها الجمهوريون في انتخابات 2022، ما يضع الديمقراطيين أمام تحديات كبيرة لاستعادة ما خسروه في نيويورك.

وتعد قضايا الجريمة والهجرة والاقتصاد المحرك الأساسي للناخبين في ولاية نيويورك، ما يجعل نتائج هذه الانتخابات حاسمة في تحديد التوازن السياسي المستقبلي في الكونغرس.

تجمعان لترامب وهاريس في ميشيغان.. تركيز على أصوات العرب ينقل الرشحان الرئاسيان، الجمهوري، دونالد ترامب، والديمقراطية، كامالا هاريس، مبارزتهما الانتخابية إلى ولاية ميشيغان التي تعدد إحدى الولايات الأكثر تنافسا في السباق الانتخابي المحموم إلى البيت الأبيض. استراتيجية الديمقراطيين لاستعادة النفوذ

وبعد الخسائر التي تعرض لها الديمقراطيون في 2022، أدرك الحزب الحاجة إلى تغيير استراتيجيته الانتخابية في نيويورك.

السيناتور الديمقراطية، كيرستن غيليبراند، وحاكمة نيويورك، كاثي هوشول، قاتدا حملة منسقة تهدف إلى استعادة المقاعد التي خسرها الحزب.

وتشمل هذه الحملة افتتاح 40 مكتبا انتخابيا في سبع دوائر انتخابية، وتوظيف 100 موظف، والاعتماد على استراتيجيات ميدانية تعتمد على زيارة البيوت وإجراء اتصالات مباشرة مع الناخبين.

وتركز حملة الديمقراطيين الجديدة على القضايا نفسها التي استغلها الجمهوريون ضدهم في 2022، ولكن بنهج جديد.

وعلى سبيل المثال، قدمت السيناتور غيليبراند إعلانات انتخابية تبرز جهودها في مكافحة الجريمة ومنع انتشار الفنتانيل والأسلحة غير القانونية.

كما تشمل الاستراتيجية الديمقراطية قضايا اجتماعية مثل حقوق الإنجاب والهجرة، في محاولة لإعادة صياغة النقاش حول هذه القضايا لصالحهم.

مواجهة 2024.. ماذا يقول خبراء استطلاع الرأي؟ قبل 18 يوما من موعد الانتخابات في الولايات المتحدة، تظهر استطلاعات الرأي نتائج متقاربة سواء، لكلا المرشحين في الانتخابات الرئاسية، بالإضافة لتنافس محموم في مجلسي النواب والشيوخ. الرهانات الجمهورية للحفاظ على المكاسب

في انتخابات 2022، تمكن الجمهوريون من تحقيق مكاسب غير متوقعة في ولاية نيويورك، حيث فازوا بخمسة مقاعد إضافية في الكونغرس.

وجاءت هذه المكاسب نتيجة حملة انتخابية مكثفة ركزت على قضايا الجريمة والهجرة وأمن الحدود، وهي قضايا تهم الناخبين في الضواحي والمناطق الفرعية حول مدينة نيويورك.

واستخدام الجمهوريون استراتيجية دعائية تهاجم الديمقراطيين على أدائهم في هذه القضايا، ما أسهم في إحباط الناخبين الديمقراطيين في بعض المناطق.

وفي هذه الانتخابات، يواصل الجمهوريون التركيز على ذات القضايا التي يعتبرها الناخبون في الولاية الأكثر أهمية، مثل أمن الحدود والجريمة والتضخم الاقتصادي.

ويقول الجمهوريون إنهم يملكون اليد العليا في هذه القضايا، وإن الناخبين يثقون في قدرة الحزب على إيجاد حلول فعلية لها.

وعلى سبيل المثال، ذكر النائب الجمهوري، نيك لالوتا، الذي يمثل لونغ آيلاند، أن الناخبين في منطقته يطالبون بتحسين الأمان وتقليل الجريمة وتحقيق الاستقرار الاقتصادي، وأن الحزب الجمهوري هو القادر على تحقيق هذه الأهداف.

بالإضافة إلى القضايا الأمنية، تعتبر الضرائب من أهم المواضيع المثيرة للجدل في انتخابات نيويورك.

ويواجه الناخبون في الضواحي والريف ضغوطا مالية نتيجة قرار الجمهوريين في عام 2017 بوضع سقف لخصم الضرائب المحلية  (SALT)، وهو ما أثر سلبا على العديد من العائلات المتوسطة.

وتعهد الرئيس السابق، دونالد ترامب، خلال حملته الانتخابية الأخيرة بإعادة هذا الخصم إذا استعاد الحزب الجمهوري السيطرة، مما يعزز دعم الجمهوريين في تلك المناطق.

الانتقال السلمي للسلطة.. أبرز التحديات والمخاوف قبل الانتخابات الأميركية أظهرت استطلاعات رأي أخيرة أن المرشحة الديمقراطية لرئاسة الولايات المتحدة، كامالا هاريس، تتقدم بفارق طفيف، على المرشح الجمهوري دونالد ترامب، وسط مخاوف متزايدة من اندلاع أعمال عنف وعدم إتمام انتقال سلمي سلس للسلطة على غرار ما شهدته البلاد بعد الانتخابات الماضية قبل أربعة أعوام. سباق محتدم في الدوائر الانتخابية المتأرجحة

وتعد نيويورك ساحة معركة مهمة في انتخابات الكونغرس، حيث تتكون الولاية من عدة دوائر انتخابية تعتبر "متأرجحة"، أي أنها قد تشهد تغييرات في الولاء السياسي بين الحزبين.

وتشمل هذه الدوائر لونغ آيلاند وهدسون فالي، حيث يسعى كل من الجمهوريين والديمقراطيين إلى استقطاب الناخبين المترددين.

ووفقا لاستطلاعات الرأي، فإن العديد من هذه الدوائر قد تشهد تنافسا محموما حتى اللحظات الأخيرة.

وفي الانتخابات النصفية الماضية، تمكن الجمهوريون من قلب أربعة دوائر انتخابية لصالحهم. كان هذا الإنجاز أساسيا للحفاظ على الأغلبية الجمهورية الضئيلة في مجلس النواب الحالي.

في انتخابات نوفمبر المقبل، يسعى الجمهوريون للحفاظ على المقاعد التي فازوا بها في 2022، ولكن بعض هذه المقاعد تقع في مناطق أقل ميلا للجمهوريين مما كانت عليه في السابق.

وفاز الجمهوريون في الدائرة الـ 17 بهامش ضئيل يقل عن نقطة واحدة، وكانت معظم الدوائر التي قلبوها قد فازوا بها بهوامش تقل عن 4 نقاط.

ويرى الديمقراطيون أن هذه المقاعد ضعيفة، ولذلك يضخون موارد كبيرة في نيويورك لمحاولة استعادتها والدفاع عن الدوائر التي كادوا أن يخسروها.

وفي حالة الدائرة الـ19، تمكن المرشح الديمقراطي، جوش رايلي، حتى الآن من جمع تبرعات أكبر من النائب الجمهوري الحالي، مارك مولينارو.

لكن مولينارو سبق أن تفوق رايلي رغم الفارق في جمع التبرعات. وساهمت إعادة ترسيم الدوائر الانتخابية في إضافة عنصر عدم اليقين "التأرجح" إلى السباق، حيث ستكون هذه الانتخابات العامة الأولى التي تجري تحت الخطوط الانتخابية الحالية.

وتشمل الدائرة الأولى في الكونغرس منطقة لونغ آيلاند الشرقية، وهي منطقة تميل تقليديا للجمهوريين منذ عام 2014. ويواجه النائب الحالي، نيك لالوتا، تحديا من الديمقراطي، جون أفيلون. 

أما في الدائرة الثالثة، التي تشمل شمال غرب لونغ آيلاند، فقد استعاد النائب الديمقراطي، توم سوزي، مقعده في انتخابات خاصة هذا العام بعد عزل النائب الجمهوري السابق، جورج سانتوس.

تأثير ترامب وهاريس

ويبقى ترامب لاعبا رئيسيا في الانتخابات المقبلة، حيث يدعم بقوة المرشحين الجمهوريين في نيويورك.

وفي تجمع انتخابي أخير في نيويورك، دعا ترامب إلى دعم المرشحين الجمهوريين، مشيرا إلى أن الأغلبية الجمهورية في الكونغرس ستكون ضرورية لتنفيذ سياساته في حال عودته إلى البيت الأبيض.

وهذا التجمع يشير إلى الأهمية التي يوليها ترامب لولاية نيويورك، رغم أنها ليست من الولايات المحورية في الانتخابات الرئاسية، لكنها قد تلعب دورا حاسما في تحديد توازن القوى في مجلس النواب.

لكن الطريق لن يكون معبدا أمام الجمهوريين رغم المكاسب التي يحققونها في ولاية نيويورك، فاستطلاعات الرأي تشير إلى أن قرار الرئيس الأميركي، جو بايدن، الانسحاب من السباق الانتخابي لإفساح المجال لنائبته، كمالا هاريس، خوض غمار المنافسة على رئاسة أميركا عزز أيضا من فرص الديمقراطيين في الولاية.

فبعد تولي هاريس قمة الترشح الرئاسي للحزب الديمقراطي، ازدادت الحماسة بشكل ملموس بين قاعدة الحزب، وهو ما يراه المحللون وبعض الديمقراطيين كعامل قد يغير مجرى الانتخابات في نيويورك خلال نوفمبر المقبل.

وتعتبر هاريس، كأول امرأة وأول شخص من أصول أفريقية وآسيوية يرشح لهذا المنصب، رمزا للتنوع والشمول، ما أثار الحماسة بين شرائح الناخبين من الشباب، النساء، والأميركيين من أصول أفريقية وآسيوية في الولاية.

هذا الاندفاع الجديد قد يعزز من فرص الحزب الديمقراطي في قلب مقاعد تنافسية في مناطق مثل سيراكيوز ولونغ آيلاند وهدسون فالي، وفق خبراء استراتيجيين في الحزب الديمقراطي.

والواقع الحالي يعني أن ولاية نيويورك ستشهد انتخابات ساخنة بمنافسة محمومة على مقاعد الكونغرس، يحاول فيها الجمهوريون الحفاظ على مكاسب الانتخابات النصفية، في وقت يسعى فيه الديمقراطيون إلى استعادة مكانتهم المعهودة هناك.

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: فی ولایة نیویورک فی الانتخابات فی انتخابات فی الکونغرس فی نیویورک

إقرأ أيضاً:

هل بدأت نهاية النفوذ الإيراني في اليمن؟ الضربات الأمريكية تدك مواقع سرية تحت الأرض وتستهدف قيادات ميدانية رفيعة

 

تٌواصل القوات الأمريكية تنفيذ غارات جوية مكثفة على مواقع الحوثيين في اليمن، مستهدفة مخابئهم وثكناتهم العسكرية لليوم الحادي عشر على التوالي، في إطار حملة عسكرية تهدف إلى تقويض قدراتهم الهجومية وردع تهديداتهم للتجارة البحرية في المنطقة.

ضربات دقيقة على معاقل الحوثيين

وقد نفذت المقاتلات الأمربكية، خلال الايام الماضية عشرات الضربات الجوية استهدفت مواقع عسكرية استراتيجية للحوثيين في مديريتي الصفراء وكتاف بمحافظة صعدة، معقل الجماعة الرئيس.

وأفادت مصادر محلية بأن القصف طال مناطق “عكوان” و”العصائد”، القريبتين من معسكر كهلان شمال شرق المدينة.

 

وأكدت السفارة الأمريكية في اليمن عبر منصة “إكس” أن “العمليات العسكرية تستهدف البنية العسكرية للحوثيين وليس المدنيين”، مشددة على أن واشنطن “تقف إلى جانب الشعب اليمني في تطلعاته نحو السلام والاستقرار”.

وأدت الغارات إلى انفجارات عنيفة، يُعتقد أنها ناجمة عن تدمير مخازن أسلحة ومخابئ تحت الأرض يستخدمها الحوثيون، وفق ما أكدته مصادر عسكرية يمنية.

وأشارت المصادر إلى أن الضربات أصابت تحصينات تحت الأرض يختبئ فيها بعض قادة الجماعة، بينما أعلن الحوثيون أن معظم الضربات تركزت على منطقة قحزة غربي مدينة صعدة.

تصاعد التوتر واعتقالات واسعة

مع تزايد الضربات الأمريكية على مواقعها العسكرية، كثفت جماعة الحوثي حملة اعتقالات واسعة في صنعاء وصعدة، مستهدفة مواطنين يشتبهون في تعاونهم مع القوات الأمريكية أو تسريب معلومات حول تحركات الجماعة.

وأفادت مصادر محلية بأن حملة مداهمات استهدفت عشرات المنازل في صنعاء، لا سيما في الأحياء التي تعرضت للقصف، حيث اعتقل عدد من الأشخاص بتهمة “التخابر مع الخارج”.

بينما في صعدة، فقد شددت الجماعة إجراءاتها الأمنية، محولة المدينة إلى منطقة عسكرية مغلقة، مانعة السكان المحليين من الاقتراب من المواقع التي تعرضت للقصف.

القيادة المركزية الأمريكية تكشف تفاصيل الضربات

نشرت القيادة المركزية الأميركية “سنتكوم” مقاطع فيديو للمقاتلات الأميركية وهي تنطلق من حاملة الطائرات “هاري ترومان” لتنفيذ عملياتها الجوية ضد مواقع الحوثيين.

 

وأكد مستشار الأمن القومي الأميركي مايك والتز أن الضربات أسفرت عن “القضاء على قيادات حوثية بارزة”، بينهم مسؤول الصواريخ الأول في الجماعة، إضافة إلى تدمير مراكز الاتصالات ومنشآت تصنيع الطائرات المسيرة والصواريخ.

إلا أن الحوثيين لم يعترفوا بهذه الخسائر حتى الآن، بل استمروا في نشر صور تظهر أنقاض المباني التي استهدفت، مع مشاهد تظهر برك دماء، في محاولة لإبراز تأثير الغارات على المدنيين.

استمرار القصف وتصعيد أمريكي متزايد

منذ 15 مارس، تكثف الولايات المتحدة غاراتها الجوية على مواقع الحوثيين، في إطار استراتيجية تهدف إلى تقليص نفوذهم العسكري ومنع تهديداتهم للملاحة البحرية الإقليمية.

وفي خطاب شديد اللهجة، توعد الرئيس الأمرؤكي دونالد ترامب، الأربعاء الماضي، بـ”القضاء على الحوثيين”، محذرًا إيران من استمرار دعمها للجماعة المسلحة، في إشارة إلى احتمالية تصعيد أوسع يشمل استهداف المصالح الإيرانية في المنطقة.

تدخل هذه العمليات يومها الحادي عشر دون أي مؤشرات على توقفها، وسط تزايد التوتر الإقليمي، حيث يرى مراقبون أن هذه الحملة قد تشكل نقطة تحول رئيسية في الصراع الدائر، مع احتمالية تصعيد المواجهة بين واشنطن وطهران عبر الوكلاء المسلحين في المنطقة.

 

مقالات مشابهة

  • حزب الشعب الجمهوري في مأزق حقيقي.. من المرشح الحقيقي بعد سقوط إمام أوغلو؟
  • رئيس الوزراء الأسترالي يدعو إلى انتخابات وطنية
  • هل بدأت نهاية النفوذ الإيراني في اليمن؟ الضربات الأمريكية تدك مواقع سرية تحت الأرض وتستهدف قيادات ميدانية رفيعة
  • 7 أسئلة عن انتخابات كندا 2025 وتحديات ترامب
  • وفاة 6 وإنقاذ العشرات.. غرق غواصة سياحية بالغردقة وتحرك عاجل من فرق الإنقاذ
  • وزير الداخلية يعلن عن انتخابات جزئية في 150 جماعة
  • تسجيل الناخبين في الانتخابات البلدية دون المستوى المطلوب.. والمفوضية تدرس التمديد
  • الحلبوسي بين الطموح والتدخلات.. هل يتحول الدعم الخارجي لورقة ضغط على الكرد؟
  • الحلبوسي بين الطموح والتدخلات.. هل يتحول الدعم الخارجي لورقة ضغط على الكرد؟ - عاجل
  • لأول مرة منذ 136 عاماً..ديمقراطي يفوز بمقعد بمجلس الشيوخ في بنسلفانيا